بِالرَّحمَةِ تسَتـقِيمُ أُمُورُكُمْ وَتسْعَدُ أُُسَرُكُم
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
18/04/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 28 ربيع الآخر 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بِالرَّحمَةِ تسَتـقِيمُ أُمُورُكُمْ وَتسْعَدُ أُُسَرُكُم

    الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ الرَّحْمَةَ صِفَةً فَيَّاضَةً ثَرِيَّةً، تَزْرَعُ المَحَبَّةَ وَتُرَسِّخُهَا فِي الحَيَاةِ الأُسْرِيَّةِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمـْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْـلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَنا بِقُدْرَتِهِ وَرَزَقَنا بِرَحْمَتِهِ، قَالَ -وَقَولُهُ الحَقُّ المُبِينُ-: ((إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))(1)، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُاللهِ وَرَسُولُهُ، الرَّحْمَةُ المُهْدَاةُ، وَالنِّعْمَةُ المُسْدَاةُ، شَمِلَتْ رَحْمَتُهُ جَمِيعَ الخَلْقِ وَكُلَّ النَّاسِ، عَلَى مُختَلَفِ الطَّوائِفِ وَتَنَوُّعِ الأَجْنَاسِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   الرَّحْمَةُ فَضِيلَةٌ مِنْ فَضَائِلِ الحَيَاةِ، بِهَا تَحْـلُو الحَيَاةُ وَتُزْهِرُ، وَتطِيبُ وَتُثْمِرُ، بِهَا يَتَرَسَّخُ الحُبُّ وَالإِخَاءُ، فَيَستَقِرُّ الأَمْنُ وَيَعُمُّ الرَّخَاءُ، فَلاَ يُرَى فِي المُجتَمَعِ إِلاَّ آفاقٌ زَاهِرَةٌ، وَخَيْرَاتٌ ظَاهِرَةٌ، وَنِعَمٌ بَاهِرَةٌ، فَلاَ عَجَبَ أَنْ كَانَتِ الرَّحْمَةُ فِي الإِسْلاَمِ هِيَ حَقًّا وَوَاجِبًا، إِذْ هِيَ حَقُّ كُلِّ مَخلُوقٍ وَوَاجِبُ كُلِّ إِنْسَانٍ، مِنْ حَيْثُ بَذْلُهَا وَنَوالُهَا، فَمَنْ بَذَلَ الرَّحْمَةَ لِغَيْرِهِ نَالَهَا مِنْ غَيْرِهِ، وَنَالَهَا قَبْـلَ ذَلِكَ وَبَعْدَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ))، إِنَّ الرَّحْمَةَ فِي الإِسْلاَمِ كُلٌّ لاَ يَتَجَزَّأُ، فَلَيْسَتِ الرَّحْمَةُ كَمَا يَتَصَوَّرُ بَعْضُ النَّاسِ مُجَرَّدَ مَوقِفٍ نَفْسِيٍّ وَشُعُورٍ عَاطِفِيٍّ، بَلْ هِيَ وَاجِبُ الإِنْسَانِيَّةِ وَحَقُّ البَشَرِيَّةِ، وَهِيَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَآنٍ دَلِيلٌ وَبُرْهَانٌ عَلَى حَقِيقَةِ الإِيمَانِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((لَنْ تُؤْمِنُوا حتَّى تَرَاحَمُوا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا رَحِيمٌ، قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صَاحِبَهُ، وَلَكِنَّها رَحْمَةُ العَامَّةِ))، وَيَكْفِي الرَّحْمَةَ شَرَفًا وَعُلُوًّا، وَرِفْعَةً وَسُمُوًّا أَنَّ مِنْ صِفَاتِ اللهِ العُلْيَا وَأَسمَائِهِ الحُسْنَى صَفِتَيْنِ وَاسمَيْنِ مُشتَقَّيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَهُمَا الرَّحْمَنُ وَالرَّحِيمُ، بِهِمَا يُستَهَلُّ ويُفتَتَحُ كِتَابُ اللهِ، وَبِهِمَا نُبَارِكُ كُلَّ قَوْلٍ نَقُولُهُ وَكُلَّ عَمَلٍ نُزَاوِلُهُ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، وَالمُتَأمِّـلُ فِي سُوَرِ القُرآنِ الكَرِيمِ وَآيَاتِهِ يَجِدُ أَنَّ صِفَتَيِ الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ هُمَا أَكْثَرُ الصِّـفَاتِ الإِلهِيَّةِ وَالأَسْمَاءِ العَلِيَّةِ وُرُودًا فِي الآيَاتِ القُرآنِيَّةِ، كَمَا أَنَّهُ لَمْ تُوْجَدْ سُورَةٌ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ تَسَمَّتْ بِاسمٍ مِنْ أَسمَاءِ اللهِ إِلاَّ سُورَةُ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ))(2)، وَالمُؤْمِنُ إِذَا فَهِمَ أَسمَاءَ اللهِ الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلْيَا، وَأَدْرَكَ مَعَانِيَها، انفَعَلَتْ بِهَا نَفْسُهُ وَاتَّخَذَها نِبْراسًا، وَجَعَلَهَا لِعِمَارَةِ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ قَاعِدَةً وَأَسَاسًا، وَتَمَثَّـلَ بِهَا فِي حَيَاتِهِ، وَاستَجَابَ لِمَعَانِيهَا فِي عَلاَقَاتِهِ وَمُعَامَلاَتِهِ، فَمَنْ فَهِمَ اسمَيِ الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ حَقَّ الفَهْمِ وَعَرَفَهُمَا حَقَّ المَعْرِفَةِ جَعَلَ الرَّحْمَةَ صِفَتَهُ وَشِعَارَهُ، وَظَهَرَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ فِي الفِعْـلِ وِاللَّفْظِ وَالعِبَارَةِ، وَبِذَلِكَ يَجْعَـلُ الرَّحْمَةَ طَابَعَ حَيَاتِهِ وَجَوْهَرَ عَلاَقَاتِهِ.
   أَيُّها المُؤمِنُونَ :
   إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَستَحِقُّ الرَّحْمَةَ نَفْسُ الإِنْسَانِ وَذَاتُهُ، فَمَنْ رَحِمَ نَفْسَهُ نَجَا مِنَ المَآسِي فَسَعِدَتْ حَيَاتُهُ، يَرْحَمُ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ فَلاَ يُعَرِّضُهَا لِسَخَطِ اللهِ وَعَذَابِهِ، وَبِذَلِكَ يُجَنِّبُها سُبُلَ الهَلاَكِ وَالرَّدَى، وَيَأْخُذُ بِهَا إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ وَالهُدَى، وَمِنَ العَبَثِ انتِظَارُ الرَّحْمَةِ مِنْ إِنْسَانٍ لَمْ يَرْحَمْ نَفْسَهُ، فَمَنْ لاَ يَرْحَمْ نَفْسَهُ لاَ يَرْحَمْ غَيْرَهُ، لأَنَّ فَاقِدَ الشَّيءِ لاَ يُعْطِيهِ، إِنَّ الرَّحْمَةَ آيَةُ التَّكَامُلِ الإِنْسَانِيِّ، بِدُونِهَا يَعِيشُ الإِنْسَانُ شَقِيًّا، وَتُحِيطُ بِهِ الضَّوائِقُ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : (( لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِيٍّ ))، وَكَمَا أَنَّ الرَّحْمَةَ آيَةُ التَّكَامُلِ فَهِيَ عَصَبُ التَّكَافُلِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى)).
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ الرَّحْمَةَ بِالوَالِدَيْنِ حَقٌّ لَهُمَا وَوَاجِبٌ عَلَى الأَولاَدِ، ودَيْنٌ لاَ يَجُوزُ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ إِغْفَالُهُ، وَلاَ فِي أَيِّ وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ إِهْمَالُهُ، وَهُوَ وَاجِبٌ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ، خُصُوصًا عِنْدَما يَأْتِي الوَالِدَيْنِ الكِبَرُ وَيَحِينُ، فَإِذَا بَلَغَ الوَالِدَانِ طَوْرَ الكِبَرِ، أَصْبَحا أَشدَّ حَاجَةً إِلَى الرَّحْمَةِ جَزاءَ مَا رَحِمَا أَولاَدَهُمَا فِي الصِّغَرِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا))(3)، إِنَّ الإِنْساَنَ حِينَ يَشِبُّ وَيَكْبَرُ وَيَبْـلُغُ أَشُدَّهُ يَكُونُ فِي الغَالِبِ لَهُ زَوْجَةٌ وَأَولاَدٌ وَعَلَيْهِ تَبِعَاتٌ، وَتَكَالِيفُ وَمَسؤولِيَّاتٌ، فَهُوَ -وَالحَالُ هَكَذَا- قَدْ يَغْفُلُ عَنْ وَالِدَيْهِ فَيُعْدَمُ -أَو فِي الأَقَلِّ يَقِلُّ- اهتِمَامُهُ بِهِمَا وَإِحْسَانُهُ إِلَيْهِمَا، وَبَذْلُ الرَّحْمَةِ لَهُمَا، لِذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مِنَ اللهِ العَوْنَ وَالتَّوفِيقَ أَنْ يُصْـلِحَ اللهُ حَالَهُ، لِيَرْحَمَ نَفْسَهُ وَأَهْـلَهُ، وَوَالِدَيْهِ وَعِيَالَهُ، وَهَذَا هُوَ السِّرُّ وَرَاءَ تَخْصِيصِ مَرْحَلَةِ الأَشُدِّ بِالذِّكْرِ فِي قَولِهِ تَعَالَى: ((وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ))(4).
