طِــيْبُ العِشـْرَة ِوَحُسْنُ المُخَالطَةِ |
|
|
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء
|
26/10/2008 |
خطبة الجمعة بتاريخ 1 ذي القعدة 1429هـ بسم الله الرحمن الرحيم طِــيْبُ العِشـْرَة ِوَحُسْنُ المُخَالطَةِ الحَمْدُ للهِ عَلاَّمِ الغُيُوبِ، يُؤلِّفُ بِرَحْمَتِهِ بَيْنَ القُلُوبِ، وَيَضَعُ لِتَحقِيقِ ذَلِكَ أَسْبَابًا، بِمُبَاشَرَتِهَا يَكُونُ النَّاسُ إِخْوَانًا وأَحْبَابًا، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أُهلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ مِنْ طِيْبِ العِشْرَةِ حُسْنَ الفِعَالِ وَطِيْبَ المَقَالِ، والتَّجَاوُزَ عَنِ الهَفَواتِ وَسَتْرَ الزَّلاَّتِ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَكْرَمُ النَّاسِ عِتْرَةً، وَأَنْبَلُهُمْ وَأَطْيَبُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : العِشْرَةُ هِيَ المُخَالَطَةُ وَالمُصَاحَبَةُ، وَهِيَ لِلإِنْسَانِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ وَمَطْلَبٌ حَتْمِيٌّ، فَالإِنْسَانُ لاَ يَستَطِيعُ أَنْ يَعِيشَ مُنْفَرِدًا عَنْ إِخْوَانِهِ مُنْعَزِلاً عَنْهُمْ، إِذْ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يُخَالِطَهُمْ ويُصَاحِبَهُمْ، لأَنَّهُ عَلَى ذَلِكَ مَطْبُوعٌ وَإِلَيْهِ مُفْتَقِرٌ، فَمَنْ عَاشَ مُنْعَزِلاً عَنْ غَيْرِهِ صَادَمَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ، وَتَكلَّفَ الاستِغْنَاءَ عَمَّا هُوَ مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ، فَسَاءَ بِذَلِكَ حَالُهُ، حَيْثُ تَحمَّلَ مَا لاَ يُستَطَاعُ احتِمَالُهُ، فَالإِنْسَانُ لاَ يَهْدَأُ لَهُ بَالٌ وَلاَ يَسْعَدُ لَهُ حَالٌ، وَلاَ يَهْنأُ لَهُ مُستَقْبَلٌ وَمَآلٌ، إِلاَّ إِذَا وَافَقَتْ أَفْعَالُهُ فِطْرَتَهُ، وَعَمِلَ فِي حُدُودِ مَا يُلائِمُ طَاقَتَهُ وَمَا يُنَاسِبُ قُدْرَتَهُ، وَالشُّعُورُ بِالاستِغْنَاءِ عَنِ الآخَرِينَ كِبْرٌ وَطُغْيَانٌ، يُعَكِّرُ صَفْوَ الحَيَاةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَآنٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى))(1)، هَذَا شَأْنُ الإِنْسَانِ قَبْلَ أَنْ يُهَذِّبَهُ الإِيمَانُ، فَإِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدِ استَغْنَى بِمَالِهِ أَو وَلَدِهِ أَو جَاهِهِ -وَمَا أَصبَحَ فِي حَاجَةٍ إِلَى غَيْرِهِ- تَجَاوَزَ حَدَّ الحَقِّ وَالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ، فَظَلَمَ وَبَغَى وَحَافَ، وَخَلاَ عَنْ طَيِّبِ الخِلاَلِ وَكَرِيمِ الأَوصَافِ، إِنَّ أَعبَاءَ الحَيَاةِ جِسَامٌ، لاَ يَستَطِيعُ إِنْسَانٌ وَحْدَهُ تَحَمُّلَهَا ومُوَاجَهَتَهَا، فَلَو أَنَّهُ كَانَ طَيِّبَ العِشْرَةِ لَوَجَدَ مِنْ إِخْوَانِهِ عَوناً وَحِفْظًا وَصَونًا، وَبِذَلِكَ يَخِفُّ الحِمْلُ الثَّقِيلُ، فَالمَرءُ بِإِخْوَانِهِ كَثِيرٌ وَبِنَفْسِهِ قَلِيلٌ. إِنَّ الأَخَ أَو الصَّدِيقَ هُوَ لأَخِيهِ أَو صَدِيقِهِ عَضُدٌ وَسَاعِدٌ، وَهُوَ لَهُ خَيْرُ مُعِينٍ وَمُسَاعِدٍ، وَعِنْدَما أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنْ يَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ لِيُبلِّغَهُ مَا أُرْسِلَ بِهِ؛ شَعَرَ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَّهُ وَحْدَهُ أَضْعَفُ مِنْ أَنْ يُوَضِّحَ فَحْوَى الرِّسَالَةِ كَامِلَةً؛ لِحُبْسَةٍ فِي لِسَانِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَبِّهِ أَنْ يُعِينَهُ بِأَخيهِ هَارونَ، لِفَصَاحِةٍ فِي لِسَانِهِ، وَوُضُوحٍ فِي بَيَانِهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: ((قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى))(2)، وَهَكَذَا شَدَّ الأَخُ عَضُدَ أَخِيهِ؛ فَتَحَقَّقَ الهَدَفُ والمُرَادُ، حَسَبَ مَا شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ عَلَى لِسَانِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: ((وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ))(3)، فَأَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ وَحَقَّقَ لَهُ رَجَاءَهُ، قَالَ تَعَالَى: ((قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ))(4)، إِنَّ اللَّبِنَةَ فِي البُنْيَانِ تَشُدُّهُ وَتَقُوِّي فِيهِ الأَركَانَ، كَذَلِكَ الأَخُ لأَخِيهِ يُعِينُهُ ويُقَوِّيهِ، وَيَصُونُهُ وَيحْمِيهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((المُؤمِنُ لِلْمُؤمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)). أَيُّهَا المُسلِمُونَ : قَدْ يَكُونُ لِلْمُخَالَطَةِ بَعْضُ الأَضْرَارِ، غَيْرَ أَنَّهَا أَضْرَارٌ نِسْبِيَّةٌ، وَالإِنْسَانُ بإِجْرَاءِ عَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ يَسِيرَةٍ يَستَطِيعُ أَنْ يُوَازِنَ بَيْنَ أَضْرَارِ المُخَالَطَةِ وَفَوائدِهَا، وَبَيْنَ أَضْرَارِ الانْعِزَالِ وَفَوائدِهِ -إِنْ كَانَ لَهُ فَائِدَةٌ وَثَمَراتٌ عَائدَةٌ-، وَمَا مِنْ شَكٍّ فِي أَنَّ الإِنْسَانَ بَعْدَ التَّحقِيقِ وَالبَحْثِ والتَّدقِيقِ سَيَصِلُ إِلَى حَقِيقَةٍ مُفَادُهَا أَنَّ الانْعِزَالَ كَثِيرُ الضَّرَرِ، شَدِيدُ الخَطَرِ، أَمَّا المُخَالَطَةُ فَمَنَافِعُهَا جَمَّةٌ، وثِمَارُهَا ضَرُورِيَّةٌ مُهِمَّةٌ، أَمَّا ضَرَرُهَا إِنْ حَدَثَ وَكَانَ؛ فَعِلاَجُهُ فِي المَقْدُورِ وَالإِمكَانِ، إِذْ بِالصَّبْرِ وَالتَّحَمُّلِ وَالتَّصَرُّفِ المَعقُولِ يَذْهَبُ الضَّرَرُ وَيَزُولُ، وَلِهَذَا أَثْبَتَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- الخَيْرِيَّةَ لِمَنْ خَالَطَ النَّاسَ وَصَبَرَ عَلَى أَذَاهُمْ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- : ((المُؤمِنُ الذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ المُؤمِنِ الذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ))، إِنَّ الإِسْلاَمَ يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَكُونُوا مُتَواصِلِينَ مُجتَمِعِينَ، لاَ فُرَادَى مُنقَطِعِينَ، وَمَا دَامَتِ المُخَالَطَةُ وَالمُصَاحَبَةُ مَضبُوطَةً بِالحِفَاظِ عَلَى القِيَمِ، مَصُونَةً بِالأَخْلاَقِ الحَمِيدَةِ؛ فَإِنَّ الفَوائِدَ كَثِيرَةٌ، وَالثِّمَارَ مُستَمِرَّةٌ مَدِيدَةٌ، فَالمُجتَمَعُ الذِي يَتَآلَفُ أَفْرَادُهُ وَيَتَعارَفُونَ مُجتَمَعٌ آمِنٌ مِنَ الزَّلَلِ، مَصُونٌ مِنَ الخَلَلِ، ومُجتَمَعٌ شَأْنُهُ كَذَلِكَ هُوَ مُجتَمَعٌ يَمتَلِكُ أَهَمَّ عَنَاصِرِ البَقَاءِ وَالارتِقَاءِ، فَحُبُّ الإِنْسَانِ لأَخيهِ إِذَا تَجَرَّدَ مِنْ كُلِّ أَغْرَاضٍ رَخِيصَةٍ، وَأَهْدَافٍ خَسِيْسَةٍ هُوَ سَبِيلُ الفَلاَحِ، وَسَبَبُ الظَّفَرَ وَالنَّجَاحِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))(5)، وَالإِسلاَمُ يُرِيدُ لِطِيْبِ العِشْرَة ِأَنْ تَكُونَ مَوجُودَةً، وَيُرِيدُ لِلْمَودَّةِ أَنْ تَكُونَ مَوصُولَةً مَمْدُودَةً، إِنَّ مِنَ الشَّأْنِ العَجِيبِ وَالأَمْرِ الغَرِيبِ بَلْ التَّصَرُّفِ المَعِيبِ أَنْ يُجَاوِرَ الإِنْسَانُ أَخَاهُ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ، رُبَّمَا طَالَتْ وَامتَدَّتْ إِلَى سَنَواتٍ، دُونَ أَنْ يَعْرِفَ اسْمَهُ واسْمَ أَبِيهِ وَمِنْ أَيِّ البِلاَدِ، وَهُوَ تَصَرُّفٌ انْعِزَاليٌّ يُمِيتُ المَحَبَّةَ ويَقْبُرُ المَوَدَّةَ، ويُخَالِفُ أَوَامِرَ الإِسلاَمِ وتَوجِيهَاتِهِ، وَإِرشَادَاتِهِ وتَوصِيَاتِهِ، فَقَدْ وَرَدَ: ((إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ؛ فَإِنَّهُ أَوصَلُ لِلْمَوَدَّةِ)). عِبَادَ اللهِ : إِذَا كَانَ الإِسلاَمُ يَدْعُونَا لِلتَّوَاصُلِ مَعَ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ يَأْمُرُ بِكُلِّ مَا يُدِيمُ هَذِهِ الصِّلَةَ، وَيَنْهَى عَنْ كُلِّ مَا يَقْطَعُهَا، وَمِنْ أَهَمِّ مَا يُعِينُ عَلَى دَوامِهَا الصِّدْقُ فِي الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، فَلِلصِّدقِ أَثَرُهُ الطَّيِّبُ وَدَوْرُهُ الفَعَّالُ فِي غَرْسِ الأُلْفَةِ وَالمَحَبَّةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَبِالعَكْسِ تَأْتِي ثَمَرَةُ الكَذِبِ مُرَّةً قَبِيحَةً، لأَنَّ تَوَجُّهَاتِ صَاحِبِهِ مُعْوَجَّةٌ غَيْرُ صَحِيحَةٍ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يُبْغِضُ الكَذِبَ وَالكَذَّابِينَ، تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: ((مَا كَانَ مِنْ خُلُقٍ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَهُ الكِذْبَةَ فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فِيهَا تَوْبَةً))، فَالصِّدْقُ يَعْمُرُ المَوَدَّةَ، وَالكَذِبُ يُخَرِّبُها وَيُدَمِّرُهَا، وَمِنْ حُسْنِ المُخَالَطَةِ وَالمُصَاحَبَةِ عِبَارَاتُ التَّهَانِي عِنْدَ وُقُوعِ مَا يُفْرِحُ وَحُدُوثِ مَا يَسُرُّ، وَعِبَارَاتُ المُوَاسَاةِ وَالتَّعَازِي عِنْدَ حُدُوثِ مَا يُؤلِمُ وَمَا يَضُرُّ. أَيُّهَا المُؤمِنونَ : إنَّ مِنْ مَظَاهِرِ طِيْبِ الصُّحْبَةِ وَحُسْنِ المُخَالَطَةِ أَنْ يُحِبَّ المَرْءُ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَأَنْ يُحِبَّ الخَيْرَ لِلنَّاسِ كَافَّةً، فَإِنْ وَصَلَ لِلإِنْسَانِ خَيْرٌ مَادِّيٌّ وَوَجَدَ عِنْدَهُ فَضَلاً فَمِنَ الخَيْرِ أَنْ يُعِينَ غَيْرَهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))(6)، وَقَدِ استَحَبَّ الإِسلاَمُ تَبَادُلَ الهَدَايَا، لِمَا لَهَا مِنْ أَثَرٍ طَيِّبٍ فِي حُسْنِ العَلاَقَاتِ وَمتَانَةِ الصَّدَاقَاتِ، وَإِزَالَةِ مَا رَانَ عَلَى الصُّدُورِ مِنْ وَسَاوِسَ تَجلِبُ الكَرَاهِيَةَ وَالجَفَاءَ، وتَقْضِي عَلَى المَحَبَّةِ وَالصَّفَاءِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((تَهَادَوا فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ -أَي تُذْهِبُ الغِلَّ وَالحِقْدَ-))، وَعَنْ عَائشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ ويُثِيبُ عَلَيْهَا - أَي وَيُكَافِئُ عَلَيْهَا-))، وَيَقُولُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((تَهَادَوا تَحَابُّوا، وَتَصَافَحُوا يَذْهَبِ الغِلُّ عَنْكُمْ))، وَمِنْ أَدَبِ الصُّحْبَةِ وَمُخَالَطَةِ النَّاسِ التَّعَاوُنُ مَعَهُمْ، وَالتَّعَاوُنُ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ مَادِّيًّا كَانَ أَو مَعنَوِيًّا مَظْهَرٌ أَخْلاَقِيٌّ حَضَارِيٌّ، دَعَا إِلَيْهِ الإِسلاَمُ وَحَضَّ عَلَيْهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى))(7)، وَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- : ((اللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ))، فَإِذَا احتَاجَ إِنْسَانٌ إِلَى المَالِ لِضَرُورَةٍ، فَمَا أَحْسَنَ وَأَروَعَ أَنْ يُعَانَ مِنَ القَادِرِينَ بإِعْطَائِهِ قَرْضًا حَسَنًا؛ شُكْرًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ جَعَلَ عِنْدَ المُقْرِضِ مَا يَكْفِيهِ، وَمَا يُعْطِيهِ عَونًا لأَخِيهِ. فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ طِيْبَ الصُّحْبَةِ وَحُسْنَ العِشْرَةِ مَعَ كُلِّ النَّاسِ مِنْ دَلاَئلِ الإِيمَانِ، وَهُوَ كَفِيلٌ بإِزَالَةِ القَلَقِ وَإِقْرَارِ الهُدُوءِ والاطْمِئْنَانِ. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ. *** *** *** الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ المَرْءَ يَستَطِيعُ أَنْ يَنَالَ حُبَّ النَّاسِ ويَجْذِبَهُمْ إِلَيْهِ بِطِيْبِ عِشْرَتِهِ ودَمَاثَةِ صُحْبَتِهِ، وَحَلاَوَةِ رِفْقَتِهِ وَحُسْنِ مُعَامَلَتِهِ، وَمَا أَحَبَّ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حُبًّا عَظِيمًا إِلاَّ لأَنَّهُ كَانَ يَملِكُ رَصِيدًا عَظِيمًا مِنَ الأَخْلاَقِ الرَّشِيدَةِ وَالصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ، التِي جَعَلَتْهُ مَثَلاً أَعْلَى فِي طِيبِ العِشْرَةِ التِي تَمثَّلَتْ فِي رِقَّتِهِ وَلُطْفِهِ، وَشَفَقَتِهِ وَعَطْفِهِ، وَجَمِيلِ كَلِمَاتِهِ وَحُسْنِ مُعَامَلاَتِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))(8)، وَطِيْبُ العِشْرَةِ الذِي يُرِيدُهُ الإِسلاَمُ هُوَ ذَلِكَ الذِي يَسَعُ البَعِيدَ وَالقَرِيبَ، وَالعَدُوَّ وَالحَبِيْبَ، فَالمُؤمِنُ طَيِّبُ العِشْرَةِ حَسَنُ الخُلُقِ عَفُّ اللِّسَانِ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ، فَلَنْ يَكُونَ طِيْبُ العِشْرَةِ قَائِمًا عَلَى قَاعِدَةٍ وَأَسَاسٍ إِلاَّ إِذَا عَمَّ وَشَمِلَ كُلَّ النَّاسِ، وَمَنْ طَابَتْ عِشْرَتُهُ مَعَ قَوْمٍ أَو جَمَاعَةٍ وَسَاءَتْ مَعَ آخَرِينَ، فَطِيْبُ عِشْرَتِهِ مَنْقُوصٌ مَكْلُومٌ، حَيْثُ فِيهِ حَقٌّ مَهْضُومٌ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- طَيِّبَ العِشْرَةِ مَعَ أَصْحَابِهِ، كَمَا كَانَ كَذَلِكَ تَمَامًا مَعَ الأَعْدَاءِ الذِينَ آذَوهُ وَنَاصَبُوهُ العِدَاءَ، وَعِنْدَمَا آذَى زَعِيمُ المُنَافِقِينَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَصْحَابَهُ - حتَّى قَالَ كَمَا حَكَى القُرآنُ الكَرِيمُ: ((يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ))(9)، وَكَانَ يُعَرِّضُ فِي ذَلِكَ بِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَصْحَابِهِ المُهَاجِرِينَ- عِنْدَمَا حَدَثَ ذَلِكَ لَمْ يَتَخَلَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ حُسْنِ صُحْبَتِهِ وَطِيْبِ عِشْرَتِهِ بَلْ قَالَ: ((نُحْسِنُ صُحْبَتَهُ مَا دَامَ بَيْنَنَا)). أَيُّها المُسلِمُونَ : إِنَّ طِيْبَ العِشْرَةِ يَجِبُ أَنْ يَتَحلَّى بِهِ المُؤمِنُ فِي كُلِّ حَالٍ، فِي الإِقَامَةِ وَالتَّرْحَالِ، وَفِي دَوائِرِ الأَعْمَالِ، فَالذِينَ تَجْمَعُهُمْ مُؤَسَّسَةٌ أَو شَرِكَةٌ أَو وِزَارَةٌ، أَو مَحَلَّةٌ أَو شَارِعٌ أَو حَارَةٌ، يَلْزَمُ أَنْ تَـقْوَى أُخُوَّتُهُمْ وتَحْسُنَ عِشْرَتُهُمْ وَتَدُومَ مَودَّتُهُمْ، فَتَحْتَ هَذِهِ الظِّلاَلِ الوَارِفَةِ تَتَوَثَّقُ المَحَبَّةُ وَتَتأكَّدُ المَعْرِفَةُ، وَبِهَذَا تَهْدأُ النُّفُوسُ وَتَستَرِيحُ، ويُؤَدِّي كُلُّ إِنْسَانٍ مَا عَلَيْهِ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ، حَيْثُ هُوَ فِي ظِلاَلِ طِيْبِ العِشْرَةِ مُطْمَئنٌ آمِنٌ، يَعلَمُ أَنَّهُ إِنْ زَلَّ أَو ضَلَّ وَجَدَ مَنْ يَنْتَشِلُهُ مِنْ زَلَّتِهِ، وَيُعِينُهُ عَلَى تَجَاوُزِ كَبْوَتِهِ، وَيُصَحِّحُ وِجْهَتَهُ. أَمَّا سُوءُ العِشْرَةِ فَثِمَارُهُ مُرَّةٌ، حَيْثُ فِي ظِلاَلِهِ القَاتِمَةِ تُضَخَّمُ العَثَراتُ، وتُهَوَّلُ السَّقَطَاتُ، وَرُبَّما تُلَفَّقُ التُّهَمُ لِلأَبْرَياءِ؛ بِدَافِعٍ مِنَ الكَرَاهِيَةِ وَالحَسَدِ وَالبَغْضَاءِ، وَتَنْتَشِرُ الأَكَاذِيبُ، وَتَلُوكُ الأَلْسِنَةُ كُلَّ إِشَاعَةٍ مُغْرِضَةٍ وَقَولٍ مُرِيْبٍ، وَحِينَذَاكَ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْ عَمَلِهِمُ المَطْلُوبِ، فَلاَ خَلاَصَ مِنْ هَذِهِ المَسَاوِي وَالعُيُوبِ إِلاَّ بِطِيْبِ العِشْرَةِ وتَأْلِيفِ القُلُوبِ. فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ حُسْنَ المُخَالَطَةِ وَطِيْبَ العِشْرَةِ سِيَاجٌ يَحْـفَظُ المَوَدَّةَ وَيَحْمِي الأُخُوَّةَ، وَيمْـنَحُهَا مَتَانَةً وَقُوَّةً، وَهُوَ سِمَةُ المُتَّـقِينَ الأَخْيَارِ، وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ -صلى الله عليه وسلم- . ألا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (10). اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ : ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )). (1) سورة العلق/ 6-7. (2) سورة طـه/ 36. (3) سورة القصص/ 34. (4) سورة القصص/ 35. (5) سورة الحشر/ 9. (6) سورة البقرة/ 237. (7) سورة المائدة/ 2. (8) سورة آل عمران/ 159. (9) سورة المنافقون / 8. (10) سورة الأحزاب / 56 . |
آخر تحديث ( 27/10/2008 )
|