خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

أَضْواءٌ مِنْ سُورَةِ الأنبِياءِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
09/07/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 17 رجب 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَضْواءٌ مِنْ سُورَةِ الأنبِياءِ

       الْحَمْدُ للهِ، خَلَقَ الخَلْقَ وَقَدَّرَ الأَشْيَاءَ، وَاصْطَفَى مِنْ عِبَادِهِ الرُّسُلَ وَالأَنْبِيَاءَ، بِهِمْ نَتَأَسَّى وَنَقْتَدِي، وَبِهُدَاهُمْ نَهْـتَدِي، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْـلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَعَدَ عِبَادَهُ الفَوْزَ وَالسَّعَادَةَ، إِنْ هُمْ أَحْسَنُوا العَقِيدَةَ وَأَخْلَصُوا لَهُ العِبَادَةَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَنْزَلَ عَلَيْهِ رَبُّهُ القُرآنَ المُبِينَ؛ بَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ، وَجَعَلَ رِسَالَتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

    أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ تُعَالِجُ مَوْضُوعَ العَقِيدَةِ الذِي ظَلَّتِ السُّوَرُ المَكِّيَّةُ تُعَالِجُهُ طَوَالَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ عَامًا مُعَالَجَةً مُبَاشِرَةً، كَمَا عَالَجَتْهُ السُّوَرُ المَدَنِيَّةُ عَنْ طَرِيقِ رَبْطِهِ بِكُلِّ تَشْرِيعٍ تَعَبُّدِيٍّ أَو خُلُقِيٍّ، أَو اجتِمَاعِيٍّ أَو تَرْبَوِيٍّ، بِهَدَفِ إِقَامَةِ مُجتَمَعٍ سِمَتُهُ النَّظَافَةُ وَالطَّهَارَةُ فِي عَلاَقَةِ الإِنْسَانِ بِرَبِّهِ، وَعَلاَقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَأُسْرَتِهِ، وَعَلاَقَتِهِ بِمُجتَمَعِهِ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ قَرُبَ وَدَنَا، أَو بَعُدَ وَنَأَى، وَتَبْدَأُ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ بِالحَدِيثِ عَنْ عُنْصُرٍ أَسَاسِيٍّ مِنْ عَنَاصِرِ العَقَيِدَةِ، وَرُكْنٍ جَوْهَرِيٍّ مِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ، ذَلِكُمْ هُوَ الإِيمَانُ بِاليَوْمِ الآخِرِ، وتُذَكِّرُ السُّورَةُ بِهَذَا اليَوْمِ الذِي يَجْرِي فِيهِ الحِسَابُ لاَ عَلَى احتِسَابِ أَنَّهُ يَوْمٌ يَأْتِي فَقَط، بَلْ عَلَى أَنَّهُ دَنَا وَاقَتَرَبَ، فَلَمْ يَبْقَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ أَنْ يَستَعِدَّ لَهُ بِمُحَاسَبَةِ نِفْسِهِ وَمُرَاجَعَةِ عَمَلِهِ وَهُوَ فِي يَقَظَةٍ تَامَّةٍ؛ حتَّى لاَ يُفَاجِئَهُ هَذَا اليَوْمُ وَهُوَ سَاهٍ لاَهٍ غَافِلٌ هَازِلٌ، فَالمَوقِفُ جَدٌّ لاَ هَزْلَ فِيهِ، وَلاَ يَنْبَغِي أَبَدًا نِسْيَانُهُ أَو تَنَاسِيهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ))(1)، إِنَّ الإِيمَانَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَمَا يَجْرِي فِيهِ مِنْ حِسَابٍ دَقِيقٍ، يُنِيرُ لِلإِنْسَانِ السَّبِيلَ ويُوَضِّحُ لَهُ الطَّرِيقَ، فَالإِيمَانُ بِهِ يَجْعَلُ لِحَيَاتِنَا الدُّنْيَا غَايَةً سَامِيَةً، وَهِيَ عِبَادَةُ اللهِ وَالتَّحَلِّي بِالفَضَائِلِ وَالتَّخَلِّي عَنِ الرَّذَائِلِ، وَأَدَاءُ الوَاجِبِ بِكُلِّ إِتْقَانٍ وَدِقَّةٍ، وَإِعْطَاءُ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَمُحَاسَبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ فِي الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ، كَيْ يَرْجِعَ عَنْ خَطَئِهِ إِنْ أَخْطَأَ وَعَنْ إِسَاءَتِهِ إِنْ أَسَاءَ، فَإِنْ رَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ ازْدَادَ، لِيَجْنِيَ الثَّمَرَ يَوْمَ الحَصَادِ. وَفِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ حَدِيثٌ عَنِ القُرآنِ الكَرِيمِ عَلَى أَنَّهُ ذِكْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ رَبِّهِمْ، مُتَجَدِّدٌ بِتَجَدُّدِ نُزُولِهِ، وَمُتَجَدِّدٌ لِصَلاَحِيَتِهِ لِلتَّطْبِيقِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، ثُمَّ هُوَ أَعْظَمُ أَلْوَانِ الذِّكْرِ للهِ، مَنْ تَلاَهُ وَعَمِلَ بِمَا جَاءَ فِيهِ؛ عَلاَ فِي المَلإِ الأَعْلَى ذِكْرُهُ، وَارتَفَعَ بَيْنَ النَّاسِ قَدْرُهُ، فَفِي القُرآنِ الكَرِيمِ دَعْوَةٌ إِلَى مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَجَمِيلِ الصِّـفَاتِ وَإِحْسَانِ العَلاَقَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ المُستَقِيمَةِ، التِي تَجْعَلُ لِلْمُحَافِظِ عَلَيْهَا ذِكْرًا وَقِيمَةً، يَقُولُ تَعَالَى: ((لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعقِلُونَ))(2).
   أَيُّها المُؤمِنونَ :
   إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَخْلُقْ شَيِئًا فِي هَذَا الكَوْنِ عَبَثًا، بَلْ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ بِحِكْمَةٍ وَلِحِكْمَةٍ، فَمَا خَلَقَ اللهُ السَّمَاءَ عَلَى إِحْـكَامِهَا وَارتِفَاعِهَا، وَالأَرْضَ عَلَى فَرْشِهَا وَاتِّسَاعِهَا، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ أَصْنَافِ البَدَائِعِ، وَعَجَائِبِ الصَّنَائِعِ، كُلُّ هَذَا مَا خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبَثًا وَلاَ لَهْوًا، وَمَا جَاءَ خَلْقُهُ عَنْ طَرِيقِ الارْتِجَالِ، أَوِ المُصَادَفَةِ وَالخَيَالِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي سُوَرَةِ الأَنْبِيَاءِ: ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ، لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ))(3)، إِنَّ اللهَ تَعَالَى كَمَا خَلَقَ العَيْنَ لِتُبْصِرَ، وَالأُذُنَ لِتَسْمَعَ؛ خَلَقَ العَقْلَ لِيُفَكِّرَ، فَعَنْ طَرِيقِ التَّفْكِيرِ فِي مَخْلُوقَاتِ اللهِ يَهْتَدِي الإِنْسَانُ إِلَى مُبْدِعِ العَالَمِ وَخَالِقِهِ، وَيَعْرِفُ خَصَائِصَ كُلِّ شَيءٍ وَحَقَائِقَهُ، وَبِذَلِكَ يَتَسَنَّى لَهُ الانْتِفَاعُ بِمَا أُوْدِعَ فِي هَذِهِ المَخْلُوقَاتِ. إِنَّ الأَمْرَ بِالنَّظَرِ إِلَى هَذَا الكَوْنِ الفَسِيحِ، لَيْسَ لِمُجَرَّدِ الاستِمْتَاعِ وَالتَّرْوِيحِ، بَلْ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ الخَالِقِ وَحِكْمَةِ الصَّانِعِ، لِذَلِكَ كَانَ التَّفْكِيرُ عِبَادَةً، وَجَاءَ فِي الأَثَرِ: ((فِكْرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْـلَةٍ))، وَإِنَّ مَا تَنْعَمُ بِهِ البَشَرِيَّةُ مِنْ حَضَارَةٍ رَاقِيَةٍ وَاكتِشَافَاتٍ فِي شَـتَّى المَجَالاَتِ، مَا هُوَ إِلاَّ نَتِيجَةُ عَقْلٍ ذَكِيٍّ مُلْهَمٍ، وَنِتَاجُ تَفْكِيرٍ مُشْرِقٍ، وَلَقَدْ حَفَلَتْ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ بِذِكْرِ بَعْضِ آيَاتِ اللهِ مِنْ أَرْضٍ وَسَمَاءٍ، وَمِيَاهٍ وَجِبَالٍ وَفِجَاجٍ، وَشَمْسٍ مُضِيئَةٍ وَقَمَرٍ مُنِيرٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ، وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ، وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ، وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ))(4).
