خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

طِـيْبُ العِشرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
12/10/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 26 شوال 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طِـيْبُ العِشرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ

   الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لَنَا مِنْ أَنْفُسِنَا أَزْوَاجًا، وَحَثَّ عَلَى التَّرَاحُمِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَجَعَلَهُ أَسَاسًا وَمِنْهَاجًا، بِهِ تَسْعَدُ الأُسْرَةُ وَتَزْدَادُ سُرُورًا وَابتِهَاجًا، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَأَحْسَنَ وَأَحْكَمَ، وَبِخَلْقِ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى أَشَادَ وَأَقْسَمَ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، جَعَلَ الزَّوَاجَ مِنْ سُنَّتِهِ، وَنَهْجِهِ وَطَرِيقَتِهِ، -صلى الله عليه وسلم-  وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الأَطْهَارِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى دَارِ القَرَارِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   فِي الزَّوَاجِ مَحَبَّةٌ وَشَفَقَةٌ، وَحُسْنُ حَالٍ وَهُدُوءُ بَالٍ، فِي كَنَفِهِ يَتَحَقَّقُ الاستِقرَارُ، وَيُضْمَنُ لِلْجِنْسِ البَشَرِيِّ البَقَاءُ وَالدَّوَامُ وَالاسْتِمْرَارُ، فَلا عَجَبَ أَنْ ذَكَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَعْرِضِ الدَّلالَةِ عَلَى قُدْرَتِهِ، وَجَعَلَهُ مِنْ عَلامَاتِ رُبُوبِيَّـتِهِ وَوَحْدَانِيَّـتِهِ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))(1)، وَمِمَّا جَاءَ فِي التَّرْغِيبِ فِي الزَّوَاجِ الرَّدُّ عَلَى مَنْ عَابُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  فَقَالُوا: لَوْ كَانَ نَبِيًّا وَرَسُولاً مَا اتَّخَذَ لَهُ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً؛ فَقَالَ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً))(2)، لِذَلِكَ كَانَ الإِعْرَاضُ عَنِ الزَّوَاجِ وَوَضْعُ العَرَاقِيلِ المُصْطَنَعَةِ فِي طَرِيقِهِ - ومِنْهَا غَلاءُ المُهُورِ- تَصَرُّفًا مُخَالِفًا لِطَبِيعَةِ الأُمُورِ، كَمَا أَنَّ مِنَ الأُمُورِ غَيْرِ الطَّبَعِيَّةِ أَنْ يُقْبَلَ الخَاطِبُ زَوْجًا أَوْ يُرفَضَ عَلَى أُسُسٍ مَادِّيَّةٍ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ وَاعتِبَارٍ لِخُلُقٍ أَوْ دِينٍ، لأَنَّهُ تَصَرُّفٌ يُخَالِفُ مَا جَاءَ فِي الكِتَابِ المُبِينِ، وَمَا أَمَرَ بِهِ سَيِّدُ المُهتَدِينَ -صلى الله عليه وسلم-  ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))(3)، وَيَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((إِذْا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَونَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ))، إِنَّ الزَّوَاجَ إِذَا بُنِيَ عَلَى اليُسْرِ وَالسُّهُولَةِ وَحُسْنِ الاختِيَارِ؛ كَانَ مَأْمُونَ العَاقِبَةِ صَحِيحَ المَسِيرِ قَلِيلَ العِثَارِ، لأَنَّهُ فِي هَذِهِ الظِّلالِ الوَارِفَةِ يَعْرِفُ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ حَقَّهُ وَوَاجِبَهُ حَقَّ المَعْرِفَةِ، وَبِذَلِكَ تَسِيرُ الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ فِي طَرِيقِهَا الآمِنِ المُعتَادِ، فَيَتَحَقَّقُ لِلزَّوْجَيْنِ الهَدَفُ وَالمُرَادُ، مِنْ حَيَاةٍ آمِنَةٍ مُستَقِرَّةٍ، وَسَعَادَةٍ دَائِمَةٍ مُستَمِرَّةٍ.