   عِبَادَ اللهِ :
   الرَّحْمَةُ بِالأَولاَدِ وَالذُّرِّيَّةِ، تَأْتِي أَيضًا فِي مَقَامِ الأَولَوِيَّةِ، فَالحُنُوُّ عَلَى الأَولاَدِ وَالرَّحْمَةُ بِهِمْ وَالتَّلَطُّفُ مَعَهُمْ دُونَ تَدْلِيلٍ، هُوَ خَيْرُ وَسِيلَةٍ لإِصْلاَحِهِمْ وَأَفْضَلُ سَبِيلٍ، وَهُوَ أُسلُوبٌ تَرْبَوِيٌّ صَحِيحٌ، يُعِينُهُمْ عَلَى استِقْبَالِ النَّصَائِحِ وَالإِرْشَادَاتِ بِسُرُورٍ وَارتِيَاحٍ، وَانبِسَاطٍ وَانْشِراحٍ، لِيَسِيروا نَحْوَ الطَّرِيقِ الأَمْثَلِ، وَيَنْتَهِجُوا المَنْهَجَ السَّوِيَّ الأَعْدَلَ، فَالرَّحْمَةُ وَاللُّطْفُ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ القَسْوَةِ وَالعُنْفِ، وَعِنْدَما استَغْرَبَ الأَقْرَعُ بنُ حَابِسٍ تَقْبِيلَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  لِسِبْطَيْهِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَقَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّـلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا قَطُّ، قَالَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((أَوَأَمْـلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ؟))، وَفِي شَأْنِ العَلاَقَةِ الزَّوجِيَّةِ جَعَلَ الإِسْلاَمُ الرَّحْمَةَ وَالمَوَدَّةَ ثَمَرَةً مِنْ ثَمَرَاتِ الزَّوَاجِ، تُحَقِّقُ السَّـكَنَ الذِي هُوَ هَدَفٌ مِنْ أَهْدَافِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))(5)، إِنَّ رَحْمَةَ الزَّوْجِ بِزَوْجَتِهِ وَرَحْمَةَ الزَّوْجَةِ بِزَوْجِهَا يَضْمَنُ لِلْحَيَاةِ الزَّوجِيَّةِ الهُدُوءَ وَالاستِقْرَارَ، كَمَا يَضْمَنُ لَهَا الدَّوَامَ وَالاستِمْرَارَ، وَتَحقِيقًا لِهَذِهِ الغَايَةِ يَجِبُ عَلَى الزَّوجَيْنِ أَنْ يُقَدِّرَ كُلٌّ مِنْهُمَا ظُرُوفَ الآخَرِ؛ فَيَتَعامَلَ مَعَهُ بِتَقْدِيرٍ وَاحتِرَامٍ وَرَحْمَةٍ وَمَوَدَّةٍ، بَعِيدًا عَنِ الغِلْظَةِ وَالحِدَّةِ، فَالزَّوْجُ مُطَالَبٌ بِأَنْ يُحْسِنَ عِشْرَةَ زَوْجَتِهِ، وَهُوَ أَمْرٌ إِلَهِيٌّ وَمَطْلَبٌ رَبَّانِيٌّ، لاَ يَجُوزُ أَبَدًا التَّفْرِيطُ فِيهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ))(6)، وَمِنْ ذَلِكَ حَقُّ مُصَاحَبَتِهَا وَتَطْيِيبِ القَوْلِ لَهَا وَالإِنْفَاقِ عَلَيْهَا بِالمَعْرُوفِ قَدْرَ وُسْعِهِ وَطَاقَتِهِ، فَلاَ تَضْيِيقَ فِي النَّفَقَةِ وَلاَ قُصُورَ -وَالمَالُ مَوْجُودٌ وَالحَالُ مَيْسُورٌ-، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  مَعَ أَهْـلِهِ طَيِّبَ العِشْرَةِ حَسَنَ المُعَامَلَةِ دَائِمَ البِشْرِ مَعَ أَزْوَاجِهِ، بَعِيدًا عَنِ الشِّدَّةِ وَالجَفْوَةِ، مُتَجَاوِزًا عَنْ كُلِّ خَطَأٍ وَهَفْوَةٍ، وَقَدْ وَجَّهَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  المُؤْمِنِينَ إِلَى ذَلِكَ فَقَالَ: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْـلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْـلِي))، وَأَثْبَتَ الخَيْرِيَّةَ لِكُلِّ مَنْ بَذَلَ الخَيْرَ لِزَوجَتِهِ فَقَالَ: ((خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ))، وَحتَّى تَبقَى الحَيَاةُ الزَّوجِيَّةُ بِمَنأًى عَنْ كُلِّ مَا يُعَكِّرُ صَفْوَ عَلاَقَاتِهَا وَطِيْبَ حَيَاتِهَا؛ حَذَّرَ الإِسْلاَمُ الزَّوْجَ مِنَ الانسِيَاقِ وَرَاءَ العَوَاطِفِ المُتَقلِّبَةِ، آمِرًا إِيَّاهُ بإِمْعَانِ النَّظَرِ فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ، وَالصَّبْرِ عَلَى المَقْدُورِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (( فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))(7).
