خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

(( إنما بُـعِثْتُ مُعلّـمًا )) طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
03/03/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 8 ربيع الأول 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((  إنما بُـعِثْتُ مُعلّـمًا ))

   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَعَثَ رَسُولَهُ مُعَلِّمًا وَهَادِيًا، وَإِلَى الخَيْرِ دَاعِيًا، وَمِنَ الشَّرِّ مُحَذِّرًا وَنَاهِيًا، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، رَفَعَ أُولِي العِلْمِ دَرَجاتٍ عَلِيَّةً، وَشَرَّفَهُمْ فَقَرَنَ شَهَادَتَهُمْ مَعَ شَهَادَتِهِ وَشَهادَةِ مَلاَئكَتِهِ عَلَى حَقِيقَةِ الوَحْدَانِيَّةِ، فَقَالَ: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ))(1)، وَأشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، كَرَّمَهُ رَبُّهُ تَكْرِيمًا، وَكَانَ فَضْـلُهُ عَلَيْهِ عَظِيمًا؛ فَقَالَ جَلَّ قَائِلاً عَلِيمًا: ((وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا))(2)، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعالَى رَسُولَهُ الأَمِينَ -صلى الله عليه وسلم- هَادِيًا لِلْبَشَرِيَّةِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))(3)، وَيَقُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ))، أَرسَلَهُ اللهُ مُعَلِّمًا، وَجَعَلَهُ لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرسَلِينَ خَاتِمًا وَمُتَمِّمًا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا))، وَيَقُولُ اللهُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا))(4)، وَلَقَدِ امتَازَتْ رِسَالَتُهُ -صلى الله عليه وسلم- بِالعِلْمِ كَمَا كَانَتْ مُعْجِزَتُهُ عِلْمِيَّةً، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ))(5)، وَيَقُولُ فِي شَأْنِ مُعْجِزَتِهِ: ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))(6)، وَيَقُولُ: ((وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ، بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ))(7)، فَمَعَ كَثْرَةِ مَا أَيَّدَهُ اللهُ بِهِ مِنْ مُعْجِزاتٍ حِسِّـيَّةٍ، إِلاَّ أَنَّ مُعْجِزَتَهُ الكُبْرَى - وَهِيَ القُرآنُ الكَرِيمُ- تَبقَى شَاهِدَةً عَلَى صِحَّةِ رِسَالَتِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَأَوَانٍ، مَا تَعَاقَبَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ.                                         
    أَيُّها المُؤمِنونَ :                                         
   إِنَّ هَدَفَ رِسَالَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- وَهَدَفَ مُعْجِزَتِهِ إِقَامَةُ مُجتَمَعٍ إِنْسَانِيٍّ نَظِيفِ العَقِيدَةِ وَالمَشَاعِرِ وَالسُّلُوكِ وَالعَلاَقَاتِ، لاَ فِي وَقْتٍ مُحَدَّدٍ بَلْ فِي كُلِّ الأَوقَاتِ، وَمُجتَمَعٌ كَهَذَا لاَ بُدَّ مِنْ أَنْ يَتَحَقَّقَ فِيهِ مَا يَصْبُو إِلَيْهِ الإِنْسَانُ مِنْ سُمُوٍّ، وَرِفْعَةٍ وَعُلُوٍّ، فَسِرُّ عَظَمِةِ رِسَالَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا رِسَالَةُ تَربِيَةٍ وَتَزكِيَةٍ لِلنُّفُوسِ قَبْـلَ أَنْ تَكُونَ رِسَالَةَ تَشْرِيعٍ، وَمَا جَاءَ فِي الرِّسَالَةِ مِنْ تَشْرِيعٍ هَدَفُهُ التَّربِيَةُ وَالتَّزكِيَةُ، فَلاَ عَجَبَ أَنْ كَانَ العِلْمُ فِيهَا مِحْوَرًا تَدُورُ عَلَيْهِ، وَمُرتَكَزًا تَرتَكِزُ عَلَيْهِ، إِذِ العِلْمُ فِي الإِسلاَمِ عَقِيَدَةٌ وَعِبَادَةٌ وَأَخْلاَقٌ، فَالعَقِيدَةٌ إِذَا بُنِيَتْ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ فَهِيَ عَقِيدَةٌ وَاهِيَةٌ، كَمَا أَنَّ العِبَادَةَ إِذَا أُدِّيَتْ بِغَيْرِ عِلْمٍ وفِقْهٍ فَهِيَ عِبَادَةٌ جَوفَاءُ، ومِنْ ثَمَّ هِيَ عِبَادَةٌ مَردُودَةٌ، لأَنَّ المَعْرِفَةَ فِيهَا مَفْقُودَةٌ، وَالأَخْلاَقُ إِذَا بُذِلَتْ بِغَيْرِ نِيَّةٍ وَاحتِسَابٍ كَانَتْ مَعْدُومَةَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ. إِنَّ حَصْرَ بِعْثَةِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى العِلْمِ فِي قَولِهِ: ((إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا)) دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الإِسلاَمَ اعتَنَى بِالعِلْمِ أَعْظَمَ عِنَايَةٍ، وَأَولاَهُ الكَثِيرَ مِنَ الرِّعَايَةِ؛ فَدَعا إِلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، وَعَظَّمَ قَدْرَهُ وَحَثَّ عَلَى طَلَبِهِ وَنَوَّهَ بِأَهلِهِ، وَمُعجِزَةُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- العِلْمِيَّةُ - وَهِيَ القُرآنُ الكَرِيمُ- وَرَدَ فِيهَا ذِكْرُ كَلِمَةِ العِلْمِ مُعَرَّفَةً وَمُنَكَّرَةً وَمُشتَّقاتِها مِئَاتِ المَرَّاتِ، وَالعِلْمُ الذِي حَثَّ القُرآنُ وَحَثَّتِ السُّـنَّةُ عَلَى التِمَاسِ أَسبَابِهِ، وَطَرْقِ أَبْوَابِهِ، لَيْسَ مَحْدُودَ البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ، بَلْ كُلُّ مَا يَأْتِي ثَمَرَةَ نَظَرٍ ثَاقِبٍ وَفِكْرٍ صَائبٍ هُوَ عِلْمٌ يَجِبُ أَنْ يَتَزَوَّدَ المُسلِمُ مِنْهُ بِمِقْدَارٍ وَيَنَالَ مِنْهُ نَصِيبًا، فَالإِسلاَمُ يَأْمُرُ بِالتَّزَوُّدِ بِالمَعْرِفَةِ وَالتَّسَلُّحِ بِالعِلْمِ النَّافِعِ أَيـًّا كَانَ، مَا دَامَ ذَلِكَ فِي الإِمْـكَانِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))(8)، وَيَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنَ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّـلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ))، فَهِذِهِ الشَّوَاهِدُ - وَغَيْرُها كَثِيرٌ- تَدُلُّ عَلَى عُمُومِ الأَمْرِ.
    أَيُّها المُسلِمُونَ :
    لَقَدْ حَرَصَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أَنْ يُهَيِّئَ لِلْعِلْمِ مُنَاخَهُ المُنَاسِبَ لَهُ، وَالمُلاَئِمَ لِتَرْسِيخِ أُصُولِهِ وَامتِدَادِ فُرُوعِهِ؛ لِيُعْطِيَ فِي النِّهَايَةِ أُكُلَهُ؛ فَكَانَ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - يَعتَنِي بِتَكْوِينِ العَقْلِيَّةِ العِلْمِيَّةِ المَوضُوعِيَّةِ، التِي تَجْعَلُ بَيْنَ النَّتائِجِ وَالمُقَدِّمَاتِ صِلَةً وَثِيقَةً، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَصِلُ بِدُونِها إِلَى مُرادِهِ مِنَ المَعْرِفَةِ، فَكَانَ بِتَوْجِيهٍ مِنْ رَبِّهِ لاَ يَقْبَلُ دَعْوَى بِدُونِ دَلِيلٍ؛ لِيُهَيِّئَ لِلْعَقْلِ التَّفْكِيرَ وَيُنِيرَ لَهُ السَّبِيلَ، فَفِي غَيْرِ مَوضِعٍ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ يَأْمُرُهُ ربُّهُ أَنْ يَقُولَ لِكُلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلاً أَو قَالَ قَولاً يُجَافِي الصَّوابَ، وَيُصَادِمُ الأَلبَابَ: ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))(9)، كَمَا كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - يُحَذِّرُ مِنَ الحُكْمِ عَلَى الأُمُورِ لِمُجَرَّدِ ظَنٍّ أَو تَخْمِينٍ، خُصُوصًا فِي الأُمُورِ التِي يُطْلَبُ فِيهَا العِلْمُ وَاليَقِينُ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِيّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ))، كَمَا