خطبة الاسبوع arrow خطبة الاسبوع arrow مَفَاتيِحُ الــنـَّجَاحِ
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

مَفَاتيِحُ الــنـَّجَاحِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
26/07/2008

خطبة الجمعة بتاريخ 29 رجب 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَفَاتيِحُ الــنـَّجَاحِ
   الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، يَسَّرَ لِعبَادِهِ سُبُلَ النَّجَاحِ، ودَعَاهُمْ إِلَى طُرُقِ الصَّلاَحِ، لِيَكُونُوا مِنْ أَهلِ الفَلاَحِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاستَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

 

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ النَّجَاحَ نَتِيجَةٌ مَحتُومَةٌ لِجُهودٍ مَحْمُودَةٍ، وهَدِيَّةٌ مَقْبُولَةٌ لِتَضْحِيَاتٍ مَشْهُودَةٍ، قَالَ تَعَالَى: ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))(1)، وبِدَايةُ النََّجَاحِ عُلُومٌ نَافِعَةٌ وَمَعَارِفُ شَامِلَةٌ، تَرفَعُ قَدْرَ صَاحِبِها بَيْنَ النَّاسِ، وتُصَحِّحُ نَظْرَتَهُ فِي الحَيَاةِ، ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))(2)، والمُتَعلِّمُ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ تَعالَى، مَحفُوفٌ بِالكَرَامَةِ، قَالَ تَعَالَى فِي حِكَايَةِ سُلَيْمانَ   -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَعَ بلْقِيسَ: ((قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ))(3)، وَقَدْ قَرَنَ اللهُ سُبْحَانَهُ بَيْنَ شَهادَتِهُ وشَهَادَةِ أُولِي العِلْمِ فَقَالَ: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ))(4)، وفِي شَهَادَةِ أَهلِ العِلْمِ كِفَايَةٌ، قَالَ تَعَالَى:((قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))(5)، وَأَصحَابُ العُلُومِ هُمُ الذِينَ يَستَفِيدونَ مِنَ الأَمثَالِ المَضْروبَةِ، والتَّجَارُبِ المَحْسُوسَةِ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ))(6).
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ مِنْ مَفَاتِيحِ النَّجَاحِ أَنْ يُشَاوِرَ المَرءُ أَهْلَهُ وأَقْرِباءَهُ، وأَنْ يُراجِعَ إِخْوانَهُ وزُمَلاَءَهُ، يَستَفِيدُ مِنْ آرَائِهم، ويَأْخُذُ مِنْ تَجَارُبِهِم، قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ عِبَادِهِ المُؤمِنينَ: ((وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))(7)، فَالشُّورَى سَنَدٌ لِلْفَرْدِ وأُلْفَةٌ لِلْجَمَاعَةِ، ومَنَارٌ لِلْعُقُولِ وتَنْقِيحٌ لِلْفُهُومِ، وَسَبَبٌ إِلَى الصَّوابِ، وَسَبِيلٌ إِلَى المَجْدِ، وطَرِيقٌ إِلَى النَّجَاحِ، أَلَمْ يَقُلِ اللهُ سُبْحَانَهُ لِنَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ))(8)، وُهُوَ أَمْرٌ لِلأُمَّةِ فِي مُختَلَفِ أُمُورِها، وشَتَّى أَحْوالِها، حَتَّى تَصِلَ إِلَى أَهْدَافِها، وَقَدْ بَيَّنَ القُرآنُ الكَرِيمُ أَنَّ المُشَاورَةَ فِي تَربِيَةِ الأَولاَدِ تَرفَعُ الحَرَجَ، وتَسُوقُ إِلَى الاستِقْرارِ، قَالَ تَعَالَى فِي مَعْرِضِ ذِكْرِهِ لأَحْكَامِ الرَّضَاعِ والنَّفَقَةِ: ((فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا)) (9)، والمُشَاورَةُ فِي بِنَاءِ الأُسْرَةِ طَرِيقُ النَّجَاحِ فِي الحَيَاةِ، لأَنَّ الاستِبْدَادَ بِالرَّأْيِ يُفْسِدُ الأُمُورَ.
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ الإِعْدَادَ الصَّحِيحَ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ النَّجَاحِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَالاستِفَادَةُ مِنَ الأَسَالِيبِ العِلْمِيَّةِ تَنْفَعُ النَّاسَ وَتَرقَى بِالمُجتَمَعاتِ، كَمَا جَاءَ فِي تَعْبِيرِ يُوسفَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لِلرُّؤيا، إِذ حَكَى اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ بَقَولِهِ: ((يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ، قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ))(10)، والأُمَّةُ التِي تُحْسِنُ تَخْطِيطَها، وتُتْقِنُ تَنْظِيمَها، لاَ تَهُزُّها أَزْمَةٌ، ولاَ تُعِيقُها مِحْنَةٌ، قَالَ تَعَالَى: ((وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) (11)، إِنَّ مِنْ مَفَاتِيحِ النَّجَاحِ اختِرَاعَ كُلِّ مُفِيدٍ، وابتِكَارَ كُلِّ جَدِيدٍ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ، وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ))(12)، تِلْكَ هِيَ صَنْعَةُ الدُّروعِ حِلَقاً مُتَداخِلَةً، وقِطَعاً مُتَمَاسِكَةً، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تُصْنَعُ صَفِيحَةً وَاحِدَةً وقِطْعَةً جَامِدَةً، ولاَ شَكَّ أَنَّ ذَلِكَ أَيْسَرُ استِعْمَالاً، وأَكْثَر مُرونَةً وأَحْسَنَ أداءً، ((وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))(13)، إِنَّ تَضَافُرَ الجُهُودِ، وتَواصُلَ الخِبْراتِ، وتَلاَحُمَ الطَّاقَاتِ، مِنْ مَفَاتِيحِ النَّجَاحِ كَمَا حَكَى اللهُ فِي قِصَّةِ ذِي القَرنْيِنِ: ((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً، قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً، آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً، فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً))(14).
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ النَّجَاحِ أَدَاءَ الأَعْمَالِ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ، فَهُوَ طَرِيقُ الظَّفَرِ، كَمَا أَنَّ الاستَعَانَةَ بِاللهِ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ النَّجَاحِ؛ فَهِيَ تَبْعَثُ الأَمَلَ فِي النُّفُوسِ، وهِيَ مِمَّا وَصَّى بِهِ الأَنْبِياءُ أَقْوامَهَم، ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))(15)، وَمَنِ استَعَانَ بِاللهِ أَعَانَهُ ونَصَرَهُ، ومَنْ تَوكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ ونَجَّاهُ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- قَالَ: "حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قَالَها إِبراهيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَها مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالُوا: ((إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))(16).
   فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وأَحْسِنُوا أَعمَالَكُم تُدرِكُوا آمَالَكُم، وأَصلِحُوا أُمُورَكُم تَنَالُوا نَجَاحَكُم.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ نَجَاحَ الأُمَمِ فِي تَعَاونِ أَفْرادِها، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))(17)، والأُمَّةُ التِي يَتَعاونُ أَبْنَاؤُها ويَتَكاتَفُ رِجَالُها أُمَّةٌ نَاجِحَةٌ، عَنِ ابنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى؟ وأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُم لِلنَّاسِ، وأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسلِمٍ))، فَبِالتَّعاونُ تُنْجَزُ الأَعْمَالُ الكَبِيرَةُ التِي لاَ يَقْدِرُ عَلَيْها الفَرْدُ، فَهُوَ أَسَاسٌ فِي التَّقَدُّمِ والإِنْتَاجِ.
   ومِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ النَّجَاحِ أَدَاءُ الأَمَانَةِ، قَالَ تَعالَى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا))(18)، والعَامِلُ الأَمِينُ صُورَةٌ مُشْرِقَةٌ فِي مُؤَسَّستِهِ، ولَبِنَةٌ قَوِيَّةٌ فِي مُجتَمَعِهِ، عَنْ عُدَي بن عُمَيْرةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((مَنِ استَعْملْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَليَجِئْ بِقَلِيلِهِ وكَثِيرِهِ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهَ أَخَذَ، وما نُهِيَ عَنْهُ انتَهَى)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وخُذُوا بأَسْبَابِ النَّجَاحِ؛ تَسلُكُوا طَرِيقَ الفَلاَحِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (19).
   اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة التوبة / 72 .
(2) سورة المجادلة / 11 .
(3) سورة النمل / 40 .
(4) سورة آل عمران / 18 .
(5) سورة الرعد / 43 .
(6) سورة العنكبوت / 43 .
(7) سورة الشورى / 38 .
(8) سورة آل عمران / 159 .
(9) سورة البقرة / 233 .
(10) سورة يوسف / 46 - 49 .
(11) سورة يوسف / 56 .
(12) سورة الأنبياء / 79 - 80 .
(13) سورة سبأ / 10 - 11 .
(14) سورة الكهف / 94 - 97 .
(15) سورة الأعراف / 128 .
(16) سورة آل عمران / 173 .
(17) سورة المائدة / 2 .
(18) سورة النساء / 58 .
(19) سورة الأحزاب / 56 .
آخر تحديث ( 26/07/2008 )
 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.