خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

بين العبادات والعادات طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
03/01/2010

خطبة الجمعة بتأريخ 15 محرم 1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بَيْـنَ العِبَادَاتِ وَالعَادَاتِ

 الْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَرَضَ العِبَادَاتِ وَنَهَى فِيهَا عَنِ الابتِدَاعِ، وَجَعَلَ لِلنَّاسِ فُسْحَةً فِي العَادَاتِ وَأَمَرَهُمْ فِيهَا بِحُسْنِ المَقْصَدِ وَالاتِّبَاعِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، يَجْزِي بِالحَسَنَةِ وَيُضَاعِفُ أَجْرَهَا، وَيَعفُو عَنِ السَّيِّـئَةِ وَيُبْدِلُهَا خَيْرًا مِنْهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، نَوَّرَ الدُّنْيَا بِشَرِيعَتِهِ، وَنَدَبَ إِلَى أَكْمَلِ الأَخْلاقِ بِسُنَّتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ المَاضِينَ عَلَى طَرِيقَتِهِ، السَّالِكِينَ دَرْبَ حُجَّـتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : اتَّقُوا اللهَ، فَإِنَّ التَّقْوَى أَفْضَلُ مَا تَزَوَّدَ بِهِ المَرْءُ، وَأَوثَقُ مَا تَمَسَّـكَ بِهِ العَابِدُ، فَاستَنْزِلُوا بِالتَّقْوى شَآبِيبَ الرَّحْمَةِ، وَأَيقِظُوا الحِسَّ بِالمُدَاوَمَةِ عَلَى العِبَادَاتِ، وَاستَعِينُوا بِاللهِ فِي العَادَاتِ، بِإِخْلاصِ النِّـيَّةِ وَجَمِيلِ المَقْصَدِ، وَاعلَمُوا أَنَّ أَفْعَالَ الإِنْسَانِ وَأَعْمَالَهُ إِمَّا عِبَادَاتٌ يَقُومُ عَلَيْهَا دِينُهُ، وَإِمَّا عَادَاتٌ يُصْلِحُ بِهَا دُنْيَاهُ، وَهِيَ عَلَى قَدرِ النِّيَّةِ، فَحَسَنُها حَسَنٌ، وَقَبِيحُها قَبِيحٌ، وَالمُوَفَّقُ مَنِ اختَارَ أَفْضَلَ السُّبُلِ، وَتَعَلَّقَ بِالأَكْمَلِ، يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى)، فَطَرَفَا الأَمْرِ الدِّينُ وَالدُّنْيَا، وَهُمَا جَنَاحَا كُلِّ عِبَادَةٍ أَوْ عَادَةٍ، وَفِي فَهْمِ العَلاقَةِ بَيْنَهُمَا تَفَاوَتَتِ الأَفْهَامُ وَزَلَّتِ الأَقْدَامُ، فَبَيْنَ تَارِكٍ لِلدِّينِ مُقْبِلٍ عَلَى الدُّنْيَا، وَتَارِكٍ لِلدُّنْيَا قَابِضٍ عَلَى الدِّينِ، فَهُمَا طَرَفَانِ، وَبَيْنَهُمَا مَنْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْ كِلَيْهِمَا، وَهُوَ فَرِيقُ التَّوَسُّطِ وَالعَدْلِ، فَعَرَفُوا أَنَّ الدِّينَ لَيْسَ ضِدَّ الدُّنْيَا، وَلا الدُّنْيَا نَقِيضَةَ الدِّينِ، وَأَيقَنُوا أَنَّ كَمَالَ أَحَدِهِمَا بِالآخَرِ، وَأَنَّ الخَيْرَ فِي صَونِهِمَا جَمِيعًا، فَمَا