خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

((وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثمِ وبَاطِـنَهُ)) طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
14/04/2009

خطبة الجمعة بتأريخ 7 ربيع الآخر لعام 1430هـ
   بسم الله الرحمن الرحيم
((وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثمِ وبَاطِـنَهُ))

   الحَمْدُ للهِ عَلاَّمِ الغُيُوبِ، أَمَرَ بِتَزكِيَةِ القُلُوبِ، وَتَطْهِيرِهَا مِنْ دَنَسِ الذُّنُوبِ، وَنَهَى عَنْ ظَاهِرِ الإِثْمِ وَبَاطِنِ العُيُوبِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، يُرَاقِبُنَا وَبِمُراقَبَتِهِ أَمَرَ، يَعْـلَمُ مَا ظَهَرَ مِنَّا وَمَا استَتَرَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وَنَبِيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ أَصلَحَ قَلْبَهُ وَاتَّقَى، وَزَكَّى نَفْسَهُ فَارتَقَى، - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ وَالمُلْتَقَى.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّها المُؤمِنُونَ :
   لَقَدْ جَاءَ الإِسلاَمُ الحَنِيفُ لِيَسْمُوَ بِالكَائِنِ البَشَرِيِّ، وَيَرتَقِيَ بِهِ فِي مَدَارِجِ الكَمَالِ، فَاعتَنَى بِكُلِّ مَا يُصْـلِحُ ظَاهِرَهُ، وَيُقِيمُ عَلَى الصَّـفاءِ وِجْدَانَهُ وَبَاطِنَهُ، عَمَلِيَّتَانِ مُتَكَامِلَتانِ، حَرَصَ هَذَا الدِّينُ العَظِيمُ عَلَى اقتِرَانِهِما مُنْذُ بُزُوغِ فَجْرِهِ، وَسُطُوعِ شَمْسِهِ عَلَى البَشَرِيَّةِ، فَكَانَ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ مِنَ الوَحْي الإِلَهِيِّ الخَالِدِ: ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ))(1)، إِنَّ فِي هَذِهِ الآيَاتِ مُوْجَزًا مُخْتَصَرًا لِرِسَالَةِ الإِسلاَمِ، وَمَا يَنْشُدُهُ مِنْ إِصلاَحِ لِبَنِي الإِنْسَانِ، وَفِي تَعَاقُبِ الأَمْرِ بِتَطْهِيرِ الثِّيَابِ وَهَجْرِ الأَوزَارِ، دَلِيلٌ عَلَى أَهمِّيَّةِ اقتِرَانِ إِصْلاَحِ الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ مِنْ أَجْـلِ تَكَامُلِ عَمَلِيَّةِ الإِصلاَحِ، ثُمَّ جَاءَتْ آيُ الكِتَابِ العَزِيزِ تُفَصِّلُ هَذَا الإِجْمَالَ، وَتُوَضِّحُ للإِنْسَانِ التَّشرِيعَاتِ التِي تَضْمَنُ لَهُ السَّعَادَةَ، وَتُوصِلُهُ بَيْنَ المَخْلُوقَاتِ لِلرِّيَادَةِ، فَكَانَ مِنْ رِعَايَةِ الإِسلاَمِ للإِنْسَانِ أَنْ أَبْعَدَهُ عَنِ الذُّنُوبِ، وَحَذَّرَهُ مِنَ ارتِكَابِ الخَطَايَا وَالعُيُوبِ، صِيَانَةً لِلْفَرْدِ وَوِقَايَةً لِلْمُجتَمَعِ، يَقُولُ اللهُ تَعالَى: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ))(2)، إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ يَعْمِدُ إِلَى إِصلاَحِ ظَاهِرِهِ، وَيَنْسَى العِنَايَةَ بِجَوهَرِهِ، فَيَنأَى عَنِ المَعَاصِي العَمَلِيَّةِ وَالآثَامِ الظَّاهِرَةِ، وَيَنْسَى العُيُوبَ النَّفْسَانِيَّةَ وَالآفَاتِ القَلْبِيَّةَ، فَإِنَّ الذُّنُوبَ الظَّاهِرَةَ يَسْهُلُ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَلْحَظَها بِنَفْسِهِ، أََو يُنَبِّهَهُ عَلَيْهَا غَيْرُهُ، أَمَّا البَاطِنَةُ فَالنَّفْسُ فِيهَا عَامِدَةٌ إِلَى المُرَاوَغَةِ وَالكِتْمَانِ، وَقلَّمَا يَلْحَظُهَا الأَحِبَّةُ وَالإِخْوَانُ، فَلاَ يَجِدُ عَنْهَا نَاصِحًا، وَلاَ يَلْقَى لَهَا خَلِيلاً مُصْـلِحًا، ولَرُبَّمَا تَرَاكَمَتْ فِي وِجْدَانِهِ، فَاسْوَدَّ قَلْبُهُ وَضَلَّ سَعْيُهُ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ المُوَفِّينَ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي حِزْبِ الأَخْسَرِينَ، وَلِذَا لَمْ يُقْسِمِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَمَا أَقْسَمَ عَلَى ضَرورَةِ العِنَايَةِ بِإِصْلاَحِ النُّفُوسِ، حَيْثُ تَعَاقَبَ أَحَدَ عَشَرَ قَسَمًا لِلتَّأْكِيدِ أَنَّ الفَلاَحَ فِي تَزكِيَةِ النَّفْسِ، وَالخَيْبَةَ فِي إِهْمَالِهَا وَالتَّغَافُلِ عَنْهَا، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا))(3)، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ لِنَفْسِهِ حَظًّا مِنْ عِنَايَتِهِ، وَحَرَصَ عَلَى تَهْذِيبِها وَرِعَايَتِها، فَبَحَثَ فِيها عَنْ مَوَاقِعِ الخَلَلِ، وَنَأَى بِها عَنْ مَواطِئِ الزَّلَلِ، وَجَنَّبَها مَوَاطِنَ الرَّدَى، وَصَانَها عَنْ مَزَالِقِ الهَوَى، فَإِنَّ النُّفُوسَ تَمِيلُ إِلَى شَهَواتِهَا، وَتَجْـنَحُ إِلَى أَهْوَائِهَا، تَطْلُبُ الرَّاحَةَ وَالدَّعَةَ، وَتَرْغَبُ عَنِ الإِقْدَامِ عَلَى الخَيْرِ وَالمُسَارَعَةِ، فَكَانَ لاَ بُدَّ لَهَا مِنَ التََّهْذِيبِ، وَحَمْـلِهَا عَلَى الطَّاعَةِ بِالتَّرغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، حتَّى تَتَخَلَّى عَنِ الرَّذَائِلِ، وَتَتَحَلَّى بِجَمِيلِ الفَضَائِلِ، فَتَكُونَ سَبَبَ سَعَادَتِنَا، وَمِفْتَاحَ فَلاَحِنَا.
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   إِنَّ مِنَ الآثَامِ البَّاطِنَةِ مَا يَكُونُ فِي العَلاَقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَرَبِّهِ، وَهُوَ أَشَدُّ خَفَاءً، وَأَكْثَرُ استِتَارًا، يَأْتِي فِي مُقَدِّمَتِهَا الرِّيَاءُ، وَهُوَ أَنْ يُرِيدَ بِعَمَلِهِ الصَّالِحِ المَدْحَ وَالثَّنَاءَ، فَتَجِدُهُ يَصُومُ وَيُصَلِّي، وَيَحُجُّ وَيُزَكِّي، وَلَرُبَّمَا أَكْثَرَ مِنَ النَّوافِلِ وَالقُرُبَاتِ، وَقَامَ بِشَتَّى صُنُوفِ البِرِّ وَالطَّاعَاتِ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ وَجْهَ اللهِ، بَلْ صَلَّى وَصَامَ لِيُقَالَ إِنَّهُ مِنْ خِيرَةِ العُبَّادِ، وَتَصَدَّقَ وَأَنْفَقَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ الكَرِيمُ الجَوَادُ، وَهُوَ بِهَذَا يُصَادِمُ أَهَمَّ مُقْتَضَيَاتِ الدِّينِ وَمَا جَاءَ بِهِ الشَّرْعُ الحَنِيفُ مِنْ ضَرورَةِ الإِخْلاَصِ للهِ، وَالعَمَلِ ابتِغَاءَ رِضَاهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ))(4)، وَيَقُولُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ((فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))(5)، إِنَّ دَاءَ الرِّيَاءِ يُحْبِطُ العَمَلَ وَيُضِيعُ الجُهْدَ، فَلاَ يَكُونُ للإِنْسَانِ حَظٌّ مِنْ عَمَلِهِ إِلاَّ التَّعَبَ وَالمَشَقَّةَ، وَرُبَّمَا حَظِيَ بِشَيءٍ مِنَ المَدِيحِ الفَارِغِ وَالحَمْدِ الزَّائِلِ مِنَ النَّاسِ، غَيْرَ أَنَّهُ يَفُوتُهُ الثَّوَابُ، وَيَخْسَرُ الأَجْرَ فِي يَوْمِ الحِسَابِ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ وَالعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ)، وَيَقُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (يُقَالُ لِلْمُرائِي يَوْمَ القِيَامَةِ: خُذْ أَجْرَكَ مِمَّنْ عَمِلْتَ لَهُ، فَلاَ أَجْرَ لَكَ عِنْدِي)، كَمَا أَنَّ المُرَائِيَ يَعِيشُ فِي عُزْلَةٍ عَنْ رَبِّهِ المُطَّلِعِ عَلَى سَرِيرَتِهِ، فَتُحِيطُ الظُّلْمَةُ بِقَلْبِهِ، وَيَجِدُ الوَحْـشَةَ حتَّى مِنْ نَفْسِهِ، إِذِ ابتَعَدَ عَنْ مُقْتَضَياتِ الإِيمَانِ وَمَوْرِدِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالأَمَانِ، فَهُوَ فِي تَعَبٍ نَفْسِيٍّ وَبَدَنِيٍّ فِي دُنْيَاهُ، لأَنَّهُ يَعْمَـلُ عَمَلاً لاَ يَرجُو مِنْهُ شَيْئًا فِي عُقْبَاهُ، وَذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ - والعِياذُ بِاللهِ -.
   عِبَادَ اللهِ :
   أَمَّا الدَّاءُ الثَّانِي مِنْ أَدْوَاءِ النُّفُوسِ، فَهُوَ دَاءُ العُجْبِ، الذِي قَدْ يُصِيبُ المُخْلِصَ، فَيَضِيعُ جُهْدُهُ، وَتَذْهَبُ ثَمَرَةُ إِخْلاَصِهِ، وَالعُجْبُ هُوَ أَنْ يَرَى الإِنْسَانُ نَفْسَهُ مُستَحِقًّا لِلنِّعَمِ، فَيَنْسَى المُنْعِمَ المُتَفَضِّلَ، وَيُعْرِضَ عَنْ شُكْرِ رَبِّهِ، كَمَا حَكَى اللهُ عَنْ قَارُونَ حينَ نُصِحَ بِشُكْرِ النِّعَمِ وَذِكْرِ الجَمِيلِ فَقَالَ: ((إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي))(6)، وَإِنْ تَعْجَبْ فَاعْجَبْ لِحَالِ مَنْ أَوْجَدَهُ اللهُ مِنْ عَدَمٍ، وَبَسَطَ لَهُ مَا لاَ يُحْصَى مِنَ النِّعَمِ، وَأَمَدَّهُ بِسَائِرِ المَوَاهِبِ وَالقُدُرَاتِ، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِالنِّعْمَةِ عَنِ المُنْعِمِ، وَجَعَلَ مِنْ نَفْسِهِ مَرْتَعًا لِلْعُجْبِ وَالغُرُورِ، نَاكِرًا لإِحْسَانِ رَبِّهِ، مُتَنِكِّرًا لِجَمِيلِ مَوْلاَهُ، يَرَى نَفْسَهُ المُستَحِقَّ للإِفْضَالِ، الجَدِيرَ بِالنَّوَالِ، هَلْ تَرَاهُ يَستَغْنِي عَنِ اللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ؟ أَمْ يَأْمَنُ أَنْ تَنْقَلِبَ النِّعْمَةُ إِلَى نِقْمَةٍ، وَالمِنْحَةُ إِلَى مِحْـنَةٍ؟ عِنْدَها يُهْرَعُ إِلَى اللهِ لاَبِسًا ثَوْبَ الإِخْلاَصِ، مُتَبَرِّئًا مِنْ عُجْبِهِ وَغُرُورِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))(7)، إِنَّ دَاءَ العُجْبِ يُصَادِمُ مَا فُطِرَتْ عَلَيْهِ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ مِنَ التَّوَاضُعِ لِخَالِقِها، وَالاعتِرَافِ لَهُ بِالفَضْـلِ وَالنِّعْمَةِ، فَالإِنْسَانُ يَجِدُ قِمَّةَ رَاحَتِهِ، وَمُنْتَهَى سَعَادَتِهِ فِي سُجُودِهِ للهِ، فَإِذَا رَأَى أَنَّهُ صَاحِبُ فَضْـلٍ وَاستِحْـقَاقٍ، شَقِيَتْ نَفْسُهُ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُ، وَلَرُبَّمَا أَوصَلَهُ ذَلِكَ -وَلَو بَعْدَ حِينٍ - إِلَى التَّنَكُّبِ عَنْ أَوَامِرِ اللهِ، وَلَمْ يَزْدَجِرْ عَنْ مَنَاهِي مَولاَهُ.
