خطبة الاسبوع arrow خطبة الاسبوع arrow تحَفِيزُ دَواعِي الخيراتِ
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

تحَفِيزُ دَواعِي الخيراتِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
17/05/2008
خطبة الجمعة بتاريخ 17 جمادى الأولى 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحَفِيزُ دَواعِي الخيراتِ
   الحَمْدُ للهِ الذِي رَغَّبَ فِي الخَيْرِ بِمَا وَعَدَ عَلَيْهِ مِنْ جَزِيلِ الثَّوابِ، ونَفَّرَ مِنَ الشَّرِّ بِمَا تَوَعَّدَ عَلَيْهِ مِنْ أَلِيمِ العِقَابِ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ الأَوَّابِ، المَبْعُوثِ بِأَقْوَمِ حُجَّةٍ وأَصْدَقِ خِطَابٍ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَمَرَ بِالحَثِّ عَلَى الخَيْرَاتِ، وَوَجَّهَ إِلَى تَحفِيزِ الهِمَمِ والطَّاقَاتِ، واستِثْمارِ الفُرَصِ والقُدُراتِ، لِمَا فِيهِ صَلاَحُ الأَفْرادِ والمُجتَمَعاتِ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، خَيْرُ الخَلْقِ مَنْهَجاً وأُسلُوباً إِذَا أَرشَدَ ودَعَا، وأَمثَلُهُم طَرِيقَةً إِذَا أَصلَحَ وَسَعَى، -صلى الله عليه وسلم-  وَعَلَى آلهِ وصَحْبِهِ الكِرامِ، وعَلَى أَتْبَاعِهِ وحِزْبِهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ والقِيامِ.  أَمَّا بَعْدُ، فَيا جَمْعَ المُؤمِنينَ، ومَعشَرَ الآبَاءِ والمُرَبِّينَ: أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقوَى اللهِ، وامتِثَالِ نَهْجِهِ وهُدَاهُ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً))(1)، واعلَموا -رَحِمَكُم اللهُ- أَنَّ الخَيْرَ فِطْرَةٌ فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْها، وغَايَةٌ عَظِيمَةٌ حَثَّهُمْ عَلَى السَّعْيِ إِلَيْها، فَالخَيْرُ فِي البَشَرِ رَصِيدٌ مَوجُودٌ، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ هَدَفٌ تَرْبَوِيٌ مَقْصُودٌ، إِلاَّ أَنَّ مِنْ طَبِيعَةِ النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وعَادَةِ الذَّاتِ الإِنْسَانِيَّةِ، أَنَّها بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُحَفِّزُ مَكَامِنَ الخَيْرِ والصَّلاَحِ فِيها، ويَستَحِثُّ دَوافِعَ التَّحْصِيلِ بِها، وبِقَدْرِ مَا يَجِدُ الإِنْسانُ مَنْ يَحُثُّهُ عَلَى الخَيْرِ ومُقتَضَياتِهِ، ويَستَثِيرُ هِمَّتَهُ نَحْوَ سُبُلِهِ ومُسَبِّبَاتِهِ، يَكُونُ إِقبَالُهُ عَلَى فِعلِ الخَيْرَاتِ وعَمَلِ الصَّالِحَاتِ، وهِيَ حَقِيقَةٌ أَكَّدَ عَلَيْها الوَحْيُ الإِلَهِيُّ العَظِيمُ، وحَثَّ عَلَيْها الخِطَابُ النَّبَوِيُّ الكَرِيمُ، بَلْ أَنَّ القُرآنَ الكَرِيمَ جَعَلَ مِنْها مَنْهَجاً وَحِيداً لِلْفَوزِ بِالجِنَانِ، وسِياجَاً مَنِيعاً مِنَ الوقُوعِ فِي الخُسْرَانِ، قَالَ تَعالَى: ((وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))(2)، فِي هَذِهِ السُّورَةِ القَصِيرَةِ يَتَمثَّلُ مَنْهَجٌ كَامِلٌ لِلْحَياةِ البَشَرِيَّةِ كَمَا يُرِيدُهَا الإِسلاَمُ، إِنَّها الحَياةُ التِي يَعُمُّ فِيها الخَيْرُ ويَنتَشِرُ السَّلاَمُ، إِنَّها تُقَرِّرُ أَنَّهُ عَلَى امتِدادِ الزَّمَانِ فِي جَمِيعِ العُصُورِ، وفِي تَارِيخِ الإِنْسَانِ فِي جَمِيعِ الدُّهُورِ، لَيْسَ هُنَالِكَ إِلاَّ مَنْهَجٌ وَاحِدٌ صَالِحٌ، وطَرِيقٌ فَرِيدٌ سَالِكُهُ رَابِحٌ، إِنَّهُ مَنْهَجُ التَّحفِيزِ عَلَى الخَيْرِ والدَّعْوَةِ إِلَيهِ، الذِي يَعتَمِدُ مَبدأَ الصَّبْرِ ويَحُثُّ عَلَيْهِ، قَالَ تَعالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(3)، والتَّواصِي بِالحَقِّ ضَرورَةٌ، إِذِ الجِدُّ والإِجتِهادُ والحِرْصُ عَلَى الخَيْرِ عَسِيرٌ، وأَمَامَ قَاصِدِهِ قَدْ يُوجَدُ مِنَ المُعَوِّقاتِ الشَّيءُ الكَثِيرُ، ولَكِنَّهُ مَعَ التَّحفِيزِ والمُصَابَرَةِ -بإِذْنِ اللهِ- يَسِيرٌ، والتَّواصِي بِالحَقِّ والخَيْرِ والصَّلاَحِ تَذْكِيرٌ وتَشْجِيعٌ، فَهُوَ مُضَاعَفَةٌ لِمَجْمُوعِ الجُهُودِ والطَّاقَاتِ الفَردِيَّةِ، إِذْ تَتَفاعَلُ مَعاً فَتتَضَاعَفُ، تَتَضاعَفُ بإِحْساسِ كُلِّ فَرْدٍ أَنَّ مَعَهُ غَيْرَهُ يُوصِيهِ ويُشَجِّعُهُ، ويَقِفُ مَعَهُ ويُحِبِّهُ ولاَ يَخْذُلُهُ، والتَّواصِي بِالصَّبْرِ كَذَلِكَ ضَرورَةٌ، ولاَ بُدَّ مِنَ الصَّبْرِ، لِلْفَوزِ بِالخَيْرِ والظَّفَرِ، لاَ بُدَّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى جِهَادِ النَّفْسِ وعَنَتِ المُعَوِّقَاتِ، والصَّبْرِ عَلَى طُولِ الطَّرِيقِ وبُطءِ المَرَاحِلِ وبُعْدِ الغَايَاتِ، والتَّواصِي بِالصَّبْرِ يُضَاعِفُ المَقْدِرَةَ، بِمَا يَبْعَثُهُ مِنْ إِحْسَاسٍ بِوَحْدَةِ الهَدَفِ، وَوَحْدَةِ المُتَّجَهِ وتَسَانُدِ الجَمِيعِ، وتَُزَوِّدُهُمْ بِالحُبِّ والعَزْمِ والإِصْرارِ، إِلَى آخرِ مَا يُثِيرُهُ مِنْ مَعَانِي الجَمَاعِةِ التِي لاَ يَتَرعْرَعُ الخَيْرُ إِلاَّ تَحْتَ وَارِفِ ظِلاَلِها، ولاَ تَبْرُزُ مَعَالِمُهُ إِلاَّ مِنْ خِلاَلِها، ولَقَدْ صَوَّرَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  أَثَرَ المُحِيطِ الصَّالِحِ الذِي يُحَفِّزُ عَلَى الخَيْرِ ويُرْشِدُ إِلَيْهِ فِي أَروَعِ صُورَةٍ تَتَّضِحُ مِنْ خِلاَلِها آثَارُهُ الجَلِيلَةُ، وفِي المُقَابِلِ تُبَيِّنُ عَواقِبَ المُحِيطِ الفَاسِدِ الذِي يُضْعِفُ الهِمَمَ، ويَضَعُ المُعَوِّقَاتِ أَمَامَ المَقَاصِدِ النَّبِيلَةِ، فَعَنْ أَبِي موسَى? الأَشْعَرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ((مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ ونَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وإِمَّا أَنْ تَبتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً)).
   أَيُّها المُسلِمُونَ:
   إِنَّ لِلْتَّحفِيزِ إلى الخَيْرِ والحَثِّ علَيهِ فُرَصاً لاَ بُدَّ مِنْ تَحَيُّنِ مُواتَاتِها، ومُناسَباتٍ يَجْدُرُ بِنَا حُسْنَ استِغلاَلِها، وطُرُقاً وأَسَالِيبَ يَنْبَغِي سُلُوكُها واتِّبَاعُها، وقَدَ جَاءَ الخِطَابُ الإِسلاَمِيُّ آمِراً بِالتَّبَصُّرِ والحِكْمةِ عِنْدَ الإِرْشَادِ لِلْخَيْرِ، وبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ المَنهَجُ الذِي يَجِبُ أَنْ يَسلُكَهُ المُسلِمُونَ، والأُسلُوبُ الذِي يَتَّبِعُهُ المُؤمِنُونَ، قَالَ تَعالَى: ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))(4)، ولَقَدْ ضَرَبَ لَنَا القُرآنُ الكَرِيمُ صُوَراً مُشْرِقَةً مِنْ تَحَيُّنِ الفُرَصِ المُنَاسِبَةِ، التِي تكُونُ فِيهَا النُّفُوسُ إِلَى الاستِجَابَةِ رَاغِبَةً، حَرَصَ عَلَيْها الأَنْبِياءُ والمُرسَلُونَ، فَكَانَ لِحُسْنِ اختِيارِهِمْ جَمِيلُ الأَثَرِ، ولِصَادِقِ نُصْحِهِمْ استِجَابَةُ البَشَرِ، فَهَذَا نَبِيُّ اللهِ يَعقُوبُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- يَخْتَارُ لَحْظَةَ الاحتِضَارِ لِيُؤَكِّدَ عَلَى بَنِيهِ مَا رَبَّاهُمْ عَلَيْهِ مِنَ الخَيْرِ، ومَا حَثَّهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يكُونُوا قُدْوةً لِلْغَيْرِ، هُنَاكَ حَيْثُ تَجِيشُ العَواطِفُ نَحْوَ المُحتَضَرِ، فَتَنْصُتُ الآذَانُ إِلَى كَلِمَاتِهِ، وتَتَحَفَّزُ الهِمَمُ إِلَى الأَخْذِ بِتَوصِيَاتَهِ، قَالَ تَعالَى: ((أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))(5)، إِنَّهُ حُسْنُ التَّحفِيزِ لِلْخَيْرَاتِ، وَقَطْعُ وَسَاوسِ المَعاصِي والمُوبِقَاتِ، وَغَيْرُ بَعِيدٍ عَنْ هَذا مَا كَانَ عَلَيْهِ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مِنْ حُسْنِ استِغلاَلٍ لِلْظُّروفِ والأَحْوالِ، وإِتْقَانٍ لِفَنِّ العَمَلِ والمَقَالِ، وهُوَ يُرشِدُ عَزِيزَ مِصْرَ ومَنْ حَولَهُ إِلَى مَا أَمْكَنَ مِنَ الإِصْلاَحِ، ومَا يَقْدِرُ عَلَى حِرْزِهِ مِنْ أَسْبابِ السَّعَادَةِ والنَّجَاحِ، فَحِينَ فَزِعَ العَزِيزُ مِنْ رُؤَياهُ المَنامِيَّةِ، وطَلَبَ مِنْهُ تَفْسِيرَ مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ بِمَا آتَاهُ اللهُ مِنَ المَوهِبَةِ التَّفْسِيرِيَّةِ، اغتَنَمها -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فُرْصَةً مُواتِيَةً لِيَدْفَعَ المَلِكَ إِلَى الإِصلاَحِ الاقتِصَادِِيِّ، وتَصْحِيحِ مَا أَفْسَدَتْهُ امرَأَتُهُ مِنَ التَّشْوِيهِ الإِجتِماعِيِّ، وكَانَ ذَلِكَ -بِفَضلِ اللهِ- سَبَباً لِلْتَّمكِينِ، وسَبِيلاً إِلَى تَبْرِئةِ يُوسفَ الطَّاهرِ الأَمِينِ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والتَّسلِيمُ-.
