خطبة الاسبوع arrow خطبة الاسبوع arrow الحَيَاةُ فُرصَةٌ فَعَمـِّرُوها
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

الحَيَاةُ فُرصَةٌ فَعَمـِّرُوها طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
14/03/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 22 ربيع الأول 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَيَاةُ فُرصَةٌ فَعَمـِّرُوها

  الْحَمْدُ للهِ الذِي خَلَقَ الإِنْسَانَ وَجَعَلَهُ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً، وَبَوَّأَهُ فِيهَا مَكَانًا عَلِيًّا وَمَنَازِلَ شَرِيفَةً، وَجَعَلَ مِنْ سَعَادَتِهِ الإِيمَانَ بِاللهِ، وَعِمَارَةَ دُنيَاهُ وأُخْرَاهُ، وَالتَّفَاعُلَ مَعَ أَحْدَاثِ الحَيَاةِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، حَثَّ عِبَادَهُ عَلَى العَمَلِ فِي شتَّى صُوَرِهِ وَمَجَالاَتِهِ، وَأَمَرَ بِالحُكْمِ عَلَيْهِ بِاحتِسَابِ بَواعِثِهِ وَغَايَاتِهِ، وَأًشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرسَلَهُ رَبُّهُ بِدِينٍ يَكْفُلُ لِلإِنْسَانِ حَيَاةً مُعتَدِلَةً لاَ شَطَطَ فِيهَا وَلاَ قُصُورَ، تَحقِيقًا لِلتَّوازُنِ وَالاعتِدَالِ فِي كُلِّ الأُمُورِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : 
   إِنَّ الإِسلاَمَ دِينٌ يَدْعُو النَّاسَ وَيحُثُّهُمْ عَلَى عِمَارَةِ دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ عَلَى السَّواءِ، تَحقِيقًا لِلتَّوَازُنِ المَنْشُودِ الذِي جَعَلَهُ اللهُ سِمَةً بَارِزَةً فِي هَذَا الوُجُودِ، فَفِي الاهتِمَامِ بِالعَاجِلَةِ وَإِغْفَالِ الآجِلَةِ أَو العَكْسِ بُعْدٌ عَنِ التَّوازُنِ وَشُرُودٌ، وَإِعْرَاضٌ عَنِ المَنْهَجِ السَّوِيِّ وَصُدُودٌ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسأَلُ رَبَّهُ أَنْ يَعْمُرَ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ، فَمَا أَكثَرَ مَا كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ القُرآنِيِّ الكَرِيمِ: ((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))(1)، لأَنَّهُ دُعَاءٌ جَامِعٌ لِخَيْرِ الدَّارَيْنِ، وقَصْدٌ صَالِحٌ نَافِعٌ فِي الحَيَاتَيْنِ، فَإِنَّ حَسَنَةَ الدُّنْيَا تَشْمَلُ كُلَّ مَطْلُوبٍ دُنْيَوِيٍّ مِنْ صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَدَارٍ رَحْبَةٍ وَزَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، وَرِزْقٍ وَاسِعٍ وَعِلْمٍ نَافِعٍ، وَعَمَلٍ رَشِيدٍ وَقَولٍ سَدِيدٍ، أَمَّا حَسَنةُ الآخِرَةِ فَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَمَا يَتَرتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ دُخُولِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَالحُصُولِ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ عَمِيمٍ وَنَعِيمٍ مُقِيمٍ وَعِزٍّ وَتَكْرِيمٍ. وَحِينَ صَرَفَ قَارُونُ هَمَّهُ إِلَى الدُّنْيَا وَانْصَرَفَ عَنِ الآخِرَةِ نَصَحَهُ بَعْضُ الذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَومِهِ وَأَرشَدُوهُ، وَذَكَّرُوهُ وَنَبَّهُوهُ بِأَنَّ انْصِرَافَهُ عَنِ الاهتِمَامِ بِالآخِرَةِ وَاهتِمَامَهُ بِالدُّنْيَا فَقَط، فِيهِ جُنُوحٌ عَنِ الحَقِّ وَشَطَطٌ، فَالمُؤمِنُ حَقًّا هُوَ مَنْ يَعْمَلُ لأُخْرَاهُ وَلاَ يَنْسَى دُنْيَاهُ، فَبِهَذا التَّصَرُّفِ المَرغُوبِ فِيهِ يُحَـقِّقُ التَّوازُنَ المَطْلُوبَ، فَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَى القُرآنُ الكَرِيمُ: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا))(2)، وَجَاءَ فِي الأَثَرِ: ((لَيْسَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا لِلآخَرِةِ، وَلاَ الآخِرَةَ لِلدُّنْيَا، وَلَكِنَّ خَيْرَكُمْ مَنَ أَخَذَ مِنْ هَذِهِ لِهَذِهِ))، وَذَاتَ مَرَّةٍ أَطْرَى الصَّحَابَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- رَفِيقًا لَهُمْ فِي سَفَرٍ، كَانَ لاَ يَعْمَلُ شَيِئًا سِوَى تِلاَوَةِ الأَدْعِيَةِ ما دَامَ رَاكِبًا، وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ عِنْدَما كَانُوا يَنْزِلُونَ؛ فَسَأَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : ((فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفَ بَعِيرِهِ وَإِصلاَحَ طَعَامِهِ؟ قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَ: فَكلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ)). إِنَّ اليَوْمَ الذِي يَستَقْبِلُهُ الإِنْسَانُ هُوَ لَهُ رَصِيدٌ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمُرَهُ بِعَمَلٍ نَافِعٍ مُفِيدٍ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يَستَقْبِلُ كُلَّ يَوْمٍ جَدِيدٍ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ مُنِيبٍ، وَابتِهَالٍ إِلَى اللهِ السَّمِيعِ المُجِيبِ أَنْ يَرزُقَهُ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا فِيهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ مُبَارَكًا بِالعَمَلِ الخَلاَّقِ، وَالالتِزَامِ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ، فَبِذَلِكَ يَعْمُرُ يَوْمُ الإِنسَانِ فَتَعْمُرُ حَيَاتُهُ، فَمَا حَيَاةُ الإِنْسَانِ إِلاَّ أَيَّامٌ تَمُرُّ، فَإِنْ مَرَّتْ عَامِرةً بِالسَّعْيِ وَالحَرَكَةِ؛ أَودَعَ اللهُ فِيهَا البَرَكَةَ، وَلَمَّا كَانَ مَعْنَى البَرَكَةِ ثُبُوتَ الخَيْرِ وَاستِقْرَارَهُ، ثُمَّ دَوامَهُ وَاستِمْرَارَهُ؛ انتَقَلَتْ بَرَكَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا مَعَ المُؤمِنِ المُعَمِّرِ لِدُنْيَاهُ إِلَى أُخْرَاهُ مَا دَامَ مُلاَزِمًا لِلإِيمَانِ بِاللهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِذَا أَصبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصبَحْـنَا وَأَصْـبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ)).                                          
   أَيُّها المُسلِمُونَ :                                         
   إِنَّ انقِطَاعَ الإِنْسَانِ عَنْ دُنْيَاهُ وإِغْفَالَهُ لَهَا بِعَدَمِ العَمَلِ فِيهَا وَإِغْفَالِ السَّعْيِ فِي مَنَاكِبِها تَصَرُّفٌ خَطِيرٌ، لأَنَّهُ تَخْرِيبٌ لَهَا وَتَدْمِيرٌ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَنا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ وَخَلَقَها لَنا لِنُعَمِّرَها لاَ لنُدَمِّرَها، فَإِغْفَالُ أَيِّ يَومٍ مِنْ أَيّامِ حَيَاتِنَا خَسَارَةٌ لاَ يُمكِنُ أَنْ تُعَوَّضَ، لأنَّ اليَوْمَ إِذَا مَضَى وَشَدَّ رِحَالَهُ فَعَودَتُهُ فِي غَايِةِ الاستِحَالَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: ((مَا مِنْ يومٍ يَنْشَقُّ فَجْرُهُ إِلاَّ وَيُنَادِي: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا يَوْمٌ جَدِيدٌ، وَعَلَى عَمَلِكَ شَهِيدٌ، فَاغتَنِمْنِي وَتَزَوَّدْ مِنِّي بِعَمَلٍ صَالِحٍ، فَإِنِّي - إِنْ ذَهَبْتُ - لاَ أَعُودُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)). إِنَّ زِيَادَةَ يَوْمٍ مِنْ عُمرِ الإِنْسَانِ المُؤمِنِ يَكْتَسِبُ فِيهِ ثَوَابَ صَلَواتٍ وَأَذْكَارٍ وَصَدَقاتٍ وَصِيَامٍ وَقِيَامٍ، كَمَا يَكْتَسِبُ فِيهِ أَجْرَ عَمَلٍ دُنْيَوِيٍّ يُعِفُّ بِهِ نَفْسَهُ وَأَهلَهُ وَعِيَالَهُ، وَيُنمِّي فِيهِ بِالرِّزْقِ الحَلاَلِ مَالَهُ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَأَهلَهُ وَوَلَدَهُ، وَيَنْفَعُ وَطَنَهُ وَبَلَدَهُ، فَيَنَالُ أَجْرَ المُنْفِقِينَ المُتَصَدِّقِينَ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ))، وَيَقُولُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- لِسَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْها، حتَّى مَا تَجْعَلُهُ فِي فَمِ امرَأَتِكَ)). إِنَّ طُولَ الحَيَاةِ يُمْـكِنُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ خَيْرٍ كَثِيرٍ، وَمَنْبَعَ عَطَاءٍ غَزِيرٍ، فَالزَّعْمُ بِأَنَّ الحَيَاةَ شَرٌّ وَأَنَّ المُغَادَرَةَ مِنْها أَفْضَلُ مِنَ المُعَالَجَةِ هُوْ زَعْمٌ لاَ يَمُتُّ إِلَى الإِسلاَمِ بِصِلَةٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَخَوَيْنِ كَانَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الآخَرِ فَتُوُفِيَ الذِي هُوَ أَفْضَلُهُما، ثُمَّ عُمِّرَ الآخَرُ بَعْدَهُ أَربَعِينَ لَيْـلَةً ثُمَّ تُوُفِيَ، فَرُئِيَ فِي مَنْزِلَةٍ أَعلَى، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ وَكَانَ لاَ بَأْسَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((وَمَا يُدْرِيكُمْ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاَتُهُ؟)) - يَعنِي أَنَّ الصَّلاَةَ رَفَعَتْ مَقَامَهُ -. إِنَّ اللَّحظَةَ التِي يَقْضِيهَا الإِنْسَانُ فِي حَيَاتِهِ الدُّنْيَا يُمْـكِنُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهَا شَيئًا يَنْفَعُهُ وَيَنْفَعُ غَيْرَهُ؛ فَلَيْسَ مِنَ المَنْطِقِ المَعْـقُولِ وَالتَّصَرُّفِ المَسؤولِ احتِقَارُها وَالتَّقلِيلُ مِنْ شَأْنِهَا، فَكُلَّمَا طَالَ الأَجَلُ طَالَتْ مَجَالاَتُ العَمَلِ، فَتَحَـقَّقَ المَزِيدُ مِنَ الأَمَلِ.                                           
   عِبَادَ اللهِ :                                         
   إِنَّ الإِسلاَمَ دِينٌ لاَ يُعَادِي الحَيَاةَ وَلاَ يُخَاصِمُها، وَلاَ يَرْضَى لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَعِيشَ عَلَى هَامِشِها، بَلْ يُرِيدُهُ فِي جَمِيعِ مَجَالاَتِ العَمَلِ المُفِيدِ سَبَّاقًا، وَإِلَى مَعَالِي الأُمُورِ تَوَّاقًا، لِيَكُونَ فِي مُقَدِّمَةِ مَنْ أَسْهَمُوا فِي عِمَارَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَمِنْ أَجْـلِ تَحقِيقِ هَذَا الهَدَفِ حَثَّ الإِسلاَمُ عَلَى تَلَقِّي العِلْمِ مِنْ جَمِيعِ مَظَانِّهِ، وَعَلَى التَّفَوُّقِ فِي جَمِيعِ فُرُوعِهِ، مِنْ عُلُومٍ إِنْسَانِيِّةٍ وَحَيَوَانِيَّةٍ وَنَبَاتِيَّةٍ، وَطَبِيعِيَّةٍ وَجَمَالِيَّةٍ، مِنْ حَيْثُ تَنَوُّعُ الأَشْكَالِ وَالأَلوَانِ، مِمَّا يُستَفَادُ مِنْهُ فِي فُنُونِ العُمْرَانِ، وَقَدْ جَمَعَ القُرآنُ الكَرِيمُ ذَلِكَ بِإِعْجَازِهِ المَعْهُودِ وَالمَشْهُودِ فِي آيتَيْنِ كَرِيمَتَيْنِ، حَيْثُ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ))(3)، فَقَدْ ذَكَرَ اللهُ الثَّمَرَاتِ وَالجِبَالَ وَأَنَّهَا قَدْ اختَلَفَتْ فِيهَا الأَلْوَانُ وَتَعَدَّدَتْ، كَمَا اختَلَفَتْ فِيهَا الأَشْكَالُ وَتَنَوَّعَتْ، وَفِي ذَلِكَ دَعْوةٌ لِذَوِي الأَبْصَارِ وَالبَصِيرَةِ أَنْ يَنْظُروا إِلَى الطَّبِيعَةِ وَمَا خَلَقَهُ اللهُ عَلَيْهَا مِنْ جَمَالٍ رَائِعٍ، وَمَظْهَرٍ مُمْـتِعٍ رَائِقٍ؛ لِيَجْعَلُوا حَيَاتَهُمْ تَأْخُذُ سِمَةَ الجَمَالِ وَالنَّضَارَةِ، وَيَنتَفِعُوا بِمَا يَستَجِدُّ فِي الحَيَاةِ مِنْ تَطَوُّرٍ وَتَقَدُّمٍ وَحَضَارَةٍ، وَلاَ يَقْتَصِرُ أَمْرُهُمْ عَلَى مُجَرَّدِ الانتِفَاعِ وَالاستِفَادَةِ، بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يُشَارِكُوا فِي هَذَا التَّقَدُّمِ بِجُهْدٍ وَعَزِيمَةٍ وَقُوَّةِ إِرَادَةٍ، إِنَّ الذِي يَهْرُبُ مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِعَدَمِ المُشَارَكَةِ فِي عِمَارَتِها تَقَاعَسَ عَنْ أَدَاءِ وَاجِبٍ مَحْـتُومٍ، وَالتَّقَاعُسُ تَصَرُّفٌ سَيِّئٌ مَذْمُومٌ، إِنَّ النَّجَاحَ فِي مِضْمَارِ الحَيَاةِ وَالتَّفَوُّقَ فِي كُلِّ المَجَالاَتِ وَالمَيَادِينِ المُتَاحَةِ مَصْدَرُ سَعَادَةٍ وَطُمَأْنِينَةٍ وَرَاحَةٍ، وَلَيْسَ حَقًّا القَولُ بِأَنَّ الانْزِواءَ وَالانْطِواءَ عِبَادَةٌ، وَأَنَّ نَفْضَ الإِنْسَانِ يَدَهُ مِنَ الدُّنْيَا يُحَقِّقُ لِلْمَرْءِ سَعَادَةً، وَلَيْسَ حَقًّا القَولُ بِأَنَّ الانْصِرَافَ عَنِ العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ زُهْدٌ، بَلْ هُوَ جُنُوحٌ عَنْ أَوَامِرِ الإِسلاَمِ وَبُعْدٌ، إِنَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ دَعَا النَّاسَ جَمِيعًا إِلَى سَبْرِ أَسرَارِ هَذَا الكَوْنِ وَالوُقُوفِ عَلَى خَفَايَاهُ وَمَعْرِفَةِ خَفَايَا النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وَقَدْ وَعَدَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ يُيَسِّرَ لَهُمْ لِذَلِكَ الأَسبَابَ، وَأَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ مَا أُغْلِقَ مِنْ أَبوَابٍ، لِيَصِلُوا فِي النِّهَايَةِ إِلَى قَطْفِ الثَّمَراتِ وَحِيَازَةِ الخَيْرَاتِ، التِي مِنْ أَهَمِّهَا الإِيمَانُ بِاللهِ الحَقِّ، وَالعِلْمُ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَا خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ إِلاَّ بِالحَقِّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))(4)، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ))(5)، إِنَّ الإِيمَانَ بِاللهِ إِذَا استَقَرَّ فِي القَلْبِ تَرْجَمَتْهُ الجَوَارِحُ وَالعُقُولُ وَالأَذْهَانُ استِبَاقًا إِلَى عَمَلِ الصَّالِحَاتِ، وَمُسَارَعَةً فِي الخَيْرَاتِ، وَتَنَافُسًا فِي العُلُومِ وَالاكتِشَافَاتِ وَالمُخْتَرَعاتِ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ مَنْ أَرَادَ الوُصُولَ إِلَى الآخِرَةِ سَالِمًا فَلَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا إِلاَّ مُرُورًا بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَإِنْ عَمَرَ الإِنْسَانُ حَيَاتَهُ مُتَسَلِّحًا بِالإِيمَانِ؛ وَصَلَ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ بِسَلاَمٍ وَأَمَانٍ.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                               *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.                                           