   أَيُّها المُسْلِمُونَ :
   إِنَّ الإِيمَانَ بِمَلاَئِكَةِ اللهِ وَرُسُلِهِ عُنْصُرَانِ أَسَاسِيَّانِ مِنْ عَنَاصِرِ العَقِيدَةِ وَرُكْنَانِ مِنْ أَرْكَانِ الإِيمَانِ، عُنِيَتْ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ بِذِكْرِهِمَا؛ لِمَا فِي الإِيمَانِ بِهِمَا مِنْ أَثَرٍ طَيِّبٍ فِي تَزْكِيَةِ الرُّوحِ وَسُمُوِّ الأَخْلاَقِ، فَفِي شَأْنِ المَلاَئِكَةِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ))(5)، وَيَقُولُ عَنْهُمْ: ((عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ))(6)، وَفِي شَأْنِ الرُّسُلِ يَذْكُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُهِمَّـتَهُمْ وَرِسَالَتَهُمْ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ))(7)، فَالرُّسُلُ جَمِيعًا مِنْ غَيْرِ استِثْنَاءٍ أُرْسِلُوا لِلدَّعْوَةِ إِلَى الإِيمَانِ بِاللهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَتَعْظِيمِهِ وَتَمْجِيدِهِ، وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وتُقَرِّرُ السُّورَةُ أَنَّ عَقِيدَةَ الأَنْبِيَاءِ وَاحِدَةٌ، وَأَنَّ دَعْوَتَهُمْ وَاحِدَةٌ، لأنَّهُمْ جَمِيعًا أُمَّةٌ وَاحِدةٌ لِرَبٍّ وَاحِدٍ، لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ وَلاَ مَعْبُودَ سِوَاهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))(8)، وَلَقَدْ شَبَّهَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-وَحْدَةَ الأَنْبِيَاءِ بِبِنَاءٍ اكتَمَلَ وَتَمَّ بِبِعْـثَتِهِ حَيْثُ يَقُولُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: ((مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَها إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَكَانَ مَنْ دَخَلَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ: مَا أَحْسَنَها إِلاَّ مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ، فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ)).
   عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ تَسَمَّتْ سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ بِهَذَا الاسْمِ، لأنَّهَا احتَضَنَتْ ذِكْرَ عَدَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ مَنْ ذُكِرَ اسْمُهُ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ ذُكِرَتْ قِصَّـتُهُ بِشَيءٍ مِنَ الطُّولِ حَسَبَ مُقْتَضَيَاتِ المَوقِفِ الذِي ذُكِرَ فِيهِ، وذِكْرُ أَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ وَقِصَصِهِمْ سِمَةٌ بَارِزَةٌ مِنْ سِمَاتِ السُوَرِ المَكِّيَّةِ التِي كَانَتْ تَنْزِلُ عَلَيْهِ -صلى الله عليه وسلم-تُسَرِّي عَنْهُ وتُسَلِّيهِ، وَتَحُـثُّهُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى مَا يُلاَقِيهِ، فَمِنْ قَبْـلِهِ ابتُلِيَ إِخْوَانُهُ الأَنْبِيَاءُ فَصَبَرُوا؛ فَلْيَكُنْ لَهُ فِيهِمْ أُسْوَةٌ، وَلَقَدْ كَانَ -صلى الله عليه وسلم-حِينَ يُلاَقِي مِنْ قَوْمِهِ الصُّدُودَ وَالإِيذَاءَ، وَالسُّخْرِيَةَ وَالاستِهْزَاءَ؛ يَذْكُرُ مَا لاَقَاهُ إِخْوَانُهُ مِنْ قَبْـلِهِ مِنْ إِيذَاءٍ، كَقَوْلِهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((رَحِمَ اللهُ أَخِي مُوسَى؛ لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ))، وَقَدْ جَاءَ فِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ مَا يُسَلِّيهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وَيُزَوِّدُهُ الصَّبْرَ عَلَى مَا يُلاَقِيهِ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ))(9)، وَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَتِ السُّورَةُ عَنْهُ مِنْ قِصَّةِ إِبرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- مَعَ قَوْمِهِ عَبَدَةِ الأَصْنَامِ، إِذْ سَلَكَ طَرِيقَةً فَرِيدَةً فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، وَهِيَ طَرِيقَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَا حَبَاهُ اللهُ بِهِ مِنْ رُشْدٍ وَحِكْمَةٍ وَبَصِيرَةٍ، وَأَفْكَارٍ مُستَنِيرَةٍ، فَهُوَ حِينَ يَدْعُو إِلَى اللهِ بِاللِّسانِ؛ يَدْعَمُ بِالحُجَّةِ وَالدَّلِيلِ وَالبُرْهَانِ، فَالدَّعْوَةُ إِلَى الخَيْرِ حِينَ تَدْعَمُهَا الحُجَّةُ وَيُرَافِقُهَا الدَّلِيلُ، تَأْخُذُ بِيَدِ الإِنْسَانِ إِلَى الهُدَى وتُنِيرُ لَهُ السَّبِيلَ، هَذَا إِنْ أَرَادَ النَّجَاةَ، وَإِلاَّ أَهْـلَكَهُ الكِبْرُ وَأَوْبَقَهُ العِنَادُ وَأَرْدَاهُ. إِنَّ مِنَ الخَطَرِ بِمَكَانٍ أَنْ يَمِيلَ النَّاسُ إِلَى المُحَاكَاةِ وَالتَّقْلِيدِ، وَيَحْجُبُوا عُقُولَهُمْ عَنِ التَّفْكِيرِ الرَّشِيدِ، وَالنَّاسُ إِنْ هُمُ ابْتُلُوا بِذَلِكَ، فَهُمْ فِي حَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى مَنْ يُحْسِنُ عَرْضَ الدَّعْوَةِ، حتَّى لاَ يُقَابِلُوهَا بِالإِعْرَاضِ وَالصُّدُودِ، وَيُقِيمُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَها العَوَائِقَ وَالسُّدُودَ، وَيَستَمِرُّوا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مَنْ تَحَجُّرٍ وَجُمُودٍ، إِنَّ المُؤْمِنَ مُطَالَبٌ أَنْ يَفْعَلَ الخَيْرَ وَيَدُلَّ النَّاسَ عَلَيْهِ، فَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، فَمَنِ استَجَابَ بَعْدَ ذَلِكَ وَاهتَدَى فَازَ وَنَجَا، ومَنْ أَعْرَضَ وَتَولَّى بَاءَ بِالخُسْرَانِ وَالرَّدَى، وَحِينَ يَتَعَرَّضُ فَاعِلُ الخَيْرِ أَو الدَّالُّ عَلَيْهِ لأَذِيَّةٍ مِمَّنْ دَعَاهُمْ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُنَجِّيهِ ويُخَيِّبُ مَسْعَاهُمْ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في شَأْنِ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ -عليهِ السَّلامُ-: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ))(10)، وَيَقُولُ عنْ مُؤَامَرَةِ قَومِهِ علَيهِ: ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ))(11)، وَمِنَ الأَنْبِيَاءِ الذِينَ أَثْنَى اللهُ عَلَيْهِمْ فِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ وَوَصَفَهُمْ بِالصَّلاَحِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، وَقَدْ جَعَلَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَادَةً يُقْتَدَى بِهِمْ فِي المُسَارَعَةِ إِلَى الخَيْرَاتِ وَفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَأَدَاءِ العِبَادَاتِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ))(12).