خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

ثَقافََةُُ الاعتِذارِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
14/04/2009

خطبة الجمعة 14 ربيع الآخر 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثَقافََةُُ الاعتِذارِ

   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، العَزِيزِ الجَلِيلِ، أَمَرَ عِبَادَهُ بِالقَوْلِ الحَسَنِ وَالفِعْـلِ الجَمِيلِ، وَوَعَدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ عَفْوَهُ وَغُفْرَانَهُ، وَمَحَبَّـتَهُ وَرِضْوَانَهُ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهِ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْـلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ، يُحِبُّ مَا حَسُنَ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَدَّبَهُ رَبُّهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهُ، وَجَعَلَهُ خَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ، ( وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاستَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّها المُسلِمُونَ :
   لَقَدْ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ مِنْ عُنْصُرَيْنِ اثنَيْنِ: الطِّينِ وَالرُّوحِ، يَقُولُ تَعَالَى: ((إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ))(1)، وَيَقُولُ تَعَالَى: ((فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ))(2)، فَالطِّينُ يُمَثِّلُ العُنْصَرَ الأَرضِيَّ فِي الإِنْسَانِ، فَإِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ هَذَا العُنْصُرُ هَبَطَ الإِنْسَانُ إِلَى الأَرْضِ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ طَابِعُهُ البَشَرِيُّ الذِي أَصْـلُهُ الضَّعْـفُ وَالخَطَأُ، وَإِذَا غَلَبَ عَلَيْهِ جَانِبُ الرُّوحِ سَمَا وَارتقى، وَحَلَّقَ فِي أَجْوَاءٍ مِنَ الرُّوحَانِيَّةِ وَالسُّلُوكِ السَّامِي، وَقَدْ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ وَمِنْ طَبِيعَتِهِ الخَطَأُ، فَهُوَ لَيْسَ مِنَ المَلاَئِكَةِ الذِينَ ((لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))(3)، بَلْ هُوَ بَشَرٌ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ: ((وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا))(4)، وَيَقُولُ ( : (( كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ))، وَلَفْظُ ( كُلُّ ) هُنَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ أَحَدٌ يَسْـلَمُ مِنَ الخَطَأِ؛ أَيًّا كَانَ نَوْعُ الخَطَأِ وَدَرَجَتُهُ.
   أَيُّهَا المُؤمِنُونَ :
   لَقَدْ شَرَعَ الإِسلاَمُ عِدَّةَ تَشرِيعَاتٍ؛ لِيَغْرِسَ فِي نَفْسِ المُسلِمِ خُلُقَ الاعتِذَارِ وَثَقَافتَهُ، فَنَجِدُ فِي العِبَادَاتِ مَثَلاً أَنَّهُ إِذَا سَهَا المُسلِمُ فِي صَلاَتِهِ وَفَقَدَ خُشُوعَهُ؛ فَإِنَّ الإِسلاَمَ قَدْ وَضَعَ عِلاَجًا لِهَذَا الخَلَلِ وَالخَطَأِ، فَشَرَعَ (سُجُودَ السَّهْوِ)، وَهُوَ اعتِذَارٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ المُسلِمِ الذِي بَدَرَ مِنْهُ تَقْصِيرٌ بِنِسْيَانِ بَعْضِ سُنَنِ الصَّلاَةِ، أَو الزِّيَادَةِ أَوِ النَّقْصِ فِيهَا، أَو التَّقْدِيمِ أَو التَّأْخِيرِ لأَعْمَالِهَا، كَمَا نَجِدُ فِي عِبَادَةِ الحَجِّ عِدَّةَ تَشْرِيعَاتٍ، لِمَنْ يُخْطِئُ خَطَأً شَدَّدَ اللهُ فِيهِ عَلَى الحَاجِّ بِأَلاَّ يَفْعَلَهُ، مِثْلَ الصَّيْدِ فِي الحَرَمِ، يَقُولُ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ))، فَمَنْ فَعَلَ هَذَا الأَمْرَ وَارتَكَبَهُ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِاعتِذَارٍ يَتَمثَّلُ فِي كَفَّارَةٍ يُقَدِّمُهَا، يَقُولُ تَعَالَى: ((وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ))(5)، وَمِنْ أَلْوَانِ الاعتِذَارِ فِي التَّشْرِيعِ الإِسلاَمِيِّ دِيَةُ القَتْلِ الخَطَأِ، فَحِينَمَا يَقُومُ إِنْسَانٌ بِارتِكَابِ حَادِثٍ يَنْتُجُ عَنْهُ مَوْتُ إِنْسَانٍ، فَعَلَيْهِ تَقْدِيمُ اعتِذَارٍ لأَهْـلِ المُتَوفَّى، وَهُوَ اعتِذَارٌ فِي صُورَةِ تَعْوِيضٍ مَادِّيٍّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا))(6).