أَفْضَلَ الدِّينَ وَالدُّنْيَا إِذَا اجتَمَعَا، وَقَدْ جَاءَتْ تَشْرِيعَاتُ الدِّينِ مِنْ أَجْلِ حِفْظِ الدُّنْيَا وَإِصْلاحِهَا، وَتَنْظِيمِ أُمُورِهَا بِالعَدْلِ، وَعِمَارَتِهَا بِالحَقِّ، وَاستِغْلالِ نِعَمِهَا بِالحُسنَى، وَقَدْ جَمَعَ اللهُ ذِكْرَ أَمْرِهِمَا فِي قَولِهِ المُبِينِ: ((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا))(1)، فَحِينَ يَنْتَظِمُ عِقْدُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فِي القَلْبِ، وَتَتَوَازَنُ مَشَاعِرُ المَرْءِ تِجَاهَهُمَا، تَحْصُلُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ عَوَائِدُ الأَجْرِ وَالجَمَالِ، وَفَرَائِدُ لا غِنَى لَهُ عَنْهَا بِحَالٍ، إِذْ يَشْعُرُ بِرَاحَةِ الضَّمِيرِ وَسَمَاحَةِ الرُّوحِ، وَتَنْتَظِمُ أُمُورُ دُنْيَاهُ مِنْ سَعَةِ العَيشِ وَوَفْرَةِ النِّعْمَةِ وَدَوَامِهَا. إِنَّ الجَمْعَ بَيْنَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَالعَمَلَ لَهُمَا جَمِيعًا هُوَ العَدْلُ وَالقَصْدُ، وَفِي اطِّرَاحِ أَحَدِهِمَا أَوْ الإِيغَالِ فِيهِ عَلَى حِسَابِ الآخَرِ يَحْصُلُ الخَلَلُ وَالاضْطِرَابُ، وَيَبقَى فِي النَّفْسِ نَقْصٌ يُطْلَبُ إِكْمَالُهُ، وَفِي الرُّوحِ فَرَاغٌ يُتَطَلَّبُ سَدُّهُ، وَبِهَذَا نَفْهَمُ قَولَ اللهِ تَعَالَى: (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))(2)، وَقَد دَلَّ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ  عَلَى هَذَا الرُّشْدِ الوَسَطِ فِي تَرْبِيَةِ المُسلِمِينَ، فَأَرشَدَ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ وَدُّوا إِغْفَالَ الدُّنْيَا بِالزُّهْدِ عَنْهَا، وَالبُعْدِ عَنْ مَتَاعِهَا، فَالأَوَّلُ يُصَلِّي بِلا انقِطَاعٍ، وَالثَّانِي يُرِيدُ الصَّومَ وَلا يُفْطِرُ أَبَدًا، وَالثَّالِثُ يَسْلُكُ الرَّهْبَنَةَ فَلا يَتَزَوَّجُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ فِي صَرَامَةٍ وَوُضُوحٍ: (أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)، وَالغُلُوُّ لا يَأْتِي بِخَيْرٍ، سَوَاءً فِي أُمُورِ الدِّينِ أَوْ أُمُورِ الدُّنْيَا، فِي العَادَاتِ أَوِ العِبَادَاتِ، فَلِذَا حَذَّرَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ بِبَيَانِ وَسَطِيَّةِ الدِّينِ وَيُسْرِهِ وَسَمَاحَتِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ))(3)، وَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ: ((مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ))(4).
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الفَرقِ بَيْنَ العِبَادَاتِ وَالعَادَاتِ، فَالعِبَادَاتُ جَاءَتْ بِهَا الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ، وَالتَحَقَتْ بِالأَوَامِرِ الإِلَهِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ، كَالصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالحَجِّ وَغَيْرِهَا، وَهِيَ تَوقِيفِيَّةٌ مِنَ الشَّارِعِ الحَكِيمِ جَلَّ وَعَلا، يَقْضِي فِيهَا بِمَشِيئَتِهِ، وَيَفْرِضُ مِنْهَا عَلَى النَّاسِ بِحُكْمِهِ، أَوْ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ أَفْعَالاً بِعَدْلِهِ، دَلِيلُ ذَلِكَ قَولُ اللهِ تَعَالَى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))(5)، وَالإِنْسَانُ مَأْمُورٌ فِي العِبَادَاتِ بِالاتِّبَاعِ، وَمُكَلَّفٌ فِيهَا بِالأَدَاءِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ))(6)، وَأَمَّا العَادَاتُ فَهِيَ مَا اقْتَضَتْهُ الطَّبِيعَةُ البَشَرِيَّةُ مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَمَرْكَبٍ وَلِبَاسٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَمَا ارتَضَتْهُ النُّفُوسُ السَّوِيَّةُ مِنْ آدَابٍ فِي أُمُورِ مَعَاشِهَا وَاكتِسَابِهَا، فَهِيَ مُتَغَيِّرَةٌ لا ثَبَاتَ فِيهَا حَسَبَ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ، وَطَبَائِعِ الأُمَمِ وَأَخْلاقِ الشُّعُوبِ، وَقَدْ تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ أَمْرَ العَادَاتِ الَّتِي تُقِرُّهَا التَّجَارِبُ البَشَرِيَّةُ، وَتَستَنِدُ إِلَى السُّنَنِ الطَّبِيعِيَّةِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأُمُورِ دُنْيَاكُمْ)، وَهُنَاكَ عَادَاتٌ شَعْبِيَّةٌ تَكْتَسِبُهَا المُجتَمَعَاتُ مِنْ تَجَارِبِهَا وَأَفْكَارِهَا، تَتَنَاقَلُهَا الأَجْيَالُ، وَيَتَعَارَفُ عَلَيْهَا جَمِيعُ النَّاسِ، وَهُنَالِكَ عَادَاتٌ فَرْدِيَّةٌ يَكْتَسِبُهَا الفَرْدُ مِنْ تَجَارِبِهِ الخَاصَّةِ، وَمِنْ طَبِيْعَتِهِ وَأَحْوَالِ نَفْسِهِ، وَحَسَبَ ظُرُوفِ بِيئَتِهِ، وَثَقَافَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَإِذَا كَانَ الأَصْلُ فِي العِبَادَاتِ المَنْعَ وَالتَّوقِيفَ، فَإِنَّ الأَصْلَ فِي العَادَاتِ الإِذْنُ وَالإِبَاحَةُ، وَقَدْ يَطْرَأُ عَلَى العِبَادَةِ أَنْ تَكُونَ عَادَةً، لِمَا يَكْتَنِفُ أَدَاءَهَا مِنْ رَتَابَةٍ وَاطِّرَادٍ وَخُلُوِّ إِخْلاصٍ، وَقَد تَتَحَوَّلُ العَادَةُ إِلَى عِبَادَةٍ إِنِ اقْتَرَنَتْ بِحُسْنِ النِّيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَا يَمنَعُ مِنْهُ الدِّينُ، أَوْ يُعَارِضُ أَسَاسًا مِنَ أُسُسِ التَّشْرِيعِ، وَالعَادَاتُ بُعْدٌ مِنْ أَبْعَادِ السُّنَنِ، فَبِالدَّوَامِ عَلَى العَادَةِ تَتَحَوَّلُ سُنَّةً لِلْفَرْدِ أَوِ المُجتَمَعِ، سَوَاءً أَكَانَتْ حَسَنَةً أَمْ سَيِّئَةً، وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ).
   أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
   لِكُلِّ حَالٍ فِي العَادَةِ أَوْ العِبَادَةِ مَنْحًى يَخْتَلِفُ عَنْ غَيْرِهِ، وَأَسْبَابٌ وَدَوَاعٍ تَدفَعُ إِلَيْهَا، فَرُبَّ فِعْلٍ يَكُونُ فِي وَقْتِهِ عِبَادَةً وَسُنَّةً، وَإِنْ أُدِّيَ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ تَحَوَّلَ إِلَى بِدْعَةٍ سَيِّـئَةٍ، وَرُبَّ عَادَةٍ تَكُونُ فِي بَعْضِ الأَزْمِنَةِ مَحْمُودَةً، أَوْ فِي بَعْضِ الأَمْكِنَةِ شَرَفًا، فَإِنْ تَحَوَّلَ الزَّمَانُ أَوِ المَكَانُ غَدَتِ العَادَةُ مَذْمُومَةً، وَصَاحِبُهَا مُنَزَّلاً عَنْ قَدْرِهِ، بَلْ تَتَغَايَّرُ العَادَاتُ بِتَغَايُرِ الأَزْمِنَةِ وَالأَمْكِنَةِ، فَتَعْلُو أَوْ تَسفُلُ، وَتُمْدَحُ أَوْ تُذَمُّ، أَوْ تَشْرُفُ أَوْ تَقْبُحُ، فَلِذَا تُرَاعَى العَادَاتُ حَيْثُ تَكُونُ مَحْمُودَةً، وَإِلَى قَصْدِ الخَيْرِ مُتَّجِهَةً، أَمَّا إِنْ صَارَتْ مَذْمُومَةً فَلا يَنْبَغِي الإِتْيَانُ بِهَا، حِفَاظًا لِلنَّفْسِ مِنَ الأَذَى، وَإِبْعَادًا لَهَا عَنِ التُّهْمَةِ، وَجِمَاعُ هَذَا كُلِّهِ فِي التَّدْبِيرِ وَالحِكْمَةِ، وَقَدِ امتَدَحَ اللهُ مَنِ اخْتَصَّ بِالحِكْمَةِ وَأُوتِيَهَا فَقَالَ: ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا))(7)، وَأَمَرَ سُبْحَانَهُ بِهَا فَقَالَ: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ))(8)، وَسَأَلَهَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلامُ – مِنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَالَ: ((رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ))(9)، وَامتَدَحَ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَهَا مِنَ الصَّالِحِينَ فَقَالَ: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ))(10)، وَامتَنَّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ أَنْ بَعَثَ فِيهَا رَسُولاً يُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهَا فَقَالَ: ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ))(11)، وَالحِكْمَةُ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي مَوْضِعِهِ، وَإِعْطَاءُ كُلِّ زَمَانٍ حَقَّهُ مِنَ العِبَادَةِ أَوِ العَادَةِ، وَتَقْدِيرُ الأُمُورِ قَدرَهَا، دُونَ تَضْخِيمٍ أَوْ إِغْفَالٍ، أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، وَكَذَا الحِكْمَةُ فِي مُعَامَلَةِ النَّاسِ وَإِنْزَالِهِمْ مَنَازِلَهُمْ، وَالنَّظَرِ فِي مَصَالِحِهِمْ، وَفِي تَرْبِيَةِ الأَبنَاءِ وَتَعْـلِيمِهِمْ، وَمُعَامَلَةِ الأَهْـلِ وَالأَقْرَبِينَ، وَكُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ وَيَطْلُبُهُ لا بُدَّ فِيهِ مِنْ حِكْمَةٍ يَقْتَبِسُ مِنْ نُورِهَا، وَيَهتَدِي بِضِيَائِهَا. 