أَنْحَى القُرآنُ الكَرِيمُ بِالَّلائِمَةِ عَلَى كُلِّ مَنْ طَرَحَ العِلْمَ جَانِبًا، وَاتَّبَعَ الظَّنَّ وَأَسلَمَ قِيَادَ فِكْرِهِ لِلنَّفْسِ وَالهَوَى؛ فَضَلَّ وَغَوَى؛ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا))(10)، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ))(11)، وَحِرْصًا مِنَ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى تَحْصِيلِ العِلْمِ حَارَبَ الأُمِِّيَّةَ وَحَثَّ عَلَى تَعلُّمِ لُغَاتِ الآخَرِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ تَعَلُّمَ اللُّغَاتِ هَدَفًا فِي حَدِّ ذَاتِهِ، بَلْ جَعَلَهُ وَسِيلَةً لِلانتِفَاعِ بِمَا عِنْدَ الآخَرِينَ مِنْ عِلْمٍ، وَالاستِفَادَةِ مِمَّا لَدَيْهِمْ مِنْ مَعْرِفَةٍ، إِذْ لاَ يُمْكِنُ الانتِفَاعُ وَالاستِفَادَةُ مِمَّا عِنْدَهُمْ إِذا جُهِلَتْ لُغَتُهُمْ، وَقَدَ وَرَدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِتَعَلُّمِ لُغَاتٍ غَيْرِ العَرَبِيَّةِ، وَكَانَ مِنْ بَيْنِ أَصحَابِهِ مَنْ يُجِيدُ لُغَاتٍ أُخْرَى غَيْرَ العَرَبِيَّةِ، فَكَانُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ عِلْمٍ بِهَذِهِ اللُّغَاتِ يُعِينُونَ الرَّسُولَ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى تَرجَمَةِ الرَّسَائلِ التِي تَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ أَصحَابِ هَذِهِ اللُّغَاتِ، وَكَانُوا يَكْتُبونَ لَهُ مَا يُرِيدُ إِرسَالَهُ إِلَيْهِمْ، إِذْ بِدُونِ ذَلِكَ لاَ يَتَحَقَّقُ التَّفاهُمُ بَيْنَ المُسلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَلاَ تَتَحَقَّقُ الاستِفَادَةُ مِنْ خِبْرَاتِهِمْ، وَمِنْ مُنْطَلَقِ حِرْصِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى استِعْمَالِ الوَسَائِلِ العِلْمِيَّةِ كَانَ يَستَعْمِلُ أُسلُوبَ الإِحصَاءِ؛ لِيَتِمَّ بِناءً عَلَيْهِ التَّخْطِيطُ الذِي يُقَوِّمُ الحَاضِرَ وَيُؤَسِّسُ لِلْمُستَقبَلِ، بُغْيَةَ الوصُولِ فِي النِّهايَةِ إِلَى تَحقِيقِ الأَهْدَافِ المَنْشُودَةِ، فَمُنْذُ أَنْ وَطِئَتْ قَدَما رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَرَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ بَدأَ بِاستِعْمَالِ أُسلُوبِ الإِحصَاءِ لِيَعْرِفَ عَدَدَ المُسلِمِينَ، يَقُولُ حُذَيْفَةُ بنُ اليَمَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((اكتُبوا لِي مَنْ يَلْفِظُ بِالإِسلاَمِ مِنَ النَّاسِ))، قَالَ حُذَيفَةُ: (فَكَتَبْنا لَهُ أَلْفًا وَخمْسَمِائةِ رَجُلٍ)، فَالإِحْصَاءُ عِلْمٌ حَرَصَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الانتِفَاعِ بِهِ لِيُوَاجِهَ احتِمَالاَتِ المُستَقْبَلِ، وَالتَّخْطِيطُ لِلمُستَقْبَلِ مِنْ جَوْهَرِ الدِّينِ؛ لأَنَّ المُؤمِنَ الحَرِيصَ عَلَى دِينِهِ يَأْخُذُ مِنْ يَوْمِهِ لِغَدِهِ، وَمِنْ دُنيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَمِنْ حَاضِرِهِ لِمُستَقْبَلِهِ، وَقَدْ سَجَّـلَ القُرآنُ الكَرِيمُ مَشْرُوعَ تَخْطِيطٍ للاقتِصَادِ الزِّرَاعِيِّ مُدَّةَ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا لِمُواجَهَةِ أَزمَةٍ غِذَائِيَّةٍ، فَكَانَ هَذا التَّخطِيطُ سَبَبًا مِنْ أَسبَابِ مُرُورِ الأَزْمَةِ دُونَ مُضَاعَفَاتٍ، وَاقْرَأُوا قَولَ اللهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: ((قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدِتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ))(12).
