خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

في رِحَابِ آياتِ الصـيَامِِِِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
03/09/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 14 رمضان 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في رِحَابِ آياتِ الصـيَامِِِِ

      الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الكَونَ وَجَعَلَ كُلَّ مَا ِفيهِ يَسِيْرُ بِنِظَامٍ وَإِحكَامٍ، وَنَظَّمَ حَيَاةَ عِبَادِهِ بِمَا شَرَعَ لَهُمْ مِنَ شَرَائِعَ وَأَحكَامٍ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عِلَيهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الكَرِيمُ اللَّطِيفُ، أَرَادَ لِعِبَادِهِ اليُسْرَ وَالتَّخْفِيفَ، فَقَالَ وَهُوَ أًصْدَقُ القَائِِلِيْنَ: ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ))(1)، وَقَالَ: ((يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا))(2)، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّـنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، القَائِلُ فِيمَا وَرَدَ عَنْهُ: ((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ))، اللَّهُمَ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

    أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   صَومُ رَمَضَانَ أَحَدُ أَركَانِ الإِسْلامِ، جَعَلَهُ رَبُّ العَالَمِينَ لَهُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَعْمَالِ، إِذْ هُوَ سِرٌّ بَيْنَ العَبْدِ وَرَبِّهِ لا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ أَحَدٌ سِوَاهُ، كَمَا أَنَّهُ العِبَادَةُ الوَحِيْدَةُ الَّتِي يَتْرُكُ فِيهَا المُؤمِنُ مَا يَشْتَهِيهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَغَيرِ ذَلِكَ مِمَّا أَحَلَّ اللهُ لَهُ؛ إيثَارًا لِمَحَبَّةِ اللهِ وَمَرْضَاتِهِ، وأَمَلاً فِي نَيْلِ ثَوَابِهِ وَدُخُولِ جَنَّاتِهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أو قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، لِلصَّائِمِ فَرحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ)).   
   أَيُّها المُؤمِنُونَ :                                      
   إِنَّ الصِّيَامَ فِي أَصْلِ مَشْرُوعِيَّـتِهِ رَحْمَةٌ وَتَيْسِيرٌ، وَتَشْرِيعٌ لَيْسَ بِالجَافِّ العَسِيرِ، يَتَجَلَّى ذَلِكَ وَيَظْهَرُ فِي آيَاتِ الصِّيَامِ الَّتِي احتَضَنَتْهَا سُورَةُ البَقَرَةِ، وَهِيَ آيَاتٌ تُخَاطِبُ الإِيمَانَ والعَقِيدَةَ والقَلْبَ والعَـقْـلَ والضَّمِيرَ، تُخَاطِبُ كُلَّ ذَلِكَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وتُنَمِّي ذَلِكَ وَتُغَذِّيهِ، فَهِيَ آيَاتٌ عَظِيمَةٌ، جَعَلَهَا اللهُ آيَةً فِي الإِعْجَازِ، وآيَةً فِي فِقْهِ الدَّعْوَةِ، وآيَةً فِي عِلْمِ النَّفْسِ، وآيَةً فِي التَّشْرِيعِ الحَكِيمِ، تُستَهَلُّ هَذِهِ الآيَاتُ الكَرِيمَةُ بِقَولِ اللهِ تَعَالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))(3)، تَبْدَأُ الآيَةُ الكَرِيمَةُ بِنِدَاءٍ عُلْوِيٍّ كَرِيمٍ بِالصِّـفَةِ المُحَبَّبَةِ إليهِ سُبْحَانَهُ وَهِيَ الإِيمَانُ، لأنَّها صِفَةٌ تَقتَضِي مِنَ المُؤمِنِ قَبُولَ كُلِّ مَا يُكَلِّفُهُ بِهِ رَبُّهُ الخَلاَّقُ، مَهْمَا بَدَا للإِنسَانِ أَنَّهُ عَسِيرٌ وَشَاقٌّ، وَمَعَ القَبُولِ استِسلامٌ وَحُبٌّ نَابِعٌ مِنَ الأَعْمَاقِ، لِذَا كَانَ جَدِيرًا بِهَذا المُؤمِنِ المُستَسلِمِ لِمَنْ خَلَقَهُ، المُحِبِّ لِمَنْ رَعَاهُ وَرَزَقَهُ، أَنْ يَستَجِيبَ لِكُلِّ تَشْرِيعٍ وَتَكْلِيفٍ، عَلَى أَنَّهُ مِنَ اللهِ لَهُ تَكْرِيمٌ وَتَشْرِيفٌ، فَلْيُبَادِرْ إذًا إلى الاستِجَابَةِ مِنْ غَيْرِ تَأْخِيرٍ وَبِلا تَسْوِيفٍ، وتَعَقَّبَ النِّدَاءَ العُلْوِيَّ الكَرِيمَ خَبَرٌ مُفَادُهُ أَنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامَ أَي فَرَضَهُ عَلَيكُمْ، وَحَتَّى يُخَفِّفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَطْأَةَ هَذَا التَّشْرِيعِ عَلَى النُّفُوسِ ويُهَوِّنَ خَطْبَهُ عَلَيْهَا أَخْبَرَهُمْ أنَّهُ لَمْ يَكْتُبِ الصِّيَامَ عَلَيكُمْ لأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي تَأْرِيخِ الشَّرَائِعِ، بَلْ كَتَبَهُ عَلَى مَنْ سَبَقَهُمْ مِنَ الأُمَمِ، فَالإِنسَانُ إذَا عَرَفَ أنَّهُ لَمْ يُكَلَّفْ بِشَيءٍ جَدِيدٍ أَقْبَلَ عَلَى الأَمْرِ وَتَشَجَّعَ عَلَيْهِ، بَلْ نَافَسَ فِيهِ لِيَسْبِقَ مَنْ سَبَقُوهُ، وَيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ لِمَنْ يَلْحَقُونَهُ، وَزِيَادَةً فِي التَّشْجِيعِ عَلَى الإِقْبَالِ بَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَمَرَةَ الصِّيَامِ فَقَالَ: ((لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))(4)، فَلَيْسَ الصِّيَامُ تَشْرِيعًا سَاقَهُ التَّكْلِيفُ مِنْ غَيْرِ حِكْمَةٍ وَسَبَبٍ، بَلْ هُوَ تَشْرِيعٌ وَرَاءَهُ قَصْدٌ وَهَدَفٌ، فَهُوَ تَطْهِيرٌ لِلنَّفْسِ وَتَربِيَةٌ، وَإِصْلاَحٌ لَهَا وَتَزكِيَةٌ، إِنَّهُ دَوْرَةٌ تَنْمَوِيَّةٌ لِكُلِّ الفَضَائِلِ الخُلُقِيَّةِ، يُنَمِّي فِيهَا المُؤمِنُ إِرَادَتَهُ، ويُقَوِّي عَزِيمَتَهُ، لِيَكُونَ إِنْسَانًا فَاضِلاً قَوِيَّ الإِرَادَةِ ماضِيَ العَزِيمَةِ، صَاحِبَ صِفَاتٍ طَيِّبَةٍ وَخِلالٍ كَرِيمَةٍ، يَقُودُ نَفْسَهُ ولا تَقُودُهُ، يَملِكُهَا ولا تَملِكُهُ، كَيفَ لا؟ وَقَدِ استَطَاعَ وَهُوَ صَائِمٌ الإِمْسَاكَ عَنِ المُبَاحَاتِ والامتِنَاعَ عَنِ الطَّيِّبَاتِ؛ لِيَقْوَى عَلَى تَرْكِ المَمنُوعَاتِ والمُحَرَّمَاتِ، فَهَا هُوَ قَد تَرَكَ المَاءَ الزُّلالَ، والطَّعَامَ الشَهِيَّ الطَّيِّبَ الحَلالَ؛ استِجَابَةً لأَمْرِ رَبِّهِ، مَعَ أَنَّهُ مُتَاحٌ لَدَيْهِ وَأَمَامَ عَينَيْهِ، فَكَيْفَ سَيَقْرَبُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيئًا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَيْهِ؟                                        
   أَيُّها المُسلِمُونَ :
   يُهَوِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ كُلْفَةَ الصَّومِ وَمَشَقَّتَهُ، وَذَلِكَ بِأَنْ أَتْبَعَ تَشْرِيعَ الصَّومِ قَولَهُ سُبْحَانَهُ: ((أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ))(5)، إنَّهَا أَيَّامٌ تُصَامُ تِبَاعًا وَتَنقَضِي سِرَاعًا، وَمَا نِسْبَةُ أَيَّامٍ ثَلاثِينَ أَو تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ يُصَامُ نَهَارُهَا فَقَطْ إلى عَامٍ كَامِلٍ يَقْضِيهِ المُؤمِنُ فِي مُتْعَةٍ وَرَاحَةٍ، وَلَذَّةٍ مُبَاحَةٍ؟ وَلَمَّا كَانَتْ أَحْوَالُ النَّاسِ تَخْتَلِفُ قُوَّةً وَضَعفًا، وَتَتَبَايَنُ إِقَامَةً وَسَفَرًا، وَمِنْ ثَمَّ تَتَفَاوَتُ قُدُرَاتُهُمْ تَبَعًا لِذَلِكَ، أَعْطَى الإِسْلامُ هَذِهِ النَّاحِيَةَ مَزِيدًا مِنَ الاهتِمَامِ، وَفَرَّعَ عَنْهَا المَزِيدَ مِنَ أَحكَامِ الصِّيَامِ، فَالإِسْلامُ يُعْطِي لِكُلِّ حَالَةٍ مَا يُنَاسِبُهَا، وَلِكُلِّ ظَرفٍ مَا يُلائِمُهُ، لِذَلِكَ قَالَ اللهُ تَعَالى: ((فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ))(6)، إِنَّهُ مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ اليُسْرِ، وَسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ التَّخْفِيفِ، الَّتِي امتَازَ بِهَا الدِّينُ الإِسلاَمِيُّ الحَنِيفُ، فَاللهُ لا يَجْمَعُ عَلَى عَبْدِهِ مَشَقَّتَينِ، لِذَلِكَ قَدَّمَ لِلمُسَافِرِ وَالمَرِيضِ تَسْهِيلاتٍ تَجلُبُ لَهُ المَسَرَّةَ، وَتَحْمِيهِ مِنْ كُلِّ عَنَاءٍ وَمَضَرَّةٍ، فَالسَّـفَرُ مَظِنَّةُ المَشَقَّةِ؛ حَيْثُ يُضْطَرُّ المُسَافِرُ إلى تَغْيِيرِ بَعْضِ عَادَاتِهِ، كَمَا يُضْطَرُّ إلى تَغْيِيرِ مَواعِيدِ نَومِهِ وَيَقَظَتِهِ، كَمَا أَنَّ السَّـفَرَ لا يَخْلُو مَهْمَا كَانَتْ وَسَائِلُهُ مِنْ تَعَبٍ بَدَنِيٍّ وَإِرهَاقٍ فِكْرِيٍّ، لِذَلِكَ رَاعَى الإِسْلامُ هَذِهِ الظُّرُوفَ، فَرَخَّصَ لِلمُسَافِرِ الفِطْرَ عَلَى أَنْ يَقْضِيَ مَا أَفْطَرَهُ فِي أَيَّامٍ أُخَرَ حِينَ يَستَقِرُّ بِهِ المُقَامُ، وَلَيْسَ حَظُّ المَرِيضِ مِنْ عِنَايَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ وَتَخفِيفِهِ عَنْ عِبادِهِ المُؤمِنِينَ بِأَقَلَّ مِنْ حَظِّ المُسَافِرِ، حَيْثُ رَخَّصَ الإِسْلامُ لَهُ الفِطْرَ فِي أَيَّامِ مَرَضِهِ، فَإِذَا شَفَاهُ اللهُ وَعَافَاهُ؛ قَضَى مَا عَلَيْهِ وَأَوفَاهُ.
   عِبَادَ اللهِ :
   لَقَدْ خَصَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالصَّومِ، وَجَعَلَهُ بِهِ مَقْرُونًا، فَمَا ذُكِرَ الصَّومُ إِلاَّ وَذُكِرَ رَمَضَانُ، وَمَا ذُكِرَ رَمَضَانُ إِلاَّ وَذُكِرَ الصَّومُ، فَهُوَ قِرَانُ السَّعْدَينِ والتِقَاءُ السَّعَادَتَينِ، كَمَا أَنَّهُ مَا ذُكِرَ رَمَضَانُ إِلاَّ وَذُكِرَ القُرآنُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))(7)، فَذُكِرَ فِي الآيةِ الكَرِيمَةِ اسْمُ رَمَضَانَ، وَهُوَ الوَحِيدُ مِنْ بَيْنِ الشُّهُورِ الَّذِي ذُكِرَ بِاسْمِهِ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عُلُوِّ قَدْرِهِ وَسُمُوِّ أَمْرِهِ، كَمَا ذُكِرَ فِي الآيةِ الأَمْرُ بِصَومِهِ؛ تَأْكِيدًا لِلفَرْضِيَّةِ وَزِيَادَةً فِي الإِلْزَامِ، كَمَا ذُكِرَ فِي الآيةِ القُرآنُ، فَبَيْنَ رَمَضَانَ وَالقُرآنِ وَالصِّيَامِ وَصْلٌ وَثِيقٌ، وَارتِبَاطٌ مَتِينٌ عَمِيقٌ، وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  يُكْثِرُ مِنْ تِلاوَةِ القُرآنِ وَمُدَارَسَتِهِ فِي رَمَضَانَ، كَمَا كَانَ يَخُصُّهُ بِمَزِيدٍ مِنْ أَلْوَانِ العِبَادَةِ بِمَا لا يَخُصُّ بِهَا غَيْرَهُ مِنَ الشُّهُورِ، يَقُولُ ابنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما -: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرآنَ، فَالرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  حِينَ يَلقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرسَلَةِ))، وَلَقَدْ كَانَ الإِسْلامُ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ فِي فَرْضِيَّةِ الصِّيَامِ يُبِيحُ لِلْمُسْلِمِ تَنَاوُلَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لَيلاً