حُسْنُ الـعَـزاءِ
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
03/08/2009

خطبة الجمعة بتاريخ 15 شعبان 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حُسْنُ الـعَـزاءِ

   الْحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ مَا يُخَفِّفُ أَلَمَ المُصَابِينَ، وَأَمَرَ بِتَنْفِيسِ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ، وَحَثَّ عَلَى الدُّعَاءِ بِالرَّحْمَةِ لِصَالِحِ المَيِّتِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ يُعْظِمُ أَجْرَ الصَّابِرِينَ، سُبْحَانَهُ جَعَلَ شِعَارَ المُؤْمِنِينَ عِنْدَ المُصَابِ ((إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ))(1)، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيْرُ البَشَرِ، كَانَ يَتَلَقَّى المَصَائِبَ بِالتَّسْـلِيمِ وَالصَّبْرِ، وَيُعَزِّي أَصْحَابَهُ بِتَذْكِيرِهِمْ بِثَوَابِ الصَّابِرِ وَالأَجْرِ، -صلى الله عليه وسلم-  وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَـ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))(2)، واعلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَنَّ طَبْعَ النَّفْسِ البَشَرِيَّةِ، وَفِطْرَةَ الطَّبِيعَةِ الإِنْسَانِيَّةِ، أَنَّهَا تَتَأَثَّرُ بِالأَحْدَاثِ وَالمَصَائِبِ، وَتَنْزَعِجُ مِنَ الآلاَمِ وَالمَتَاعِبِ، وَلِذَلِكَ فَهِيَ فِي حَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُواسِيهَا عِنْدَ الرَّزِيَّةِ، ويُخَفِّفُ مِنْ أَحْزَانِهَا عِنْدَ البَلِيَّةِ، وَيُذَكِّرُهَا بِاللهِ لِتَصْبِرَ فَتَظْفَرَ بِالسَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(3)، هَذَا وَإِنَّ مِنْ لُطْفِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ بِنَا، أَنْ شَرَعَ المُوَاسَاةَ إِذَا مُصَابٌ أَصَابَنَا، وَالتَّعْزِيَةَ عِنْدَ وَفَاةِ عَزِيزٍ عَلَيْنَا، وَوَعَدَ عَلَى ذَلِكَ عَظِيمَ الثَّوَابِ وَالأَجْرِ، وَجَعَلَهُ مِنْ ضُرُوبِ التَّواصِي بِالصَّبْرِ، وَالتَّعاَوُنِ عَلَى الخَيْرِ وَالبِرِّ، قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(4)، وَلاَ رَيْبَ أَنَّ تَعْزِيَةَ المُسْـلِمِ، وَحَثَّهُ عَلَى الصَّبْرِ وَالتَّسْـلِيمِ للهِ مِنْ جُمْـلَةِ البِرِّ الذِي حَثَّ اللهُ عِبَادَهُ عَلَى بَذْلِهِ وَالإِعَانَةِ عَلَيْهِ، فَالآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى ضَرُورَةِ الشُّعُورِ بِالمُسْـلِمِينَ، وَإِعَانَتِهِمْ عَلَى الخَيْرِ، وَبَذْلِ المَعْرُوفِ لَهُمْ، وَمَدِّ يَدِ العَوْنِ إِلَيْهِمْ مَتَى مَا احتَاجُوا إِلَى ذَلِكَ، وَمِنْ أَعْظَمِ أَوقَاتِ حَاجَةِ المُسْـلِمِ إِلَى عَوْنِ أَخِيهِ وَقْتُ نُزُولِ المَصَائِبِ وَوُقُوعِ البَلاَءِ، وَعَنْ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  أَنَّهُ قَالَ: ((مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلاَّ كَسَاهُ اللهُ حُلَلَ الكَرَامَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ))، وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ -صلى الله عليه وسلم-  إِذَا فَقَدَ أَحَدُ أَصْحَابِهِ عَزِيزًا عَلَيْهِ، بَادَرَ بِأَدَاءِ التَّعْزِيَةِ وَالمُوَاسَاةِ إِلَيْهِ، يُصَبِّرُ فِي تَعْزِيَتِهِ الحَيَّ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَيَدْعُو لِصَالِحِ المَيِّـتِينَ مِنْ أَحْبَابِهِ، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِكَ لاَ يَقُولُ إِلاَّ حَقًّا، وَيَنْشُرُ عَلَى المُصَابِ عَطْفًا وَرِفْقًا، فَعَنْ قُرَّةَ المُزَنِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  إِذَا جَلَسَ، يَجْـلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَمِنْهُمْ رَجُلٌ لَـهُ ابنٌ صَغِيرٌ، يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، فَيَقْعُدُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ - أي الابنُ - فَامتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الحَلْقَةَ؛ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  فَقَالَ: ((مَالِي لاَ أَرَى فُلاَنًا؟)) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، بُنَيُّهُ الذِي رَأَيتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-  ، فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ. 
   أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :
   إِنَّ التَّعْزِيَةَ إِحْسَاسٌ بِمُصَابِ المُصَابِينَ، وَهُوَ صَفِةٌ مِنْ صِفَاتِ المُؤْمِنِينَ، فَهُمْ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ يُحِسُّ فِيهِ جَمِيعُهُمْ بِمُعَانَاةِ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهِ؛ فَيَسْعَوْنَ إِلَى التَّخْفِيفِ عَنْهُ، فَعَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ((مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَـهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى))، وَلاَ مِرَاءَ أَنَّ التَّعْزِيَةَ عَوْنٌ لِلأَخِ المُسْـلِمِ، وَتَفْرِيجٌ لِكُرْبَتِهِ، وَالسَّعْيَ إِلَيْهَا سَعْيٌ فِي حَاجَةِ المُسْـلِمِ، وَأَلْفَاظَهَا مِنْ جُمْـلَةِ الكَلاَمِ الطَّيِّبِ الذِي حَثَّ الشَّرعُ عَلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، قَالَ تَعَالَى: (( أََلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ))(5)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  : ((الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ))، فَكَلِمَاتُ العَزَاءِ وَعِبَارَاتُ المُوَاسَاةِ مِمَّا يُثَبِّتُ المُؤْمِنَ، وَيُعِينُهُ عَلَى تَحَمُّـلِ مُصَابِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى بَلْوَاهُ، وَدَفْعِ كَيْدِ الشَّيْطَانِ عَنْهُ، وَهِيَ لِقَائِلِهَا صَدَقَةٌ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الحَدِيثُ، وَكَمَا جَاءَتِ الأَدِلَّةُ حَاثَّةً عَلَى إِعَانَةِ المُسْـلِمِ، وَالوُقُوفِ بِجَانِبِهِ عِنْدَ كُرَبِهِ، وَالسَّعْيِ فِي تَنْفِيسِهَا، جَاءَ مِنْهَا مَا يَنْهَى عَنْ إِسْلاَمِهِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، فَعَنِ ابنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-   قَالَ: ((المُسْـلِمُ أَخُو المُسْـلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْـلِمُهُ))، وَتَرْكُ مُوَاسَاةِ المُصَابِ وَتَصْبِيرِهِ، وَإِينَاسِهِ فِي كُرْبَتِهِ، هُوَ إِسْلاَمٌ لِلْمُسْـلِمِ إِلَى هَمِّهِ وَحُزْنِهِ، كَمَا هُوَ إِسْلاَمٌ لَهُ إِلَى الشَّيْطَانِ يُحْزِنُهُ، ويُؤَيِّسُهُ وَيُقَنِّطُهُ، لِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ  -صلى الله عليه وسلم-  عِنْدَمَا يُعَزِّي أَصْحَابَهُ يَغْرِسُ فِيهِمْ رُوحَ الأَمَلِ بِعِوَضِ اللهِ القَادِرِ، وَثَوَابِهِ وَلُطْفِهِ وَرَحْمَتِهِ لِكُلِّ مُحْتَسِبٍ صَابِرٍ، فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  عَزَّاهَا فِي زَوْجِهَا أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْ فِي عَقِبِهِ فِي الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّر لَهُ فِيهِ))، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْـفَرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  عَزَّاهُ فِي أَبِيهِ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْـفَرًا فِي أَهْـلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ))، هَكَذَا كَانَ -صلى الله عليه وسلم-  يُعَزِّي أَصْحَابَهُ، يَدْعُو لِلْحَيِّ بِالبَرَكَةِ وَالنَّمَاءِ وَحُسْنِ الخَلَفِ مِنَ اللهِ، وَيَدْعُو لِلصَّالِحِينَ مِنَ المَوتَى بِعَفْوِهِ وَمَغْفِرَتِه وَرِضَاهُ.
   أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :                              
   إِنَّ التَّعْزِيَةَ وَإِنْ كَانَتْ مَشْرُوعَةً مُرَغَّبًا فِيهَا، هِيَ طَاعَةٌ كَسَائِرِ الطَّاعَاتِ، تُؤَدَّى فِي حُدُودِ الإِمْكَانِ وَالقُدُرَاتِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَيْهَا تَقْصِيرٌ فِيمَا هُوَ أَوْكَدُ مِنْهَا مِنَ القُرُبَاتِ، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى شَيءٍ مِنَ المُخَالَفَاتِ، وَالمُتَأَمِّـلُ فِي حَالِ بَعْضِ المُعَزِّينَ اليَوْمَ، يَجِدُ فِي تَصَرُّفَاتِهِمْ بَعْضَ مَا يَستَحِقُّ الإِنْكَارَ وَاللَّوْمَ، فَبَعْضُهُمْ يَتَكلَّفُ قَطْعَ المَسَافَاتِ الطَّوِيلَةِ، وَرُبَّمَا أَضَاعَ بِذَلِكَ كَثِيرًا مِنَ الأَعْمَالِ الجَلِيلَةِ، مُكَلِّفًا نَفْسَهُ بِذَلِكَ فَوْقَ طَاقَتِهَا، وَمُعَرِّضًا لَهَا مَا يُؤثِّرُ فِي صِحَّـتِها، وَيَزْدَادُ العَجَبُ عِنْدَما يَكُونُ الطَّرِيقُ تَكْتَنِفُهُ الأَخْطَارُ، لِبُعْدِ المَسَافَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ مُسَبِّبَاتِ الأَضْرَارِ، فَقَدْ نُهِينَا عَنِ العَنَتِ وَالتَّكْلِيفِ، وَأُمِرْنَا بِالمُرَاعَاةِ وَالتَّخْفِيفِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ))(6)، وَالمُتَأمِّـلُ فِي النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ، وَالنَّاظِرُ فِي الآثارِ النَّبَوِيَّةِ، يَجِدُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ مَصْـلَحَةٌ يُمْكِنُ تَحقِيقُها بِكَثِيرٍ مِمَّا أَتَاحَهُ اللهُ لَنَا، وَغَايَةٌ يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهَا بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ مَنَّ اللهُ بِهَا عَلَيْنَا، فَمَا الضَّيْرُ أَنْ تَكُونَ التَّعْزِيَةُ بِالرَّسَائِلِ، أَو بِالهَاتِفِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الوَسَائِلِ؟ فَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ ( قَالَ: أَرْسَلَتْ ابنَةُ النَّبِيِّ  -صلى الله عليه وسلم-  إِلَيْهِ أَنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِِنا؛ فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: ((إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْـتَسِبْ))، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأتِيَنَّها، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وأُبِيُّ بنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  الصَّبِيُّ؛ فَفَاضَتْ عَيْنَا الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-  بِالدُّمُوعِ، فَقَالَ سَعْدُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذا؟ فَقَالَ: ((هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ))، فَنَجِدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  فِي البِدَايَةِ أَرْسَلَ بِتَعْزِيَتِهِ، وَذَهَبَ بَعْدَ ذَلِكَ استِجَابَةً لِقَسَمِهَا، وَمُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِهَا، وَلاَ رَيْبَ فَهُوَ الأَبُ الحَنُونُ، وَرَحْمَةُ اللهِ لِلْعَالَمِينَ، فَإِذَا كَانَ هَذَا هُوَ هَدْيَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-  بإِرْسَالِ التَّعْزِيَةِ، وَعَدَمِ التَّكَلُّفِ لَهَا، أَفَيُسَوَّغُ بَعْدَ ذَا لِمُوَظَّفٍ أَنْ يُسَافِرَ لِلْعَزَاءِ طَوِيلَ المَسَافَاتِ، ويُعَطِّلَ إِنْجَازَ مَا بِيَدِهِ مِنْ مَصَالِحِ النَّاسِ وَقَضَاءِ الحَاجَاتِ؟! وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى عَمَلِهِ العُقُودَ، فَأَيْنَ الوَفَاءُ بِالأَمَانَةِ وَالعُهُودِ؟ قَالَ تَعَالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ))(7)، وَالعَامِلُ عِنْدَمَا يَعُودُ مِنْ عَمَلِهِ فِي إِجَازَتِهِ الأُسْبُوعِيَّةِ، تَنْتَظِرُهُ أُسْرَتُهُ بِلَهَفٍ لِقَضَاءِ حَاجَاتِهَا الضَّرُورِيَّةِ، فَكَيْفَ يُهْمِلُ وَاجِبَ الزَّوْجِ وَالأَبْنَاءِ، وَيشْتَغِلُ عَنْهُ بِالسَّفَرِ الطَّوِيلِ لأَدَاءِ العَزَاءِ؟ وَفِي الحَدِيثِ: ((كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ))، وَالشَّرْعُ إِنَّمَا قَصَدَ بِالتَّعْزِيَةِ تَسْلِيَةَ أَهْلِ المُصِيبَةِ، وَحَثَّهُمْ عَلَى الصَّبْرِ وَالاحتِسَابِ، وَهَذَا المَقْصُودُ يَحْصُلُ مِنْ غَيْرِ سَفَرٍ وَلاَ انْتِقَالٍ، فَيَا مَنْ أُصِبْتَ بِفَقْدِ عَزِيزٍ أَو قَرِيبٍ: لاَ تُكلِّفْ إِخْوَانَكَ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ، وَلاَ تَحْسَبْ عَدَمَ وُصُولِهِمْ دَلِيلاً عَلَى عَدَمِ اكتِرَاثِهِمْ، وَاقْبَلْ مِنْهُمُ التَّعْزِيَةَ بِأَيِّ صُورَةٍ مَشْرُوعَةٍ حَصَلَتْ، سَواءً بِاتِّصَالٍ أَو بِرِسَالَةٍ أُرْسِلَتْ، وَلاَ تُحْرِجْ بِذَلِكَ المُتَفَرِّغِينَ لِخِدْمَةِ النَّاسِ، وَالقَائِمينَ عَلَى سَائِرِ المَصَالِحِ مِنَ العَامِلِينَ الأُمَنَاءِ.                               
   أَيُّهَا المُسْـلِمُونَ :                               
   إِذَا أَتَيْنَا إِلَى حَالِ بَعْضِ النِّسَاءِ؛ وَجَدْنَا بَعْضَ المُخَالَفَاتِ فِي شَأْنِ العَزَاءِ، فَقَدْ يَستَمِرُّ الحِدَادُ وَالعَزَاءُ عِنْدَ بَعْضِهِنَّ عَشَرَاتِ الأَيَّامِ، وَرُبَّمَا امتَدَّ شُهُورًا مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَضْيِيعٍ لِوَاجِبَاتٍ عِظَامٍ، وَهَذَا حَالٌ لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الصَّالِحَاتُ مِنْ نِسَاءِ الإِسْلاَمِ، فَفِي الأَثَرِ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ دَعَتْ ابنَتُهُ أُمُّ حَبِيبةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ بِطِيْبٍ، فَمَسَحَتْ خَدَّيْهَا وَذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيْبِ مِنْ حَاجَةٍ لَولاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  يَقُولُ: ((لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّها تَحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا))، فَأَيْنَ هَذَا الهَدْيُ مِنْ تَفَرُّغِ المَرْأَةِ لِبُيُوتِ العَزَاءِ؟ مَعَ مَا فِي مَجَالِسِهَا مِنَ الغِيْبَةِ وَالمِرَاءِ، تَتَفَرَّغُ لِذَلِكَ تَارِكَةً وَاجِبَاتِ بَيْـتِهَا، مُهْمِلَةً تَرْبِيَةَ أَوْلاَدِهَا، مُتَجَاهِلَةً حُقُوقَ زَوْجِهَا.