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   لَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنِّسَاءِ مِنَ الحُقُوقِ عَلَى الرِّجَالِ مِثْلَ مَا لِلرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ، فَمَنْ عَرَفَ هَذِهِ الحُقُوقَ فَأَدَّاهَا أَحْسَنَ، وَمَنِ انتَقَصَ مِنْهَا أَوْ أَغْفَلَهَا أَسَاءَ، وَمِنَ الحُقُوقِ المُشْتَرِكَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ حُسْنُ العِشْرَةِ وَطِيبُهَا؛ فَعَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُحْسِنَ عِشْرَةَ زَوْجِهِ بِالمَعْرُوفِ، وَالمَرْأَةُ كَذَلِكَ تُحْسِنُ عِشْرَتَهُ بِالمَعْرُوفِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ))(4)، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ))(5)، وَإِذْا كَانَ طِيْبُ العِشْرَةِ مَطْلُوبًا فِي العَلاقَاتِ بَيْنَ النَّاسِ عُمُومًا فَإِنَّ العَلاقَةَ بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ هِيَ أَولَى بِطِيْبِ العِشْرَةِ وَأَجْدَرُ، لأَنَّ فَوَائِدَهَا عَلَى المُجتَمَعِ كُلِّهِ أَبْيَنُ وَأَظْهَرُ، فَالأُسْرَةُ هِيَ الَّلبِنَةُ الأُولَى فِي بِنَاءِ المُجتَمَعِ، إِذَا طَابَتِ العِشْرَةُ بَيْنَ أَفْرَادِهَا عَمَّ خَيْرُهَا، وَانتَفَعَ بِهِ غَيْرُهَا، وَمِنْ طِيبِ العِشْرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ التَّعَاوُنُ بَيْنَهُمَا، وحَيْـثُما كَانَ التَّعَاوُنُ بَيْنَهُمَا قَائِمًا؛ فَإِنَّ الحُبَّ بَيْنَهُمَا سَيَكُونُ بِالضَّرُورَةِ مُستَمِرًّا دَائِمًا، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  فِي بَيْـتِهِ يُعِينُ أَهلَهُ وَيُسَاعِدُهُمْ، وكَانَ يَقُومُ بِشُؤُونِهِ حَتَّى لا يَشُقَّ عَلَيْهِمْ، فَعَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: ((سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  يَصنَعُ فِي بَيْـتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ))، وَمَرَّةً أُخْرَى سُئِلَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: ((مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  يَعْمَلُ فِي بَيْـتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ البَشَرِ، يَفْلِي ثَوبَهُ وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ))، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-  يَقْتَدُونَ بِهِ، فَيُعَاوِنُ الوَاحِدُ مِنْهُمْ أَهلَهُ فِي تَدْبِيرِ شُؤُونِ البَيْتِ، قَالَ عَلِيٌّ -كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ- لِفَاطِمَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- ذَاتَ يَومٍ: ((وَاللهِ لَقَدْ سَنَوتُ - أَيِ استَقَيْتُ مِنَ البِئْر- حَتَّى اشتَكَيْتُ صَدْرِي، فَقَالَتْ: أَنَا وَاللهِ لَقَد طَحَنْتُ حَتَّى مَجِلَتْ يَدَاي-أَي تَقَرَّحَتْ مِنَ العَمَلِ-))، وَهَذَا مَظْهَرٌ رَائِعٌ مِنْ مَظَاهِرِ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَعَلِيٌّ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ- يَأْتِي بِالمَاءِ، وَفَاطِمَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - تَطْحَنُ الحَبَّ، فَتَعَاوَنَ الزَّوْجَانِ فِي جَلْبِ شَيْئَيْنِ ضَرُورِيَّيْنِ لِلْمَعِيشَةِ، وَهُمَا المَاءُ وَالغِذَاءُ.
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   قَدْ يَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ امْرَأَةً لِتُعِينَهُ عَلَى القِيَامِ بِشُؤُونِ أَوْلادِهِ مِنْ غَيْرِهَا، أَوْ شُؤُونِ إِخْوَانِهِ وَأَخَوَاتِهِ الصِّغَارِ، فَلِهَذِهِ الزَّوْجَةِ مِنَ الأَجْرِ الكَثِيرُ وَالكَثِيرُ، جَزَاءَ مَا قَدَّمَتْ مِنْ إِعَانَاتٍ، وَقَامَتْ بِهِ مِنْ خِدْمَاتٍ، فَعَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: ((هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ؛ فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا، قَالَ: فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ هَلَكَ وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيْئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصلِحُهُنَّ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ)). إِنَّ مُعَاوَنَةَ الزَّوْجِةِ لِزَوْجِهَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الظُّرُوفِ عَمَلٌ صَالِحٌ وَعِشْرَةٌ بِالمَعْرُوفِ، وَهُوَ لِصَالِحَاتِ النِّسَاءِ خُلُقٌ وَشِيْمَةٌ، وَصِفَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ، وَإِذَا كَانَ الزَّوْجُ قَلِيلَ المَالِ كَثِيرَ العِيَالِ ضَعِيفَ المَوَارِدِ، وَلِلزَّوْجَةِ فَضلُ مَالٍ؛ فَإِعَانَةُ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا -وَالحَالُ كَذَلِكَ- يُحَقِّقُ فَضِيلَتَيْنِ، وَيُثْبِتُ لَهَا أَجْرَيْنِ: أَجْرَ الصِّـلَةِ وَأَجْرَ الصَّدَقَةِ، وَمِنْ مَظَاهِرِ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ مُرَاعَاةُ أَحَدِهِمَا لِشُعُورِ الآخَرِ، فَالزَّوْجَةُ تُشَارِكُ زَوْجَهَا في هُمُومِهِ، وَالزَّوْجُ يُشَارِكُهَا في هُمُومِهَا كَذَلِكَ، عَلَى أَنْ تَكُونَ المُشَارَكَةُ إِيجَابِيَّةً لا سَلْبِيَّةً، فَلا يَكْفِي التَّعْبِيرُ عَنِ المُشَارَكَةِ بِمُجَرَّدِ التَّلَفُّظِ بِاللِّسَانِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَتَعَدَّاهُ إِلَى البِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَالعَمَلِ عَلَى إِزَالَةِ أَسْبَابِ الهَمِّ، وَإِزَاحَةِ أَعْرَاضِ الغَمِّ، أَوِ العَمَلِ عَلَى تَخْفِيفِ ذَلِكَ، وَمِنْ مَظَاهِرِ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ عَدَمُ تَكْلِيفِ الزَّوْجِ بِمَا لا يَستَطِيعُ مِنَ النَّفَقَةِ، فَلَيْسَ مِنَ المُستَسَاغِ وَالمَقْبُولِ بِحَالٍ أَنْ يَكُونَ الزَّوْجُ قَلِيلَ المَالِ وَتُطَالِبُهُ زَوْجَتُهُ بِمَا يَفُوقُ قُدْرَتَهُ المَادِّيَّةَ، خُصُوصًا إِذَا كَانَتِ المَطَالِبُ كَمَالِيَّةً لا ضَرُورِيَّةً، وَقَدْ قَرَّرَ الإِسْلامُ حُدُودَ النَّفَقَةِ عَلَى قَدرِ استِطَاعَةِ الزَّوْجِ، لا عَلَى هَوَى الزَّوْجَةِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا))(6)، وَفِي المُقَابِلِ حَذَّرَ الإِسْلامُ الزَّوْجَ مِنَ التَّضْيِيقِ عَلَى أَهلِهِ فِي النَّفَقَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الحُقُوقِ مَعَ وُجُودِ السَّعَةِ، فَأَولَى النَّاسِ بِالإِنْفَاقِ عَلَيْهِمُ الأَهلُ وَالأَولادُ، وَقَدِ احتَسَبَهَا الإِسْلامُ صَدَقَةً، وَعَظَّمَ أَمْرَهَا وَضَاعَفَ أَجْرَهَا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهلِكَ))، وَيَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّـقُوا عَلَيْهِنَّ))(7).
   أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
   إِنَّ مِنْ أَهَمِّ خِصَالِ حُسْنِ العِشْرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ الثِّقَةَ المُتَبَادَلَةَ بَيْنَهُمَا، بِحَيْثُ لا يُسِيءُ أَحَدُهُمَا الظَّنَّ بِالآخَرِ؛ فَإِنَّ سُوءَ الظَّنِّ يُؤَدِّي إِلَى التَّجَسُّسِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْـتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ))(8)، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِالنَّهْيِ عَنِ التَّجَسُّسِ فَقَالَ: ((وَلا تَجَسَّسُوا))، وَمِنْ هُنَا لَمْ يَرَ الإِسْلامُ بَأْسًا فِي الغَيْرَةِ المُعتَدِلَةِ المُنْضَبِطَةِ، وَرَأَى البَأْسَ فِي الغَيْرَةِ الزَّائِدَةِ المُفْرِطَةِ، فَإِنَّ مِنَ الأَزْوَاجِ أَوِ الزَّوْجَاتِ مَنْ تَدْفَعُهُ الغَيْرَةُ الزَّائِدَةُ إِلَى تَأْوِيلِ كَلِمَةٍ بَرِيئَةٍ أَوْ حَرَكَةٍ عَابِرَةٍ تَأْوِيلاً سَيِّئًا قَدْ يُعَكِّرُ صَفْوَ العِشْرَةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَرُبَّمَا أَدَّى ذَلِكَ إِلَى شِقَاقٍ، ثُمَّ فِرَاقٍ وَطَلاقٍ، وَمِنْ حُسْنِ العِشْرَةِ الزَّوْجِيَّةِ المُحَافَظَةُ عَلَى مَا بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ مِنْ أَسْرَارٍ، فَإِنَّ إِذَاعَةَ الأَسْرَارِ وَإِشْاعَتَهَا إِثْمٌ عَظِيمٌ. إِنَّ الأَسْرَارَ الزَّوْجِيَّةَ يَحُوطُهَا الإِسْلامُ بِالكِتْمَانِ، وَيَجْعَلُ ذَلِكَ ثَمَرَةً مِنْ ثِمَارِ الإِيْمَانِ، وَمِنْ حُسْنِ العِشْرَةِ التَّرفِيهُ عَنِ الزَّوْجَةِ بِمَا يُدْخِلُ عَلَيْهَا السُّرُورَ، وَفِي سِيرَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-  الكَثِيرُ مِنْ مَظَاهِرِ التَّرفِيهِ وَالتَّرْوِيحِ عَنْ نِسَائِهِ، وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  حَيْثُ قَالَ: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهلِي)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاعلَمُوا أَنَّ حُسْنَ العِشْرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ الفَضَائِلِ، وَهُوَ لِسَعَةِ الرِّزقِ وَجَلْبِ البَرَكَةِ مِنْ أَفْضَلِ الوَسَائِلِ.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                    *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   مِنْ مَظَاهِرِ طِيبِ العِشْرَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ التَّشَاوُرُ بَيْنَهُمَا فِي كُلِّ الأُمُورِ خُصُوصًا فِيمَا يُهِمُّ الأُسْرَةَ، ضَمَانًا لِسَعَادَتِهَا، وَحِرْصًا عَلَى سَلامَةِ مَسِيرَتِهَا، فَالشُّورَى مَبْدَأٌ يَحْرِصُ عَلَيْهِ المُسلِمُ فِي جَمِيعِ المَجَالاتِ، وَفِي كُلِّ الأَوضَاعِ وَالحَالاتِ؛ امتِثَالاً لِقَولِ اللهِ تَعَالَى: ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ))(9)، وَالأُسْرَةُ إِذَا أَخْضَعَتْ شُؤُونَهَا لِلتَّشَاوُرِ فِيمَا بَيْنَهَا سَلِمَتْ قَرَارَاتُهَا مِنْ مَسَاوي الارتِجَالِ؛ فَتَفَوَّقَ أَفرَادُهَا فِي كُلِّ مَجَالٍ، وَفِي سِيرَةِ الرَّسُولِ الأُسْرِيَّةِ دَلِيلٌ قَاطِعٌ وَبُرْهَانٌ سَاطِعٌ عَلَى أَنَّ المَشُورَةَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ أَمْرٌ مَعلُومٌ وَمَنْهَجٌ مَرْسُومٌ، فَلَطَالَمَا أَشَارَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  عَلَى زَوْجَاتِهِ فَأَخَذْنَ بِمَشُورَتِهِ، واستَشَارَهُنَّ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  