مَا لَمْ يَنَمْ، فَإذَا غَلَبَهُ النَّومُ فَنَامَ قَبْلَ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَاصِلَ الصِّيَامَ إِلَى اليَومِ التَّالِي، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَلَمْ يَقِفِ الإِسْلامُ أَمَامَ هَذِهِ الأَحْدَاثِ التِي تَكَرَّرَتْ مَوقِفَ الشِّدَّةِ وَالقُوَّةِ، بَلْ رَدَّ النَّاسَ إِلَى اليُسْرِ؛ لِيَشْكُرُوا رَبَّهُمُ الَّذِي رَفَعَ عَنْهُمُ المَشَقَّةَ وَالحَرَجَ، قَالَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  إذا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا فَنَامَ قَبلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ إِلَى مِثْلِهَا، وإِنَّ قَيْسَ بنَ صِرْمَةَ الأَنصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا، وَكَانَ يَومَهُ ذَلِكَ يَعْمَلُ فِي أَرْضِهِ، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفطَارُ أَتَى امرَأَتَهُ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لا، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَنَامَ، وَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتْهُ نَائِمًا قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ أَنِمْتَ؟ فَلَمَّا انتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ؛ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  ، وَتَعَدَّدَتْ شَكْوَى النَّاسِ بِتَعَدُّدِ هَذِهِ الأَحْدَاثِ وَتَكَرُّرِهَا، فَنَزَلَ قَولُ اللهِ تَعَالَى: ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ))(8)، وَهَكَذَا يَخْتِمُ اللهُ آيَاتِ الصِّيَامِ كَمَا بَدَأَهَا بِالتَّقْوَى، فَهِيَ الثَّمَرَةُ الَّتِي تَتَفَرَّعُ مِنْهَا كُلُّ الثَّمَرَاتِ، وَتَتَوَلَّدُ مِنْهَا كُلُّ الخَيْرَاتِ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَاعْـلَمُوا أَنَّ الإِنسَانَ إذَا وُفِّقَ لِفِعْـلِ الخَيْرَاتِ وَعَمَلِ الصَّالِحَاتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ حَالَفَهُ التَّوفِيقُ، وأُنِيْرَ لَهُ الطَّرِيقُ، فَعَمَرَ بَقِيَّةَ أَيَّامِ العَامِ بِكُلِّ عَمَلٍ رَشِيدٍ وَقَولٍ سَدِيدٍ، وَاحْذَرُوا أَنْ تَخْسَرُوا فِي مَوسِمِ الخَيْرِ وَالأَربَاحِ، فَإِنَّ الخَسَارَةَ فِيْهِ تَجْعَلُ النَّدَمَ مُلازِمًا لِلمَرْءِ كُلَّمَا ذَهَبَ وَرَاحَ، وَكَيفَ يَلِيقُ بِعَاقِلٍ أَنْ يَرَى أَيَّامَ الخَيْرِ أَمَامَ عَينَيهِ، وَفِي مُتَنَاوَلِ يَدَيهِ، ثُمَّ يَدَعَهَا تَمُرُّ مُرُورًا وَتَعْبُرُ عُبُورًا؟ ذَلِكَ تَصَرُّفٌ لا يَلِيقُ بِالعُقَلاءِ، ولا يَتَّفِقُ مَعَ مَنْهَجِ الأَتقِيَاءِ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                   *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   فِي ثَنَايَا آيَاتِ الصِّيَامِ تُذْكَرُ آيةٌ قُرآنِيَّةٌ كَرِيمَةٌ تَتَعَلَّقُ بِالدُعَاءِ، تَأْتِي بِمَنزِلَةِ بُشرَى عَاجِلَةٍ لِلصَّائِمِ، وَعِوَضٍ كَامِلٍ عَمَّا لاقَاهُ الصَّائِمُ مِنْ مَشَقَّةٍ وَعَنَاءٍ، تَتَمَثَّـلُ هَذِهِ البُشرَى وَهَذَا العِوَضُ فِي استِجَابَةِ اللهِ لِلدُّعَاءِ، رُوِيَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ سَألُوا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  قَائِلِينَ: أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيَهُ، أمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيَهُ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قُولَهُ: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))(9)، وَفِي كُلِّ لَفْظٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ يَتَجَلَّى لُطْفُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِعِبَادِهِ، فَإِضَافَةُ العِبَادِ إِليْهِ سُبْحَانَهُ فِي قَولِهِ: ((عِبَادِي)) تَشْرِيفٌ لِهَذَا العَبْدِ وَتَكْرِيمٌ، فَالعُبُودِيَّةُ للهِ أَسْمَى المَنَازِلِ وَأَعْلاهَا، وَأَعْظَمُهَا وَأَرقَاهَا، ثُمَّ يَأْتِي الرَّدُّ المُبَاشِرُ عَلَى هَؤُلاءِ العِبَادِ مِنْ رَبِّ العِبَادِ: ((فَإِنِّي قَرِيبٌ)) ، لَمْ يَقُلْ: ((فَقُلْ لَهُمْ: إنِّي قَرِيبٌ)) كَمَا جَاءَ فِي آيَاتِ السُّؤالِ الأُخْرَى، إنَّمَا تَوَلَّى اللهُ بِذَاتِهِ العَلِيَّةِ الجَوابَ عَلَى عِبَادِهِ بِمُجَرَّدِ السُؤالِ، وَلَمْ يَقُلْ: أَسْمَعُ الدُّعَاءَ، بَلْ عَجَّـلَ بِالإجَابَةِ فَقَالَ:((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))(10)، ثُمَّ طَالَبَهُمْ بِالاستِجَابَةِ لَهُ وَالإِيمَانِ بِهِ لِيَتِمَّ بِذَلِكَ رُشْدُهُمْ وَصَلاحُهُمْ، ثُمَّ سَعَادَتُهُمْ وَفَلاحُهُمْ، وَفَي وَضْعِ هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ بَيْنَ آيَاتِ الصِّيَامِ لَفْتَةٌ يَجِبُ عَلَيْنَا أَلاَّ نَتَجَاوَزَهَا - عِبَادَ اللهِ - وَلا نَغفُلَ عَنهَا، وَهِيَ أَنَّ الصَّائِمَ أَقْرَبُ مِنْ غَيْرِهِ استِجابَةً لِلدُّعَاءِ، فَشَهْرُ رَمَضَانَ مِنَ الأَوقَاتِ الفَاضِلَةِ، والصِّيَامُ فِيهِ مِنَ الأَحْوالِ الفَاضِلَةِ، وَكِلاهُمَا يُستَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ، وَيَتَحَقَّقُ الرَّجَاءُ، وَفِي الحَدِيثِ عَنِ ابنِ عُمَرَ        - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ -صلى الله عليه وسلم-  يَقُولُ: ((لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوةٌ مُستَجَابَةٌ))، فَكَانَ ابنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما -  إذَا أفطَرَ دَعَا أَهْـلَهُ وَوَلَدَهُ وَدَعَا، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: ((إنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً مَا تُرَدُّ))، بَلْ إِنَّ الوَقْتَ الَّذِي يُرْجَى فِيهِ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ مُمتَدٌّ طُولَ زَمَنِ الصِّيَامِ، فَقَدْ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-  : ((ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوتُهُمْ، وَذَكَرَ مِنْهُمْ: الصَّائِمَ حَتَّى يُفْطِرَ)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَادْعُوا اللهَ أَنْ يَتَقَبَّـلَ صَومَكُمْ، وَعَمِّرُوا بِذِكْرِ اللهِ يَقْظَتَكُمْ وَنَومَكُمْ وَجَمِيعَ أَوقَاتِكُمْ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (11).                                    
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة البقرة/ 185.
(2) سورة النساء/ 28.
(3) سورة البقرة/ 183.
(4) سورة البقرة/ 183.
(5) سورة البقرة/ 184.
(6) سورة البقرة/ 184.
(7) سورة البقرة/ 185.
(8) سورة البقرة/ 187.
(9) سورة البقرة/ 186.
(10) سورة البقرة/ 186.
(11) سورة لقمان /13-18.

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.