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واحْرِصُوا فِي مُصَابِكُمْ عَلَى مَا يُرْضِي رَبَّـكُمْ، وَيُعْظُمُ بِهِ ثَوَابُكُمْ؛ يُخْلِفْكُمُ اللهُ خَيْرًا فِي مَصَائِبِكُمْ، وَيُثِبْكُمْ عَلَى صَالِحِ أَعْمَالِكُمْ.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
                                                      *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   إِنَّ مِنْ حُسْنِ العَزَاءِ الوَقُوفَ إِلَى جَانِبِ المُصَابِ فِي رِعَايَتِهِ، بِأَنْ يَبْذُلَ لَهُ المُعَزِّي مَا يَستَطِيعُ مِنْ لُطْفِهِ وَرِعَايَتِهِ، فَيَتَعَهَّدَهُ بِمَا يَحتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ شُؤُونِ حَيَاتِهِ، فَيُوَفِّرَ لَهُ المَشْرَبَ وَالطَّعَامَ، وَيُحْـنِيَ عَلَى الأَرْمَلَةِ وَيَعْطِفَ عَلَى الأَيْتَامِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-  لَمَّا جَاءَهُ نَعْيُ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: ((اصْنَعُوا لآلِ جَعْـفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ عَنْهُ))، فَأَيْنَ هَذَا الهَدْيُ النَّبَوِيُّ الكَرِيمُ، لِمَا عَلَيْهِ بَعْضُ النَّاسِ مِنَ الحَالِ السَّـقِيمِ، مِنْ تَكْلِيفِ المُصَابِينَ بِإِعْدَادِ الوَلاَئِمِ لِلْمُعَزِّينَ؟ وَرُبَّمَا تَكلَّفُوا بِذَلِكَ الاقْتِرَاضَ وَالدَّيْنَ، وَفِي الحَدِيثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  قَالَ: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْـلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مَنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْـلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ))، وَفِي الذِّكْرِ الحَكِيمِ يُبَيِّنُ اللهُ مَا يَجِبُ عَلَى الحَيِّ تِجَاهَ أَبْنَاءِ المَيِّتِ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))(8)، هَذَا هُوَ الوَاجِبُ، إِنَّهُ الإِصْلاَحُ بِكُلِّ مَا تَحْمِلُهُ هَذِهِ الكَلِمَةُ مِنْ مَعْنًى، وَعَنْ سَهْـلِ بنِ سَعْدٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-  : ((أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا -وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا-)).
   فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَأَكْرِمُوا مَوْتَاكُمْ، وَأَحْسِنُوا ذِكْرَهُمْ، وَأَنْفِقُوا عَلَى ذَوِيهِمْ؛ يُحْسِنِ اللهُ إِلَيْكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ وَبَعْدَ مَمَاتِكُمْ.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (9).
   اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة البقرة/ 156.
(2) سورة الحشر/ 18.
(3) سورة آل عمران/ 200.
(4) سورة المائدة/ 2.
(5) سورة إبراهيم/ 24-25 .
(6) سورة الطلاق/ 7.
(7) سورة المائدة/ 1.
(8) سورة البقرة/ 220.
(9) سورة الأحزاب / 56 .

آخر تحديث ( 03/08/2009 )