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   لَيْسَ هُنَاكَ أَرْفَعُ مَقَامًا وَأَعْـلَى دَرَجَةً مِنْ رُسُلِ اللهِ وَأَنْبِيَائِهِ، وَلَقَدْ ذَكَرَ القُرآنُ الكَرِيمُ أَمثِلَةً كَثِيرَةً مِنَ اعتِذَارَاتِ أَنْبِيَاءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، وَذَلِكَ لِيَقْتَدِيَ بِهِمُ المُسلِمُ فِي الاعتِذَارِ عِنْدَ الخَطَأِ، وَهُمْ خَيْرُ بَشَرٍ خَلَقَهُمُ اللهُ تَعَالَى، وَأَوجَبَ عَلَيْنَا الاقتِدَاءَ بِهِمْ فِي قَوْلِهِ: ((أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ))(7)، وَأَوَّلُ مِثَالٍ أَسْهَبَ القُرآنُ فِي ذِكْرِ اعتِذَارِهِ أَبُو البَشَرِ آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، حَيْثُ فَصَّـلَ القُرآنُ فِي غَيْرِ ما سُورَةٍ مَوقِفَ آدَمَ وَزَوْجِهِ حَواءَ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَاعتِذَارَهُمَا لِلْمَولَى جَلَّ وَعَلاَ، يَقُولُ تَعَالَى: ((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ))(8)، فَلَمَّا حَاسَبَا أَنْفُسَهُما وَقَفَا أَمَامَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُعْـتَذِرَيْنِ مِمّا بَدَرَ مِنْهُمَا، ((قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))(9)، وَكَانَ جَزَاءُ اعتِذَارِ آدَمَ مِنَ الخَطَأِ تَوْبَةَ اللهِ عَلَيْهِ، ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))(10)، وَهَذَا نَبِيُّ اللهِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لَمْ يَمْـنَعْهُ مَقَامُهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ تَقْدِيمِ الاعتِذَارِ عِنْدَ تَسَرُّعِهِ وَنِسْيَانِهِ عَهْدًا قَطَعَهُ عَلَى نَفْسِهِ مَعَ العَبْدِ الصَّـالِحِ، يَقُولُ تَعَالَى: ((فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا، قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا))(11)، فَقَبِلَ العَبْدُ الصَّالِحُ أَنْ يُعَلِّمَهُ مُقَابِلَ شَرْطٍ شَرَطَهُ عَلَيْهِ ((قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا))(12)، وَلَكِنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- رَأَى مَا لاَ يَمْـلِكُ أَمَامَهُ إِلاَّ الإِنْكَارَ، ((فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْرًا))(13)، وَهُوَ أَمْرٌ مَنْطِقِيٌّ أَنْ يَرَى إِنْسَانٌ مُؤْمِنٌ بِاللهِ إِفْسَادًا فَيُنْكِرَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ قَدَّمَ الاعتِذَارَ لِلْرَّجُلِ الصَّـالِحِ، مُعَلِّلاً السَّبَبَ بِالنِّسْيَانِ الذِي هُوَ مِنْ لَوَازِمِ البَشَرِ ((قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ))(14)، وَقَصَّ عَلَيْنَا القُرآنُ الكَرِيمُ مَوقِفًا لاعتِذَارِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَوقِفٍ مَعَ رَجُلٍ كَفِيفٍ هُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الذِي جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ فِي مَـكَّةَ وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي، وَكَانَ مَعَهُ عَدَدٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْـشٍ يَدْعُوهُمْ لِلإِسْلاَمِ، وَيَرْجُو بإِسْلاَمِهِمْ خَيْرًا كَثِيرًا، وَابنُ أُمِّ مكتُومٍ كَفِيفٌ لاَ يَرَى، فَقَالَ لَهُ ( : انْتَظِرْ، وَأَلَحَّ عَبْدُ اللهِ فِي الطَّلَبِ، وَطَلَبَ مِنْهُ النَّبِيُّ ( التَّمَهُّـلَ حتَّى يَفْرُغَ مِنْ سَادَةِ قُرَيْـشٍ، فَأَلحَّ عَبْدُ اللهِ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ ( ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَولَهُ تَعَالَى: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى، وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى))(15)، فَمَا كَانَ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ أَنِ اعتَذَرَ لابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَرَاحَ يَحْـتَضِنُهُ قَائِلاً: مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي، وَكَانَ يَقُولُهَا ( كُلَّما لَقِيَهُ، وَالمُتَأَمِّلُ في الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ يَقِفُ أَمَامَهَا وَقْفَةً مُتَأَنِّيَةً فَيَجِدُ عَجَبًا، إِنَّهَا خَيْرُ مِثَالٍ عَلَى شَفَافِيَةِ الإِسلاَمِ، وَأُنْمُوذَجٌ وَاضِحٌ لِعِتَابِ اللهِ لِنَبِيِّهِ (، فَـ(عَبَس) كَمَا بَيَّنَ المُفَسِّرونُ: أَي كَلَحَ، وَهِيَ حَرَكَةٌ فِي الوَجْهِ لاَ يَرَاها إِلاَّ المُبْصِرُ، وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كَفِيفٌ لاَ يَرَى، أَي إِنَّ تَحَقُّقَ الأَذَى لَهُ لَمْ يَحْدُثْ، وَلَمْ يَشْعُرْ بِعُبُوسِ وَجْهِ النَّبِيِّ (، فَلِمَاذِا إِذَنْ يَتَنَزَّلُ العِتَابُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي قُرآنٍ يُتْلَى إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا؟ إِنَّ اللهَ يُرِيدُ لِلأُمَّةِ أَنْ تَتَعلَّمَ مِنْ هَذَا المَوقِفِ مِنْ سِيْرَةِ رَسُولِ اللهِ ( الشَّجَاعَةَ الأَدَبِيَّةَ فِي الاعتِرَافِ بِالخَطَأِ، وَفِي عِلاَجِ الخَطَأِ بِالاعتِذَارِ اللاَّئِقِ بِمَنْ أَخْطَأْنَا فِي حَـقِّهِمْ.                    
   عِبَادَ اللهِ :                     
   إِنَّ فَضِيلَةَ الاعتِرَافِ بِالخَطَأ وَالاعتِذَارِ مِنْهُ، لَهَا ثِمَارٌ يَجْـنِيهَا المُسلِمُ، أَهَمُّهَا رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاللهُ سُبْحَانَهُ يَرْضَى عَنْ عَبْدِهِ الذِي يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ مُعْـتَذِرًا مُعْـتَرِفًا بِخَطَئِهِ وَتَقْصِيرِهِ فِي جَنْبِ اللهِ، بَلْ يَفْرَحُ اللهُ لِتَوبَتِهِ وَأَوْبَتِهِ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ( : ((لَلّهُ أَفْرَحُ بِتَوبَةِ عَبْدِهِ المُؤمِنِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلِ فِي أَرْضٍ دَوِيَّةٍ مُهْـلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاستَيْـقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ؛ فَطَلَبَها، حتَّى إِذَا اشتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ وَالعَطَشُ -أَو مَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى- قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاستَيقَظَ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ، عَلَيْهَا زَادُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوبَةِ العَبْدِ المُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ))، وَمِنْ ثَمَرَاتِ الاعتِذَارِ المُهِمَّةِ إِنْهَاءُ الخُصُومَاتِ التِي تَحْدُثُ بَيْنَ النَّاسِ، فَكَثِيرًا مَا يَدْخُلُ الشَّيْطَانُ بَيْنَ النَّاسِ بِخَطأِ شَخْصٍ مِنْهُمْ، وَبِالاعتِذَارِ مِنَ الطَّرَفِ المُخْطِئِ تَنْتَهِي الخُصُومَةُ، يَقُولُ تَعَالَى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))(16).
