كن طموحا
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
31/05/2007
خطبة الجمعة بتاريخ 15 جمادى الأولى 1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كُـنْ طَمُوحاً
    الحَمْدُ للهِ الذي حَثَّنَا على المُسَارَعَةِ إلى الخَيْرَات، وأَمَرَنَا بالتَّطَلُّعِ إِلى أَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ  وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، ربَّى أَصْحَابَهُ على الطُّمُوحِ والعُلا، وغَرَسَ فيهمُ التَّطَلُّعَ إِلى الذُّرَى، صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
     أَمَّا بَعْدُ، فاتَّقُوا اللهَ -عبادَ اللهِ- واعْمَلوا بما فيه رضاهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) (1)،  واعْلَموا -رَحِمَكُم اللهُ- أنَّ الإِنْسَانَ بِحُكْمِ تَكَوُّنِهِ المُزدَوَجِ بَيْنَ المادِّيَّةِ والمعنويَّةِ، وتقويمِهِ الرَّبَّانيِّ بِكافَّةِ جوانبِ شخصيَّتِهِ الذَّاتِيَّةِ، وبِمَا جَعَلَ اللهُ فيهِ مِنَ السِّمَاتِ المَوْضُوعيَّةِ، ومَا وَهَبَهُ مِنَ العَطَاءاتِ الإلهيَّةِ، مَغْروسٌ في حَقِيقَتِه أَنْ يَطْمَحَ وَيَتَطَلَّّعَ، ويدْرُسَ المسْتَقْبلَ ويتَفَكَّرَ، فَهو يَتَطَلَّّعُ لِلزِّيادةِ بِطَبْعِه، وهذا مِنْ حَقِّهِ كَمَخْلُوقٍ مُسْتَخْلَفٍ فِي الأَرْضِ، مُكَرَّمٍ مِنْ خَالِقِه، ومُمَيَّزٍ مِنْ مُبْدِعِهِ جَلَّ وعَلا، فالطُّمُوحُ مَطْلَبٌ فِطْريٌ للنَّفْسِ الإِنسَانِيَّةِ، وهوَ إِرَادةٌ تَنْبُعُ مِنْ رَغْبَةِ النَّفْسِ في الكَمَالِ البَشَريِّ والرُّقِيِّ الإِنسانيِّ، كَمَا أنَّهُ تصْمِيمٌ على تَحقِيقِ الهَدَفِ بَعْدَ تَحْدِيدِه، فَيَنْبَغي على العَاقِلِ اللَّبيبِ أَلاَّ يَقْنَعَ بِمَا عليهِ حَالُه، بَلْ يَنْزِعُ إِلى مَعَالي الأُمُورِ، ويَعْمَلُ على تَغْييرِ وضْعِهِ إِلى مَا هوَ أَفْضَلُ وأَرْقَى، لِيَضْمَنَ لِنَفْسِهِ السَّلاَمةَ مِنَ الشُّرُورِ، يُسَابِقُ إِلى الفَضَائِلِ، ويَنْفرُ مِنَ الرَّذَائلِ، يَقُولُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفَاسفَها).
    أيُّهَا المُسْلِمونَ:
    إنَّ الطُّمُوحَ الصَّادِقَ هوَ ذَلِكَ الأَمَلُ، المَتْبُوعُ بِالجِدِّ وَالعَمَلِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)) (2) ، وأَمَّا الذي لاَ يَبْذُلُ للوصُولِ إِلى الهَدَفِ جُهْداً، ولاَ يَمُدُّ إِلى حَبْلِ النَّجَاةِ يَداً، فَهوَ خَامِلٌ مُتَمَنٍّ، لأَنَّ مَعَاليَ الأُمورِ وَعْرَةُ المَسَالِكِ، شائِكةُ السُّبُلِ، لا يتَحمَّلُها إِلاَّ الطَّامِحُ ذو الهِمَّةِ العَالِيَةِ والإِرَادِةِ القَويَّةِ والصَّبْرِ الجَمِيلِ، ولِذَلك عِنْدَما حَثَّ اللهُ عِبَادَه في آيِ كِتَابِهِ على الطُّمُوحِ في أرْفَعِ الدَّرَجَاتِ، والمُسَارَعةِ إِلى نَعِيمِ الجَنَّاتِ، بَيَّنَ مَنْ يَسْتَحِقُّها مِمَّنِ اتَّصَفَ بِعَالي الصِّفَاتِ فَقَال: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ)) (3) ، وهوَ مَا بَيَّنَهُ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم للطَّامِحينَ في الجَنَّةِ التي هيَ أسْمَى الغَايَاتِ، وأَغْلَى الأُمْنِيَاتِ، بقَولِه: (حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ)، فالمُسْلِمُ مَأْمُورٌ بالتَّغْييرِ الهَادِفِ، والعَمَلِ الجَادِّ، والجُهْدِ الطَّمُوحِ، كَيْفَ لاَ وهوَ يَنْتَمِي إِلى ديِنٍ جَاءَ للرُّقِيِّ بالإِنسَانِيَّةِ، والعَمَلِ عَلَى مَا يَضْمَنُ لها السَّعَادةَ الأَبَديَّةَ، ويُيَسِّرُ لهَا الحَياةَ الطَّاهِرةَ الزَّكِيَّةَ، قَالَ تَعَالى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ))(4) ، والأَمْرُ بالطُّمُوحِ لاَ يقِفُ عِنْدَ الظُّروفِ العَادِيَّةِ، بَلْ يُؤمَرُ بِهِ حتَّى في المَواقِفِ الاستِثْنَائِيَّةِ، فالمُسِلمُ يَتْصِفُ بالتَّفَاؤُلِ والطُّمُوحِ وإِنْ تَكَالَبَتْ عَلَيه النَّكَبَاتُ، وتَعَدَّدَتْ أمَامَه العَقَبَاتُ، وظَنَّّتْ نَفْسُه أنْ لاَ سَلاَمةَ ولاَ نجَاةَ، فَلاَ يَأْسَ مَعَ الحَياةِ، وكَيْفَ يَيْأَسُ المُؤْمِنُ؟! وهوَ يُوقِنُ بِقُدْرَةِ اللهِ ويَتَطَلَّعُ إِلى مَعونَتِهِ، ويَرْغَبُ في رَحْمَتِه، قَال تَعَالى: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ))(5)، إِنَّ هَذَا الخِطَابَ الرَّبَّانيَّ يَبْعثُ فِي نَفْسِ المُؤمنِ الأَمَلَ بالسَّلاَمَةِ مِنَ كُلِّ بَلاَءٍ، والتَّطَلُّعَ إِلى الرَّاحةِ بَعْدَ العَنَاءِ، ويُحبِّبُ إِلَيْهِ الطُّمُوحَ لِكُلِّ رِفْعَةٍ، لِيَبقَى طَامِحاً في كُلِّ خَيْرٍ، وهوَ مَا وَصَفَ بهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَالَ المُؤمِنِ بِقَولِهِ: (لَنْ يَشْبَعَ المُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُه حتَّى يَكونَ مُنْتَهاهُ الجَنَّةَ).
    أيها المسلمون :
    إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَجَالاَتِ الطُّمُوحِ وأَثْمَرِها فَائدَةً الطُّمُوحَ العِلْمِيَّ، فَكُلَّّمَا زَادَ رَصِيدُ الإنسَانِ المَعْرِفيُّ وعَلَتْ دَرَجتُهُ فِيه، زَادَتْ حُظُوظُهُ في دُنْياهُ وأُخْرَاهُ، وشَتَّانَ بَيْنَ الجَاهِلِ العَاجِزِ، والعَالِمِ الدَّارِي بِطُرُقِ الرُّقِيِّ وأَسْبَابِ التَّفَوُّقِ، قَالَ تعَالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ))(6) ، ولمَّا كانَ الطُّمُوحُ في العِلْمِ والمَعْرِفَةِ بِهَذِه الأَهَمِّيَّةِ العَظِيمَةِ، وَجَّهَ اللهُ إِليْهِ صَفْوَةَ خَلْقِهِ وَخِيرَةَ عِبَادِهِ، فَقَالَ مُخَاطِباً رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم : ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) (7) ، كَيْفَ لاَ؟ والعِلْمُ سُلَّمُ التَّفَوُّقِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ؛ فَفِي الأَثَرِ: (مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا فَعَلَيْه بالعِلْمِ، ومَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ فَعَلَيْهِ بالعِلْمِ، ومَنْ أرَادَهُمَا مَعاً فَعَلَيْهِ بِالعِلْمِ)، وحتَّى لا يَقِفُ الطُّمُوحُ المَعْرِفيُّ عِنْدَ حَدٍّ، أَشْعَرَ اللهُ المُتَسَابِقيِنَ في مَيْدَانِهِ بِأَنَّ عِلْمَهمْ مَهْمَا بَلَغَ يَظَلُّ قَلِيلاً فَقَال: ((وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً)) (8) ، وذَلِك حتَّى يَبْقََى أَصْحَابُ الهِمَمِ العَاليَةِ في تَطَلُّعٍ مُسْتَمِرٍّ، وطُمُوحٍ لاَ يَفْتُرُ، إذِ العِلْمُ أِرْفَعُ المَقَاماتِ التي تَتَطَلَّعُ إِلَيْهَا الهِمَمُ، وأَشْرَفُ الغَاياتِ التي تَتَسابَقُ إِلَيْهَا الأُمَمُ، وهوَ أَسَاسٌ للرِّفْعَةِ والسُّموِّ، وأَدَاةٌ للإِزْدِهَارِ والعُلُوِّ، قَالَ تَعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (9) ، هَذا وإِنَّ مِنَ الطُّمُوحِ المَشْروعِ في الإِسْلاَمِ التَّطَلُّعَ إِلى الثَرْوَةِ والرُّقِيِّ في المَادَّةِ التي يُصْلِحُ بِها المَرْءُ دِينَهُ ودُنْيَاهُ، ويُعمُرُ بِها مُسْتَقْبَلَهُ وأُخْرَاهُ، قَالَ تعَالى: ((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))(10)، على أَنَّ المُسْلِمَ يوازِنُ بَيْنَ عِمَارَةِ الدُّنْيَا وبِنَاءِ الآخِرَةِ، فَلاَ يَجْعَلُ طُمُوحَهُ المَاديَّ على حِسَابِ الثَّوابِتِ والفَضَائِلِ، لأَنَّهُ يَعْلمُ أَنَّ الدُّنْيَا مَزْرَعَةٌ يَظْهَرُ حَصَادُها في الآخِرَةِ، وهو بِذَلِك يَمْتَثِلُ قَوْلَه تعالى: (( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))(11)، فالمُسْلمُ بِطُموحِهِ لِلرُّقيِّ المَاديِّ يَعِفُّ نَفْسَهُ عَنِ الحَرامِ، ويَتَقرَّبُ إِلى ربِّهِ ذي الجَلاَلِ والإِكْرَامِ، فيَنَالَ خَيْراً ورِفْعَةً، ومَصْلَحَةً ومَنْفَعَةً، قَالَ صلى الله عليه وسلم: (اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ اليَدِ السُفْلَى).
   أَيُّهَا المُسْلِمون :
   إِنَّ مِنَ الطُّمُوحِ الذِي جُبِلَ عَليه بَعْضُ النَّاسِ، التَطَلِّّعَ ِإلى المَسْؤولِيَّةِ، وهوَ أَمْرٌ مَشْروعٌ، مَعْ سَلاَمَةٍ في الهَدَفِ وصِحَّةٍ في المَقْصَدِ، وحِفْظٍ لِلحُقُوقِ، ومُرَاعاةٍ لِلآخَرِينَ، بَلْ قَدْ يَكونُ تَوَلِّّي المَرءِ مَسْؤولِيَّةً مِنَ المَسْؤولياتِ واجِباً، كَأَنْ يَرَى حَاجَةَ المُجْتَمعِ إلَيْهِ، بِمَا يُوجَدُ مِنَ القُدُرَاتِ والمُؤهِّلاَتِ لَدَيْهِ، فَهَذَا نَبِيُّ اللهِ يُوسفُ الصدِّيقُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلاَمُ- يَطْلُبُ تَحَمُّلَ المَسْؤولِيَّةِ بِجَعْلِهِ عَلى خَزَائِنِ الأَرْضِ، يَضْبِطُ أَمْرَهَا، ويُدَبِّرُ شؤونَها، ويُنَمِّي وَضْعَها، ويَرْتَقِي بِحَالِها، وعَلَّلَ ذلِكَ بِالكَفَاءةِ المُنَاسَبَةِ التي يَتَمَتَّعُ بِها، قَالَ تَعَالى: ((وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ، قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ))(12)، وكَيْفَ لاَ يَكونُ كَذلِك؟ وقَدْ نَشَأَ في بَيْتِ الطُّهْرِ والنَّقَاءِ، وتَزَكَّتْ أَخْلاَقُهُ بِوَحْيِ السَّمَاءِ، فنَشَأَ في بَحْبُوحَةِ العِلْمِ، وتَرَعْرَعَ في رُبُوعِ الحِكْمَةِ، وعَبَّ مِنْ مَعِينِ المَعْرِفَةِ، قَالَ تعَالى: ((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ))(13)، إِنَّ المَسْؤولِيَّةَ التِزَامٌ وأَدَاءٌ، وإِخْلاَصٌ ووَفَاءٌ، وجِدٌّ وعَمَلٌ، يَطْلُبُها مَنْ كَانَ كُفْؤاً لَهَا، ويَتَطَلَّعُ لَهَا مَنْ قَدَرَ على الوَفَاءِ بالتِزَامَاتِها، فَهِيَ لاَ تُـطْلَبُ لِذَاتِها، بَلْ لِخِدْمَةِ النَّاسِ مِنْ خِلاَلِهَا.
