خطبة الاسبوع arrow خطبة الاسبوع arrow مِنْ مَعَالـِمِ الاقـتصَادِ فِي الإِسلامِ
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

مِنْ مَعَالـِمِ الاقـتصَادِ فِي الإِسلامِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
02/12/2008

خطبة الجمعة بتاريخ 6 ذي الحجة 1429هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ مَعَالـِمِ الاقـتصَادِ فِي الإِسلامِ

الْحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِعِبَادِِه كَسْبَ المَالِ الحَلاَلِ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمْ أَدَاءَ حُقُوقِ اللهِ وَالنَّفْسِ وَالعِيَالِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَرَعَ مِنَ الأَحكَامِ مَا تَستَقِيمُ بِهِ حَالُ الأَنَامِ، وَيَضْمَنُ لَهُمْ حَيَاةَ التَّكَافُلِ وَالوَحْدَةِ وَالوِئَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَعْظَمُ الخَلْقِ فِدَاءً وَتَضْحِيَةً، وأَعلاَهُمْ مَكَانَةً وَتَزكِيَةً، وَأَخلَصُهُمْ عِبَادَةً وَنُسُكًا، وَأَقْوَمُهُمْ سِيْرَةً وَسُلُوكًا، -صلى الله عليه وسلم-  وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الكِرَامِ، وَأَتْبَاعِهِ المُتَّقِينَ الأَعلاَمِ، صَلاَةً وَسَلاَمًا دَائمَيْنِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ وَالقِيَامِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحرِصُوا عَلَى مَا فِيهِ عَفْوُهُ وَرِضَاهُ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))(1)، وَاعلَمُوا أَنَّ فِيمَا فَرَضَ عَلَيْكُمُ اللهُ، وَسَنَّ لَكُمْ نَبِيُّهُ الأَوَّاهُ -صلى الله عليه وسلم- ، مِنَ الغَايَاتِ وَالمَقَاصِدِ الجَلِيلَةِ، مَا يَضْمَنُ لَكُمْ حَيَاةً هَنِيئَةً مُستَقِرَّةً، وَالعَاقِلُ اللَّبِيبُ مَنْ نَظَرَ فِي التَّشْرِيعَاتِ نَظْرَةَ تَفَكُّرٍ وَاعتِبَارٍ، وَوَقَفَ مَعَ حِكَمِهَا وِقْفَةَ تَأَمُّلٍ وَادِّكَارٍ، فَهُنَاكَ تَصلُحُ لَهُ السَّرِيرَةُ، وَيَستَقِيمُ عِنْدَهُ المَنْهَجُ وَالسِّيرَةُ، فَيَسْعَدُ وَيُسْعِدُ الكَوْنَ مِنْ حَولِهِ، وَيَكُونُ رَائدَ خَيْرٍ لأُمَّـتِهِ وَمُجتَمَعِهِ وَأَهلِهِ، ثَابِتًا أَمَامَ الأَزَمَاتِ، رَاسِخَ القَدَمِ أَمَامَ المِحَنِ وَالتَّقَلُّبَاتِ، فَلاَ يَعْصِفُ بِهِ طَائِفٌ مِنَ الوَسْوَاسِ، لأَنَّهُ يَستَنِيرُ بِنُورِ اللهِ الذِي لاَ يَبقَى مَعَهُ إِشْكَالٌ وَلاَ التِبَاسٌ، قَالَ تَعَالَى: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ))(2)، هَذَا وَإِنَّكُمْ    - مَعْـشَرَ المُسلِمِينَ - فِي أَيَّامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَوقَاتٍ مُشْرِقَةٍ، شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ مِيقَاتًا لِلْحَجِّ الأَكْبَرِ، فَطُوبَى لِمَنْ نَظَرَ فِي مَقَاصِدِهِ وَتَدَبَّرَ، وَوَقَفَ مَعَ الهَدْيِ النَّبَوِِيِّ فِيهِ وَتَفَكَّرَ، ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ))(3)، وَإِذَا كَانَ العَالَمُ يَشْهَدُ بَعْضَ المَتَاعِبِ المَالِيَّةِ المُسَبِّبَةِ لِرُكُودٍ اقتِصَادِيٍّ، فَفِي العَدَالَةِ التي تُرَاعِي الظُّرُوفَ وَالحَاجَاتِ، وَالإِدَارَةِ التي تُتْـقِنُ فَنَّ التَّعَامُلِ مَعَ الأَزَمَاتِ، وَالمُقَرَّرَاتِ الَّتِي تَأْخُذُ فِي الاعتِبَارِ كُلَّ المُعْطَياتِ، إلى جَانِبِ الاهتِدَاءِ بِالهَدْيِ النَّبَوِيِّ لَخَـيْرٌ وَنُورٌ، فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤمنِينَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: دَفَّ - أَي جَاءَ - نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ حَضْرَةَ الأَضْحَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  : ((ادَّخِروا لِثَلاَثٍ وَتَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ ))،  قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  : لَقَدْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِضَحَايَاهُمْ، يَجْمُلُونَ مِنْهَا الوَدَكَ -أَي يُذِيبُونَ مِنْهَا الشَّحْمَ- وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا الأَسقِيَةَ، فَقَالَ: (( وَمَا ذَلِكَ؟ ))، قَالوا: نَهَيْتَ عَنْ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاَثٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  : (( إِنَّمَا نَهَيْـتُكُمْ مِنْ أَجْـلِ الدَّافَّةِ التِي دَفَّتْ عَلَيكُمْ -أَي الضُّيُوفِ الذِينَ طَرَقُوكُمْ- فَكُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا ))، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ:  قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : (( مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ، فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَلاَثَةٍ وَيَبْـقَى فِي بَيْـتِهِ مِنْهُ شَيءٌ ))، فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ قَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا فِي العَامِ المَاضِي؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم- : (( كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادِّخُروا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ -أَي شِدَّةٌ وَأَزْمَةٌ- فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا ))، وَمَعْـنَى هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  نَهَى عَنِ ادِّخَارِ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي حَالَةٍ مُعَيَّنَةٍ، وَلِعِلَّةٍ طَارِئةٍ، وَهِيَ وُجُودُ ضُيوفٍ وَافِدِينَ عَلَى المَدِينَةِ فِي هَذِهِ المُنَاسَبَةِ الطَّيِّبَةِ، فَيَجِبُ أَنْ يُوَفَّرَ لَهُمْ مَا يُوجِبُهُ كَرَمُ الضِّيَافَةِ مِنْ لَحْمِ الضَّحَايَا، فَلَمَّا انْتَهى هَذَا الظَّرْفُ العَارِضُ، وَزَالَتْ هَذِهِ العِلَّةُ الطَّارِئَةُ، زَالَ الحُكْمُ الذِي أَفْتَى بِهِ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  تَبَعًا لَهَا.
    أيُّهَا المُسلِمُونَ :
    إِنَّ المُتأمِّلَ فِي هَذَا الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ يَجِدُ مَعَالِمَ وَاضِحَةً فِي السِّيَاسَةِ الاقتِصَادِيَّةِ، وَإِتْقَانًا فِي التَّعَاطِي مَعَ الشُّؤونِ الإِدَارِيَّةِ، فَالمَالُ مَنْفَعَةٌ مُشْتَرَكَةٌ يَقْضِي بِهَا النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ، وَيَسُدُّونَ بِهِ عَوَزَهُمْ، لِذَا كَانَ لاَ بُدَّ مِنْ تَمْـكِينِ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ المُجتَمَعِ مِنَ الحُصُولِ عَلَى حَاجَتِهِ مِنْهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَستَأْثِرَ فِئَةٌ مِنَ النَّاسِ بِهِ، وَهَذَا مَا عَلَّمَنا إِيَّاهُ القُرآنُ الكَرِيمِ فِي قَولِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ))(4)، وَلِذَلِكَ كَانَ الوَاجِبُ عِنْدَمَا تَحُلُّ بِالنَّاسِ ضَائِقَةٌ، أَو يَتَعَرَّضُونَ لأَزْمَةٍ خَانِقَةٍ، أَنْ يُعَانَ المُحتَاجُ وَلَو عَلَى سَبِيلِ الهِبَةِ أَو الصَّدَقَةِ، أَو بِأَيِّ صُورَةٍ مِنْ صُوَرِ الإِنْفَاقِ المَشْرُوعِ دَفْعًا لِلأَضْرَارِ المُحْدِقَةِ، وَتَنْمِيَةً لأَحَاسِيسِ العَطْفِ وَالرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ، إِنَّ مَنْهَجَ الإِسلاَمِ فِي مُعَالَجَةِ الأَزَمَاتِ الاقتِصَادِيَّةِ يَقُومُ عَلَى استِحْضَارِ حَقِيقَةِ الارتِبَاطِ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّعْيِ لِحَلِّ الأَزَمَاتِ مِنْ خِلاَلِ التَّشْرِيعَاتِ التَّنْظِيمِيَّةِ التِي تُعَالِجُ مَظَاهِرَ الخَلَلِ الاقتِصَادِيِّ، قَالَ تَعَالَى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))(5)، فَمُرَاقَبَةُ اللهِ تَعَالَى كَمَا تَكُونُ مَطْلُوبَةً فِي الصَّومِ وَالصَّلاَةِ، هِيَ مَطْلُوبَةٌ فِي الكَسْبِ وَالإِنْفَاقِ وَالزَّكَاةِ، وَالمُؤمِنُ الحَقُّ يَتَعَامَلُ مَعَ المَالِ مِنْ مُنْطَلَقِ أَنَّهُ مَالُ اللهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ((وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ))(6)، وَمَا الإِنْسَانُ إِلاَّ خَلِيفَةٌ فِيهِ وَأَمِينٌ، قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ((وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ))(7)، وَكُلَّمَا تَعَمَّقَ الإِيمَانُ بِهِ سُبْحَانَهُ حَلَّتِ البَرَكَاتُ وَانْقَشَعَتِ الأَزَمَاتُ، قَالَ تَعَالَى: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))(8).
   أَيُّها المُؤمِنونَ :
   إنَّ النَّمَاءَ الاقتِصَادِيَّ وَالاستِقْرَارَ المَالِيَّ، لاَ يَتَحقَّقَانِ إِلاَّ بِحُسْنِ التَّنْمِيَةِ وَالتَّثْمِيرِ، وَلاَ يَستَقِيمَانِ إِلاَّ بِتَرشِيدِ الاستِهْلاَكِ وَالادِّخَارِ، وَالمُتَتبِّعُ لآيَاتِ القُرآنِ الكَرِيمِ، وَسُنَّةِ الرَّسُولِ الكَرِيمِ -صلى الله عليه وسلم-  يَجِدُ مِنَ النُّصُوصِ مَا يُثْبِتُ العِنَايَةَ الفَائقَةَ التِي أَولاَهَا الإِسلاَمُ لِهَذَيْنِ العُنْصُرَيْنِ، وَالحَثَّ الوَاضِحَ عَلَى الحِرْصِ عَلَى هَذَيْنِ السَّببَيْنِ، فَالتَّثْمِيرُ فِي الإِسلاَمِ ضَرورَةٌ لِلتَّنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ، وَأَسَاسٌ مِنَ الأُسُسِ الحَضَارِيَّةِ، لِذَا كَانَ وَاجِبًا مِنَ الوَاجِبَاتِ الدِّينِيَّةِ، قَالَ تَعَالَى: ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ))(9)، وَامتَنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا أوْدَعَ فِي هَذِهِ الأَرْضِ مِنَ الكُنُوزِ الثَّمِينَةِ، مُرْشِدًا إِيَّاهُمْ إِلَى ضَرورَةِ التَّعَاطِي مَعَهَا بِأَيْدٍ كَادِحَةٍ مُثَمِّرَةٍ أَمِينَةٍ، قَالَ تَعَالَى: ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))(10)، إِنَّ الأَرْضَ بِمَا فِيهَا وَمَا عَلَيْهَا مِنْ ثَرَوَاتٍ، وَمَا أَودَعَ اللهُ فِيهَا مِنْ كُنُوزٍ وَمَعَادِنَ وَنَفَائِسَ وَخَيْرَاتٍ، هِيَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسلِمِ رَأْسُ مَالٍ، مَأْمُورٌ بِالسَّعْيِ فِي تَنْمِيَتِهِ بِأَفْضَلِ القُدُرَاتِ، وَالحِرْصِ عَلَى مَا يَلْزَمُ لِذَلِكَ مِنَ المَعَارِفِ وَالخِبْرَاتِ، قَالَ تَعَالَى فِي شَأْنِ عَبْدِهِ دَاودَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: ((وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ))(11)، بَلْ إِنَّ نُصُوصَ القُرآنِ الكَرِيمِ تُوَضِّحُ بِجَلاءٍ أَنَّ وُجُودَ الإِنْسَانِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ إِنَّمَا هُوَ لِعِمَارَتِهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ: ((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))(12)، وَأنَّى يَتَحقَّقُ هَذَا الإِعْمَارُ بِدُونِ تَنْمِيَةٍ وَتَثْمِيرٍ؟! وَنَجِدُ الإِسلاَمَ مَعَ تَشْرِيعِهِ لِلْبَيْعِ إِلاَّ أَنَّهُ أَرْشَدَ أَنَّ بَيْعَ المُمْتَلَكَاتِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِمَصْلَحَةٍ مَدْروسَةٍ، فَفِي الحَدِيثِ عَنْهُ -صلى الله عليه وسلم-  أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ بَاعَ دَارًا أَو عَقَارًا فَلَمْ يَجْعَلَ ثَمَنَها فِي مِثْلِهِ كَانَ قَمِنًا - أَي حَرِيًّا - أَلاَّ يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ))، فَالبَيْعُ المَشْروعُ هُوَ الذِي تَتَحقَّقُ بِهِ مَصلَحَةٌ لِلْفَردِ وَالجَمَاعَةِ، وَلاَ يُؤدِّي إِلَى الضَّرَرِ فِي الحَالِ أَو المَآلِ، وَمَنَعَ الإِسلامُ كُلَّ مَا فِيهِ إِجْحَافٌ بِأَحَدِ المُتَعَاقِدَينَ، أَو استِغْلاَلٌ لِظَرفٍ مِنْ ظُرُوفِهِ، وَنَهَى الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  عَنْ تَعْطِيلِ مَصَالِحِ النَّاسِ فِي الأَرْضِ بِالسَّيْطَرَةِ عَلَيْهَا دُونَ تَنْمِيَةٍ وَتَثْمِيرٍ، وأَمَّا الادِّخَارُ فَحَدِّثْ عَنْ عِنَايَةِ الإِسلاَمِ بِهِ وَلاَ حَرَجَ، فَالمُسلِمُ مُطَالَبٌ بِالتَّزوُّدِ لِدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَالتَّفكُّرِ فِي مَصِيرِهِ وَعَاقِبَتِهِ، قَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ))(13)، وَعَنْ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  نَهَى عَنْ إِضَاعَةِ المَالِ بحُجَّةِ الصَّدَقَةِ، قَالَ كَعْبٌ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-  : ((أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ))، وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  بِمِثْلِ البَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ فَقَالَ: هَذِهِ صَدَقَةٌ مَا تَركْتُ لِي مَالاً غَيْرَهَا، فَحَذَفَهُ بِهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  - فَلَو أَصَابَهُ لأَوْجَعَهُ - ثُمَّ قَالَ: ((يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ فَيَنْخَلِعُ مِنْ مَالِهِ ثُمَّ يَصِيرُ عَالَةً عَلَى النَّاسِ)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاحْرِصُوا عَلَى تَنْمِيَةِ اقتِصَادِكُمْ، وَالحِفَاظِ عَلَى مُدَّخَراتِكُمْ، وَأَدُّوا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَيكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ، تَصْلُحْ بِذَلِكَ أَحْوَالُكُمْ، وَيَجْعَلِ اللهُ الجَنَّةَ قَرَارَكُمْ.