   أيُّها المُسلِمُونَ :
   إِنَّ مِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَةِ الزَّوْجَةِ بِزَوْجِهَا حُسْنَ مُعَاشَرَتِهِ أَيضًا بِالمَعْرُوفِ، وَذَلِكَ بِمُراعَاةِ ظُرُوفِهِ المَادِّيَّةِ وَقُدْرَتِهِ المَالِيَّةِ، فَلاَ تُطَالِبُهُ بِنَفَقَةٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ، وَمِنْ هَذَا القَبِيلِ مُطَالَبَتُهُ بِنَفَقَةٍ تَتَجَاوَزُ استِطَاعَتَهُ وَتَفُوقُ طَاقَتَهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا))(8)، وَلَقَدْ حَدَثَ أَنْ طَالَبَ أَزْوَاجُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-  بِزِيَادَةِ النَّفَقَةِ؛ فَنَزلَتْ آيَتَا التَّخْيِيرِ فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ، وَفِيهِمَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا))(9)، وَمِنْ مَظَاهِرِ رَحْمَةِ كُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ بِالآخَرِ عَدَمُ مُغَاضَبَتِهِ، فَإِنْ حَدَثَ مَا يَستَدْعِي الغَضَبَ فَالصَّبْرُ أَجْمَلُ، وَضَبْطُ النَّفْسِ أَعْدَلُ، وَمِنْ مَظَاهِرِ الرَّحْمَةِ فِي الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ أَنْ يُرَاعِيَ كُلٌّ مِنْهُمَا شُعُورَ الآخَرِ؛ فَلاَ يُظْهِرُ الفَرَحَ بَيْنَ يَدِيْهِ إِنْ كَانَ مَهْمُومًا، وَلاَ يُظْهِرُ الكآبَةَ أَمَامَهُ إِنْ كَانَ فَرِحًا، يَقُولُ أَبُو الدَّرداءِ لامْرَأَتِهِ: ((إِذَا رَأَيتِني غَضِبْتُ فرَضِّـينِي، وَإِذا رَأَيتُكِ غَضِبْتِ رَضَّيتُـكِ، وَإِلاَّ لَمْ نَصْطَحِبْ)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ الرَّحْمَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ تَزْرَعُ الحُبَّ وَالوِئَامَ، وَتُشِيعُ الأَمْنَ وَالسَّلاَمَ، وَتَضْمَنُ لِلنَّشءِ حَيَاةً هَادِئَةً كَرِيمَةً، وَالتَّخَلُّقَ بِأَخْلاَقٍ حَسَنَةٍ قَوِيمَةٍ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                           *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.                            
