خطبة عيد الأضحى المبارك1427هـ |
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء | |
20/12/2006 | |
بسم الله الرحمن الرحيم خطبة عيد الأضحى المبارك اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر. اللهُ أكبرُ، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. اللهُ أكبرُ ما هبت نسمات فجر هذا اليوم الأنور، اللهُ أكبر ما تنفس الصبح بهذا العيد الأكبر، اللهُ أكبرُ ما أشرقت شمس اليوم على الحجيج فأضاءت أجواء حرم الله الأطهر. اللهُ أكبرُ كبيرا، والحمدُ للهِ كثيرا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلا، لا إلهَ إلا اللهُ وحده، صدقَ وعده، ونصرَ عبده، وأعزَ جنده، وهزمَ الأحزابَ وحده، لا إله إلا اللهُ مخلصينَ لهُ الدينَ ولو كرهَ الكافرون. أما بعد، فيا أَيُّهَا المُؤْمِنوْنَ : اتقوا الله حق تقواه، واشكروه على نعمه وهداه، والتزموا أوامره ونواهيه تنالوا رضاه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم))(1)، واعلموا أن يومكم هذا يوم جليل قدره، جسيم أمره، عظيم أثره، يوم ختم بليلته ليال زاهرة عشر، حفت من لدن المولى سبحانه بجليل المنزلة والقدر، وشملت منه بواسع الفضل والبشر، أقسم الله بها تعظيما لقدرها فقال: ((وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ))(2)، ونوه رسوله صلى الله عليه وسلم بعظيم فضلها حيث قال: (ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، فكان مسك ختامها هذا اليوم السعيد، وتاج رأسها عيد الأضحى المجيد، الذي هو أحد عيدي المسلمين، وثانيها حسب عدة الشهور عند ذي القوة المتين، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ووجد أهلها آنذاك يحتفلون بيومين يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد أبدلكم الله خيرا منهما: يوم الفطر ويوم النحر)، وقال: (يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا أهل الإسلام)، فلله الحمد كثيرا على هذه المنة، وله الثناء عطرا والشكر جزيلا على هذه النعمة، التي خصّ الله بها هذه الأمة، وأكدها طريقة هدي وسنة فجعلها أيام أكل وشرب وفرح، وأراد لهم فيها هجر الخصومة ونبذ الفرقة وترك الجفاء، وحثهم فيها على مزيد التواصل والتراحم والتلاقي بعين الصفاء. إن العيد -يا عباد الله- بما يحمله من معان سامية روحية، وما ينطوي عليه من إلهامات ربانية جلية؛ يعتبر دعوة كريمة بالعود إلى ساحة الود والنقاء، ورجعة إلى ميدان التضامن والوحدة والإخاء، إنه إزالة لما رانه كر الجديدين وتقلبهما على بعض النفوس من شوائب الأحقاد والإحن، وتجديد لفرحه هذه الأمة وترويح من وطأة البلايا والمحن. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد. أَيُّهَا المُؤْمِنوْنَ : إنَّ الحياةَ الهانئةَ المستقرةَ والمعيشةَ الآمنةَ المطمئِنَّةَ مطلبٌ طبعيٌ يبتغيهِ الجميعُ في هذه البسيطةِ ويَنْشِدُ ضَالَّتَهُ كلُّ أحدً، ويَسعى لتحقيقِه كلُّ فردٍ، كيفَ لا وقد جاءَ عن خيرِ البشرِ أنَّ من حازَ الأمنَ والعافيةَ والسكينةَ، فقدْ حازَ الدنيا والمعيشةَ الرغيدةَ، فقدْ قالَ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أصبَحَ آمناً في سِرْبِهِ، مُعافىً في جَسَدِهِ، عندَه قوتُ يومِه، فكأَنَّمَا حِيزَتْ لهُ الدنيا بحذافِيرِهَا)، وهوَ أمرٌ ليسَ منالُهُ بالصَّعْبِ العسيرِ، بل هوَ مقدورٌ عليهِ هيِّنٌ يسيرٌ، لكنْ لِمَنْ اسْتَمْسَكَ بمَنْهَجِ اللهِ ولم يُعْرِضْ عن سبيلِ مولاه، وولَّى إليهِ وجهتَه وخطَاه، فقَدْ اقتَضَتْ نواميسُ اللهِ في كونِه وشاءَتْ سُنَنُه الربانيةُ في ملكوتِهِ أنَّ مَنْ آمنَ بهِ وعَمِلَ صالِحَا مِنْ عبادِه يَهدِيهِم بإيمانِهم إلى حياةِ الهدايةِ والسعادةِ والاطمئنانِ، يقولُ سبحانَه: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ))(3)، وقال: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)) (4)، وقال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ))، فلأَِنَّّهم حَفِظُوا اللهَ وذكَرُوهُ ولم ينسَوْه؛ حَفِظَهُم وطَمْأَنَ نفوسَهم وكَلأَهم بعنايَتِه وتولاّهم برعَايَتِه، وكَذَا مَنْ ضَلَّ عن مَنْهَجِ الرحمنِ وكانَ دأْبُه الإعراضَ والعصيانَ يكونُ جزاؤُه مِنْ جِنْسِ عَمَلِه وحصادُه من نوعِ زَرْعِه، قالَ سبحانه: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))(5)، وقال: (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ))(6)، ويقول: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ))(7). اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد. عباد الله : إنَّ الأسرةَ هي نواةُ المجتمعِ وخليَّتُه الأولى الحاضنةُ لمكوِّنَاتِه ومحتوياتِه المحددةُ لصفاتِهِ وقِيَمِهِ صَلاَحَا أو فساداً قوةً أو ضعفاً، كما إنها الأساسُ الذي تقومُ عليه مرتكزاتُ المجتمعِ وعُمُدُه، فبقدرِ ما تكونُ صحيحةَ المنشأِ قويّةَ الأركانِ متماسكةَ اللبناتِ والبُنيانِ ؛بقدرِ ما يكونُ نتاجُها خَضِرَاً يافِعَاً وعطاؤُها مُثمِرا يانعَاً، ودورُها فاعِلاً مُؤَثِّرَا، ما يعنى بالتالي مجتمَعَا صالحَا صِحِيَّا ،ولمواجَهَةِ التحدياتِ شامخاً قويَّا، ولِحياضِ أمَّتِه ورفعةِ شأنِها مُحَامِيا أبِيَّا، ولخدمَةِ مصالِحها وقضاياها الإنسانيةِ وصيانةِ مقدراتِها محافظاً وفيا، ولقد ركَّزَ دينُنَا الحنيفُ على الأسرةِ وجعلَ الاهتمامَ بسائرِ شؤونِهَا صغيرةً كانت أو كبيرةً في مقدمةِ الأولوياتِ التي عنيَّ بها وحضَّ على رعايتِهَا، ليسَ أدلُ على ذلكَ مما دلتْ عليهِ الكثرةُ الكاثرةُ مِنَ النصوصِ القرآنيةِ والنبويةِ التي أكدتْ الحفاظَ على الأسرةِ وإحاطةِ كيانِهَا بسياجِ الإيمانِ والمعروفِ والإحسانِ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الرجلُ راعٍ في بيتهِ ومسؤولٌ عنْ رعيتِهِ، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِهَا ومسؤولةٌ عن رعيتِهَا)، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: (خيرُكُم خَيرُكُم لأهلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهلي)، كلُ ذلكَ لأجلِ إقامةِ مجتمعٍ صالحٍ فاضلٍ يتمتعُ بالصحةِ والنضارةِ والعطاءِ وينعمُ بالأمنِ والسعادةِ والرخاء، وبذلكَ يتحققُ التكاملُ الاجتماعيّ المنشود، ويتمُ التواصلُ والتراحم، ويسودُ التعاضدُ والتعارفُ بين الأممِ والشعوب، فيعمرُ الكونُ متآخي اللبنات، متنامي الخيرات، متجانس المجتمعات، متفقُ التوجهاتِ ملتحمُ الرؤى والغايات، الخادمةُ لسائرِ الأممِ والبيئات، قال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))(8). اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد. عباد الله : لقد اهتم الإسلام بالمجتمع المتكامل الذي يلتزم فيه أفراده كل بحسبه في تحقيق هذا التكامل لأجل بناء مجتمع قوي، يشترك فيه أفراده في المحافظة على مصالحه العامة والخاصة، ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية عنه، بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له بأن عليه واجبات للآخرين، وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم المعيشية، ككبار السن والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والمعوزين من الفقراء والمساكين، وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم، وهذا هو التضامن والتكافل الاجتماعي الذي ينشد الإسلام تحقيقه في واقع أتباعه، تكافلا مزدوجا بين الفرد والجماعة يوجب على كل منهما التزامات تجاه الآخر، تكافلا يمزج بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة، بحيث يكون تحقيق المصلحة الخاصة مكملا للمصلحة العامة، وتحقيق المصلحة العامة متضمنا لمصلحة الفرد، فالفرد في المجتمع المسلم مسؤول تضامنيا عن حفظ النظام العام، وعن التصرف الذي يمكن أن يسيء إلى المجتمع أو يعطل بعض مصالحه، كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي وإتقان واجبه المدني، وذلك بأن يكون وجوده فعالا ومؤثرا في المجتمع الذي يعيش فيه، نستشف ذلك من قوله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))(9)، والجماعة أيضا مسؤولة عن حفظ حرمات الفرد وكفالة حقوقه وحرياته الخاصة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان لديه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له). اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد. عباد الله : ومما يشرع لكم في هذا اليوم أو أيام التشريق الثلاثة التي بعده ما شرع على من قبلكم ذبحا من الأضاحي تتقربون بها إلى بارئكم، تأسيا بأبيكم إبراهيم -عليه السلام- واقتداء بنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم حيث أمره الله تعالى في سورة الكوثر فقال سبحانه: (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) (10)، ولكي تكون الأضحية متقبلة مرضية مأجورة يشترط سلامتها من العيوب والعاهات الظاهرة لقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: (أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين عرجها، والعجفاء التي لا تنقي) -أي التي لا مخ لها من شدة الهزال-، وهي لا تجزئ إلا بعد الصلاة، وما ذبح قبلها فهو صدقة كباقي الصدقات، وإن مما ينبغي أن يستحضره المسلم عند ذبحه لأضحيته طلب الأجر والمثوبة ونيل التقوى منه سبحانه، ((لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ))(11)، وينبغي للمسلم أن يقسم أضحيته ثلاثا: لطعامه وادخاره وللفقراء والمحتاجين، فأعطوا فقراءكم وكلوا وادخروا، كما يسنُّ التكبير دبر الصلوات المفروضات ابتداء من ظهر اليوم وإلى عصر آخر يوم من أيام التشريق الثلاثة التي بعده. فحُقَّ لكم -يا عباد الله- أن تكونوا بهذا اليوم جذلين، ولبعضكم البعض مهنئين، وعلى الألفة مجتمعين، ولعون وحاجة إخوتكم حريصين، وإلى نداء ربكم عز وجل مستجيبين، حين ناداكم في قوله: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))(12)، ونداء نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: (كونوا عباد الله إخوانا). هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا))(13). اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ : ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)). (1) سورة الحديد / 28 . (2) سورة الفجر / 1-2 . (3) سورة يونس / 9 . (4) سورة النحل / 97 . (5) سورة طه / 124 . (6) سورة النحل / 112 . (7) سورة الانعام / 153 . (8) سورة الحجرات / 13 . (9) سورة المائدة / 2 . (10) سورة الكوثر / 2 . (11) سورة الحج / 37 . (12) سورة آل عمران / 103 . (13) سورة الأحزاب / 56 . |
|
آخر تحديث ( 26/12/2006 ) |