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ فَلْسَفَةَ الحَيَاةِ فِي الإِسلاَمِ قَائِمَةٌ عَلَى مَبْدَأِ التَّعَاوُنِ عَلَى الخَيْرَاتِ، وَالتَّكَاتُفِ فِي وَجْهِ المِحَنِ وَالأَزَمَاتِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ))(14)، فَالمُجتَمَعُ الصَّالِحُ النَّاجِحُ هُوَ ذَلِكَ الذِي تَتَكاتَفُ فِيهِ جُهُودُ الأَفْرَادِ وَالمُؤَسَّسَاتِ، وَتَلْتَقِي فِيهِ يَدُ المُوَاطِنِينَ وَالهَيْئَاتِ، لِلْوُصُولِ إِلَى الرَّفَاهِيَةِ وَالاستِقْرَارِ، وَالسَّعْيِ إِلَى مَا فِيهِ صَلاَحُ الأَفْرَادِ وَالدِّيَارِ، إِنَّ التَّشْرِيعَاتِ وَالقَوَانِينَ لاَ تَظْهَرُ آثَارُهَا، وَلاَ تَتَحقَّقُ مَنَافِعُهَا، إِلاَّ بِالاستِجَابَةِ الوَاضِحَةِ الصَّادَقَةِ مِنَ الأَفْرَادِ الذِينَ هُمْ مَحَلُّ تَأْثِيرِهَا، وَالالتِزَامِ بِهَا مِنَ النَّاسِ المَعنِيِّينَ مِنْ تَشْرِيعِها، لِذَا جَاءَ الخِطَابُ الإِلهِيُّ وَاضِحًا بِضَرورَةِ الاستِجَابَةِ لِدَاعِي الخَيْرِ وَالصَّلاَحِ، لأَنَّ ذَلِكَ وَحْدَهُ سَبِيلُ السَّعَادَةِ وَالنَّجَاحِ، قَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ))(15)، فَضَوابِطُ البَيْعِ وَالشِّرَاءِ لاَ تُثْمِرُ إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَ جَشَعِ التَّاجِرِ وَبَيْنَ حِرْصِ المُشْتَرِي عَلَى الاستِئْثَارِ بِالمَعْرُوضِ مِنَ السِّلْعَةِ، فَهُنَا يَفْرِضُ التَّاجِرُ مَا أَرَادَ، وَيَستَجِيبُ لَهُ المُشْتَرِي وَرُبَّمَا زَادَ، حِرْصًا عَلَى الحُصُولِ عَلَى أَكْبَرِ كَمِّيَّةٍ، دُونَ أَنْ يُلْقِيَ لِلْقَوانِينِ أَيَّ اعتِبَارٍ أَو أَهَمِّيَّةٍ، وَكَمْ نَجِدُ مِنَ الجُهُودِ الحُكُومِيَّةِ، وَالأَوَامِرِ الرَّسْمِيَّةِ التِي لَو حَرَصَ الجَمِيعُ عَلَيْهَا لَكَانَ لَهُمْ في ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا، والجُهُودُ لاَ تُثْمِرُ إِلاَّ عِنْدَما يَحرِصُ الجَمِيعُ عَلَى دَفْعِ صَائِلَةِ مَنْ تَطَاوَلَ عَلَيْهَا، وَهُوَ لاَ يَتأَتَّى إِلاَّ بالِتَّحَلِّي بِرُوْحِ المُسَاوَاةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ، وَالبُعْدِ عَنِ الجَشَعِ وَالأَنَانِيَّةِ، فَالبَائعُ الذِي يَنْتَهِكُ تَحْدِيدَ الأَسْعَارِ، وَيُغَالِي فِيهَا غَيْرَ مُبَالٍ بِمَا يَنْتُجُ عَنْ تَصَرُّفِهِ مِنْ أَضْرَارٍ، لاَ يُمْـكِنُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مَا لَمْ يَجِدْ زَبَائِنَ يَتَسَتَّرُونَ عَلَيْهِ، وَمُشْتَرِينَ - رَغْمَ خَطَئِهِ - يَتَهَافَتُونَ إِلَيْهِ.
    فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واحْرِصُوا عَلَى أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْكُمْ خَيْرَ حَارِسٍ عَلَى مَا يُصْلِحُ النَّاسَ مِنْ قَوَانِينِ البِلاَدِ، مُلْتَزِمًا بِمَا يُحَقِّقُ المَصَالِحَ العُلْيَا لِلْعِبَادِ، يَجْعَلِ اللهُ أَمْرَكُمْ إِلَى رَشَادٍ، وَحَالَكُمْ إِلَى رُقِيٍّ وَسَدَادٍ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (16).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
                                            
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
                                            
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الأحزاب / 70-71.
(2) سورة الأعراف/ 201 .
(3) سورة التوبة/ 128.
(4) سورة الحشر/ 7.
(5) سورة الأعراف/ 96.
(6) سورة النور/ 33.
(7) سورة الحديد/ 7.
(8) سورة نوح/ 10-12.
(9) سورة الجمعة/ 10.
(10) سورة الملك/ 15.
(11) سورة الأنبياء/  80 .
(12) سورة هود/ 61.
(13) سورة الحشر/ 18.
(14) سورة المائدة/ 2.
(15) سورة الأنفال/ 24.
(16) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.