خطبة الاسبوع arrow خطبة الاسبوع arrow وَاجِبُ الـمُسلِمِ نَحْوَ وَطَنِهِ
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

وَاجِبُ الـمُسلِمِ نَحْوَ وَطَنِهِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
08/11/2008

خطبة الجمعة بتاريخ 15ذي القعدة 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاجِبُ الـمُسلِمِ نَحْوَ وَطَنِهِ

  الحَمْدُ للهِ الكَرِيمِ المَنَّانِ، الذِي مَنَّ عَلَينَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ، وَالأَمْنِ فِي الأَوطَانِ، وَالعَافِيَةِ فِي الأَبْدَانِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ، سَأَلَ رَبَّهُ الأَمْنَ فِي الوَطَنِ، وَدَفْعَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى دَارِ القَرَارِ.

 أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
    إِنَّ حُبَّ المَرْءِ لِوَطَنِهِ وَشُعَورَهُ بِالانْتِمَاءِ إِلَيْهِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ وَعَاطِفَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ أَصِيلَةٌ، يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ النَّاسِ عَلَى تَنَوُّعِ أَعْرَاقِهِمْ واختِلاَفِ مَشَارِبِهِمْ، وَالإِسلاَمُ -الذِي هُوَ دِينُ الفِطْرَةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ- لَمْ يَقِفْ فِي وَجْهِ هَذَا المَيْلِ الطَبِيعِيِّ، بَلْ أَقرَّ ذَلِكَ وَعَزَّزَهُ، وَجَعَلَ مِنْهُ سَبِيلاً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالفِعْـلِ الخَيِّرِ، كَيْفَ لاَ؟ وَقَدْ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حُبَّهُ لِوَطَنِهِ فِي مَوقِفٍ بَالِغِ التَّأْثِيرِ وَالرَّوعَةِ، عِنْدَمَا وَقَفَ لَيْـلَةَ الهِجْرَةِ عَلَى مَشَارِفِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، والتَفَتَ تِلْقَاءَهَا لِيَبُثَّهَا كَلِمَاتِ الوَدَاعِ الحَارَّةِ قَائلاً: (( مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ  وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُـونِي مِنْكِ  مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ))، لَقَدْ كَانَتْ تِلْكَ الكَلِمَاتُ الرَّقِيقَةُ تَعْبِيرًا صَادِقًا عَنْ حُبِّهِ لِوَطَنِهِ الذِي نَشَأَ فِيهِ، وَتَرَعْرَعَ فِي أَكْنَافِهِ، وَتَنَعَّمَ مِنْ خَيْرَاتِهِ، وَأَمْضَى فِيهِ سَنَواتِ شَبَابِهِ وَكُهُولَتِهِ، وَفِي مَوقِفٍ آخَرَ لَهُ -صلى الله عليه وسلم- نَرَاهُ عَائدًا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، حتَّى إِذَا شَارَفَ المَدِينَةَ المُنَوَّرَةَ أَسْرَعَ فِي سَيْرِهِ وتَهَلَّلَ وَجْهُهُ بِالبِشْرِ قَائلاً: ((هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ))، إِنَّهَا كَلِمَاتٌ تُعَبِّرُ عَنْ حُبِّهِ وَوَفَائهِ لتِلْكَ الأَرْضِ الطَّيِّبَةِ التِي هَاجَرَ إِلَيْهَا، فَوَجَدَ فِيهَا أَهْلاً وَأَصْحَابًا، وَبَشَاشَةً وَتَرْحَابًا، فَبَادَلَهَا حُبًّا بِحُبٍّ، وَوَفَاءً بِوَفَاءٍ، وَفِي القُرآنِ الكَرِيمِ نَجِدُ ثَنَاءً عَطِرًا عَلَى المُهَاجِرِينَ الذِينَ تَحَمَّلُوا أَشَدَّ المُعَانَاةِ فِي مُفَارَقَةِ أَوطَانِهِمْ وَدِيَارِهِمْ وَقَاسَوا مَرَارَةَ الغُرْبَةِ، كَمَا نَجِدُ الثَّنَاءَ فِي المُقَابِلِ عَلَى الأَنْصَارِ الذِينَ نَصَرُوا وَآوَوُا المُهَاجِرِينَ فِي أَرْضِهِمْ وَدِيَارِهِمْ، قَالَ تَعَالَى مُثْنِيًا عَلَى المُهَاجِرِينَ: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ))(1)، ثُمَّ أَثْنَى تَعَالَى عَلَى الأَنْصَارِ فَقَالَ: ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))(2).
    أَيُّهَا المُؤمِنُونَ :
    هَكَذَا رَأَيْـنَا كَيْفَ رَاعَى دِينُنا هَذَا الشُّعُورَ وَهَذِهِ العَاطِفَةَ الإِنْسَانِيَّةَ مِنْ تَعلُّقِ المَرْءِ بِوَطَنِهِ وَحُبِّهِ لَهُ، وَلَكِنْ لاَ بُدَّ مِنَ التَّنبُّهِ أَنَّ الانْتِمَاءَ إِلَى الوَطَنِ لَيْسَ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ غَامِرَةٍ أَو مَشَاعِرَ جَيَّاشَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ مَعَ ذَلِكَ إِحْسَاسٌ بِالمَسؤولِيَّةِ وَقِيَامٌ بِالوَاجِبَاتِ، المُوَاطَنَةُ -أَيُّهَا الإِخْوَةُ- شَرَاكَةٌ بَيْنَ أَبْنَاءِ الوَطَنِ، شَرَاكَةٌ فِي الحَيَاةِ وَالمَصِيرِ وَالتَّحَدِّيَاتِ، شَرَاكَةٌ فِي المُكْتَسَبَاتِ وَالمُنْجَزَاتِ، وَشَرَاكَةٌ فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ، وَمَثَلُنا فِي هَذَا الوَطَنِ كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ كَمَا أَخْبَرَ نَبِيُّنَا -صلى الله عليه وسلم-: ((إِذَا اشتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى))، فَمِنَ الوَهْمِ البَالِغِ أَنْ يَظُنَّ المَرْءُ أَنَّ بِإِمكَانِهِ أَنْ يُحَقَّقَ سَعَادَتَهُ أَو نَجَاحَهُ فِي مُجتَمَعِهِ أَو وَطَنِهِ عَلَى حِسَابِ شَقَاءِ الآخَرِينَ، لاَ أَنَانِيَّةَ فِي الوَطَنِ  -أَيُّهَا الإِخْوَةُ-، بَلْ كُلُّنَا فِي مَركَبٍ وَاحِدٍ، إِنْ وَعَيْنَا بِالمَعْنَى الصَّحِيحِ لِلْمُواطَنَةِ يَسْتَدْعِي مِنَّا الانْفِتَاحَ عَلَى شَتَّى الفِئَاتِ فِي مُجَتَمَعِنَا وَالتَّعَارُفَ فِيمَا بَيْنَنَا وَالتَّعَاونَ عَلَى الحَقِّ وَالخَيْرِ بَدَلاً مِنَ الانْعِزَالِ فِي تَجمُّعَاتٍ ضَيِّقَةٍ أَو تَحزُّبَاتٍ مُتَدَابِرَةٍ، وَيستَدْعِي مِنَّا كَذِلكَ أَنْ نَحْمِلَ رُوحَ التَّوَاصُلِ وَالإِيجَابِيَّةِ، لِنَجْعَلَ مِنِ اختِلاَفَاتِنَا تَنَوُّعًا مُبْدِعًا، بَدَلاً مِنْ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرَ تَنَافُرٍ وتَنَابُذٍ، لأَنَّ الاختِلاَفَ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ فِي البَشَرِ لاَ فَكَاكَ مِنْهَا، وَالمَطْلُوبُ أَنْ نُثَمِّرَ هَذَا الاختِلاَفَ بِمَا يَعُودُ عَلَيْنَا بِالنَّفْعِ، وَالمُواطَنَةِ    - أَيُّهَا الإِخْوَةُ- تَعنِي أَيْضًا وقُوفَ الجَمِيعِ عَلَى قَدَمِ المُسَاوَاةِ فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ كَمَا عَلَّمَنَا سَيِّدُ البَشَرِيَّةِ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- ، وَذَلِكَ عِنْدَمَا قَدِمَ المَدِينَةَ المُنَوَّرَةَ مُهَاجِرًا، وَأَسَّسَ فيهَا الدَّولَةَ الفَتِيَّةَ، وَكَتَبَ المُعَاهَدَةَ التِي غَدَتْ دُسْتُورًا جَامِعًا لأَبْنَاءِ الدَّولَةِ، وَتَرَتَّبَ عَلَى تِلْكَ المُعَاهَدِةِ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ أَبْنَاءِ تِلْكَ الدَّولَةِ يَدًا وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَدْفَعُونَ التَّهْدِيدَ وَالعُدْوَانَ عَنْ أَرْضِهِمْ، وَيتَعَاوَنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ لِتَحقِيقِ مَصَالِحِهِمْ، وَحِفْظِ دِمَاءِ الجَمِيعِ وَحُقُوقِهِمْ وكَرَامَتِهِمْ، وَبِهَذَا يَغْدُو الوَطَنُ حِصْنًا يَحْمِي أَبْنَاءَهُ، وَتَغْدُو المُوَاطَنَةُ حَصَانَةً لِلْجَمِيعِ، وَلَوْ نَظَرنَا فِي تَأْرِيخِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ لَوَجَدْنَا الأَمثِلَةَ الصَّادِقَةَ عَلَى تَحَقُّقِ مَعنَى المُسَاوَاةِ فِي المُوَاطَنَةِ بَيْنَ جَمِيعِ أَبْنَاءِ الدَّولَةِ، فَهَذَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَستَدْعِي أَحَدَ وُلاَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ لإِقَامَةِ العَدْلِ فِي مَظْلَمَةٍ نَالَتْ مُواطِنًا غَيْرَ مُسلِمٍ، ظَلَمَهُ بِهَا ابنُ الوَالِي نَفْسُهُ، فَاقْتَصَّ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِنَ الفَاعِلِ دُونَ مُحَابَاةٍ أَو مُفَاضَلَةٍ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ. هَذِهِ المُسَاوَاةُ فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ بَيْنَ أَبْنَاءِ الوَطَنِ الوَاحِدِ مَطْلَبٌ إِسلاَمِيٌّ سَامٍ، لأَنَّهُ بِتِلْكَ المُسَاوَاةِ يَقْوَى الوَطَنُ، وَيتَمَاسَكُ المُجتَمَعُ، وتُصَانُ كَرَامَةُ الفَرْدُ، وَلِهَذَا نَجِدُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُثْنِي عَلَى حِلْفِ الفضُولِ الذِي تَعَاقَدَ عَلَيْهِ أَهلُ مَكَّةَ لِنُصْرَةِ المَظْلُومِ وَالمُستَضْعَفِ مَعَ أَنَّهُ أُقِيمَ فِي أَيَّامِ الجَاهِليَّةِ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم- : ((شَهِدْتُ حِلْفًا فِي الْجَاهِلِيَّة مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، لَوْ دُعِيتُ إِلَى مِثْلِهِ فِي الإِسْلامِ لأَجَبْـتُ)).
    أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
    إِنَّ هَذَا الوَطَنَ الذِي نَعِمْنَا بِالأَمْنِ وَالطُّمَأنِينَةِ فِي أَكْنَافِهِ، وَعِشْنَا عَلَى خَيْرَاتِهِ وَثَمَراتِهِ، لَيَحْـتِمُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا أَنْ يَنْهَضَ بِوَاجِبَاتِهِ تِجَاهَ وَطَنِهِ، فَالمُوَاطَنَةُ أَخْذٌ وَعَطَاءٌ، أَخْذٌ لِلْحُقُوقِ وَأَدَاءٌ لِلْوَاجِبَاتِ، تِلْكُمُ الوَاجِبَاتُ لَو شِئْنَا أَنْ نَخْتَصِرَهَا لَكَانَتْ فِي أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ هُمَا الأَمْنُ وَالبِنَاءُ، فَأَمَّا الأَمْنُ فِي الأَوْطَانِ فَمِنْ نِعَمِ اللهِ العُظْمَى عَلَى عِبَادِهِ، وَلِهَذَا امتَنَّ اللهُ تَعَالَى بِهَا عَلَى أَهْـلِ مَكَّةَ فِي قَولِهِ سُبْحَانَهُ: ((لإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْـلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ))(3)، وَسَأَلَ نَبِيُّ اللهِ إِبرَاهيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- رَبَّهُ فَقَالَ: ((رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا))(4)، وامتَدَحَ اللهُ تَعَالَى ذَا القَرنَيْنِ بِكَونِهِ مِنْ صُنَّاعِ الأَمْنِ وَالسَّلاَمِ، وَقَدْ دَعَانَا نَبِيُّنَا -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَنْ نَكُونَ مِنْ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ حَيْثُما كُنَّا فَقَالَ: ((أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ))، فَبَذْلُ السَّلاَمِ وَإِفْشَاؤُهُ لَيْسَ بِأَنْ يَقُولَ المَرءُ لِمَنْ حَولَهُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْ يَكُفَّ الأَذَى عَنِ النَّاسِ، وَأَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ إِسَاءَتِهِ وَأَذَاهُ، كَمَا قَالَ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَدِيثِهِ الشَّرِيفِ: ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ))، وَواجِبُ الأَمْنِ يَتَحَقَّقُ كَذَلِكَ بِأنْ نَكُونَ حَمَلَةَ خَيْرٍ وَمَصْدَرَ أَمْنٍ وَسَلاَمٍ لِمَنْ حَولَنَا وَلَوْ بِبَسْمَةٍ صَادِقَةٍ، أَو نِيَّاتٍ خَيِّرَةٍ، أَو كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، أَو بِشَارَةٍ سَارَّةٍ، فَكُلُّ هَذَا مِنَ المَعْروفِ الذِي لاَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْـقِرَهُ مَهْمَا كَانَ يَسيرًا، وَقَدْ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- : ((لاَ تَحْـقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)). إِنَّ تَحقِيقَ الأَمْنِ مِنَّا بِأَنْ نَدْرَأَ الفِتْنَةَ وَنَمْـنَعَ قِيَامَهَا، وَأَنْ نَئِدَ الإِشَاعَاتِ الكَاذِبَةَ وَالإِرْجَافَاتِ المُزَعْزِعَةَ، وَأَنْ نَبتَعِدَ عَنْ تَرْوِيعِ الآمنِينَ وَتَخْوِيفِ الأَبْرَياءِ المُسَالِمِينَ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ دُعَائِنَا لِرَبِّنَا فِي صَلَواتِنَا: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا.
    ذَلِكُمُ الأَمْنُ -عِبادَ اللهِ- هُوَ الوَاجِبُ الأَوَّلُ مِنْ وَاجِبَاتِنَا تِجَاهَ الوَطَنِ، أَسأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدِيمَ عَلَيْـنَا الأَمْنَ وَالإِيمَانَ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
    الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
    أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
    الوَاجِبُ الثَّانِي تِجَاهَ الوَطَنِ هُوَ وَاجِبُ البِنَاءِ، وَبِنَاءُ الوَطَنِ امتِثَالٌ لِمُهِمَّةِ الاستِخْلاَفِ فِي الأَرْضِ وإِعْمَارِهَا، قَالَ تَعَالَى: ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))(5)، وَقَالَ أَيْضًا: ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ))(6)، فَكُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فِي مَوقِعِهِ مُستَخْلَفٌ وَمُطَالَبٌ بِالبِنَاءِ عَلَى قَدْرِ وُسْعِهِ وقُدُرَاتِهِ، وَيتَجلَّى بِنَاءُ الوَطَنِ فِي مَجَالاَتٍ شَتَّى، يَتَجلَّى فِي الحِفَاظِ عَلَى المُمتَلَكَاتِ وَالمَرافِقِ العَامَّةِ، فِي الحِفَاظِ عَلَى خَيْرَاتِ الوَطَنِ وَثَرَوَاتِهِ وَبِيئَتِهِ، فِي إِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، فِي الكَفِّ عَنِ الإِسْرَافِ واستِنْزَافِ المَوَارِدِ مَهْمَا قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ كُلُّ ذَلِكَ بِنَاءٌ لِلْوَطَنِ -أَيُّهَا الإِخْوَةُ-، بِنَاءُ الوَطَنِ يَتَجلَّى كَذَلِكَ فِي إِتْقَانِ العَمَلِ النَّافِعِ المُفِيدِ، وَفِي حُسْنِ المُعَامَلَةِ فِيمَا بَيْنَنَا وَمَعَ الأَجنَبِيِّ الغَرِيبِ، وَفِي دَعْمِنَا لِلْمُنَتَجِ الوَطَنِيِّ النَّافِعِ، كَمَا يَتَجلَّى بِنَاءُ الوَطَنِ فِي نَشْرِ العِفَّةِ وَالفَضِيلَةِ، وَإقْصَاءِ الفَاحِشَةِ وَالرَّذِيلَةِ، لِيَكُونَ مُجتَمَعُنَا نَاهِضًا بِالقِيَمِ الفَاضِلَةِ، لاَ مُنْغَمِسًا بِأَدناسِ التَّحَلُّلِ وَالفُجُورِ، وَمِنْ بِنَاءِ الوَطَنِ أَيْضًا بِنَاءُ الإِنْسَانِ الصَّالِحِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ هُوَ الثَّروَةُ الكُبْرَى وَالعَامِلُ الأَهَمُّ فِي التَّقَدُّمِ وَالتَّأخُّرِ، وَقَدْ عَرَفَتِ الأُمُمُ المُتَقدِّمَةُ قِيمَةَ بِنَاءِ الإِنْسَانِ فَأْولَتْهُ العِنَايَةَ الفَائقَةَ، لِذَا كَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا أَنْ نَرتَقِيَ بِأَنْفُسِنَا وَأُسَرِنَا وَالنَّاسِ مِنْ حَولِنَا ثَقَافَةً وَعِلْمًا وَوَعْيًا وَفَاعِليَّةً وَتَرْبِيَةً، فَارتِقَاؤُنَا ارتِقَاءٌ لِلْوَطَنِ وازْدِهَارٌ وَرِفْعَةٌ لَهُ. بِنَاءُ الوَطَنَ يَتَجلَّى فِي وُقُوفِنَا فِي وَجْهِ المُفْسِدِينَ وَالمُنْتَهِكِينَ لِحُرُمَاتِ الوَطَنِ مِنْ أَبنَاءِ الوَطَنِ نَفْسِهِ، إِنَّهَا مَسؤولِيَّةُ الجَمِيعِ لأَنَّ نَتَائِجَهَا تَعُمُّ الجَمِيعَ عَاجِلاً أَو آجِلاً، وَقَدْ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَدِيثِهِ البَلِيغِ: ((انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ))، إِنَّهَا دَعْوَةٌ لِمُمَانَعَةِ مَنِ اتَّخَذَ الوَطَنَ مَغْنَمًا واستَغْفَل النَّاسَ فِيهِ. هَكَذَا يَكُونُ بِنَاءُ الوَطَنِ عَطَاءً يُقدِّمُهُ كُلُّ فَرْدٍ فِي مُجتَمَعِنَا، ومُكْتَسبَاتٍ يُحَافِظُ عَلَيْهَا الجَمِيعُ الكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، الطَّالِبُ وَالمُعلِّمُ، العَامِلُ وَالمَسؤولُ، المَرْأَةُ والرَّجُلُ، وَقَدْ يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ بِإِمكَانِهِ أَنْ يُعْـفِيَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ المَسؤُولِيَّةِ وَيَكِلَ أَمْرَهَا إِلَى سِوَاهُ، وَهَذَا أَقْصَرُ الطُّرُقِ لِلتَّفَكُّكِ وَالهَلاَكِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَدْرِي.
    فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ حُبَّ الوَطَنِ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَ حُدودِ المَشَاعِرِ وَالعَوَاطِفِ الجَيَّاشَةِ، بَلْ لاَ بُدَّ أَنْ يَتَمثَّلَ سُلُوكًا صَالِحًا نَافِعًا، فَكُونُوا يَا عِبَادَ اللهِ قُدْوَةً لِغَيْرِكُمْ فِي المُوَاطَنِةِ الصَّالِحَةِ، وَقُدْوةً لأُسَرِكُمْ وَأَهْـلِكُمْ وَجِيرَانِكُمْ، وَلاَ تَنْتَظِروا المُبَادَرَةَ مِنْ غَيْرِكُمْ، فَالأُمَمُ التِي نَهَضَتْ إِنَّمَا نَهَضَتْ بِإِرَادَةِ أَصْحَابِ الهِمَّةِ العَالِيَةِ وَالمُبَادَرَةِ الفَاعِلَةِ وَالمَشَارِيعِ المُبْدِعَةِ، نَسأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنَ عَمَرَ الأَرْضَ وَالوَطَنَ بِطَاعَتِهِ وَمَرْضَاتِهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
    هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (7).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
              
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
              
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
   (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)).
(1) سورة الحشر/ 8.
(2) سورة الحشر/ 9.
(3) سورة قريش/ 1-4.
(4) سورة إبراهيم/ 35.
(5) سورة هود/ 61.
(6) سورة الأنعام/ 165.
(7) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.