   أّيُّهَا المُسلِمُونَ :
   إِذَا وَقَفْنَا عَلَى ثَمَرَاتِ الاعتِذَارِ، فَلاَ شَكَّ أَنَّ هُنَاكَ مَوَانِعَ وَحَوَاجِزَ تَقِفُ حَائِلاً بَيْنَ الإِنْسَانِ وَاعتِذَارِهِ مِنَ الخَطَأ، مِنْ هَذِهِ المَوَانِعِ: الجَهْـلُ، وَهُوَ آفَةٌ خَطِرَةٌ، تَجْعَلُ رُكَامًا مِنَ العِنَادِ وَالمُكَابَرَةِ فِي عَدَمِ الاعتِرَافِ بِالخَطَأِ، وَذَلِكَ أَنْ يَجْهَلَ الإِنْسَانُ طَبِيعَتَهُ البَشَرِيَّةَ، وَيَجْهَلَ دِينَهُ الذِي يُوْجِبُ عَلَيْهِ الاعتِرَافَ بِالخَطَأِ، وَيَجْهَلَ الأَجْرَ المُتَرتِّبَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَيْسَ الجَهْـلُ مُرتَبِطًا بِالإِنْسَانِ الذِي لَمْ يَتَلَقَّ التَّعلِيمَ المَدْرَسِيَّ، بَلْ قَدْ يَكُونُ مُحَصِّلاً لِكَثِيرٍ مِنَ المَعَارِفِ، وَلِكنَّهُ جَاهِلٌ بِفَضِيلَةِ الاعتِذَارِ وَجَاهِلٌ بِدينِهِ الذِي يَأْمُرُهُ بِهَذِهِ الفَضِيلَةِ. وَثَانِي هَذِهِ العَوَائِقِ التِي تَعُوقُ المُسلِمَ عَنِ الاعتِذَارِ الكِبْرُ، فَهُوَ يَغْرِسُ فِي نَفْسِ صَاحِبِهِ الغَطْرَسَةَ وَالبَطَرَ، وَعَدَمَ الاعتِرَافِ بِحُقُوقِ النَّاسِ فِي حِفْظِ كَرَامَتِهِمْ، فَهُوَ يَرَى نَفْسَهُ فَوْقَ النَّاسِ، كَمَا حَدَثَ لإِبلِيسَ الذِي مَنَعَهُ الكِبْرُ مِنَ امتِثَالِ أَمْرِ اللهِ بِالسُّجُودِ لآدَمَ، يَقُولُ تَعَالَى: ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ))(17)، وَكَانَ المَانِعَ الذِي مَنَعَهُ أَنَّهُ ((أَبَى وَاسْتَكْبَرَ))، وَعِنْدَمَا نَاقَشَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَدَمِ سُجُودِهِ مَنَعَهُ الكِبْرُ مِنْ أَنْ يَعْـتَذِرَ، فَقَدْ رَأَى فِي نَفْسِهِ الخَيْرِيَّةَ عَلَى آدَمَ ((قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ))(18).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَتَخَلَّقُوا بِخُلُقِ الاعتِذَارِ عِنْدَ حُدُوثِ الأَخْطَاءِ، وَاقْبَلُوا عُذْرَ مَنِ اعتَذَرَ؛ تَنَالُوا مِنَ اللهِ أَجْرًا كَبِيرًا، وَمِنْ إِخْوَانِكُمُ احتِرَامًا وَتَوقِيرًا. 