   فاتَّقوا اللهَ -عبادَ اللهِ-، وتَطَلَّعُوا إِلى مَا فيه رُقِيُّكُم، وصَلاَحُ أنْفُسِكُم ومُجْتَمَعَاتِكُم.
   أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
   أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
   كَثِيرٌ هُمْ أُولَئِكَ الذِينَ تَجَاوَزُوا واقِعَهم، وحَقَّقُوا نَجَاحاً كَبِيراً في حَيَاتِهم، حِينَ تَسَلّحُوا بالطُّمُوحِ، وتَزَوَّدوا بِالأَمَلِ، وتَطَلَّعُوا إِلى القِمَمِ، بِالمُثَابَرَةِ وشَحْذِ الهِمَمِ، ومَعَ مَا لِلطُّمُوحِ مِنْ أَهَمِّيَّةٍ، ومَا في انْعِدَامِه مِنْ بَلاَءٍ ورَزِيَّةٍ، إِلاَ أَنَّهُ قَدْ يَجْنَحُ بِصَاحِبِهِ إِلى الغُلُوِّ والإِسْرَافِ، ومِنْ ثَمَّ إِلى ضَياعِ بَعْضِ الحُقُوقِ أَو الإِجْحَافِ، وحتَّى يَسْلَمَ الطَّامِحُ مِنْ ذَلِكَ يِلْزَمُ أَنْ يَكونَ الطُّمُوحُ مُتَوازِناً، لأَنَّ الطَّامِحَ أَمَامَهُ مَجَالاَتٌ مُتَنَوِّعَةٌ، ومُؤثِّرَاتٌ كَثِيرَةٌ، ومُثِيرَاتٌ لاَ حَدَّ لَهَا، فإِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَوازِناً سَيَقَعُ في شِبَاكِ الإِفْرَاطِ والتَّفْرِيطِ، والتَّسرِّعِ والاسْتِعْجَالِ، بَلِ التَّهوُّرِ والانْحِرافِ، قَالَ تعَالى: ((وَيَدْعُ الأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الأِنْسَانُ عَجُولاً)) (14) ، أَو يَقَعُ في دائِرةِ الاعْتِدَاءِ على الآخَرَيِنَ، بإِهْمَالِهِم أَوْ ظُلْمِهم وهَضْمِ حُقُوقِهِم، وهُوَ مَا نَهى اللهُ عَنْه، فَعَنْ أَبِي ذَرْ -رَضِي اللهُ عَنْه- عِنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِيهِ عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وتعَالى أَنَّهُ قَالَ: (يا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وجَعَلْتُهُ بَيْنَكُم مُحَرَّماً فَلاَ تَظَالَمُوا)، ولِكَيْ يَكُونَ الطُّمُوحُ مُتَوازِناً يَنْبَغِي أَنْ يَكونَ صَاحِبُهُ مُتَحَلِّياً بالإِخْلاَصِ والنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ، فَيَنالَ مَعُونَةَ اللهِ عَلَى تَحقِيقِ هَدفِهِ، كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الطُّمُوحُ واقِعِيَّاً يُوازِنُ فِيه المُسْلِمُ بَيْنَ القُدُرُاتِ الذَّاتِيَّةِ، والإِمكَانِيَّاتِ المُتَاحَةِ، والوَاقِعِ والظروفِ، مَعَ الاستِمْرَارِ والثَّبَاتِ علَى الخُطَطَ المَرْسُومَةِ لِلوُصُولِ إِلى الهَدَفِ المَنْشُودِ.
