خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

الصِّحَّةُ الـعَامَّةُ مَسؤولـيَّةٌ وَالـتزِامٌ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
28/08/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 7 رمضان 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصِّحَّةُ الـعَامَّةُ مَسؤولـيَّةٌ وَالـتزِامٌ

   الْحَمْدُ للهِ الَّذِي شَرَعَ لِلإِنْسَانِ مَا يَحْـفَظُ صِحَّـتَهُ، وَيَصُونُ قُوَّتَهُ، وَيَقِيهِ سَقَمَهُ وعِلَّتَهُ، سُبْحَانَهُ هُوَ الحَكَمُ العَدْلُ، عَطَاؤُهُ فَضْـلٌ، وَابِتَلاؤُهُ عَدْلٌ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، بِيَدِهِ الضُّرُّ وَالبَلاَءُ، وَالنَّفْعُ وَالشِّفَاءُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ المُرْسَلِينَ وَالأَنْبِيَاءِ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَوْفِيَاءِ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الجَزَاءِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ مِنْ ضَرُورَاتِ الدِّينِ المُحَافَظَةَ عَلَى النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، فَشَرَعَ مِنَ التَّشْرِيعَاتِ المُتَعَلِّقَةِ بِحُرْمَتِهَا وَصِيَانَتِهَا مَا يَضْمَنُ لَهَا البَقَاءَ، وَرَغَّبَ فِي كُلِّ مَا يُحَافِظُ عَلَى قُوَّتِهَا وَفُتُوَّتِهَا، وَحَرَّمَ كُلَّ مَا مِنْ شَأْنِهِ الإِضْرَارُ بِهَا، أَوِ التَّعَدِّي عَلَى حُرْمَتِهَا، إِذْ إِنَّ الصِّحَّةَ قِوَامُ الحَيَاةِ، وَلاَ تَقُومُ حَضَارَاتُ الأَرْضِ إِنْ كَانَتْ شُعُوبُهَا عَلَى عِلَلٍ، وَلاَ تَستَقِيمُ نِعَمُ الدُّنْيَا مَعَ مَرَضٍ مُقْعِدٍ أَو وَبَاءٍ لاَ يَرْحَمُ.
   أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :
   إِنَّ الصِّحَّةَ فَتِيلُ نَشَاطِ الإِنْسَانِ وَمَنْبَعُ قُوَّتِهِ، وَلِذَا وَهَبَ لَهَا الإِسْلاَمُ اهتِمَامَه، وَمَنَحَها رِعَايَتَهُ، وَمِنْ أَهَمِّ القَوَاعِدِ المُتَعَلِّقَةِ بِذَلِكَ المُحَافَظَةُ عَلَى النَّظَافَةِ العَامَّةِ، وَالتِزَامُ القَوَاعِدِ الصِّحِّيَّةِ السَّـلِيمَةِ، فَالمُتَطَهِّرُونَ أَحْبَابُ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ))(1)، وَتَأَمَّـلُوا قَوْلَ المُصْطَفَى -صلى الله عليه وسلم- : ((الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ))، كَمَا أَنَّ الصَّلاَةَ عَمُودَ الدِّينِ تَقُومُ عَلَى الوُضُوءِ الَّذِي مِنْ مَعَانِيهِ النَّظَافَةُ وَالطَّهَارَةُ، قَالَ -صلى الله عليه وسلم- : ((لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ))، كَمَا شُرِعَتِ الاغْتِسَالاَتُ الوَاجِبَةُ وَالمُستَحَبَّةُ لِتَحْـقِيقِ هَذَا الهَدَفِ العَظِيمِ. وَفِي سَبِيلِ المُحَافَظَةِ عَلَى الصِّحَّةِ العَامَّةِ رَبَّى الإِسْلاَمُ أَتْبَاعَهُ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي شَهَواتِهِمْ وَغَرَائِزِهِمْ، وَنَهَاهُمْ عَنْ تَعَاطِي كُلِّ مَا يَضُرُّ بِعَافِيَتِهِمْ، وَيُهَدِّدُ سَلاَمَةَ بِنْيَتِهِمُ الصِّحِّيَّةِ وَالجِسْمِيَّةِ، فَحَرَّمَ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ جَمِيعَهَا، فِي الوَقْتِ الذِي فَتَحَ بَابَا مِنَ البَدَائِلِ الطَّيِّبَةِ التِي بَثَّهَا فِي الأَرْضِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))(2)، وَنَهَاهُمْ عَنِ المُغَالاَةِ فِي القِيَامِ بِالعِبَادَاتِ وَأَدَائِهَا عَلَى غَيْرِ مَا شُرِعَتْ عَلَيْهِ، بِمَا يُلْحِقُ الضَّرَرَ النَّفْسِيَّ وَالجُسْمَانِيَّ عَلَى الإِنْسَانِ، وَنَهَى عَنِ الرَّهْبَنَةِ وَالمُبَالَغَةِ فِي الزُّهْدِ، وَالسَّهَرِ المُفْرِطِ، وَعَدَمِ الاتِّزِانِ بَيْنَ النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ، وَالهَدْيُ فِي ذَلِكَ هُوَ الوَسَطِيَّةُ وَالاعتِدَالُ فِي كُلِّ شَيءٍ، وَهُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ فِعْـلُ الرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - وَقَدْ أَرْشَدَ إِلَى مَنْهَجِهِ هَذَا قَوْلاً وَفِعْلاً، فَقَالَ: ((أَمَا إِنِّي أَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، وَلَكِنِّي أَصُومُ وأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))، وَيُرشِدُ -صلى الله عليه وسلم-  إِلَى ضَرُورَةِ فِعْـلِ العِبَادَاتِ عَلَى وَفْقِ مَنْطِقِ الاعتِدَالِ، وَمَنْهَجِ التَّوَازُنِ بَيْنَ المُتَطَلَّبَاتِ، فَقَالَ: ((إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، فَإِنَّ المُنْبَتَّ لاَ ظَهْرًا أَبْـقَى وَلاَ أَرْضًا قَطَعَ))، وَالعِبَادَةُ حَتَّى تَتَواصَلَ، وَيَتَجَدَّدَ لَهَا العَزْمُ، وَتَتَيَقَّظَ لَهَا الهِمَّةُ، لاَ بُدَّ لِلْجِسْمِ الذِي يُؤَدِّيها، وَالفِكْرِ الذِي يُغَذِّيهَا، مِنْ أَنْ يَجِدَ مُتَنَفَّسًا وَرَاحَةً، فَـ((أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)). إِنَّ المُسْـلِمَ حِينَ يَلْتَزِمُ نِظَامًا مُعتَدِلاً فِي غِذَائِهِ وَنَوْمِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَيُحْسِنُ التَّحَكُّمَ فِي غَرَائِزِهِ وَشَهَواتِهِ، يَكُونُ قَدَ عَمِلَ بِأَسْبَابِ الصِّحَّةِ، كَمَا أَنَّ اخْتِلاَلَ النِّظَامِ الغِذَائِيِّ وَالوِقَائِيِّ فِي حَيَاةِ بَعْضِ النَّاسِ، يُؤَثِّرُ فِي النِّظَامِ الجَسَدِيِّ وَالتَّوَازُنِ فِيهِ، فَيَحْدُثُ المَرَضُ، فَإِذَا وَقَعَ لِسَبَبٍ وَاضِحٍ أَو لِحِكْمَةٍ إِلَهِيَّةٍ خَفِيَّةٍ، فَعَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَسْعَى إِلَى العِلاَجِ وَالتَّدَاوِي عَمَلاً بِقَوْلِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : ((تَدَاوَوا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاََّ جَعَلَ لَهُ دَوَاءً))، وَالتَّدَاوِي إِنَّمَا يَكُونُ بِاستِشَارَةِ طَبِيبٍ حَاذِقٍ، وَالأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالقَوَاعِدِ الصِّحِّيَّةِ وَالطِّبِّـيَّةِ المُقَرَّرَةِ عِنْدَ المُخْتَصِّينَ.                                        
   أَيُّهَا النَّاسُ :                                       
   إِنَّ بَعْضَ الأَمْرَاضِ سَرِيعَةُ الانْتِشَارِ بَيْنَ البَشَرِ أَصْلاً، كَمَرَضِ الإنْفِلْوَنْزا، الذِي سَرَى وَبَاؤُهُ بَيْنَ النَّاسِ فِي العَالَمِ كُلِّهِ، فَلِذَا يُرشِدُ الأَطِبَّاءُ إِلَى ضَرُورَةِ مُرَاعَاةِ جُمْـلَةٍ مِنَ القَوَاعِدِ الصِّحِّيَّةِ كَي لاَ يَزِيدَ انْتِشَارًا، كَضَرُورَةِ غُسْـلِ الأَيْدِي مَرَّاتٍ عِدَّةً فِي اليَوْمِ، وَفِي حَالِ شُعُورِ الإِنْسَانِ بِأَعْرَاضِ هَذَا المَرَضِ فَعَلَيْهِ لُزُومَ البَيْتِ، وَعَدَمَ الخُرُوجِ إِلَى حَيْثُ التَّجَمُّعَاتُ العَامَّةُ كَالمَسَاجِدِ وَالمَجَالِسِ وَالمَرَاكِزِ التِّجَارِيَّةِ وَغَيْرِهَا، وتَجَنُّبَ المُصَافَحَةِ وَالمُعَانَقَةِ وَالتَّقْبِيلِ، لِمَا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مِنْ تَوفِيرِ الجَوِّ المُنَاسِبِ لانْتِقَالِ المَرَضِ لِلآَخَرِينَ، وَهَذِهِ القَوَاعِدُ الصِّحِّيَّةُ تُؤَيِّدُهَا النَّظْرَةُ الشَّرْعِيَّةُ، وَتَدْعُو إِلَيْهَا كَقَاعِدَةِ (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ)، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَصْحَابَ الأَعْذَارِ عَنْ حُضُورِ الصَّلاَةِ فِي المَسَاجِدِ، بَلْ نَهَى مَنْ أَكَلَ البَصَلَ أَوِ الثُّومَ أَنْ يَقْرَبَ جَمَاعَةَ المُصَلِّينَ كَي لاَ يُؤْذِيَهُمْ بِرِيحِهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ بِهِ مَرَضٌ مُعْدٍ؟ وَهَذِهِ القَوَاعِدُ بِجُمْـلَتِهَا تُعِينُ عَلَى احتِوَاءِ الأَوْبِئَةِ العَامَّةِ، مَعَ مَنْهَجِ التَّدَاوِي الَّذِي أَمَرَ بِهِ الدِّينُ وَحَثَّ عَلَيْهِ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَانْظُروا فِيمَا يُصْلِحُ أَحْوَالَكُمْ، وَيَحْـفَظُ صِحَّةَ أَجْسَامِكُمْ، وَامتَثِلُوا أَمْرَ اللهِ؛ لِتَنَالُوا عَفْوَهُ وَرِضَاهُ، وَالْتَزِمُوا مَا يَأْتِي مِنَ الجِهَاتِ المُخْتَصَّةِ لِمَا فِيهِ مِنْ مَصْـلَحَةٍ عَامَّةٍ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                   *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ المَرَضَ وَالابْـتِلاَءَ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ اللهِ فِي الأَرْضِ وَفِي الآفَاقِ، قَالَ ( : (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))(3)، وَهُوَ ( يَبْـتَلِي خَلْقَهُ لِيُدْرِكُوا َقُدْرَتَهُ، وَيَتَبَيَّنَ لَهُمْ عَظِيمُ مُلْكِهِ وَهَيْمَنَتِهِ، فَهُوَ المُدَبِّرُ الحَكِيمُ، القَادِرُ العَلِيمُ. وَمَنْهَجُ المُسْـلِمِ فِي مُوَاجَهَةِ الابتِلاَءِ هُوَ الرُّجُوعُ إِلَى اللهِ، وَالانْضِبَاطُ عَلَى مَنْهَجِ العَقْلِ، وَالاتِّزَانُ فِي إِظْهَارِ العَوَاطِفِ وَالمَشَاعِرِ، هُنَالِكَ يُنَزِّلُ اللهُ عَلَيْهِ البَرَكَةَ وَالنَّمَاءَ، وَيُسْبِلُ عَلَيْهِ ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالشِّفَاءِ، فَأَبْوَابُ السَّمَاءِ لاَ تُسَدُّ بِنُزُولِ وَبَاءٍ أَوْ مَرَضٍ، وَرَحْمَةُ اللهِ مَبْثُوثَةٌ لِلْعِبَادِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ، فَلاَ قُنُوطَ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلاَ يَأْسَ مِنْ نُزُولِ بَرَكَاتِهِ، وَالمُسْـلِمُ الحَقُّ غَيْرُ قَانِطٍ مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُهُ، وَلاَ يَائِسٍ مِنْ شِفَاءِ اللهِ لَهُ.
   فَاتَّقُوا رَبَّـكُمْ -عِبادَ اللهِ-، واحْرِصُوا عَلَى وِقَايَةِ أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْ صِحَّتِكُمْ، مُؤْتَمَنُونَ عَلَى عَافِيَتِكُمْ وَحَيَاتِكُمْ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (4).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.                                      
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.                                     
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة التوبة/ 108.
(2) سورة الأعراف/ 157.
(3) سورة الأنبياء/  35.
(4) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.