   أَيُّها المُؤمِنونَ :
   لَقَدْ حَرَصَ الدِّينُ الحَنِيفُ عَلَى أَنْ يَعِيشَ النَّاسُ مَعَ بَعْضِهِمْ فِي جَوٍّ مِنَ الصَّـفَاءِ، وَأَنْ تَتَطَهَّرَ النُّفُوسُ مِنْ كُلِّ مَا يُكَدِّرُ النَّقَاءَ، أَو يُؤَجِّجُ بَيْنَهُمُ العَدَاوَاتِ وَالشَّحْنَاءَ، فَجَاءَتِ التَّشِريعَاتُ الرَّبّانِيَّةُ نَاهِيَةً عَنْ جُمْـلَةٍ مِنَ الآثَامِ البَاطِنَةِ، التِي تُصِيبُ العَلاَقَةَ بَيْنَ بَنِي المُجتَمَعِ بِالكَدَرِ، يَأْتِي فِي مُقَدِّمَتِها دَاءُ الكِبْرِ الخَطِيرِ، الذِي حَذَّرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَقَلِّ القَلِيلِ مِنْهُ فِي قَوْلِهِ: (لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)، حتَّى خَشِيَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ مِنْ أَنْ يَكُونُوا قَدْ وَقَعُوا فِيهِ مَعَ عَظِيمِ خَطَرِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوبُهُ حَسَنًا وَنَعْـلُهُ حَسَنَةً، فَبَيَّنَ لَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ هَذَا لَيْسَ مَا يَعْـنِيهِ، مُعَرِّفًا لَهُمُ الكِبْرَ فِي كَلِمَاتٍ جَامِعَةٍ، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)، أَي رَدُّ الحَقِّ وَعَدَمُ قَبُولِهِ، وَاستِصْغَارُ النَّاسِ وَاحتِقَارُ شَأْنِهِمْ، وَهَاتَانِ الصِّـفَتَانِ لَهُما آثَارٌ سَلْبِيَّةٌ فِي الفَرْدِ وَالمُجتَمَعِ. إِنَّ الإِنْسَانَ حِينَ يَتَعالَى عَنْ قَبُولِ الحَقِّ، وَيَنأَى بِنَفْسِهِ عَنِ الاقتِنَاعِ بِهِ رَغْمَ وُضُوحِ شَمْسِهِ، وَإِقَامَةِ حُجَّتِهِ عَلَيْهِ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤدِّي بِهِ إِلَى أَنْ يَستَنْكِفَ عَنْ أَوَامِرِ اللهِ، مُحَكِّمًا نَفْسَهُ المُتَعَالِيَةَ فِيمَا يُقْبَلُ ومَا لاَ يُقْبَلُ، إِضَافَةً إِلَى مَا يُحْدِثُهُ ذَلِكَ مِنَ انشِقَاقٍ فِي صَفِّ المُجتَمَعِ لِوُجُودِ ثُلَّةٍ مِنَ النَّاسِ لاَ تَقْبَلُ مِنَ الحَقَائِقِ إِلاَّ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهَا، إِنَّ احتِقَارَ الآخَرِينَ وَالنَّظَرَ إِلَيْهِمْ بِازْدِرَاءٍ، يُحْدِثُ الفَجَوَاتِ وَيُوْرِثُ الطَّبَقِيَّةَ بَيْنَ أَبنَاءِ المُجتَمَعِ، الذِينَ خَلَقَهُمُ اللهُ مُتَساوِينَ، لاَ يَتَفاضَلُونَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى وَالعَمَلِ الصَّالِحِ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))(8)، كَمَا أَنَّ احتِقَارَ النَّاسِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ يُؤَجِّجُ بَيْنَهُمُ البَغْضَاءَ، وَيُشْعِلُ بَيْنَهُمُ العَدَاوَاتِ وَالشَّحْنَاءَ، وَلِذَا كَانَ الكِبْرُ مُنَازَعَةً للهِ فِي سُلْطَانِهِ، وَتَطَاوُلاً عَلَى مَقَامِهِ وَعَلْيَائِهِ، كَمَا وَرَدَ فِي الحَدِيثِ القُدُسِيِّ: (الكِبْرُ رِدَائِي، وَالعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي فِيهِما قَصَمْـتُهُ).