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :                                  
   إِنَّ الرَّحْمَةَ الأُسْرِيَّةَ تَتَّسِعُ لِتَشْمَلَ الأَرْحَامَ، فَالرَّحْمَةُ دَاعِيَةٌ لِصِلَتِهِمْ وَمَعُونَتِهِمْ بِالنَّفْسِ وَالمَالِ؛ صَدَقةً إِنْ كَانُوا فُقَرَاءَ، وَهَدِيَّةً إِنْ كَانُوا أَغنِيَاءَ، وَعَمَلِ كُلِّ مَا يُحَقِّقُ لَهُمْ السَّعَادَةَ وَيَرْفَعُ عَنْهُمُ المَشَقَّةَ وَالعَنَاءَ، مِنْ جَلْبِ مَغْنَمٍ أَو دَفْعِ مَغْرَمٍ، وَعَدِّهِمْ كَالنَّفْسِ فِي جَلْبِ الخَيْرِ وَاتِّقَاءِ الشَّرِّ، وَالرَّحِمُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الرَّحْمَةِ، فَلاَ عَجَبَ أَنْ كَانَ أُولُو الأَرْحَامِ أَولَى النَّاسِ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّعَايَةِ، وَالاهتِمَامِ وَالعِنَايَةِ، وَالبِنَاءُ الذِي لاَ تَتَماسَكُ لَبِنَاتُهُ المُتَقارِبَةُ يُوْشِكُ أَنْ يَنْهَارَ، فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْـلٍ أَو نَهَارٍ، كَذَلِكَ شَأْنُ المُجتَمَعِ إِذَا ابتَعَدَ فِيهِ القَرِيبُ عَنْ قَرِيبِهِ؛ وَهَنَ بُنْيَانُهُ وَتَضَعْضَعَتْ أَركَانُهُ، وَفِي القُرآنِ الكَرِيمِ أَكْثَرُ مِنْ آيَةٍ تُوْصِي بِالإِحْسَانِ إِلَى الأَقَارِبِ وَالرَّحْمَةِ بِهِمْ وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ، وَالسُّؤَالِ عَنْهُمْ وَمَدِّ يَدِ العَوْنِ إِلَيْهِمْ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى))(10)، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ))(11)، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ((يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ))(12)، إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ قُرْبَةٌ عَالِيَةٌ، لَهَا ثِمَارٌ عَظِيمَةٌ دَانِيَةٌ، يَقْطِفُها الوَاصِلُ فِي الدُّنْيَا قَبْـلَ الآخِرَةِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-  : ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)). إِنَّ الذِي يَرْحَمُ رَحِمَهُ وَيَصِلُهُمْ يُوَسِّعُ اللهُ لَهُ فِي رِزْقِهِ، لأَنَّهُ بِصِلَتِهِمْ يَستَجلِبُ مَودَّتَهُمْ وَيكَتَسِبُ مَحَبَّـتَهُمْ، فَيُعاوِنُونَهُ عَلَى كَسْبِ الثَّرْوَةِ فَتَزدَادُ، وَيَقُونَهُ شَرَّ الأَعْدَاءِ وَالحُسَّادِ، كَمَا أَنَّهُ بِصِلَتِهِمْ يَكْتَسِبُ دُعَاءَهُمْ وَيَدْخُلُ فِي زُمْرَةِ المُتَّقِينَ، واللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))(13)، كَمَا أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُكْسِبُ الوَاصِلَ ثَنَاءً مِنَ النَّاسِ، وَأَلْسِنَةُ الخَلْقِ أَقْلاَمُ الحَقِّ، وَإِنْ هُوَ فَارَقَ الحَيَاةَ فَارَقَهَا بِجَسَـدِهِ وَبَقِيَ فِيهَا بِذِكْرَاهُ، فَكَأَنَّهُ خَالِدٌ فِي عَالَمِ الأَحْيَاءِ؛ جَزَاءَ مَا وَصَلَ رَحِمَهُ وَقَامَ بِأَدَاءِ حَقِّ الأَقْرِبَاءِ، وَكَثْرَةُ الآثَارِ بِمَنْزِلَةِ طُولٍ في الأَعْمَارِ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واستَمِرُّوا عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ، أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ وإِنْ أَسَاؤُوا، واحلُمُوا عَنْهُمْ وَإِنْ جَهِلُوا، وَصِلُوهُمْ وَإِنْ قَطَعُوا؛ يَمْنَحْكُمُ اللهُ مَكَانَةً عَالِيَةً جَزَاءَ مَا صَنَعتُمْ، وَيصِلْكُمْ رَبُّكُمْ جَزَاءَ مَا وَصَلْتُمْ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (14).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.                                  
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.                                    
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة الأعراف/ 56.
(2) سورة الرحمن/ 1-2.
(3) سورة الإسراء/ 23.
(4) سورة الأحقاف/ 15.
(5) سورة الروم/ 21.
(6) سورة النساء/ 19.
(7) سورة النساء/ 19.
(8) سورة الطلاق/ 7.
(9) سورة الأحزاب/ 28-29.
(10) سورة النساء/ 26.
(11) سورة الإسراء/ 36.
(12) سورة البقرة/ 215.
(13) سورة الطلاق/ 4.
(14) سورة الأحزاب / 56 .