(( قَدْ أَفْـلَـحَ مَنْ تَـزكَّى ))
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
15/06/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 11 جمادى الآخرة 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قَدْ أَفْـلَـحَ مَنْ تَـزكَّى ))

     الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، كَتَبَ الفَلاَحَ وَالفَوْزَ المُبِينَ، لِكُلِّ مَنْ طَهَّرَ نَفْسَهُ وَزَكَّاهَا، وَجَمَّـلَهَا بِحُسْنِ الأَخْلاَقِ وَحَلاَّهَا، سُبْحَانَهُ آتَى كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا، أَحْمَدُهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْـلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، جَعَلَ سَلاَمَةَ العَقِيدَةِ وَحُسْنَ العِبَادَةِ سَبِيلاً لِتَزْكِيَةِ النُّفُوسِ وَتَحْـقِيقِ السَّعَادَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَاتَمُ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، كَانَ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُ هَذَا الدُّعَاءَ: ((اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا))، اللَّهُمَّ صَـلِّ وَسَـلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ المُؤْمِنَ فَطِنٌ أَرِيبٌ، كَيِّسٌ لَبِيبٌ، يَبْحَثُ بِفِطْنَتِهِ وَكِيَاسَتِهِ المَعْهُودَةِ، عَنِ الوَسَائِلِ التِي تُحقِّقُ لَهُ آمَالَهُ المَنْشُودَةَ، وَلَيْسَ أَهَمُّ عِنْدَ المُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَعْمُرَ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ بِعَمَلٍ يُرضِي اللهَ ويُحقِّقُ ثَوَابَهُ، ويُجَنِّبُ سَخَطَهُ وَعِقَابَهُ، وَهُوَ إِنْ حَقَّقَ ذَلِكَ نَجَا مِنَ الشُّرُورِ وَالمَهَالِكِ فَكَانَ مِنَ المُفْلِحِينَ، وَالفَلاَحُ هُوَ الفَوْزُ وَالظَّفَرُ بِكُلِّ مَا هُوَ مَحْبُوبٌ، وَنَيْـلُ كُلِّ مَا هُوَ مَرْغُوبٌ، وَالنَّجَاةُ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ، وَإِذَا كَانَ لِلْفَلاَحِ هَذِهِ المَكَانَةُ العَلِيَّةُ، وَالمَنَازِلُ السَّنِيَّةُ؛ فَالمُؤْمِنُ بِحِرْصِهِ عَلَى الخَيْرِ يَسْـلُكُ إِلَى الفَلاَحِ طَرِيقَهُ، وَيَعْمَلُ بِكُلِّ جِدٍّ مَا يُؤكِّدُ تَحقِيقَهُ، وَلَقَدْ حَفَلَتْ آيَاتُ القُرْآنِ الكَرِيمِ بِتَوْضِيحِ السُّبُلِ وَالوَسَائِلِ التِي تُحقِّقُ ذَلِكَ، وَهِيَ فِي جُمْـلَتِها تَخْلِيَةٌ عَنِ الرَّذَائِلِ وَتَحْـلِيَةٌ بِالفَضَائِلِ، وَمِنْ هُنَا يَأْتِي مَبْدأُ التَّسَامِي فِي عِلْمِ النَّفْسِ، وَمَا أَكْثَرَ مَا رَبَطَ القُرْآنُ الكَرِيمُ بَيْنَ التَّقْوَى وَالفَلاَحِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ -وَهُوَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ-: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(1)، كَمَا جَعَلَ ذِكْرَ اللهِ وَذِكْرَ آلاَئِهِ وَالتَّحَدُّثَ بِنَعْمَائِهِ سَبَبًا مِنْ أَسْبَابِ الفَلاَحِ فَقَالَ: ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(2)، وَقَالَ: ((فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(3)، كَمَا جَعَلَ الفَلاَحَ ثَمَرَةَ العِبَادَةِ وَالصَّلاَةِ وَفِعْـلِ الخَيْرِ فَقَالَ جَلَّ فِي عُلاَهُ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(4)، وَجَعَلَ بَابَ الرَّحْمَةِ مَفْتُوحًا لِكُلِّ مَنْ تَابَ تَوْبَةً نَصُوحًا؛ لِيُدْرِكَ الفَلاَح َويُحقِّقَهُ، فَقَالَ تَعَالَى: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(5)، وَفِي المُقَابِلِ نَفَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الفَلاَحَ عَنْ كُلِّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اللهِ وَهُدَاهُ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَكَفَرَ وَظَلَمَ، وَكَذَبَ عَلَى اللهِ وَأَجْرَمَ، فَقَالَ تَعَالَى: ((إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ))(6)، وقال: ((إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ))(7)، وَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ((إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ))(8)، وَقَالَ جَلَّ وَعَلاَ: ((إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ))(9).                                           
   أَيُّها المُؤمِنونَ :                                           
   إِنَّ مَنْ أَرَادَ الفَلاَحَ أَدْرَكَهُ وَوَصَلَ إِلَيْهِ بِتَهْذِيبِ نَفْسِهِ التِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، فَتَهْذِيبُ النَّفْسِ وَتَطْهِيرُهَا أَفْضَلُ وَسِيلَةٍ لِلْوُصُولِ إِلَى النَّجَاحِ وَإِدْرَاكِ الفَلاَحِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا))(10)، وَيَقُولُ جَلَّ شَأْنُهُ: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى))(11)، فَيَا لَسَعَادَةِ مَنْ طَهَّرَ نَفْسَهُ وَزَكَّاهَا. إِنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ مُحتَاجَةٌ إِلَى تَزكِيَةٍ وَتَقْوِيمٍ؛ حتَّى تَسْـتَقِيمَ عَلَى الجَادَّةِ وَتَسْـلُكَ الطَّرِيقَ القَوِيمَ، وَبِذَلِكَ تُحِبُّ الخَيْرَ وَتُلاَزِمُ الحَقَّ، لَقَدْ خَلَقَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجَعَلَهَا قَابِلَةً لِلتَّشَكُّلِ، فَتَارَةً يَسْمُو بِهَا صَاحِبُهَا حتَّى يَصِيرَ بِهَا فِي سِلْكِ الأَبْرَارِ، وَتَارَةً يَدَعُهَا صَاحِبُهَا بِلاَ تَأْدِيبٍ وَلاَ تَهْذِيبٍ وَلاَ مُسَاءَلَةٍ فَيَنْحَطُّ بِهَا إِلَى دَرَكِ الأَشْرَارِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ))(12)، أَيْ بَيَّنَّا لِلإِنْسَانِ طَرِيقَ الخَيْرِ وَطَرِيقَ الشَّرِّ، بِمَا أَوْدَعْنَاهُ فِي فِطْرَتِهِ، وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا، وَأَنْزَلْنَا بِهِ كُتُبَنَا، فَلاَ يَبْـقَى لِلإِنْسَانِ إِلاَّ أَنْ يَخْتَارَ: أَطَرِيقَ الأَبْرَارِ يَسْـلُكُ أَمْ طَرِيقَ الفُجَّارِ؟ وَلَمَّا كَانَتِ النَّفْسُ البَشَرِيَّةُ قَابِلَةً لِلتَّغْيِيرِ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُجْرِي قَضَاءَهُ ويُنْفِذُ مَشِيئَتَهُ عَلَى حَسَبِ مَا يُحْدِثُهُ الإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ مِنْ تَغْيِيرٍ، وَهَذَا مَا عَنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَولِهِ: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))(13)، وَالوَقَائِعُ شَاهِدَةٌ بِأَنَّ ذَلِكَ أَسَاسٌ وَقَاعِدَةٌ، فَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ كَانَتْ أَحْوَالُهُمْ سَيِّئَةً وَأَخْلاَقُهُمْ رَذِيلَةً، غَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، فَحَازُوا السَّبْـقَ فِي مَيْدَانِ الفَضِيلَةِ، وَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ كَانُوا فِي صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَخَيْرَاتٍ وَنِعَمٍ وَافِيَةٍ، غَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فَانْحَرَفُوا، وَبَعُدُوا عَنِ الحَقِّ وَالهُدَى وَانْصَرَفُوا، غَيَّرَ اللهُ حَالَهُمْ إِلَى أَسْوَأِ حَالٍ؛ جَزَاءَ مَا صَنَعُوا مِنْ سَيِّئِ الأَعْمَالِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ))(14) .
   عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا عَرَفَ مَا طُبِعَتْ عَلَيْهِ النَّفْسُ مِنْ صِفَاتٍ ذَمِيمَةٍ أَمْـكَنَهُ أَنْ يُنَقِّيَها وَيُرَقِّيَها ويُوَجِّهَها الوِجْهَةَ الصَّحِيحَةَ؛ لِيَكْفُلَ لِنَفْسِهِ حَيَاةً آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وَعَاقِبَةً مُرِيحَةً، إِنَّ مِنَ النُّفُوسِ نُفُوسًا تُطَوِّعُ لِصَاحِبِها فِعْـلَ المُنْكَرَاتِ وَارِتَكَابَ المُوْبِقَاتِ، وتُزيِّنُ لَهُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ، وتُنْسِيهِ عَاقِبَةَ مَا يُقْدِمُ عَلَيْهِ؛ فَيَفْعَلُ الشَّرَّ وَيَرتَكِبُ الإِثْمَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ وَجَسَارَةٍ؛ فَلاَ يَجنِي مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ إِلاَّ الخَسَارَةَ، وَمَا أَقْدَمَ ابنُ آدَمَ عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ إِلاَّ لأَنَّ نَفْسَهُ طَوَّعَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَخَسِرَ أَخَاهُ الذِي كَانَ يُمْـكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَنَدًا، وَمُعِينًا وَعَضُدًا، وَخَسِرَ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ، إِذْ يَتَحَمَّـلُ مَعَ إِثْمِهِ إِثْمَ مَنْ فَعَلَ فِعْـلَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: ((لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابنِ آدَمَ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ))، وَفِي هَذِهِ النَّفْسِ المُطَوِّعَةِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ))(15)، وَمِنَ النُّفُوسِ نَفْسٌ مُسَوِّلَةٌ، تُسَوِّلُ لِصَاحِبِهَا فِعْـلَ الشَّرِّ وَاقْتِرَافَ الخَطَأِ، فَإِنِ استَجَابَ لِتَسْوِيلِهَا، وَلَمْ يَعْمَـلْ عَلَى تَهْذِيبِهَا وَتَذْلِيلِهَا؛ ضَـلَّ طَرِيقَ الهِدَايَةِ، وَسَلَكَ طَرِيقَ الغَوَايَةِ، وَلَمْ يَقْصُرْ ضَلاَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ بَلْ ضَلَّ وَأَضَلَّ غَيْرَهُ، كَمَا فَعَلَ السَّامِرِيُّ حِينَ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ أَنْ يَصنَعَ لِبَعْضِ قَوْمِهِ عِجْلاً جَسَدًا، وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَعْبُدُوهُ، فَفَعَلُوا؛ فَغَوَى وَأَغْوَاهُمْ، وَهَكَذَا سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ ذَلِكَ؛ فَأَوْرَدَ نَفْسَهُ وَمَنْ تَبِعَهُ المَهَالِكَ، وَقَدْ عَدَّ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - ذَلِكَ خَطْبًا جَسِيمًا حَيْثُ قَالَ كَمَا حَكَى القُرآنُ الكَرِيمُ: ((قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي))(16)، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَسْوِيلَ النَّفْسِ بِالسُّوءِ أَيْضًا فِي قِصَّةِ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، وَذَلِكَ حِينَ جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ يَعقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - مَا حَدَثَ مِنْ أَولاَدِهِ مِنْ مَكِيدَةٍ لِيُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِسَبَبِ تَسْوِيلِ أَنْفُسِهِمْ لَهُمْ؛ لِمُزَاوَلَةِ هَذَا العَمَلِ الشَّنِيعِ وَالتَّصَرُّفِ الفَظِيعِ، فَقَالَ لَهُمْ كَمَا حَكَى القُرْآنُ الكَرِيمُ: ((بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ))(17)، وَمِنْ صِفَاتِ النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ الشُّحُّ؛ فَهِيَ عَلَى الشُّحِّ جُبِلَتْ، وَعَلَيْهِ طُبِعَتْ، فَإِذَا لَمْ تُزَكَّ وتُطَهَّرْ بَقِيَتْ عَلَى شُحِّهَا، وَالشُّحُّ دَاءٌ خَطِيرٌ، وَشَرٌّ مُستَطِيرٌ؛ لِذَا وَجَبَ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ بِتَعْوِيدِهَا العَطَاءَ، وَالبَذْلَ وَالسَّخَاءَ، وَالتَّقْوَى وَالإِحْسَانَ؛ لِتَكُونَ مَصْدَرَ خَيْرٍ لِكُلِّ إِنْسَانٍ، يَقُولُ تَعَالَى: ((وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا))(18).
   أَيُّها المُؤمِنونَ :
   جَدِيرٌ بِالإِنْسَانِ أَنْ يَتَعَرَّفَ صِفَاتِ نَفْسِهِ الذَّمِيمَةَ؛ حتَّى يُقَاوِمَ تِلْكَ الصِّفَاتِ، وَلاَ يَتَسَاهَلَ مَعَ مَا تَدْفَعُهُ إِلَيْهِ مِنْ أَعْمَالٍ، فَالنَّفْسُ تَارَةً تَكُونُ بِالسُّوءِ أَمَّارَةً، تُقْدِمُ عَلَى الخَطِيئَةِ بِكُلِّ جَسَارَةٍ، وَهَذِهِ النَّفْسُ هِيَ المَعْنِيَّةُ بِقَولِ اللهِ تَعَالَى: ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ))(19)، فَإِنْ تُرِكَتْ هَذِهِ النَّفْسُ وَهَوَاهَا أَرْدَتْ صَاحِبَهَا وَأَهَلَكَتْهُ، أَمَّا إِذَا زَكَّاهَا وَطَهَّرَهَا بِالإِيمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِنَّهَا تُصْبِحُ نَفْسًا مُطْمَئِنَّةً تَأْمُرُ بِالخَيْرِ وَتَنْهَى عَنِ الشَّّرِّ، وَهَذِهِ النَّفْسُ هِيَ المَعْـنِيَّةُ بِقَولِ اللهِ تَعَالَى: ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي))(20)، وَهُنَاكَ نَفْسٌ بَيْنَ النَّفْسَيْنِ، بَيْدَ أَنَّ المَسَافَةَ بَيْنَها وَبَيْنَ النَّفْسِ المُطْمَئِنَّةِ أَقْرَبُ، وَهِيَ النَّفْسُ التِي إِنْ أَسَاءَ صَاحِبُهَا لاَمَتْهُ عَلَى الإِساَءَةِ، وَإِنْ أَحْسَنَ لاَمَتْهُ عَلَى عَدَمِ الزِّيَادَةِ، تِلْكُمْ هِيَ النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ التِي أَقْسَمَ اللهُ بِهَا فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ فَقَالَ: ((لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ))(21)، وَالسَّعِيدُ مَنْ لاَمَ نَفْسَهُ عَلَى خَطَئِهَا، فَرَدَّهَا عَنْ جَهَالَتِهَا وَأَقَرَّ بِجُرْمِهَا؛ رُجُوعًا إِلَى رَبِّهِ، وَاعتِرَافًا بِذَنْبِهِ، وَلَمَّا كَانَتِ النَّفْسُ عَلَى هَذَا التَّنَوُّعِ، عُنِيَ الإِسْلاَمُ بِتَربِيَتِها وَتَقْوِيمِها؛ لِتَرتَفِعَ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ، وَتَسْمُو إِلَى مَا هُوَ أَمْـثَـلُ.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا أَنَّ النَّفْسَ إِذَا تَرَكْنَا لَهَا الزِّمَامَ، وَأَرْخَيْنَا لَهَا اللِّجَامَ؛ حَادَتْ عَنِ الطَّرِيقِ المُستَقِيمِ وَالمَنْهَجِ القَوِيمِ، أَلاَ فَلْيُحَاسِبْ كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ قَبْـلَ أَنْ يُحَاسَبَ، وَلْيَزِنْ أَعْمَالَهُ قَبْـلَ أَنْ تُوزَنَ عَلَيْهِ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
              *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ :
   لَقَدْ تَضَمَّـنَتْ تَعَالِيمُ الإِسْلاَمِ كُلَّ مَا فِيهِ صَلاَحُ النَّفْسِ وَنُورُ العَقْلِ وَسَعَادَةُ الفَرْدِ وَخَيْرُ الجَمَاعَةِ، وَمِنْ أَهَمِّ الوَسَائِلِ لِتَزْكِيَةِ النُّفُوسِ عِمَارَةُ القَلْبِ بِالإِيمَانِ، وَتَجْدِيدُهُ بِالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَالاستِعَاذَةِ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالخَوْفِ مِنَ اللهِ وَعَدَمِ الاستِجَابَةِ لِرَغَبَاتِ النَّفْسِ الدَّاعِيَةِ لِلْعِصْيَانِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى))(22)، إِنَّهَا لَمُجَاهَدَةٌ صَعْبَةٌ، لِذَا يَجْدُرُ بِالمُؤْمِنَ أَنْ يَستَعِينَ عَلَى تَزْكِيَةِ نَفْسِهِ بِاللُّجُوءِ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ وَدُعَاءٍ ضَارِعٍ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : ((نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا))، وَكَانَ يَقُولُ فِي أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ: ((اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ)). إِنَّ تَزكِيَةَ النَّفْسِ تَدفَعُ عَنِ الإِنْسَانَ القَلَقَ وَالضَّيقَ، وَتُنِيرُ لَهُ الطَّرِيقَ؛ فَيَعِيشُ فِي هُدُوءٍ وَسَكِينَةٍ، وَرَاحَةٍ وَطُمَأْنِينَةٍ، إِنَّ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ حِينَ يُعَوِّدُها صَاحِبُهَا الأَخْلاَقَ الحَمِيدَةَ وَالصِّفَاتِ الرَّشِيدَةَ، وَالأَفْعَالَ الحَسَنَةَ وَالأَقْوَالَ السَّدِيدَةَ؛ يُهَيِّئُ اللهُ لَهُ بِهَا حَيَاةً طَيِّبَةً سَعِيدَةً.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَلْيُزَكِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا نَفْسَهُ؛ لِتَبْرَأَ مِنَ الصِّـفَاتِ الذَّمِيمَةِ وَالعَادَاتِ السَّيِّئَةِ؛ فَإِنَّ بَقَاءَ النَّفْسِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ المَعَايِبِ وَالمَثَالِبِ؛ لاَ يَجْـنِي المَرْءُ مِنْهَا إِلاَّ المَصَاعِبَ وَالمَتَاعِبَ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (23).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة آل عمران/ 200.
(2) سورة الجمعة/ 10.
(3) سورة الأعراف/ 69.
(4) سورة الحج/ 77 .
(5) سورة النور/ 31.
(6) سورة المؤمنون/ 117.
(7) سورة الأنعام/ 21.
(8) سورة النحل/ 116.
(9) سورة يونس/ 17.
(10) سورة الشمس/ 7-10.
(11) سورة الأعلى/ 14.
(12) سورة البلد/ 10 .
(13) سورة الرعد/ 11.
(14) سورة النحل/ 112.
(15) سورة المائدة/ 30.
(16) سورة طـه/ 95-96.
(17) سورة يوسف/ 18.
(18) سورة النساء/ 128.
(19) سورة يوسف/ 53.
(20) سورة الفجر/ 27-30
(21) سورة القيامة/ 1-2.
(22) سورة النازعات/ 40-41.
(23) سورة الأحزاب / 56 .