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ مِنْ أَدْوَاءِ النُّفُوسِ التِي تُؤَثِّرُ فِي العَلاَقَاتِ بَيْنَ النَّاسِ دَاءَ الحَسَدِ، الذِي حَذَّرَ مِنْهُ القُرآنُ الكَرِيمُ فِي قَولِهِ تَعَالَى: ((وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّـلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ))(9)، فَالحَسَدُ مَعْـنَاهُ تَمَنِّي زَوَالِ النِّعْمَةِ عَنِ العِبَادِ، وَمَا مَنَّ اللهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ فَضْـلٍ، وَهُوَ دَاءٌ يُتْعِبُ القَلْبَ، حَيْثُ يَظَلُّ صَاحِبُهُ فِي كَمَدٍ وَغَمٍّ كُلَّمَا ازدَادَتْ نِعْمَةٌ عِنْدَ إِنْسَانٍ، وَمَا أَكْثَرَ نِعَمَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ، فَيَظَلُّ مُتَحَسِّرًا عَلَى شَيءٍ لاَ يَدَ لَهُ فِيهِ، كَمَا أَنَّ الحَسَدَ يُشْعِلُ الخُصُومَاتِ فِي المُجتَمَعِ، حَيْثُ يَشْتَعِلُ الحَاسِدُ غَيْظًا عَلَى إِخْوَانِهِ كُلَّمَا بُسِطَ لَهُمْ فِي رِزقِهِمْ.           
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَحَاذِرُوا أَدْوَاءَ القُلُوبِ، فَإِنَّهَا تُجْهِدُ النَّفْسَ وَتُبْعِدُ عَنِ اللهِ، وَتُقَطِّعُ صِلاَتِكُمْ مَعَ بَنِي جِنْسِكُمْ، فَكُونُوا عَلَى الصَّـفَاءِ دَائمِينَ، وَبِالإِخَاءِ مُتَرابِطِينَ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                        *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.                                      
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، يَستَوِي فِي ذَلِكَ أَمْرَاضُ الأَبْدَانِ وَأَدْوَاءُ النُّفُوسِ، وَالإِنْسَانُ مُطَالَبٌ بِأَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ المَرَضَيْنِ، وَيَكُونَ بِمَنْأًى عَنِ الدَّائَيْنِ، فَإِنْ أُصِيبَ فِي جِسْمِهِ أَو نَفْسِهِ، شُرِعَ لَهُ أَنْ يَضَعَ الدَّواءَ عَلَى الدَّاءِ، لِيَعِيشَ هُوَ وَمُجتَمَعُهُ فِي رَاحَةٍ وَهَنَاءٍ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (تَدَاوَوا -عِبَادَ اللهِ-؛ فَإِنَّ اللهَ مَا أَنْزَلَ دَاءً إِلاَّ جَعَلَ لَهُ دَواءً)، فَإِنْ أَرَدْتَ -أَيُّهَا المُسلِمُ- أَنْ تَكُونَ عَلَى الإِخْلاَصِ دَائِمًا، وَعَنِ الرِّياءِ مُبْـتَعِدًا نَائيًا، فَلْتَنْظُرْ قَبْـلَ العَمَلِ فِي البَاعِثِ الذِي يَبْعَثُكَ، والدَّافِعِ الذِي يَشُدُّكَ، وَالمَطْلُوبِ الذِي تَنْشُدُهُ، فَإِنْ وَجَدْتَ أَنَّكَ لاَ تَبْـتَغِي غَيْرَ اللهِ، فَاحْمَدْهُ وَاشْكُرْهُ، وَإِلاَّ صَحِّحِ العَزْمَ وَأَصْـلِحِ النِّيَّةَ، وَاعلَمْ أَنَّ العِبَادَ لَيْسَ بِيَدِهِمُ النَّفْعُ، وَلاَ يَمْـلِكُونَ دَفْعَ الضُّرِّ، وَذَكِّرْ نَفْسَكَ بِأَنَّ اللهَ عَلَيْهَا رَقِيبٌ وَلَهَا حَسِيبٌ، وَأَنَّها مَجْزِيَّةٌ بِحَسَبِ وِجْهَتِهَا، وَأَعْمَالَهَا تُقَاسُ بِنِيَّـتِها، يَقُولُ النَّبِيُّ الكَرِيمُ - صلى الله عليه وسلم - : (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)، إِنَّكَ حَتْمًا لاَ تُرِيدُ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُكَ، أَو تَخْسَرَ ثَوَابَ جُهْدِكَ، فَاجتَهِدْ عَلَى أَنْ تُوَجِّهَ قَصْدَكَ دَائِمًا للهِ، فَإِنْ رَزَقَكَ اللهُ الإِخْلاَصَ، وَأَحْسَنْتَ النِّيَّةَ فِي أَعَمَالِكَ، فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنَ العُجْبِ وَالغُرُورِ، وَاعلَمْ بِأَنَّ النِّعَمَ وَالمَزَايَا، وَالمَوَاهِبَ وَالعَطَايَا، إِنَّمَا هِيَ فَضْـلٌ مِنَ اللهِ، يَقْدِرُ- جَلَّ فِي عُلاَهُ - أَنْ يَسلُبَكَ إِيَّاهَا مَتَى أَرَادَ، إِنَّمَا عَلَيْـكَ الشُّكْرُ بِاستِعْمَالِهَا فِي طَاعَتِهِ وَمَرْضَاتِهِ. فَإِنْ أَيْـقَنْتَ بِذَلِكَ عَلِمْتَ أَنَّ أَرْزَاقَ سَائِرِ العِبَادِ، هِيَ مَواهِبُ مِنَ اللهِ، يُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ بِفَضْـلِهِ، وَيَصْرِفُهَا عَمَّنْ يَشَاءُ بِعَدْلِهِ، فَالرِّزْقُ قَسَمَهُ اللهُ بِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: ((أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ))(10)، عِنْدَها تُوقِنُ أَنَّ الحَسَدَ لاَ يَزِيدُ فِي رِزْقِ الحَاسِدِ، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ رِزْقِ أَخِيهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، وَلَو مَاتَ صَاحِبُهُ كَمَدًا، بَلْ كُلُّ إِنْسَانٍ يَنَالُ مَا رَزَقَهُ اللهُ دُونَ زِيَادَةٍ أَو نُقْصَانٍ، وَلَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَستَوفِيَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا، فَلْتَعِشْ فِي طُمأْنِينَةٍ؛ فَمَا كَانَ لَكَ سَيَصِلُكَ، وَمَا لِغَيْرِكَ لَنْ تَنَالَهُ أَبَدًا، وَإِنْ رَغِبْتَ فِي مِثْلِ نِعَمِ إِخْوَانِكَ فَاسْعَ وَاجتَهِدْ، دُونَ نِقْمَةٍ أَو حَسَدٍ، يُبَارِكِ اللهُ جُهْدَكَ، وَيَشْكُرْ سَعْيَكَ بِمَنِّهِ وَفَضْـلِهِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا))(11).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
  عِبَادَ اللهِ :(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة المدثر/ 1-5.
(2) سورة الأنعام/ 120.
(3) سورة الشمس/ 9-10.
(4) سورة البينة/ 5 .
(5) سورة الكهف/ 110.
(6) سورة القصص/ 78.
(7) سورة يونس/ 22-23.
(8) سورة الحجرات/ 13.
(9) سورة النساء/ 32.
(10) سورة الزخرف/ 32 .
(11) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.