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَتَعَدَّدَ أَوْجُهُ النَّشَاطِ البَشَرِيِّ مِنْ زِرَاعَةٍ وَصِنَاعَةٍ وَتِجَارَةٍ وَحِرَفٍ وَأَعْمَالٍ أُخْرَى حَتَّى يَتَيَسَّرَ لِلإِنْسَانِ الإِسهَامُ فِي البِنَاءِ وَالعُمْرَانِ بِالنَّشَاطِ الذِي يُلاَئِمُهُ وَيُوائِمُ قُدُرَاتِهِ، وَالإِسلاَمُ يَنْظُرُ إِلَى أَيِّ عَمَلٍ يُسْهِمُ فِي العُمْرَانِ وَالرُّقِيِّ وَالبِنَاءِ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ طَيِّبٌ وَبَنَّاءٌ، فَلَيْسَ هُنَاكَ عَمَلٌ مُحْـتَرمٌ وَآخَرُ أَقَلُّ احتِرَامًا، فَالعَمَلُ فِي كُلِّ مِهْنَةٍ حَلاَلٍ وَفِي أَيِّ مَجَالٍ طَيِّبٍ شَرَفٌ يُعْـتَزُّ بِهِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ بِهَذَا العَمَلِ مِنْ جِهَةٍ يَستَغْنِي عَنْ ذُلِّ الحَاجَةِ، وَهُوَ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى يَخْدِمُ وَطَنَهُ وَبِلاَدَهُ، وَلَقَدْ ضَرَبَ الرُّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- مَثَلاً عَلَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ حَيْثُ زَاوَلَ مِهْنَةَ الرَّعْيِ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَذَكَرَها مُعْـتَزًّا بِهَا وَهُوَ كَبِيرٌ، فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: ((مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا إِلاَّ وَرَعَى الغَنَمَ، فَقَالوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَأَنا كُنْتُ أَرعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْـلِ مَكَّةَ))، كَمَا ضَرَبَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى ذَلِكَ مَثَلاً بِمِهْنَةِ أَخِيهِ نَبِيِّ اللهِ دَاودَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَالذِي كَانَ يَعْمَلُ فِي الحِدَادَةِ فَقَالَ: ((مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاودَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ))، إِنَّ اليَدَ التِي لاَ تَعْمَلُ عَمَلاً وَلاَ تُزَاوِلُ حِرْفَةً وَلاَ تُسْهِمُ فِي التَّعْمِيرِ وَالبِنَاءِ هِيَ يَدٌ شَلاَّءُ، وَإِنَّ العَقْلَ الذِي لاَ يُسْهِمُ فِي اختِراعٍ وَابتِكَارٍ وَتَجْدِيدٍ هُوَ عَقْلٌ أَغْفَلَ مُهِمَّـتَهُ، وَفَقَدَ وَظِيفَتَهُ وَرِسَالَتَهُ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي يُقْبِلُ عَلَى الدُّنْيَا بِعَزِيمَةٍ قَوِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ سَوِيَّةٍ مُصطَحِبًا مَعَهُ الإِيمَانَ بِاللهِ، سَيَنتَقِلُ إِلَى الآخِرَةِ بِرَصِيدٍ مِنَ الحَسنَاتِ، يُؤَهِّلُهُ بِفَضْـلِ اللهِ وَرحْمَتِهِ لِتَبَوُّؤِ أَرفَعِ الدَّرَجَاتِ فِي الجَنَّاتِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (6).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                         
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.                                           
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة البقرة/ 201.
(2) سورة القصص/ 77.
(3) سورة فاطر/ 27-28.
(4) سورة فصلت/ 53.
(5) سورة يونس/ 101.
(6) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.