   أَيُّها المُؤمِنونَ:
   إِنَّ مِمَّا يَنبَغِي مُرَاعاتُهُ عِنْدَ التَّحفِيزِ عَلَى الخَيْرِ والطَّاعَةِ، ومِمَّا يَجِبُ أَخْذُهُ بِالإِعتِبارِ قَدْرَ الاستِطَاعَةِ، إِدْرَاكَ أَنَّ لِلإِنْسَانِ -مَهْما كَانَ- اعتِباراً وكَرَامَةً، والنَّاسُ وإِنْ تَفَاوَتُوا فِي ذَلِكَ إِلاَّ أَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ مَنزِلَتَهُ واحتِرَامَهُ، والمُتَتَبِّعُ لآيَاتِ كِتَابِ اللهِ، وسِيرةِ نَبِيِّهِ المُصْطَفَى الأَوَّاهِ -صلى الله عليه وسلم-  يَجِدُ مِنَ الأَنْبِياءِ والمُرسَلِينَ، رُقِيَّاً فِي الأَلْفَاظِ والكَلِمَاتِ، وسُمُوَّاً فِي الخِطَابِ والعِبَاراتِ، يَستَعمِلُونُ فِي التَّحفِيزِ إِلَى الخَيْرِ أَرقَى أَسَالِيبِ الحِوارِ، بِتَواضُعٍ جَمٍّ بَعِيدٍ عَنِ الغُرورِ والاستِكْبَارِ، فَهَذَا خِطَابُ اللهِ لِكَلِيمِهِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وهُوَ يُوَجِّهُهُ إِلَى فِرعَونَ الذِي طَغَى، واستَعبَدَ العِبَادَ وبَغَى، إِلاَّ أَنَّ اللهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ: ((فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) (6) ، إِنَّ مِنْ وَاجِبِ المُحَفِّزِ عَلَى الخَيْرِ أَنْ يكُونَ هَيِّناً لَيِّناً مَعَ مَنْ يُحَفِّزُهُ، لَطِيفاً مُهَذَّباً مَعَ مَنْ يُشَجِّعُهُ، فَإِنَّ الرِّفْقَ يأْخُذُ بِأَلْبابِ القُلُوبِ، والخَيْرُ مَعَهُ إِلَى النُّفُوسِ مَحْبُوبٌ، قَالَ تَعالَى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) (7) ، وانظُروا إِلَى أَبِي الأَنْبِياءِ خَليلِ الرَّحمنِ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- وهُوَ يُحَاوِلُ تَشْجِيعَ أَبيهِ عَلَى الطَّاعَةِ والإِيمَانِ، وتَحفِيزِهِ لِلْخُضُوعِ لِلْوَاحِدِ الدَّيَّانِ، اختَارَ أَرَقَّ الكَلِمَاتِ وأَسْماهَا، وأَطْيَبَ العِبارَاتِ وأَعْلاَهَا، فَكانَ يُخَاطِبُهُ بِقَولِهِ: ((يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً، يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً، يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً))(8)، إِنَّ إِبرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يُدْرِكُ مَا تَعنِيهِ كَلِمَةُ الأُبُوَّةِ مِنْ مَعنَى، ومَا لَها فِي قَلْبِ الأَبِ مِنْ مَكَانَةٍ ومَبْنَى، فَأَرادَ أَنْ يَستَثِيرَ بِها عَواطِفَ أَبِيهِ، لَعلَّ سَانِحَةً مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَهْدِيهِ، فَإِذَا صَادَفَتِ الكَلِمَةُ قُلُوباً طَيِّبَةً، وأَنْفُساً إِلَى اللهِ رَاغِبَةً، كَانَ لَها الأَثَرُ العَظِيمُ، والنِّتَاجُ الطَّيِّبُ الكَرِيمُ، فَقَدْ حَكَى اللهُ عَنْ إِبرَاهِيمَ وابنِهِ إِسماعيلَ -عَلَيْهِما السَّلاَمُ- فَقَالَ تَعالَى: ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))(9)، إِنَّ هَذِهِ العِبَارَاتِ مَعَ مَا فِيها مِنْ رِقَّةِ الأُبُوَّةِ والحَنانِ، إِلاَّ أَنَّ فِيها حِفْظاً واعتِباراً لِكَرامَةِ الإِنْسَانِ، إِنَّ إِبرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- كَانَ سَيُنَفِّذُ أَمْرَ اللهِ، سَواءً بِرَفْضِ الإِبْنِ أَو بِرِضَاهُ، ولَكِنَّهُ أَرادَ مِنِ ابنِهِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكاً لَهُ فِي تَلبِيَةِ الأَمْرِ والنِّدَاءِ، والإِذْعانِ بِالطَّاعَةِ لِرَبِّ الأَرضِ والسَّمَاءِ؛ فَخَاطَبَهُ بِقَولِهِ: ((فَانظُرْ مَاذَا تَرَى))، فَكَانَ لِهذَهِ الكَلِمَةِ عَظِيمُ الأَثَرِ، وسَلَّمَ الإِبنُ لأَبِيهِ الفِعْلَ والنَّظَرَ، طَاعَةً وخُضُوعاً لِبارِئِ البَشَرِ، وصَدَقَ اللهُ حِينَ قَالَ: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)) (10) ، إِنَّها آيَةٌ فِي سُورَةِ إِبراهِيمَ، تَضَعُ لِلنَّاسِ أَرقَى القِيَمِ والمَفَاهِيمِ.
   فَاتَّقوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واقتَدوا فِي أَقوالِكُم وأَفعَالِكُم بِصَفْوَةِ الخَلْقِ مِنَ النَّبِيِّينَ، وخِيرَةِ البَشَرِ مِنَ المُرسَلِينَ، تُكْتَبْ لَكُمْ مُرَافَقَتُهُمْ فِي عِلِّيِّينَ، ويُصلِحِ اللهُ أَمْرَ دُنْياكُم والدِّينِ.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
              
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ الكَثِيرَ مِنَ الأَسَالِيبِ الرَّاقِيَةِ لإِثَارَةِ دَوافِعِ الخَيْرِ، والتَّحفِيزِ عَلَى مَعَانِي البِرِّ، ومِنْ ذَلِكَ شَحْذُ الهِمَمِ إِلَى الخَيْرِ بِبَيانِ حُسْنِ عَواقِبِهِ، والتَّنفِيرِ مِنَ الشَّرِّ بِذِكْرِ أَضْرارِهِ ومَصَائبِهِ، إِنَّهُ أُسلُوبُ التَّرغِيبِ والتَّرهِيبِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ تَتَنافَسُ لِمَا فِيهِ الخَيْرُ والنَّجَاةُ، وتَنْفِرُ بِطَبْعِها مِنْ كُلِّ مَا يُورِثُ البَلاَءَ والأَزَماتِ، فَهَكَذا كَانَتْ دَعْوةُ الرُّسُلِ أَجْمَعِينَ، قَالَ تَعالَى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ))(11)، وقَالَ سُبْحانَهُ: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً))(12)، والُمتَتَبِّعُ لِسِيرَةِ الأَنْبِياءِ، والدَّارِسُ لِتَارِيخِ الرُّسُلِ الأَصفِياءِ، يَجِدُ تَحفِيزَهُمْ لأُمَمِهِمْ مَقْروناً بِالتَّبشِيرِ والنَّذِيرِ، يَذكُرونَ لَهُمْ فِي الإِيمَانِ الخَيْرَ الكَبِيرَ، ومَا وَعَدَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الأَجْرِ الوَفِيرِ، ويُحَذِّرونَهُمْ مِنْ شَرِّ العِصْيانِ المُستَطِيرِ، فَهَذا نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَحُثُّ قَومَهُ عَلَى الاستِغفَارِ، بِبَيانِ مَا سَيَتَرتَّبُ عَلَيهِ مِنَ الغَيْثِ ونُزولِ الأَمْطَارِ، ومَا سَيُورِثُهُ مِنْ بَرَكَةٍ فِي النَّسلِ والدِّيارِ، قَالَ تَعالَى: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً))(13)، وكَمَا رَغَّبَهُمْ فِي الخَيْرِ بِذِكْرِ حُسْنِ عَاقِبَتِهِ، َنَفَّرَهُمْ مِنَ الشَّرِّ بِذِكْرِ سُوءِ مَغَبَّتِهِ، قَالَ تَعالَى: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ))(14)، وفَشَا فِي قَوْمِ شُعَيْبٍ بَخْسُ المِكْيَالِ والمِيزانِ؛ فَحَذَّرَهُمْ نَبِيُّهُمْ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مِنْ مَغَبَّةِ ذَلِكَ وسُوءِ عَاقِبَتِهِ، قَالَ تَعالَى: ((وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ؛ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))(15)، هَكَذا كَانُوا صَلَواتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ، كَانَ هَمُّهُمْ هِدَايَةَ النَّاسِ إِلَى طَاعَةِ رَبِّ العَالَمِينَ، لاَ يَرْجُونَ مِنْهُمْ غَنِيمَةً وأَمْوالاً، ولاَ عَطَاءً ولاَ نَوالاً، وعَلَى هَذا سَارَ خَاتَمُ الأَنْبِياءِ والمُرسَلِينَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم-  ، فَقَدْ أَسَرَ بِأَخْلاَقِهِ وأَقْوالِهِ الأَلْبَابَ، ودَخَلَ بِبَدِيعِ أُسلُوبِهِ النَّاسُ فِي الخَيْرِ مِنْ كُلِّ بَابٍ، رَغَّبَ أُمَّتَهُ فِي الخَيْرِ بِأَرقَى الأَسَالِيبِ والمَعانِي، فَتَسابَقوا إِلَيهِ تَسابُقاً أَذْهَلَ القَاصِي والدَّانِي، وَجَادوا فِي سَبِيلِ ذَلِكَ بِأَنْفُسِهِمْ قَبلَ أَمْوالِهِم، ونَفَروا مِنَ الشَّرِّ مَهْمَا تَزيَّنَتْ أَسْبابُهُ لَهُم، ومَا ذَلِكَ إِلاَّ رَغْبَةٌ فِيمَا أَيقَنوا بِهِ مِنْ عَظِيمِ الثَّوابِ، ومَا أَوجَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْ أَلِيمِ العِقَابِ، قَالَ تَعالَى: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً))(16)، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائلٍ: ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ))(17)، شِعَارُهُمْ فِي طَرِيقِ الخَيْرِ الأُلْفَةُ والتَّراحُمُ، وعِنْدَ المِحَنِ التَّعَاوُنُ والتَّلاَحُمُ، وبِهَذا الأَدَبِ الرَّفِيعِ، وبِسُمُّوهِم عَنْ كُلِّ دَنِيٍّ وَضِيعٍ، استَقبَلَ النَّاسُ دَعْوتَهُمْ استِقبَالَ المُقْبِلِ المُطِيعِ، فَما أَحْوَجَنا -أُمَّةَ الإِسلاَمِ- إِلَى إِتْقانِ أَسَالِيبِ التَّشْجِيعِ، بِاستِخْدَامِ الخِطَابِ المُتَّزِنِ البَدِيعِ، ومُخَالَقَةِ النَّاسِ بِالأَخْلاَقِ الرَّاقِيَةِ، ومُعاشَرتِهِمْ مُعَاشَرةَ أَصْحَابِ الهِمَمِ العَالِيَةِ، انْطِلاَقاً مِنْ أَخْلاَقِنا وقِيَمِنا ومَبَادِئنَا السَّامِيَةِ.
   أَلاَ فَاتَّقوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واحمِلُوا عَلَى الخَيْرِ أَنْفُسَكُمْ، وادعُوا إِلَيهِ أَهلِيكُم وأَولاَدَكُم، ويَا مَعشَرَ المُرَبِّينَ شَجِّعُوا عَلَيْهِ طُلاَّبَكُم، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الرَّاحَةَ الدُّنْيَوِيَّةَ، وبِهِ تُدْرَكُ السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّةُ، ((وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً))(18).
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (19).
   اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
                                            
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
                                            
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الاحزاب / 70 .
(2) سورة العصر / 1-3 .
(3) سورة آل عمران / 200 .
(4) سورة يوسف / 108 .
(5) سورة البقرة / 113 .
(6) سورة طـه / 44 .
(7) سورة آل عمران / 159 .
(8) سورة مريم / 42-45.
(9) سورة الصافات / 102 .
(10) سورة إبراهيم / 24 .
(11) سورة البقرة / 213 .
(12) سورة الاحزاب / 45 .
(13) سورة نوح / 10-12 .
(14) سورة الأعراف / 59.
(15) سورة الأعراف / 85 .
(16) سورة الإنسان / 8-9 .
(17) سورة السجد / 16 .
(18) سورة النساء / 9 .
(19) سورة الأحزاب / 56 .
 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.