   أيُّهَا المُسْلِمُون:
   إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ لاَ يَطْمَحُ في تَعَدِيلِ حَالِهِ، ولاَ يَسْعَى لِمَا فِيهِ خَيْرُهُ في مَآلِه، يَستَسلِمُ لِلأَوْضَاعِ القَاسِرَةِ، ويَخْضَعُ لِلظُّرُوفِ القَاهِرَةِ، حتَّى إِذَا أَتَتْهُ بَليَّةٌ، أَو رَمَتْهُ الأَحْدَاثُ بِرَزِيَّةٍ، قَالَ: " قَدَّرَ اللهَ ومَا شَاءَ فَعَل"، وهَذَا -لَعَمْرُ اللهِ- تَجَنٍّ علَى القَدَرِ، ومَنْهَجٌ يَقُودُ صَاحِبَهُ إِلى الخَطَرِ، فإِنَّ اللهَ -مَعَ أَمْرِهِ لَنَا بِالإِيمَانِ بِقَضَائِهِ وقَدَرِهِ- أَمَرَنَا بِالجِدَّ والاجْتِهَادِ، والعَمَلِ لِمَا فيه مَصْلَحَةُ البِلاَدِ والعِبَادِ، فعَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ‏(مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّار)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ نَعْمَلُ؟ أَفَلا نَتّكِل؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (‏لاَ،‏ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ) ثُمَّ قَرَأَ: ‏((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى))(15)، هَذَا ‏وإِنَّ مِنْ أَهَمِّ مَا يُعِينُ الطَّامِحَ علَى تَحْقِيقِ هَدَفِهِ التَّحَلَّي بِخُلُقِ الصَّبْرِ؛ فَهُو عُنْصُرٌ أَسَاسِيٌّ في حَيَاةِ الطَّامِحِ، إذْ رُبَّمَا كَانَتِ العَقَبَاتُ أمَامَهُ كَثِيرَةً والطُّرُقُ وَعْرَةً، وبِدُونِ الصَّبْرِ تَفْتَرُ الهِمَمُ وتَخَورُ العَزَائِمُ، لِذَا كَانَ الصَّبْرُ فِي الإِسْلاَمِ فِي المَقَامِ الرَّفِيعِ، يَقولُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم : (الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ)، وجَعَلَ اللهُ الصَّبْرَ والتَّحَمُّلَ مِنْ أَقْوَى العَزَائِمِ التي يَحتَاجُهَا الطَّامِحُ لِلمَعَالِي، قَالَ سُبْحَانَهُ: ((وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)) (16)، بَلْ جَاءَ الأَمْرُ بِالصَّبْرِ والمُصَابَرَةِ صَرِيحاً فِي كِتَابِ اللهِ، مُرتَّبَاً عَلَيْهِ الفَلاَحُ وتَحقِيقُ النَّجَاحِ، قَالَ تعَالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))(17).
   فاتَّقوا اللهَ –عبادَ اللهِ-، وأجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ؛ يُسَدِّدِ اللهُ خُطَاكُم، ويُكلِّلْ بالنَّجَاحِ مَسْعَاكُم.
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ( (18).   
   هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا)) (19).
   اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
   اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
   اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
   اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
   رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
   عِبَادَ اللهِ :
((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ))
(1) سورة الأحزاب / 70-71 .
(2) سورة التوبة / 105 .
(3) سورة آل عمران / 133-136 .
(4) سورة الجمعة / 2 .
(5) سورة النمل / 62 .
(6) سورة الزمر / 9 .
(7) سورة طه / 114 .
(8) سورة الإسراء / 85 .
(9) سورة المجادلة / 11 .
(10) سورة الأعراف / 32 .
(11) سورة القصص / 77 .
(12) سورة يوسف / 54-55 .
(13) سورة يوسف / 22 .
(14) سورة الاسراء / 11 .
(15) سورة الليل / 5-7 .
(16) سورة الشورى / 43 .
(17) سورة ال عمران / 200 .
(18) سورة الأحزاب / 56 .
(19) سورة الأحزاب / 56 .