إياكم والعجلة |
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء | |
20/12/2006 | |
بسم الله الرحمن الرحيم إياكُم والعَجَلَة الحَمْدُ للهِ الخبيرِ الحكيم، دعا عبادَهُ المؤمنينَ إلى التأنِّي في الأمور؛ ليُخَلِّصَهُم مِنَ المآسي والشُّرُور، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، كرَّمَ الإنسانيةَ وزكَّاهَا، وفضَّلها بما وهبهَا مِنَ العقلِ والأخلاقِ وحلاَّهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خير مَنْ أدَّب، وأفضل مَنْ هذَّب، قالَ عنهُ ربُّه: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))(1)، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إنَّ البواعثَ التي تسوقُ المرءَ إلى عملٍ ما وتدفعهُ إلى خوضِ غمارِ الحياةِ بظروفِها الواقعةِ كثيرةٌ مُتباينة، يَبينُ لِتبايُنِهَا مواقفُ أهلِ الاحتكاكِ بها، فتكونُ نفوسُهُم إحدى نفسَين: إمَّا نَفْسٌ عَجِلَةٌ تُثيرُ الفوضى في المنظومِ المُحكَم، وإمَّا نَفْسٌ متأنِّيةٌ مُتَّئدةٌ يُشرِقُ نبلُهَا مِنْ داخلِها فتُحسِنُ التصرُّفَ وَسْطَ الأعاصير، ومِنَ المقرَّراتِ التي لا ينبغي أنْ يُتجاهلَ عنها أنَّ تكرارَ المواقفِ واستحكامَها وترادُفَ الضوائقِ والعلائقِ وتعقُّدَ حبالِها ليسَ لها إلا التأنِّي وحدَهُ بعدَ اللهِ سبحانه وتعالى، إذِ التأنِّي عاصِمٌ بأمرِ اللهِ منَ التخبُّطِ وواقٍ منَ القنوطِ في الوقتِ نفسِه، ولا بُدَّ للمرءِ في حياتهِ أنْ يبنيَ أعمالَهُ وآمالَهُ على ذلك، وإلاَّ كانَ هازلاً تاركاً حظوظَ العجلةِ أنْ تصنعَ لهُ شيئاً ما، أو تُبْدِيَ لهُ منَ التدبيرِ ما قصَّرَ هوَ في تدبيرهِ لنفسه، فإنَّ هُناكَ أقواماً يجعلونَ منَ اللجوءِ إلى العَجَلَةِ ستاراً يواري تفريطَهُمُ المعِيب، وهذا في الحقيقةِ التواءٌ لا يليقُ بالعُقَلاءِ، فلا يَجلبُ لهم إلاَّ المعرَّةَ والعودَ بالألمِ فيما طلبوا منهُ السلامةَ، وبالنصبِ والأرقِ فيما رجوا منهُ الراحة، وذلكَ كلُّهُ مما كرِهَهُ لنا الدينُ الحنيف، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ ويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعطي على ما سِوَاه)، وقالَ صلى الله عليه وسلم: (منْ يُحرَمِ الرِّفقَ يُحرَم الخير كُله). أيُّها المؤمنون : العجلةُ هي داءُ المجتمعاتِ في القديمِ والحديثِ، كما أنَّها ثغرةٌ في إنسانيَّةِ المرء، وهي بالتالي إذا تبدَّتْ فيهِ كانت ثُلمةً في حُسنِ تصرُّفهِ وتدبيره! العجلةُ هي فعلُ الشيءِ قبلَ أوانهِ اللائقِ به، فهيَ بذلكَ تكونُ منْ مقتضياتِ الشهوةِ البغيضةِ لخروجِهَا عنْ إطارِهَا المشروعِ لها، يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: ((وَيَدْعُ الأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الأِنْسَانُ عَجُولاً))(2)، ويقولُ جلَّ شأنُه: ((خُلِقَ الأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ))(3)، ويقولُ سُبحانَهُ مخاطباً نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم : ((وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ))(4)، وقال له: ((لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ))(5)، لقدْ جاءَ لفظُ العجلةِ في القرآنِ مُتَصَرِّفاً في سبعةٍ وثلاثينَ موضعاً أكثرُها على سبيلِ الذمّ، مما يدلُّ على تنفيرِ الإسلامِ منهُ ونهيِ أتباعهِ عنه، لأنَّهُ في غالبهِ ثورةٌ نفسيةٌ خاليةٌ منْ تقديرِ العاقبة، ومِنَ الإحاطةِ بالظروفِ والملابسات، ومِنْ أخذِ الأهبةِ والاستعداد. أيُّها المسلمون : قدْ تبدو هذهِ العجلةُ المذمومةُ في أعمالِ بعضِ الناسِ وتصرُّفاتِهم، فتوجدُ في الحكمِ على الأشخاصِ قبلَ البحثِ والتحرِّي، وفي سُوءِ الظَّنِّ قبلَ التثبُّتِ واليقين، معَ أنَّ المولى سُبحانَهُ وتعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))(6)، ومِنَ الناسِ من يعجلُ في الغضبِ فيستجيبُ لثورةِ النفسِ المؤديةِ إلى الوقوعِ في المحذور؛ فيتصرَّفُ في لسانهِ وفعلهِ قبلَ مراجعةِ قلبهِ وعقلِه؛ فلا يزمُّ نفسهُ ولا يتريّث، بل يَهذي بكلامٍ ويشططُ في أفعالٍ يحتاجُ بعدها إلى اعتذارٍ طويلٍ وتلفيقٍ لافتٍ فيقعُ فيما نَهى عنهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تتكلم بكلامٍ تعتذرُ منهُ غداً)، ومنْ هُنا حثَّ الإسلامُ المؤمنَ على أنْ يُفكّرَ في عواقبِ الكلمةِ قبلَ أنْ ينطقَ بها لسانُه، فلسانُ العاقلِ وراءَ قلبه، وقلبُ الأحمقِ وراءَ لسانِه، ومَنْ نظرَ في العواقبِ سلِمَ مِنَ النوائب، ومنْ أسرعَ الجوابَ أخطأَ الصواب، وقدْ قيل: "إياكَ وما يسبقُ إلى القلوبِ إنكارُه، ولو كانَ عندكَ اعتذارُه". ولربما لم تُفلح المعاذيرُ ولم تُرقع الفتوقُ، كلُّ ذلكَ لعجلةِ لحظة، وبخاصةٍ فيما يُثِيرُ الخصومةَ ويعجِّلُ الطلاقَ حتى عُدَّ الطلاقُ يميناً عندَ البعضِ وضرباً مِنَ اللهوِ يُنقَضُ بهِ كثيرٌ مِنْ عُرى الزوجية، فيقعُ الندمُ ولاتَ ساعةَ مندم، ويَسبِقُ السيفُ العذل، ولكلِ شيءٍ في الحياةِ وقتهُ؛ وغايةُ المستعجلينَ فوتُه، والقاعدةُ المشهورةُ تقول: "منْ تعجَّلَ شيئاً قبلَ أوانهِ عُوقِبَ بحرمانه"، فما لم تُصلِحْهُ الأناةُ لنْ تُصلِحَهُ العجلة، وذو التثبُّتِ حالُه مِنْ حمدٍ إلى ظفر، أما المستعجلُ فتصحبُهُ الندامةُ وتَبعُدُ عنهُ السلامة، لأنَّهُ يقولُ قبلَ أنْ يعلمَ، ويُجِيبُ قبلَ أنْ يفهمَ، ويَحمدُ قبلَ أنْ يُجرِّبَ، ويَذمُّ بعدما يَحمد، ويعزمُ قبلَ أنْ يُفكِّرَ، ويمضي قبلَ أنْ يعزم، ولقدْ كانت العربُ في القديمِ تُكنِّي العجلةَ أمَّ الندامات والمثلُ السائدُ: "في التأني السلامةُ وفي العجلةِ الندامة". إنَّ التأنِّيَ معَ الصبرِ سببٌ في التحصيلِ المتكاملِ في شتى شؤونِ الحياة بدءاً منَ العلمِ والتعلم، وانتقالاً إلى التربيةِ والتكوينِ ثُمَّ الكسبِ والتكسُّبِ مِمَّا أحلَّ اللهُ وأباح، فليسَ المرءُ يُولَدُ عالماً غنيّاً حليما، وإنَّما العِلمُ بالتعلُّمِ والحِلمُ بالتحلُّم، والغِنَى بالتكسُّب، وإنَّ القليلَ بالقليلِ يَكثُر، ألا وإنَّ بروزَ العجلةِ في هذا الميدانِ لَهُوَ المُؤْذنُ بالفشلِ الذريعِ وكثرةِ الفتوقِ والقنوطِ منَ التكامل. فاتقوا اللهَ -عباد الله-، وعليكُم بالتُّؤدةِ والتأنِّي تُفلِحُوا، وإياكُم والعجلة فليستْ مِن هديِ النبي صلى الله عليه وسلم ولا هيَ مِنْ شأنِه، فما علينا إلاَّ الأناة والانضباط في الأعمالِ وعدم استعجالِ قطفِ الثمرةِ، لأنَّ المؤمَّلَ غَيْبٌ وليسَ لنا إلاَّ الساعةَ التي نحنُ فيها، وإنَّ غداً لناظرهِ قريب. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ. *** *** *** الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : اتقوا اللهَ تعالى، واعلمُوا أنَّ مِنَ الناسِ مَنْ لا يُحسِنُ التؤدةَ والأناةَ كما أنَّهُ بعيدُ الإتقانِ لِمواطنِ العجلةِ المحمودة؛ فلا هوَ مِنْ أهلِ الأناةِ فيُحمَد، ولا أحسنَ مواضعَ العجلةِ فيُشكَر، حيثُ يبلغُ في البطءِ غايتَهُ ويصلُ في العجلةِ مزلَّتَها، والدينُ الإسلاميُّ دِينٌ وسطٌ لا يرضى بالإفراطِ ولا التفريط، ولا المغالاةِ ولا المجافاة، فنظرَ للعجلةِ نظرةً عادلة، إذْ كَرِهَهَا في مواضعَ وندبَ إليها في مواضعَ أُخرى، فكما أنَّ التأنِّي مندوبٌ إليهِ في ظروفٍ تليقُ بهِ فإنَّ ظُروفاً أُخرى تليقُ بالعجلة، وربما فاتَ قوماً جُلُّ مطلبِهم مِنَ التأنِّي وكانَ الأمرُ في مُحصِّلتِهم لو عجلُوا، وليسَ معنى تنفيرِ الإسلامِ مِنَ العجلةِ أنَّهُ يُرِيدُ أنْ يُعلِّمَ أتباعَهُ البُطءَ في الحركةِ أو الضعفَ في الإنتاجِ أو التراخيَ في العملِ والكسلَ في أداءِ الواجبات، كيفَ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (بادروا بالأعمال)، كما دعا عليهِ الصلاةُ والسلامُ لأُمَّتهِ فقال: (اللهمَّ باركْ لأُمَّتي في بكورِهَا). ومِنْ هذا المنطلقِ -عبادَ الله- كانَ ثَمَّةَ أمورٍ ومواقفَ تتطلَّبُ مِنَ العاقلِ التصرُّفَ الحازمَ والعملَ السريعَ ما لا يناسبهُ التأجيلُ والتسويف، مثل العجلةِ في اغتنامِ الأوقاتِ وتركِ التسويفِ فيها، وكذا التعجيلُ بالتوبةِ لِمَنْ وقعَ في المعصية، فاللهُ تعالى يقول: ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ))(7)، ويقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (اتبعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا)، وقدْ حثَّ النبيُّ على كتابةِ الوصيةِ حتَّى تُؤدَّى الأماناتُ إلى أهلِها، وتُعادَ الحقوقُ إلى أربابِها، يقولُ صلى الله عليه وسلم: (ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يُريدُ أنْ يُوصِيَ بهِ يبيتُ ليلتَينِ إلاَّ ووصيتُهُ مكتوبةٌ عِندَهُ)، والعجلةُ مطلوبةٌ مِنَ المُسافِرِ بأنْ يَرْجَعَ إلى أهلهِ إذا قَضَى حاجتَهُ مِنْ سفرِه، يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (السفرُ قِطعَةٌ مِنَ العذابِ يمنعُ أحدُكُم طعامَهُ وشرابَهُ ونومَهُ فإذا قضى أحدُكُم نهمتَهُ فليُعجِّلْ إلى أهلِه)، وكذلكَ التعجيلُ في قضاءِ الدَّينِ مطلوبٌ خوفاً مِنْ مباغتةِ الأجل، وشكراً للدَّائنِ الذي ساعدَ وأعانَ في وقتِ الضيق. فاتقُوا اللهَ -عبادَ الله-، وأدُّوا جميعَ الواجباتِ في أوقاتِها، وسارِعُوا إلى فعلِهَا قبلَ فواتِهَا. هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا))(8). اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ : ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)). (1) سورة القلم / 4 . (2) سورة الإسراء/ 11. (3) سورة الأنبياء/ 37. (4) سورة طه/ 114. (5) سورة القيامة/ 16. (6) سورة الحجرات / 16. (7) سورة النساء/17. (8) سورة الأحزاب / 56 . |