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                 *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ حَاجَتَنا إِلَى ثَقَافَةِ الاعتِذَارِ، وَغَرْسِهَا وَتعْمِيقِهَا فِي مُجتَمَعاتِنَا وَبُيُوتِنَا وَهَيئاتِنَا أَمرٌ مُلِحٌّ، نَحتَاجُ إِلَيْهِ إِنْ أَرَدْنا رِضَا اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنَّا، وَالرِّفْعَةَ لأَنْفُسِنا، وَالنَّهْضَةَ لِمُجتَمَعاتِنَا، فَهُوَ يَغْرِسُ فِينَا المَسؤولِيَّةَ، وَالوُقُوفَ عَلَى مَا فَعَلْنَا مِنْ خَيْرٍ فَنَستَمِرُّ عَلَيْهِ، وَمَا بَدَرَ مِنَّا مِنْ خَطَأٍ فَنُقَوِّمُهُ، نُقَوِّمُهُ بِمقْيَاسِ النَّقْدِ الذَّاتِيِّ، وَنُقَوِّمُهُ بِوَسَائِلِ العِلاَجِ التِي رَسَمَها لَنَا الإِسلاَمُ، وَإِنَّ المُجتَمَعَ الذِي يَفْقِدُ خُلُقَ الاعتِذَارِ وَيُكَابِرُ فِيهِ مُجتَمَعٌ يَخْسَرُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ. إِنَّنا لَنَحتَاجُ إِلَى ثَقَافَةِ الاعتِذَارِ فِي بُيُوتِنا، فَرُبَّما أَخطأَ زَوْجٌ فِي حَقِّ زَوْجِهِ، وَكَانَ يَكْفِي لِعلاَجِ خَطَئِهِ كَلِمَةٌ بَلْ كُلَيْمَةٌ تُضَمِّدُ الجِرَاحَ، وَتَقْضِي عَلَى بَذْرَةِ الشِّقَاقِ التِي يَبْذُرُها الشَّيْطَانُ، وَرُبَّ أَبٍ وَعَدَ وَلَدَهُ بِهَدِيَّةٍ أَو بِجَائِزَةٍ، وَلَمْ يَتَمكَّنْ مِنْ إِنْجَازِ الوَعْدِ، وَكَانَ يَكْفِي الطِّفْلَ كَلِمَةٌ حُلْوَةٌ تَعْـتَذِرُ مِنْ تَأَخُّرِ الوَعْدِ، وَتَعِدُهُ بإِنْجَازِهِ عِنْدَ الاستِطَاعَةِ. إِنَّ الاعتِذَارَ كَلِمَةٌ، لَكِنْ لَهَا مَفْعُولُ السِّحْرِ عَلَى النُّفُوسِ، تَلِينُ بِهَا القُلُوبُ الغَلِيظَةُ، وَيُمْحَى بِهَا الخَطَأُ نَحْوَ النَّاسِ مَهْمَا كَانَ، فَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ أَوقَدَتْ حَرْبًا وَنَارًا، وَكَمْ مِنْ كَلِمَةِ اعتِذَارٍ قَصِيرَةٍ أَطْفَأَتْ نَارَ حِقْدٍ وَخِصَامٍ، وَلِذَا فَثَقَافَةُ الاعتِذَارِ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ لِلْفَرْدِ وَالمُجتَمَعِ وَالأُمَمِ، إِذَا كَانَتْ تَبْغِي عَيْـشًا سَلِيمًا، يَقُومُ عَلَى الحُبِّ وَالوِئَامِ، وَيُفْسِدُ عَلَى الشَّيْطَانِ غَرْسَ بُذُورِ الشِّقَاقِ وَالخِصَامِ.
   فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَاحْرِصُوا عَلَى الأُلْفَةِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَالصُّـلْحِ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ، وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (19).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                       
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.                                    
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
   (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الصافات/ 11.
(2) سورة ص/ 72.
(3) سورة التحريم/ 6.
(4) سورة النساء/ 28.
(5) سورة المائدة/ 95.
(6) سورة النساء/ 92.
(7) سورة الأنعام/ 90.
(8) سورة البقرة/ 35.
(9) سورة الأعراف/ 23.
(10) سورة البقرة/ 37.
(11) سورة الكهف/ 65 .
(12) سورة الكهف/ 70.
(13) سورة الكهف/ 71.
(14) سورة الكهف/ 73.
(15) سورة عبس/ 1-10.
(16) سورة فصلت/ 34-36.
(17) سورة البقرة/ 34.
(18) سورة الأعراف/ 12.
(19) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.