    أَيُّها المُؤمِنونَ :
    إِنَّهُ لَيْسَ صَحِيحًا مَا يُقَالُ: إِنَّ التَّخْطِيطَ لِلْمُستَقْبَلِ يُنَافِي التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ، وَلَكِنَّ الصَّحِيحَ هُوَ أَنَّ التَّخطِيطَ عِلْمٌ انتَهَجَهُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- فِي كُلِّ مَجَالٍ، وَرَفَضَ بانتِهَاجِهِ العَشْوائِيَّةَ وَالارتِجَالَ، وَلَقَدْ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- يَتَّخِذُ القَرارَاتِ بِنَاءً عَلَى حِسَابَاتٍ، وَرَبْطًا لِلنَّتَائِجِ بِالمُقَدِّمَاتِ، فَبِذَلِكَ يَصِلُ المَرءُ إِلَى الصَّوابِ، وَلاَ يَحْدُثُ فِي قَرَارِه خَلَلٌ وَلاَ اضطِرابٌ، وَعِنْدَما اتَّخَذَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- قَرَارَهُ التَّأْرِيخِيَّ المَعرُوفَ بِالتَّوقِيعِ عَلَى مُعَاهَدَةِ الحُدَيْبِيَةِ بَنَى قَرَارَهُ هَذَا عَلَى مَا يُحَقِّقُهُ هَذَا الصُّـلْحُ مِنْ فَوائِدَ جَمَّةٍ، وَنَتَائِجَ مُهِمَّةٍ، وَلَقَدْ حَدَثَ أَنِ امتَعَضَ بَعْضُ أَصحَابِهِ مِنْ هَذَا الصُّـلْحِ، وَلَكِنْ تَبَيَّنَ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ أَمْرِهِمْ، وَأَنَّ رَأْيَهُ لَهُمْ أَولَى مِنْ رَأْيِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ.
    فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ الاحتِفَالَ بِذِكْرَى مِيلاَدِ سَيِّدِ الأَنبِياءِ وإِمَامِ الأَتقِيَاءِ يَكْمُنُ فِي الاعتِزَازِ بِرِسَالَتِهِ وَالالتِزَامِ بِهَدْيِِهِ، فِي التَّسَلُّحِ بِالعُلُومِ النَّافِعَةِ المُفِيدَةِ، التِي تَفْتَحُ أَمَامَ العُقُولِ آفَاقًا جَدِيدَةً؛ لِنَصِلَ إِلَى مَا يُرِيدُهُ لَنا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ سُمُوٍّ أَدَبِيٍّ وَرُقِيٍّ مَادِّيٍّ، فَمَا اكتُسِبَ مُكْتَسَبٌ مِثْلُ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى، أَو يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                                         *** *** ***
    الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
    أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
    إِنَّ العِلْمَ الذِي يُرِيدُهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- هُوَ كُلُّ عِلْمٍ نَافِعٍ مُفِيدٍ، يُسْعِدُ البَشَرِيَّةَ فِي كُلِّ يَومٍ جَدِيدٍ، وَمِنْهُ العِلْمُ التَّجرِيبِيُّ فِي الأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَكُلُّ مَا أَثبَتَتِ التَّجَارِبُ نَفْعَهُ طَلَبْناهُ، وَمَا أَثبَتَتِ التَّجَارِبُ ضَرَرَهُ رَفَضْناهُ، وَقَدْ حَدَثَ أَنْ نَهَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي المَدِينَةِ عَنْ تَأْبِيرِ النَّخْلِ -أَي تَلْقِيحِهَا-، فَلَمَّا التَزَمَ النَّاسُ بِذَلِكَ جَاءَ ثَمَرُ النَّخْلِ أَقَلَّ جَوْدَةً وَأَقَلَّ كَمًّا، فَقَالَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّما أَنَا بَشَرٌ، إِذَا أَمَرتُكُمْ بِشَيءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذَا أَمَرتُكُمْ بِشَيءٍ مِنْ رَأَيِي فَإِنَّما أَنَا بَشَرٌ))، وَمَا كَانَ ذَلِكَ إِلاَّ لأَنَّ الرَّسُولَ -صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ حُسْبانًا لِلتَّجْرِبَةِ وَلِرَأْيِ الخُبَراءِ مِنْ أَهْلِ الخِبْرَةِ والاختِصَاصِ؛ لأَنَّهُمْ بِخِبْرَتِهِمْ وَتَخَصُّصِهِمْ أَعلَمُ وَأَدْرَى مِنْ غَيْرِهِمْ، وَهَذَا مَا أَقَرَّهُ الكِتَابُ الكَرِيمُ فِي قَولِ اللهِ تَعَالَى: ((فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا))(13)، وَقَولِهِ: ((وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ))(14)، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَستَعِينُ بِرَأْيِ الاقتِصَادِيِّينَ فِي الشُّؤونِ الاقتِصَادِيَّةِ، وَرَأْيِ أَهلِ الخِبْرَةِ فِي الطِّبِّ فِي الأُمُورِ الطِّبِّيَّةِ، وَرأْيِ الخُبَراءِ العَسكَرِيِّينَ فِي الأُمُورِ العَسكَرِيَّةِ، وَوَسَّعَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- دَائِرَةَ الاستِفَادَةِ مِنْ أَهلِ الخِبْرَةِ؛ فَلَمْ يَرَ بَأْسًا مِنْ أَنْ يُستَفَادَ مِنْ خِبْرَاتِهِمْ وَإِنْ كَانُوا غَيْرَ مُسلِمِينَ؛ لأَنَّ الاستِعَانَةَ بِهِمْ وَسِيلَةٌ تُؤَدِّي إِلَى مَصلَحَةٍ، وَالوَسَائِلُ لاَ حُكْمَ لَها فِي ذَاتِهَا، وَإِنَّمَا لَهَا حُكْمُ مَقَاصِدِها، إِنَّ الإِسلاَمَ حَثَّ عَلَى العُلُومِ النَّافِعَةِ كُلِّها عَلَى اختِلاَفِ فُنُونِهَا، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الوِعَاءِ الذِي خَرَجَتْ مِنْهُ، فَقَدِ استَفَادَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَسْرَى المُشرِكِينَ فِي مَجَالِ التَّعلِيمِ، وَاستَفَادَ مِنْ أَسَالِيبِ الفُرْسِ فِي حَفْرِ الخَنْدَقِ، واستَفَادَ مِنْ خِبْرَاتِ الرُّومِ فِي فَنِّ النِّجَارَةِ.
    فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ العِلْمَ يَنْقُلُ الإِنْسَانَ مِنَ الهُمُودِ إِلَى الصُّعُودِ، وَمِنَ الظَّلاَمِ العَقْلِيِّ إِلَى النُّورِ البَهِيِّ، فَعَلِّمُوا وَتَعَلَّمُوا؛ تُؤْجَرُوا وَتَغْنَمُوا.
    هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (15).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                   
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.                                  
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة آل عمران/ 18.
(2) سورة النساء/ 113.
(3) سورة الأنبياء/ 107.
(4) سورة الأحزاب/ 40.
(5) سورة الجمعة/ 2.
(6) سورة النحل/ 44.
(7) سورة العنكبوت/ 48-49.
(8) سورة المجادلة/ 11.
(9) سورة البقرة/ 11.
(10) سورة النجم/ 28.
(11) سورة النجم/ 23.
(12) سورة يوسف/ 47-49 .
(13) سورة الفرقان/ 59.
(14) سورة فاطر/ 14.
(15) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.