خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

(( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)) طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
29/07/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 8 شعبان 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي))

    الْحَمْدُ للهِ الذِي أَمَرَنا بِشُكْرِهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ لِذِكْرِهِ، وَعَمَلِ كُلِّ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ؛ لِنَنَالَ حُبَّهُ وَرِضَاهُ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ الصَّلاَةَ سَبَبَ الفَلاَحِ، وَطَرِيقَ النَّجَاحِ، وَدَلِيلَ الإِيمَانِ، وَسَبِيلَ الوُصُولِ إِلَى أَعْـلَى دَرَجَاتِ الجِنَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنْ صَلَّى وَخَشَعَ، وَذَلَّ لِرَبِّهِ وَخَضَعَ، وَمَا زَالَ قَوْلُهُ: ((أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)) مَسْطُورًا مَذْكُورًا، اللَّهُمَّ صَـلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ مَرَّتْ بِنَا ذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ مُنْذُ وَقْتٍ قَرِيبٍ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهَا أَعْظَمُ نَصِيبٍ، وَلَنَا مِنْهَا أَيْضًا نَصِيبٌ، أَمَّا نَصِيبُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- فَهُوَ الذِي ذَكَرَتْهُ آيَةُ الإِسْرَاءِ ((لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا))(1)، وَالَّذِي ذَكَرَهُ مَفْهُومُ آيَاتِ المِعْرَاجِ فِي سُورَةِ النَّجْمِ: ((لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى))(2)، أَمَّا نَصِيبُنَا نَحْنُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مَعَهُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- فَهُوَ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ التِي فَرَضَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ اللَّيْـلَةِ المُبَارَكَةِ وَجَعَلَهَا كِتَابًا مَوقُوتًا، يَستَقْبِلُ بِهَا المُسْـلِمُ يَوْمَهُ فِي الصَّبَاحِ، وَيَعُودُ إِلَيْهَا فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ وَوَقْتِ الأَصِيلِ، وَيَستَقْبِلُ بِهَا لَيْـلَهُ وَيَخْتِمُ بِهَا يَوْمَهُ، وَلَقَدْ فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّلاَةَ عَلَى عِبَادِهِ لِيَتَشَرَّفُوا بِعِبَادَتِهِ، وَيَتَمتَّعُوا بِطَاعَتِهِ، وَيَظْفَرُوا بِمُنَاجَاتِهِ، وَيَسْعَدُوا بِرَحْمَتِهِ وَبَرَكَاتِهِ، وَلِلصَّلاَةِ تَأْثِيرُها فِي نَفْسِيَّةِ المُصَـلِّي وَأَعْمَاقِهِ، وَتَأْثِيرُهَا فِي تَزْكِيَةِ صِفَاتِهِ وَتَهْذِيبِ أَخْلاَقِهِ، بِأَدَائِهَا وَالمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا يَسْـلُكُ المُصَلِّي سَبِيلَ الهِدَايَةِ وَالنُّورِ، وَيَنْأَى عَنِ المَعَاصِي وَالشُّرُورِ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ((وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ))(3)، وَيَقُولُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ -: ((الصَّلاَةُ نُورٌ))، إِنَّهَا نُورٌ فِي حَقِيقَتِهَا، وَنُورٌ لِمَنْ أَقَامَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا، فَعَرَفَ بِسَبَبِهَا الحَقَّ وَصَادَقَهُ، وَعَرَفَ البَاطِلَ وَفَارَقَهُ. وَالصَّلاَةُ تُكفِّرُ الذُّنُوبَ وَتَسْتُرُ العُيُوبَ، وَتَزِيدُ الحَسَنَاتِ وَتَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))(4)، وَيَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((أَرَأَيْتُمْ لَو أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْـقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ؟ قَالُوا: لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيءٌ، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا)). إِنَّ لِلصَّلاَةِ تَأْثِيرَهَا الفَعَّالَ فِي التَّغلُّبِ عَلَى الظُّرُوفِ العَصِيْبَةِ، والتَّهْوِينِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، لِذَلِكَ أَوْصَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِاللُّجُوءِ إِلَيْهَا وَالاستِعَانَةِ بِهَا، لأَنَّهَا حِفْظٌ لِلإِنْسَانِ وَصَوْنٌ، وَخَيْرُ مَلْجَأٍ لَهُ وَأَفْضَلُ عَوْنٍ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))(5)، وَقَدْ طَبَّقَ ابنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- ذَلِكَ تَطْبِيقًا عَمَلِيًّا حِينَ نُعِيَ لَهُ أَخُوهُ قُثَمُ، وَكَانَ ابنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مِنْ فَوْقِ رَاحِلَتِهِ وَتَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ))(6)، وَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ  - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ - أَي نَزَلَ بِهِ هَمٌّ أَو أَصَابَهُ غَمٌّ- فَزِعَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- يَجِدُ فِي الصَّلاَةِ قُرَّةَ عَيْنِهِ وَمَسَرَّةَ قَلْبِهِ فَيَقُولُ: ((جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ))، فَهِيَ رَاحَةٌ لِلنَّفْسِ، وَطُمَأْنِينَةٌ لِلْقَلْبِ، كَيْفَ لاَ؟ وَهِيَ أَعْظَمُ أَلْوَانِ الذِّكْرِ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))(7)، بِالصَّلاَةِ مَعَ طَرْقِ الأَسْبَابِ بِالعَمَلِ المُثْمِرِ؛ تُبَارَكُ الأَرْزَاقُ وتُفْرَجُ الكُرُبَاتُ، وَتَنْزِلُ الرَّحَمَاتُ وَتَنْقَشِعُ الأَزَمَاتُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))(8).
   أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :
   يَكْفِي الصَّلاَةَ سُمُوَّ مَنْزِلَةٍ وَرِفْعَةَ مَكَانَةٍ أَنَّهَا حِلْيَةُ الأَتْقِيَاءِ وَوَصِيَّةُ الأَنْبِيَاءِ، فَلِلصَّلاَةِ مَنْزِلَتُهَا السَّامِيَةُ وَمَكَانَتُهَا العَالِيَةُ فِي كُلِّ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ، فَهِي مِنَ المِيثَاقِ المُؤَكَّدِ الذِي أَخَذَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الأُمَمِ السَّالِفَةِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ))(9)، وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ لأَنَّهَا وَصِيَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِجَمِيعِ رُسُلِهِ وَأُمَمِهِمْ، فَهَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَدْعُو رَبَّهُ أَنْ يَجْعَلَهُ وَأَبْنَاءَهُ مِنْ مُقِيمِي الصَّلاَةِ فَيَقُولُ: ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ))(10)، وَخَصَّ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- الصَّلاَةَ بِالذِّكْرِ حِينَ أَعْـلَنَ أَنَّهُ أَسْكَنَ ذُرِّيَّـتَهُ بِمَكَّةَ لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَتَوسَّـلَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا لِعِمَارَةِ بَيْتِهِ الحَرَامِ، وَخَصَّها بِالذِّكْرِ لأنَّها العِبَادَةُ المُشْتَمِلَةُ عَلَى الذِّكْرِ وَالشُّكْرِ فَقَاَل: ((رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))(11)، وَأَثْنَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى إِسمَاعِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ: ((وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا))(12)، وَأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فِي أَوَّلِ لَحَظَاتِ الوَحْيِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ((وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي))(13)، وَكَانَتْ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَطَقَ بِهِ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ- فِي مَهْدِهِ، مُعْـلِنًا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْصَاهُ بِهَا فَقَالَ: ((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا))(14).
   أَيُّها المُؤمِنونَ :
   إِنَّ الصَّلاَةَ تَمْنَحُ المُصَلِّيَ قُوَّةً عَظِيمَةً، فَهِيَ تُؤَثِّرُ تَأْثِيرًا إِيجَابِيًّا فِي قُوَاهُ البَدَنِيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ، وَالإِرَادِيَّةِ وَالخُلُقِيَّةِ، وَبِاكْتِمَالِ هَذِهِ القُوَى يَستَطِيعُ تَحَمُّـلَ الأَعْبَاءِ وَإِنْ ثَقُلَتْ، وَأَدَاءَ المَسْؤُولِيَّاتِ وَإِنْ كَثُرَتْ، فَالصَّلاَةُ تُكْسِبُ المَرْءَ سَكِينَةَ نَفْسٍ وَرَاحَةَ بَالٍ، وَإِنَّ الشُّحْنَةَ الرُّوحِيَّةَ التِي يُمْنَحُها المُسْـلِمُ مِنْ صَلاَتِهِ تَجْعَلُهُ يَتّجِهُ بَعْدَ أَدَاءِ صَلاَتِهِ فِي خِضَمِّ الحَيَاةِ لِلنَّفْعِ وَفِعْـلِ الخَيْرِ، تُعَلِّمُهُ الصَّلاَةُ كَيْفَ يَنْفَعُ نَفْسَهُ وَأَوْلاَدَهُ، وَوَطَنَهُ وَبِلاَدَهُ، فَيَنْطَلِقُ بَعْدَها مُنْتَشِرًا فِي مَنَاكِبِ الأَرْضِ يَبْتَغِي مِنْ فَضْـلِ اللهِ، وَهُوَ لِرَبِّهِ ذَاكِرٌ، وَلنِعَمِهِ شَاكِرٌ، يَقُولُ تَعَالَى: ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(15)، وَالصَّلاَةُ تَجْعَلُ المُسْـلِمَ عُضْوًا نَافِعًا فِي مُجتَمَعِهِ الذِي يَعِيشُ فِيهِ، وَتََصْنَعُ مِنْهُ خَلِيَّةً حَيَّةً وَطَاقَةً مُنْتِجَةً يَعُمُّ خَيْرُهَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَأَدَاءُ الصَّلاَةِ فِي جَمَاعَةٍ يُقَوِّي الرَّوَابِطَ الاجتِمَاعِيَّةَ، ويُحَقِّقُ المُسَاوَاةَ بِصُورَةٍ عَمَلِيَّةٍ، لَقَد تَّوَاضَعَ جَمِيعُ المُصَـلِّينَ لِعَظَمَةِ اللهِ الوَاحِدِ المَعْبُودِ، وَعَبَّرُوا عَنْ هَذَا التَّواضُعِ بِالقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَأَنْتَجَ تَوَاضُعُهُمْ تَرَاحُمًا وَتَعَاطُفًا، وَوَحْدَةً وَتَآلُفًا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ((إِنَّمَا أَتَقَبَّـلُ الصَّلاَةَ مِمَّنْ تَواضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي، وَلَمْ يَسْتَطِلْ بِهَا عَلَى خَلْقِي، وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى مَعْصِيَتِي، وَقَطَعَ النَّهَارَ فِي ذِكْرِي، وَرَحِمَ المِسْكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَالأَرْمَلَةَ وَرَحِمَ المُصَابَ، ذَلِكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ، أَكْلَؤُهُ بِعِزَّتِي وَأَسْتَحْفِظُهُ مَلاَئِكَتِي، وَأَجْعَلُ لَهُ فِي الظُّلْمَةِ نُورًا، وَفِي الجَهَالَةِ حِلْمًا، وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الفِرْدَوْسِ فِي الجَنَّةِ)). إِنَّ الصَّلاَةَ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ وَرَبِّهِ، وَهَذِهِ الصَّلاَةُ إِنْ كَانَتْ أَعْظَمَ مَتَانَةً؛ مَنَحَتِ الإِنْسَانَ عِزَّةًً وَرِفْعَةَ مَكَانَةٍ، كَيْفَ لاَ؟ وَهُوَ يَستَعِينُ فِي صَلاَتِهِ بِاللهِ؛ فَيَسْتَعِينُ بِعَزِيزٍ غَيْرِ ذَلِيلٍ، وَيَسْأَلُ فِي صَلاَتِهِ اللهَ؛ فَيَسْأَلُ كَرِيمًا غَيْرَ بَخِيلٍ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ((قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْـفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّكُمْ فِي صَلاَتِكُمْ تُنَاجُونَ رَبَّكُمْ، فَاحْذَرُوا مِنْ مُخَالَفَةِ مَنْ تُنَاجُونَهُ، ومَنْ يَعْـلَمُ مَا تُبْدُونَهُ وتُخْفُونَهُ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ؛ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجِيهِ)).
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                      *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِذَا كَانَ لِلصَّلاَةِ مَا قَدْ عَلِمتُمْ مِنَ الأَسْرَارِ الرُّوحِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ وَالخُلُقِيَّةِ وَالاجتِمَاعِيَّةِ؛ فَاعلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الأَسْرَارَ وَتِلْكُمُ الثِّمَارَ لاَ تَتَحقَّقُ إِلاََّ إِذَا أَدَّى المُصَلِّي صَلاَتَهُ بِوَعْيٍ كَامِلٍ وَيَقَظَةٍ تَامَّةٍ وَتَأَمُّـلٍ حَقِيقيٍّ لأَقْوَالِهَا وَأَفْعَالِهَا، وَلِذَلِكَ جَاءَ الأَمْرُ بِالصَّلاَةِ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ غَالِبًا مَقْرُونًا بِالإِقَامَةِ أَو بِمَعْنًى يَرْجِعُ إِلَيْهَا، وَتَأمَّـلُوا -عِبادَ اللهِ- قَوْلَ اللهِ تَعَالَى فِي وَصْفِ المُتَّقِينَ: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ))(16)، وَقَوْلَهُ جَلَّ شَأْنُهُ فِي وَصْفِ المُخْبِتِينَ: ((وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ))(17)، وَقَوْلَهُ جَلَّ فِي عُلاَهُ فِي وَصْفِ البَارِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ: ((وَأَقَامَ الصَّلاةَ))(18)، وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ فِي ذِكْرِ أَوْصَافِ مَنْ هُمْ عَلَى طَرِيقِ النُّورِ، الذِينَ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ: ((وَأَقَامُوا الصَّلاةَ))(19)، فِي حِينِ لَمْ تُذْكَرِ الإِقَامَةُ مَعَ السَّاهِينَ عَنْ صَلاَتِهِمْ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ))(20)، كَمَا لَمْ تُذْكَرِ الإِقَامَةُ مَعَ المُمْـتَنِعِينَ عَنْ أَدَائِهَا كُلِّيًّا، قَالَ سُبْحَانَهُ عَنِ المُجْرِمِينَ: ((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ))(21)، وَلَقَدْ وَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ المُؤْمِنِينَ بِعِدَّةِ صِفَاتٍ، بَدَأَهَا بِالخُشُوعِ فِي صَلاَتِهِمْ، وَخَتَمَها بِمُحَافَظَتِهِمْ عَلَيْهَا، قَالَ تَعَالَى: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ))(22)، وَخَتَمَ صِفَاتِهِمْ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ((وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ))(23)، وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((لِكُلِّ شَيءٍ عَمُودٌ، وَعَمُودُ الدِّينِ الصَّلاَةُ، وَعَمُودُ الصَّلاَةِ الخُشُوعُ)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَحَافِظُوا عَلَى صَلَوَاتِكُمْ؛ خَاضِعَةً قُلُوبُكُمْ، سَاكِنَةً جِوَارِحُكُمْ، وَتَأَمَّـلُوا عَظَمَةَ الصَّلاَةِ وَاعرِفُوا أَسْرَارَهَا؛ لِتَقْطِفُوا ثِمَارَها، واعلَمُوا أَنَّهَا وَصِيَّةُ اللهِ لَكُمْ فِي أَشْرَفِ كِتَابٍ حَيْثُ قَالَ جَلَّ وَعَلاَ: ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ))(24).
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (25).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.      
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الإسراء/ 1.
(2) سورة النجم/ 18.
(3) سورة العنكبوت/ 45.
(4) سورة هود/ 114.
(5) سورة البقرة/ 153.
(6) سورة البقرة/ 45.
(7) سورة الرعد/ 28.
(8) سورة طـه/ 132.
(9) سورة البقرة/ 83.
(10) سورة إبراهيم/ 40.
(11) سورة إبراهيم/ 37.
(12) سورة مريم/ 55.
(13) سورة طـه/ 13-14.
(14) سورة مريم/ 30-31.
(15) سورة الجمعة/ 10.
(16) سورة البقرة/ 3.
(17) سورة الحج/ 35.
(18) سورة البقرة/ 177.
(19) سورة فاطر/ 29.
(20) سورة الماعون/ 4-5.
(21) سورة المدثر/ 42-43.
(22) سورة المؤمنون/ 1-2.
(23) سورة المؤمنون/ 9.
(24) سورة البقرة/  228.
(25) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.