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَتَأَسَّوا بِالأَنْبِيَاءِ فِي الطَّاعَةِ وَالعِبَادَةِ، يُحَقِّقِ اللهُ لَكُمُ الخَيْرَ وَالسَّعَادَةَ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                      *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ نَمَاذِجَ مِنْ دُعَائِهِمْ وَتَضَرُّعِهِمْ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ لِتَحقِيقِ مَطْلُوبٍ أَو دَفْعِ مَكْرُوهٍ، وَقَدْ حَقَّقَ اللهُ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَجَاءَهُ، وَأَجَابَ لَهُ دُعَاءَهُ، فَهَذَا نُوحٌ –عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَدْعُو رَبَّهُ وَيُنَادِيهِ؛ فَيَكْشِفُ اللهُ عَنْهُ الكَرْبَ وَيُنَجِّيهِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ))(13)، وَهَذَا أَيُّوبُ –عَلَيْهِ السَّلاَمُ- ابْتَلاَهُ اللهُ بِضُرٍّ أَصَابَهُ فِي بَدَنِهِ، وَضُرٍّ أَصَابَهُ بِفَقْدِ وَلَدِهِ، فَصَبَرَ أَحْسَنَ الصَّبْرِ وَأَجْمَلَهُ، وَدَعَا أَحْسَنَ الدُّعَاءِ وَأَعْدَلَهُ، فَقَدِ اقتَصَرَ أَيُّوبُ – عَلَيهِ السَّلامُ - حِينَ نَادَى رَبَّهُ عَلَى وَصْفِ حَالِهِ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ بِحَالِهِ يَكْفِيهِ عَنْ سُؤَالِهِ، وَاقْرَأُوا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ))(14)، وَيُونُسُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَدْعُو رَبَّهُ وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ أَنْ يَتَدَارَكَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ فَيُنَجِّيهِ اللهُ مِنَ الغَمِّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ))(15)، وَيَبْقَى هُنَا الدُّعَاءُ مُحَقَّقَ الإِجَابَةِ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ))(16)، وَيَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: ((دُعَاءُ ذِي النُّونِ فِي بَطْنِ الحُوتِ ((لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) لَمْ يَدْعُ بِهِ مُسْـلِمٌ فِي شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ استُجِيبَ لَهُ))، وَيَذْكُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دُعَاءَ نَبِيِّ اللهِ زَكَرِيَّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- الذِي دَعَا رَغْمَ انْقِطَاعِ أَسْبَابِ تَحقِيقِ دُعَائِهِ؛ لِيَدُلَّنَا رَبُّنَا عَلَى أَنَّ المُؤْمِنَ لاَ يَقْطَعُ الرَّجَاءَ فِي رَحْمَةِ رَبِّهِ، مَا دَامَ مُسَارِعًا إِلَى الخَيْرَاتِ، مُتَقَرِّبًا إِلَى اللهِ بِأَلْوَانِ العِبَادَاتِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))(17).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاقْتَدُوا بِأَنْبِيَاءِ اللهِ، وَاعلَمُوا أَنَّ العَقِيدَةَ المَكِينَةَ تَمْنَحُ المُؤْمِنَ ظِلاًّ وَارِفًا مِنَ الطُّمَأْنِينَةِ، وَفَيْضًا عَظِيمًا مِنَ الأَمْنِ وَالسَّكِينَةِ، وَتَجَعَلُهُ يُوَاجِهُ الشَّدَائِدَ وَالصِّعَابَ، رَاجِيًا رَحْمَةَ رَبِّهِ الوَهَّابِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (18).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                    
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.                                      
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الأنبياء/ 1.
(2) سورة الأنبياء/ 10.
(3) سورة الأنبياء/ 16-17.
(4) سورة الأنبياء/ 30-33.
(5) سورة الأنبياء/ 19-20.
(6) سورة الأنبياء/ 26-28.
(7) سورة الأنبياء/ 25.
(8) سورة الأنبياء/ 92.
(9) سورة الأنبياء/ 41.
(10) سورة الأنبياء/ 51.
(11) سورة الأنبياء/ 68-70.
(12) سورة الأنبياء/ 72-73.
(13) سورة الأنبياء/ 76.
(14) سورة الأنبياء/ 83-84.
(15) سورة الأنبياء/ 87-88.
(16) سورة الأنبياء/ 88.
(17) سورة الأنبياء/ 89-90.
(18) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.