فِي بَعْضِ الأُمُورِ وَأَخَذَ بِمَشُورَتِهِنَّ، وَفِي أَوَّلِ لَحَظَاتِ الوَحْيِ نُزُولاً استَشَارَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  زَوْجَهُ خَدِيجَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - فِي شَأْنِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِعَرْضِ مَا شَاهَدَهُ وَرَآهُ وَنَزَلَ عَلَيْهِ عَلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوفَلٍ، فَقَبِلَ مَشُورَتَهَا وَانطَلَقَ مَعَهَا، وَكَانَ مِنْ ثِمَارِ هَذِهِ المَشُورَةِ أَنِ اطمَأَنَّ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  عَلَى مُستَقْبَلِهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ وَالخَوْفُ، وَفِي صُلْحِ الحُدَيبِيَةِ وَبَعْدَ إِبْرَامِ الصُّـلْحِ وَالتَّوقِيعِ عَلَيْهِ أَمَرَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَحَلَّلُوا مِنْ عُمْرَتِهِمْ، فَلَمْ يَستَجِبِ الكَثِيرُ مِنْ أَصْحَابِهِ لأَمْرِهِ؛ لِظَنِّهِمْ أَنَّ بُنُودَ الصُّـلْحِ فِيهَا إِجْحَافٌ بِهِمْ، وَلَمَّا رَأَى الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-   ذَلِكَ مِنْ أَصْحَابِهِ دَخَلَ خَيْمَتَهُ يَبْدُو عَلَيْهِ الهَمُّ، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي هَذِهِ السَّفْرَةِ زَوْجُهُ أُمُّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - فَسَأَلَتْهُ عَنْ سَبَبِ مَا هُوَ فَيْهِ فَأَخْبَرَهَا بِمَا حَدَثَ مِنَ النَّاسِ؛ فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِمَشُورَةٍ حَيْثُ قَالَتْ لَهُ: اخْرُجْ وَلا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحلِقَكَ، فَأَخَذَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  بِمَشُورَةِ زَوْجِهِ أُمِّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  يَفْعَلُ ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا، وَحَلَقَ بَعْضُهُمْ وَقَصَّرَ آخَرُونَ، فَكَانَتْ مَشُورَةُ أُمِّ سَلَمَةَ سَبَبًا فِي إِزَالَةِ مَا أَهَمَّ الرَّسُولَ -صلى الله عليه وسلم-  وَسَبَبًا فِي تَخَلُّصِ الصَّحَابَةِ مِنْ مَأْزِقٍ لَوِ استَمَرُّوا عَلَيْهِ لَوَقَعُوا فِي المَحْظُورِ؛ بِسَبَبِ مُخَالَفَتِهِمُ المَأْمُورَ.
   فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَأَكْرِمُوا نِسَاءَكُمْ، كَمَا أَمَرَكُمْ دِينُكُمْ وَأَوصَاكُمْ نَبِيُّـكُمْ -صلى الله عليه وسلم-  ، أَدُّوا حُقُوقَهُنَّ، وَتَعاوَنُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ عَلَى وَاجِبَاتِ الأُسْرَةِ، وَمُتَطَلَّبَاتِ الحَيَاةِ الكَثِيرَةِ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (10).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                   
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.                               
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.                                  
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
   (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).

(1) سورة الروم/ 21.
(2) سورة الرعد/ 38.
(3) سورة النور/ 32.
(4) سورة النساء/ 19.
(5) سورة البقرة/ 228.
(6) سورة الطلاق/ 7.
(7) سورة الطلاق/ 6 .
(8) سورة الحجرات/ 12.
(9) سورة الشورى / 38.
(10) سورة الأحزاب / 56 .

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.