خطبة الاسبوع
spacer

  

spacer
spacer  
spacer spacer

أَهْلاً رَمضَانَ طباعة ارسال لصديق
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
08/09/2007
خطبة الجمعة بتاريخ 24 شعبان 1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَهْلاً  رَمضَانَ
   الحَمْدُ للهِ الذي يَمُنُّ عَلَى عِبَادِهِ بِمَواسِمِ الخَيْراتِ، لِيَرْفَعَ لَهُم بِهَا الدَّرَجَاتِ، ويُضَاعِفَ الأُجُورَ والحَسَنَاتِ، ويَحُطَّ عَنْهُمُ الأَوْزَارَ والسَّيِّئاتِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ رَمَضانَ شَهْراً لِلإِكْثَارِ مِنَ القُرُبَاتِ، وفُرْصَةً لِتَلاحُمِ الأُسَرِ والجَمَاعَاتِ، وسَانِحَةً لِطُهْرِ الأَفْرَادِ والمُجْتَمَعاتِ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمْداً عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ، وصَفيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وحَبِيبُهُ، أَفضَلُ مَنْ صَلَّى وصَامَ، وأَخلَصُ مَنْ جَاءَ بِشَعائِرِ الإِسلاَمِ، اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَيه وعَلَى آلِهِ الأَطْهارِ، وصَحابَتِهِ الغُرَرِ الأَخيارِ، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ مَا تَعاقَبَ الَّليلُ والنَّهارُ.   أَمَّا بَعْدُ، فَأُوصِيكُم ونَفْسِي -عِبَادَ اللهِ- بِتَقواهُ، والعَمَلِ بِمَا فِيهِ رِضَاهُ، فَاتَّقُوا اللهَ ورَاقِبُوهُ، وامتَثِلوا أَوَامِرَهُ ولاَ تَعْصُوهُ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً))(1)، واعلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أَنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيكُم فِي شَهْرِ رَمَضانَ صِيامَهُ، وسَنَّ لَكُم رَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم-  قِيامَهُ، شَرَعَهُ اللهُ لِيَكُونَ لِلنَّفْسِ طَهُوراً، ولِلرُّوحِ نَقَاءً ونُوراً، وهَا هُوَ قَدْ هَبَّتْ عَلَيكُم نَسَماتُهُ العَطِرَةُ النَّدِيَّةُ، وشَارَفَتْ عَلَيكُم أَيَّامُهُ ولَيَاليهِ الطَّاهِرَةُ الزَّكِيَّةُ، فَطُوبَى لِمَنْ بِبُلَوغِهِ اللهُ شَرَّفَهُ، وهَنِيئاً لِمَنْ فَـقَّهَهُ تَعالَى بِأَحكَامِهِ وعَرَّفَهُ، وهُوَ شَهْرٌ امتَنَّ اللهُ عَلَينا فِيهِ بِنُزُولِ القُرآنِ، وخَصَّهُ بِفُيوضٍِ مِنْ نَفَحَاتِ الرَّحْمَةِ والغُفْرانِ، قَالَ تَعالَى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) (2) ، مَنْ تَقَرَّبَ فِي رَمضَانَ بِنَافِلَةٍ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فِي غَيْرِه ِفَرِيضَةً، ومَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِواهُ، فَعَنْ سَلْمانَ الفَارِسيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  خَطَبَ فِيهِم قَائِلاً: ((أَيُّها النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُم -أَيْ أَتَاكُم- شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ، شَهْرٌ جَعَلَ اللهَ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وقِيامَ لَيلِه تطوُّعاً، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصلَةٍ مِنَ الخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِواهُ، ومَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِواهُ))، إِنَّهُ شَهْرٌ تَتَيَسَّرُ فِيهِ أَسبَابُ البِرِّ والخَيْراتِ، شَهْرُ الطُّهْرِ والصَّفاءِ، ومَحَطَّةُ اليُمْنِ والنَّقَاءِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ((إِذَا جَاءَ رَمضَانُ فُتِّحَتْ أَبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أَبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ))، وهُوَ شَهْرٌ يُبَارَكُ فِيهِ رِزقُ أَهلِ الإِيمَانِ، وتُعتَقُ مِنَ النَّارِ رِقَابُ ذَوِي البِرِّ والإِحسَانِ، فَعَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  أَنَّهُ قَالَ عَنْ رَمضَانَ: ((هُوَ شَهْرٌ يُزَادُ فِيهِ رِزقُ المُؤمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِماً كَانَ مَغْفِرةً لِذُنُوبِهِ، وعِتْقٌ لِرَقبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيئاً))، فَلْتَهنأِ الأُمَّةُ بِحُلولِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، ولْيَفْرَحِ المُسلِمُونَ بِهذَا المَوسِمِ الكَرِيمِ، ولْيُسَرَّ الصَائِمونَ بِما فِيهِ مِنَ الخَيْرِ العَمِيمِ، وكَيفَ لاَ يَفْرَحُ المُؤمِنُ بِتَفتِيحِ أَبْوابِ الجِنانِ؟ أَمْ كَيفَ لاَ يُسَرُّ المُذْنِبُ بِتَغلِيقِ أَبوَابِ النِّيرَانِ؟! فَيا لَها مِنْ فُرْصَةٍ لاَ يُحْرَمُهَا إِلاَّ مَحْرومٌ.
                                            
   أَيُّها المُسْلِمُونَ :
                                            
   إِنَّ المُؤمِنَ وهُوَ يُدْرِكُ مَا لِرَمضَانَ مِنْ مَنْزِلَةٍ عَالِيَةٍ، ومَا يُمكِنُ أَنْ يُحَقِّقَهُ فِيهِ مِنْ دَرَجَةٍ رَاقِيَةٍ، لَيَجْدُرُ بِهِ أَنْ يَستَعِدَّ لَهُ أَتَمَّ الاستِعَدادِ، حَتَّى يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّزَوُّدِ مِنْهُ بِأَوفَرِ زَادٍ، لِيَفُوزَ بِأَعلَى الدَّرَجاتِ يَومَ الحَشْرِ والمَعادِ، وإِنَّ مِنَ الاستِعدَادِ لِرَمضَانَ التَّضَرُّعَ إِلى اللهِ بِبُلُوغِ هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيمِ، والفَوزِ بِمَا فِيهِ مِنَ الأَجْرِ العَظِيمِ، فَقَدْ وَردَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  كَانَ يَستَقْبِلُ رَمضَانَ بِالدُّعَاءِ بِأَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ حَتَّى يَبلُغَ رَمضَانَ قَائِلاً: ((اللهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضانَ))، وعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم-  حَبِيبُ الرَّحْمَنِ، وأَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ومَا تَأَخَّرَ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبَداً يَدْعُو بِطُولِ العُمْرِ لِيَرى أَو يَبلُغَ أَيَّ شِيءٍ إِلاَّ رَمضَانَ، لِمَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ الخَيْرِ والرَّحْمَةِ والبَرَكَةِ، فَالمُسلِمُ يَستَقبِلُ رَمَضَانَ بِنَفْسٍ إِلى اللهِ رَاغِبَةٍ، وهِمَّةٍ لِمَا عِنْدَهُ مِنَ الثَّوابِ طَالِبَةٍ، مُنْشَرِحاً بِحُلولِهِ صَدْرُهُ، ومُجتَمِعاً عَلَى حُسْنِ أَدَائِهِ أَمْرُهُ، مُعتَبِراً إِيَّاهُ فُرْصَةً لِلتِّجَارَةِ الرَّابِحَةِ مَعَ اللهِ، وسَانِحَةً لإِصلاَحِ أَمْرِ دِينِهِ ودُنْياهُ، قَالَ تَعالَى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)) (3)، إِنَّهُ شَهْرٌ يَستَقبِلُهُ المُسلِمُ بِإِصلاَحِ نَفْسِهِ وتَنْقِيَتِها مِنْ وَخمِ الأَحقَادِ، وتَصفِيَتِها مِنْ حَسَدِ العِبادِ، فَكَمْ بَلَغَ أُنَاسٌ بِصَفاءِ القُلوبِ مَنَازِلَ تَقَاصَرَ عَنْهَا كَثِيرٌ مِنَ العُبّادِ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قاَلَ: كُنَّا فِي المَسْجِدِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  فَقَالَ: ((يَدْخُلُ عَلَيكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ))، قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ، تَنْظفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وضُوئِهِ، قَدْ عَلَّقَ نَعلَيهِ بِيَدِهِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-  وجَلَسَ، قَالَ: ولَمَّا كَانَ اليَوْمُ الثَّانِي قَالَ -صلى الله عليه وسلم-  : ((يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ عَلَيكُم رَجُلٌ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ))، قَالَ: فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الذِي دَخَلَ بِالأَمسِ، تَنْطفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وضُوئِهِ، مُعَلِّقاً نَعلَيهِ فِي يَدِهِ فَجَلَس، ثُمَّ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرو بْنُ العَاصِ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: واللهِ لأَختَبِرَنَّ عَمَلَ ذَلكَ الإِنسَانِ، فَعَسى أَنْ أُوَفَّقَ لِعَمَلٍ مِثْلِ عَمَلِهِ، فَأَنَالَ هَذَا الفَضلَ العَظِيمَ، فَأَتَى إِلَيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرو فَقَالَ: يَا عَمُّ، إِنِي لاحَيْتُ أَبِي -أَي خَاصَمْتُ أَبِي- فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيتَ ثَلاثَ لَيَالٍ عِنْدَكَ، وآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لاَ أَبِيتَ عِنْدَهُ، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي أَنْ أَبِيتَ عِنْدَكَ تِلكَ الليَالِيَ فَأَفْعَلَ، قَالَ: لاَ بَأْسَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبِتُّ عِنْدَهُ ثَلاثَ لَيَالٍ، واللهِ مَا رَأَيتُهُ كَثِيرَ صَلاةٍ ولاَ قِراءَةٍ، ولَكِنَّهُ إِذَا انقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ مِنْ جَنْبٍ إِلى جَنْبٍ ذَكَرَ اللهَ، فِإذَا أَذَّنَ الصُّبْحُ قَامَ فَصَلَّى، فَلَمَّا مَضَتِ الأَيَّامُ الثَّلاثَةُ قُلْتُ: يَا عَمُّ، واللهِ مَا بَيْنِي وبَيْنَ أَبِي مِنْ خُصُومَةٍ، ولَكِنَّ رَسولَ اللهَ ذَكَرَكَ فِي أَيَّامٍ ثَلاثَةٍ أَنَّكَ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ، فَمَا رَأَيْتُ مَزِيدَ عَمَلٍ!! قَالَ: هُو يَا ابْنَ أَخِي مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَلَمَّا انصَرَفْتُ دَعَانِي فَقَالَ: غَيْرَ أَنِّي أَبِيتُ لَيْسَ فِي قََلْبِي غِشٌّ عَلَى مُسلِمٍ ولاَ أَحسُدُ أَحَداً مِنَ المُسلِمِينَ عَلَى خَيْرٍ سَاقَهُ اللهُ إِلَيهِ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرو: تِلْكَ التِي بَلَغَتْ بِكَ مَا بَلَغْتَ)).
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ رَمَضانَ مَوْسِمُ الذِّكْرِ والقُرآنِ، ومَحَطَّةٌ لِلبِرِّ والإِحسَانِ، وفُرْصَةٌ لِلتَّوبَةِ والغُفْرَانِ، قَالَ تَعالَى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)) (4)، إِنَّ المُؤمِنَ يَضَعُ فِي رَمضَانَ لِكُلِّ عِبَادَةٍ وَقْتَها، فَنَهارُهُ صِيَامٌ وإِمسَاكٌ عَنِ المَحارِمِ والآثَامِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ((لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ صَلاَةَ لَهُ، ولاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وضُوءَ لَهُ، ولاَ صَوْمَ إِلاَّ بِالكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ))، وإِنَّ الأُسْرَةَ المُسلِمَةَ تَستَقبِلُ رَمضَانَ بِحُسْنِ الاستِعدادِ لِلفَوزِ بِنَوالِهِ، وإِعدَادِ البَرَامِجِ لِنَيلِ أَفضَالِهِ، ومِنْ أَهَمِّ مَا يَقَعُ عَلَى عَاتِقِ الأُسرَةِ استِعدَاداً لِرَمضَانَ، إِعدَادُ خُطَّةٍ تَقُومُ عَلَى أَسَاسٍ مِنَ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ، وتَهْدِفُ بِاتِّزَانٍ إِلَى تَعْوِيدِ الأَطْفَالِ عَلَى فَرِيضَةِ الصِّيَامِ، وتَنْشِئَتِهم عَلَى الأَخْلاَقِِ الحَميدةِ، فَعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوَّذٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: (أَرْسَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  غَدَاةَ -أَيْ صَبَاحَ- عَاشُورَاء إِلى قُرَى الأَنصَارِ: ((مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِراً فَليُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، ومَنْ أَصْبَحَ صَائِماً فَلْيَصُمْ))، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لَهُمُ الُّلعْبَةَ مِنَ العِهْنِ -أَي الصُّوف- فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعطَينَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفطَارِ))، وهَذَا فِي صِيَامِ رَمَضانَ أَوْجَبُ وأَوكَدُ، فَعَلَى الأُسْرَةِ أَنْ تَبْدَأَ فِي تَدْرِيبِ الأَطْفَالِ عَلَى الصِّيَامِ بِرِفْقٍ وَلِينٍ وتَشْجِيعٍ، مُسْتَعِينَةً بِالمُنَاسِبِ مِنْ وَسَائِلِ التَّحفِيزِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) (5) ، ويَستَمِرُّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ عَجْـزٍ أَو كَسَلٍ، وبِلاَ ضَجَرٍ أَو مَلَلٍ، فَقَدْ كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  الاجتِهَادُ فِي العِبَادَةِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ أَكْثَرُ مِمَّا سَبَقَها مِنْ رَمَضانَ؛ فَعَنْ عَائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: (( كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئزَرَهُ وأَحيَا لَيلَهُ وأَيقَظَ أَهلَهُ))، هَذَا مَعَ تَضَافُرِ جُهُودِ الأُسْرَةِ عَلَى الالتِزَامِ بِهَدْيِهِ -صلى الله عليه وسلم-  فِي المَأكَلِ والمَشْرَبِ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ ولاَ تَبذِيرٍ، فَقَدْ نَهَانَا اللهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (6) ، وقَالَ سُبْحَانَهُ: ((إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)) (7) ، فَكَيفَ يُسْرِفُ مَنْ يَرْغَبُ فِي التَّعَرُّضِ لِرَحَماتِ اللهِ؟! أَمْ كَيفَ يُبَذِّرُ مَنْ يَستَعِيذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وبَلْوَاهُ؟! عَلَى أَنَّ رَمَضانَ شَهْرُ عِبَادَةٍ ومَوْسِمُ استِعدَادٍ لِدَارِ السَّعَادَةِ، وقَدْ كَانَ -صلى الله عليه وسلم-  يُفْطِرُ عَلَى القَلِيلِ مِنَ الطَّعَامِ كََمَّاً ونَوْعَاً، فَتَعَرَّضُوا -عِبَادَ اللهِ- لِرَحْمَتِهِ تَعَالَى بِاقتِفَاءِ سُنَّةِ نَبِيِّكُم -صلى الله عليه وسلم-  فِي صِيَامِكُم وفِطْرِكُم؛ فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِكُم للهِ، ورَغْبَتِكُم فِي عَفْوهِ ورِضَاهِ، قَالَ تَعَالَى: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (8) ، وقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) (9) .
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ :
   لَقَدْ هَبَّ عَلَينَا -إِخْوَةَ الإِيمَانِ- مِنْ نَسَائِمِ رَمَضَانَ النَّدَى، وأَشْرَقَ عَلَى مُجتَمَعِنا مِنْ بَهِيِّ طَلْعَتِهِ الهُدَى، ونَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُجَنِّبَنَا بِصِيامِهِ مَوَاقِعَ الرَّدَى، فـ ((اللهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وسَلِّمْ رَمَضَانَ لَنَا، وتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلا))، واعلَمُوا -رَحِمَنِي اللهُ وإِيَّاكُم- أَنَّ المُجتَمَعَ المُسْلِمَ -وهُوَ يَستَقْبِلُ رَمَضَانَ- يتَجَلَّى فِي أَرْوَعِ صُوَرِه، ويُرَصِّعُ لِبَاسَ إِيمَانِهِ بِأَحلَى دُرَرهِ، فَهُوَ يَستَقبِلُهُ بِالوَحْدَةِ والوِئَامِ، ونَبذِ الفُرقَةِ والخِصَامِ، فَرَمَضَانُ شَهْرُ اليُمْنِ والإِيمَانِ، وشَهْرُ المَوَدَّةِ والسَّلاَمِ، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  كَانَ إِذَا رَأَى الهِلالَ يَقُولُ: ((اللهُ أَكْبَرُ، اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَينَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، والسَّلاَمَةِ والإِسْلاَمِ، والتَّوفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، رَبِّي ورَبُّكَ اللهُ))، يَتَطَلَّعُ إِليهِ المُجتَمَعُ المُسلِمُ بِشَوقٍ وحَنِينٍ، فَيَرقُبُونَ هِلاَلَهُ كَمَا يَتَرَقَّبُ المُحِبُّ طَلْعَةَ المُسَافِرِ الذِي طَالَ غِيَابُهُ، قَدْ أَعَدُّوا لَهُ النَّافِعَ مِنَ البَرَامِجِ الهَادِفَةِ، والمَناشِطِ التِي تَعُودُ عَلَى المُجتَمَعِ بِالنَّفْعِ والفَائِدَةِ، فَفِي رَمَضانَ تَتَربَّى الأُمَّةُ عَلَى الجِدِّ والاجتِهادِ، وإِصْلاَحِ الشَأْنِ والسَّدَادِ، وفِي رَمَضَانَ يَتَرَبَّى أَفْرَادُ المُجتَمَعِ عَلَى عِفَّةِ الِّلسَانِ، وسَلاَمَةِ الصُّدُورِ، ونَقَاءِ القُلُوبِ، وتَطْهِيرِها مِنْ أَدْرَانِ الأَحقَادِ والبَغْضَاءِ، والحَسَدِ والغِلِّ والشَّحنَاءِ، قَدْ تَخَلَّوا عَنْ تَتَبُّعِ السَّقَطَاتِ، وتَلَمُّسِ العَثَراتِ، والنَّفْخِ فِي الهِناتِ، والحُكْمِ عَلَى المَقَاصِدِ والنِّيَّاتِ، جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))، فَتَجتَمِعُ قُلُوبُ الصَّائِمِينَ عَلَى الطُّهْرِ والصَّفَاءِ، وتَتَلاَحَمُ نُفُوسُهم عَلَى الإِخلاَصِ والنَّقَاءِ، وتَتَوحَّدُ الجُهُودُ لِمَا فِيهِ مَصلَحَةُ الفَرْدِ والجَمَاعَةِ، ويَتَفرَّغُ الجَمِيعُ لِفِعلِ الخَيْرِ قَدْرَ الاستِطَاعَةِ، يَتَواصَلُ الأَرْحَامُ، ويَعْطِفُ الأَغنِيَاءُ عَلَى المُحتَاجِينَ والأَيتَامِ، تُرْسِلُ الأَيَادِي البَيْضَاءُ مَعْرُوفَهَا حُبَّاً وكَرَماً، ويَعيشُ المُوسِرونَ مُعَانَاةَ المُعْسِرِينَ فَاقَةً وأَلَماً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  أَجْوَدَ النَّاسِ، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْريلُ فَيُدَارِسُهُ القُرآنَ، ولَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ))، وتَتَجَسَّدُ مَلاَمِحُ التَّلاَحُمِ بَيْنَ المُسلِمِينَ كَبِيرِهِم وصَغِيرِهِم، فَيَجتَمِعُونَ عَلَى مَوائِدِ الإِفْطَارِ، والوقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ صَفَّاً وَاحِداً فِي التَّرَاوِيحِ والأَسْحَارِ.
                                            
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وأَحْسِنوا استِقبَالَ رَمَضَانَ بِمَا شَرَعَهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الطَّاعَاتِ، ومَا حَثَّكُم عَلَيهِ رَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم-  مِنْ صُنُوفِ القُرُبَاتِ.
                                            
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (10).
   اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
                                            
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
                                            
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الاحزاب / 70-71 .
(2) سورة البقرة / 185.
(3) سورة فاطر / 29 .
(4) سورة البقرة / 185 .
(5) سورة المائد / 2.
(6) سورة الاعراف / 31. 
(7) سورة الاسراء / 27. 
(8) سورة آل عمران / 31 .
(9) سورة الاحزاب / 21.
(10) سورة الأحزاب / 56 .
 
< السابق   التالى >
 

استفتاء

ما رأيك بصفحة خطب الجمعة؟
 
spacer

spacer
© 2024 موقع خطب الجمعة
Joomla! is Free Software released under the GNU/GPL License.