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ انْتِقَالَ الإِنْسَانِ مِنْ عَادَاتِهِ وَتَخَلِّيَهُ عَنْهَا مِنْ أَصْعَبِ الأُمُورِ وَأَشَدِّهَا؛ لأَنَّهَا جُزْءٌ مِنْ حَيَاتِهِ، وَطَبْعٌ مِنْ طِبَاعِهِ، فَالتَّغْيِيرُ فِي هَذَا الجَانِبِ يَلْقَى عَوَائِقَ نَفْسِيَّةً تَصُدُّهُ، وَعَقَبَاتٍ تَعتَرِضُهُ، فَقَدْ جُبِلَ الإِنْسَانُ عَلَى حُبِّ مَا اعتَادَهُ، وَإِنْ سَيْطَرَتْ عَادَاتٌ أَوْ تَقَالِيدُ أَوْ أَعْرَافٌ مُعَيَّنَةٌ عَلَى مُجتَمَعٍ فَإِنَّهَا تُشَكِّلُ فِي مَجْمُوعِهَا سُلُوكًا اجتِمَاعِيًّا، فَيَصِيرُ الخُرُوجُ عَنْهَا مُخَالِفًا لِلرَّأْيِ العَامِّ، وَقَدْ يَحْدُثُ الاضْطِرَابُ بِالجَدَلِ حَولَهَا وَالتَّشَبُّثِ بِهَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُنَالِكَ عَادَاتٌ لا يَنْبَغِي الاسْتِمْرَارُ عَلَيْهَا، وَسُلُوكِيَّاتٌ اجتِمَاعِيَّةٌ لا مَصْلَحَةَ فِي بَقَائِهَا.
   فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ -، وَالزَمُوا هَدْيَ القُرآنِ وَالسُّنَّةِ، وَانْتَفِعُوا بِمَا فِيْهِمَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالحِكْمَةِ، وَاعْمَلُوا فِي عَادَاتِكُمْ عَلَى النِّيَّةِ الحَسَنَةِ، وَمَا يُحَقِّقُ المَصْلَحَةَ فِي العَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ فِي العِبَادَاتِ البِشْرَ وَالقَبُولَ، وَجَمَعَ فِي العَادَاتِ بَيْنَ حُصُولِ الأَجْرِ وَنُجْحِ المَأْمُولِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً تُوصِلُ إِلَى نَعِيمِهِ وَمَرْضَاتِهِ، وَتُغْنِي أَوْلِيَاءَهُ بِأَسْبَابِ مُوَالاتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إِلَى النَّهْجِ المَحْمُودِ، وَالسَّلامَةِ مِنْ دَوَاعِي الخَلَلِ وَالجُمُودِ، صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ :
   إِنَّ المُجتَمَعَاتِ الوَاعِيَةَ تَسْعَى إِلَى نَهْضَتِهَا، وَتَبْحَثُ لأَفْرَادِهَا عَنْ سُبُلِ التَّقَدُّمِ نَحْوَ الخَيْرِ وَالفَضِيلَةِ، وَتَجْعَلُ الحَيَاةَ مَلِيئَةً بِالتَّوَازُنِ، غَنِيَّةً بِمَكَاسِبِ التَّجْدِيدِ، غَيْرَ مُتَّكِئَةٍ عَلَى المَورُوثِ وَالعَادَاتِ، وَغَيْرَ قَابِلَةٍ مَا أُثِرَ عَنِ السَّابِقِينَ دُونَ تَمْحِيصٍ، فَلَيْسَ فِي الأُمَمِ أَقْبَحُ مِنَ التَّخَلُّفِ وَالجُمُودِ، وَلَيْسَ فِي الأَفْرَادِ أَشْنَعُ مِنَ اتِّبَاعِ المَذْمُومِ وَتَرْكِ المَمْدُوحِ، وَالرَّغْبَةِ فِي المَمنُوعِ، وَالصُّدُودِ عَنِ المَشْرُوعِ، فَلِذَا جَاءَ الدِّينُ مِنْ أَجلِ رَفْعِ قِيمَةِ التَّجْدِيدِ وَالتَّبَصُّرِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنَ اتِّبَاعِ المَورُوثِ دُونَ تَعَقُّلٍ،  فَجَاءَ الدِّينُ لإِزَالَةِ الفِكْرَةِ القَائِلَةِ: ((إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ))(12)، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّبَعِيَّةِ العَمْيَاءِ، وَمُصَادَرَةِ العُقُولِ وَتَعْطِيلِ الأَفْهَامِ.
   أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   إِنَّ مِنَ العَادَاتِ مَا تُكَلِّفُ النَّاسَ المَشَقَّةَ وَالعَنَتَ، وَتَستَنْزِفُ مِنْهُمُ الجُهْدَ وَالمَالَ وَالوَقْتَ، يَفْرِضُونَهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُلْزِمُونَ بِهَا غَيْرَهُمْ، مَعَ أَنَّهَا عَادَاتٌ لا عِبَادَاتٌ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُلْزِمُ بِهَا نَفْسَهُ إِرْضَاءً لِغَيْرِهِ، وَاتِّقَاءً لِنَقْدِهِ، وَقَدْ يَتَكَلَّفُهَا وَهُوَ غَيْرُ قَادِرٍ، وَتَشُقُّ عَلَيْهِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، فَهَذَا النَّوعُ مِنَ العَادَاتِ يَجِبُ الانْفِكَاكُ مِنْهُ، وَالتَّدَرُّجُ فِي دَفْعِهِ، وَمِنَ العَادَاتِ عَادَاتٌ ضَارَّةٌ بِالصِّحَّةِ وَالعَقْلِ، وَعَادَاتٌ مُسِيئَةٌ إِلَى الأَخْلاقِ وَالقِيَمِ، وَعَادَاتٌ اجتِمَاعِيَّةٌ فِي التَّمْيِيزِ مِمَّا يُستَقْبَحُ فِي الدِّينِ وَالمَنْطِقِ، فَهَذِهِ يَجِبُ تَغْيِيرُهَا، وَالعَمَلُ عَلَى إِزَالَتِهَا، وَثَمَّةَ عَادَاتٌ جَاءَتْ بِهَا المَدَنِيَّةُ الحَدِيثَةُ، وَأَفْرَزَتْهَا المُتَغَيِّرَاتُ الاقْتِصَادِيَّةُ وَالاجتِمَاعِيَّةُ، وَقَد تَذْهَبُ بِهَا الأَنْفُسُ وَالأَرْوَاحُ، كَالعَادَاتِ السَّيِّـئَةِ فِي قِيَادَةِ السَّيَّارَاتِ وَالمَرْكَبَاتِ، فَهَذِهِ خَطَرُهَا جَسِيمٌ، وَثَمَنُهَا بَاهِضٌ، يَنْهَكُ الأُمَمَ وَيُضْعِفُهَا، وَيَقْضِي عَلَى شَبَابِهَا وَفُتُوَّتِهَا، فَلا بُدَّ مِنَ البُعْدِ عَنْهَا، وَالاستِرشَادِ بِمَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَالتَّحَلِّي بِأَجْمَلِ أَسْبَابِ الذَّوقِ وَالخُلُقِ، فَاللهُ تَعَالَى يُحِبُّ الجَمَالَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ)، وَهُوَ سُبْحَانَهُ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى الإِنْسَانِ بِنِعْمَةٍ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يَستَعْمِلُوهَا فِي الخَيْرِ وَالنَّفْعِ، يَقُولُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: (إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ).
   فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - فِي عَادَاتِكُمْ وَعِبَادَاتِكُمْ، وَاحْذَرُوا سَيِّئَ العَادَاتِ، وَدَاوِمُوا عَلَى أَحْسَنِهَا، وَأَعْمِلُوا فِكْرَكُمْ فِيْمَا يَنْفَعُكُمْ وَيَنْفَعُ مُجتَمَعَاتِكُمْ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا))(13).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
    اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
   ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)).
   
(1) سورة القصص/ 77.
(2) سورة طـه/ 124.
(3) سورة البقرة/ 158.
(4) سورة الحج/ 78.
(5) سورة البينة/ 5.
(6) سورة الأحزاب/ 36.
(7) سورة البقرة/ 269.
(8) سورة النحل/ 125.
(9) سورة الشعراء/ 83.
(10) سورة لقمان/ 12.
(11) سورة آل عمران/ 164.
(12) سورة الزخرف/ 23.
(13) سورة الأحزاب / 56 .

 

 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.