الوَظِيفَةُ إِتْقانٌ وأمَانـةٌ |
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء | |
06/11/2007 | |
خطب الجمعة بتاريخ 28 شوال 1428هـ بسم الله الرحمن الرحيم الوَظِيفَةُ إِتْقانٌ وأمَانـةٌ الحَمْدُ للهِ الذِي أَمَرنَا بِحِفْظِ الأَمَانَةِ، ونَهانَا عَنِ التَّضْييعِ والخِيَانَةِ، سُبْحَانَهُ حَثَّنَا عَلَى الرُّقِيِّ فِي مَدَارِجِ الكَمَالِ، والإِتْقَانِ فِي أَدَاءِ الأَعْمَالِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً رَسُولُهُ المُصْطَفَى، وحَبِيبُهُ المُجتَبَى، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وأَتْبَاعِهِ أَهلُ البِرِّ والوَفَاءِ، وأَرْبَابِ الإِتْقَانِ والصَّفَاءِ، صَلاةً وسَلاماً دَائمَيْنِ مَا تَعَاقَبَ اللَّيلُ والنَّهَارُ، ومَا سَعِدَ بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ مُجتَمَعُ الأَوفِياءِ الأَخْيَارِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا أَيُّها المُسلِمُونَ : إِنَّ تَقْوَى اللهِ هِيَ جِمَاعُ الخَيْرَاتِ، وسِيَاجُ السَّلاَمَةِ لِلأَفْرَادِ والمُجتَمَعاتِ، أَوْصَى اللهُ بِهَا الأُمَمَ عَلَى اخْتِلاَفِها، وحَثَّ عَلَيْها الأَجْيَالَ فِي تَعَاقُبِها، قَالَ سُبْحَانَهِ: ((وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً)) (1) ، فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وامتَثِلُوا أَوَامِرَهُ وهَدْيَ آيَاتِهِ، واعلَمُوا -رَحِمَكُم اللهُ- أَنَّ الكَسْبَ والعَمَلَ، مِنْ أَهَمِّ الوَسَائِلِ لِتَحقِيقِ الطُّمُوحِ والأَمَلِ، والإِنْسَانُ مَأمُورٌ بِالعَمَلِ وإِنْ صَعُبَتْ أَسْبَابُهُ، أَوْ شَقَّ عَلَى النَّفْسِ طِلاَبُهُ، قَالَ تَعَالَى: ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))(2)، وقَالَ تَعَالَى مُخَاطِباً مَرْيمَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ- وهِيَ فِي أَصْعَبِ اللَّحَظَاتِ، وأَشَقِّ الأَوقَاتِ: ((وَهُزِّي إِلَيكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيكِ رُطَباً جَنِيّاً)) (3)، بَلْ أَوْحَى اللهُ بِالعَمَلِ إِلى سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ، قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ((وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))(4)، وشَتَّانَ بَيْنَ الكَسُولِ الخَامِلِ والمُجِدِّ المُنَاضِلِ، فَالكَسُولُ مَذْمُومٌ عِنْدَ اللهِ وعِنْدَ عِبَادِهِ، وَالعَامِلُ المُجِدُّ يَكُونُ صَلاَحاً لأُمَّتِهِ وبِلاَدِهِ، قَالَ تَعَالَى: ((ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ))(5). عِبَادَ اللهِ : لَئِنْ كَانَ العَمَلُ والتَّنَافُسُ فِيهِ مَشْروعاً فَقَدْ فُرِضَتْ لُحُسْنِ أَدَائِهِ صِفَاتٌ وَشَمائِل، ونُدِبَتْ لَهُ آدَابٌ وفَضَائِل، أَلاَ وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ ذَلِكَ القُوَّةَ والأَمَانَةَ، فَهُمَا يَجْمَعانِ فَضَائلَ العَمَلِ، ويَحْمِيَانِ العَامِلَ مِنَ الوُقُوعِ فِي الزَّلَلِ، وهُمَا مَطْلَبُ أَصْحَابِ الأَعْمَالِ وأَرْبَابِ المُؤَسَّساتِ، ولِتَحقَيقِهِمَا تُسَنُّ القَوانِينُ والتَّشْرِيعَاتُ، هَكَذَا هِيَ فِي عَالَمِ اليَوْمِ والأَمْسِ، وسَيَظَلاَّنِ مَطْلَبَيْنِ دَائِمَيْنِ لِلإِنْسَانِيَّةِ مَدَى الدَّهْرِ، إِنَّهُما رُكْنَانِ أَسَاسِيَّانِ فِي الأَعْمَالِ عَلَى اختِلاَفِها، وفِي الوَظَائِفِ عَلَى تَنَوُّعِهَا، فَقَدْ حَكَى اللهُ عَنِ ابنَةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ وَاصِفَةً مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، ووَاضِعَةً المِعْيَارَ الدَّقِيقَ لاختِيَارِ المُوْظَّفِينَ، والمِيزَانَ الحَقَّ فِي الحُكْمِ عَلَى العَامِلينَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ))(6)، فَالقُوَّةُ والأَمَانَةُ أَمْرَانِ مَطْلُوبَانِ فِي كُلِّ عَمَلٍ ومِهْنَةٍ، ومَرْغُوبَانِ فِي كُلِّ مُهِمَّةٍ ووَظِيفَةٍ، وتَخْتَلِفُ القُوَّةُ بِاختِلاَفِ الوَظِيفَةِ وطَبِيعَتِها، وتَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ المَهَامِّ ومَطَالِبِها، فَالقُوَّةُ فِي الوَظِيفَةِ العَسكَرِيَّةِ قَدْ تَخْتَلِفُ عَنْها فِي الوَظِيفَةِ المِهَنِيَّةِ، وتَتَبايَنُ مَعَ تِلْكَ المَطْلُوبَةِ فِي الوَظَائِفِ الطِّبِّيَّةِ، وهُنَاكَ جَامِعٌ بَيْنَ جَمِيعِ أَصنَافِها، ورَابِطٌ بَيْنَ مُخْتَلفِ أَشْكَالِها، أَلاَ وهُوَ الإِتْقَانُ والخِبْرَةُ، فَالقَوِيُّ هُوَ ذَلِكَ المُتْقِنُ لِحِرفَتِهِ وعُلُومِها، العَارِفُ بِمِِهنَتِهِ ومُتَطَلَّبَاتِها، أَلَمْ تَرَوا كَيفَ أَمَرَ اللهُ عَبْدَهُ ورَسُولَهُ دَاودَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ- بِذَلِكَ فَقَالَ: ((أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))(7)، جَاءَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: ((أنِ اعْمَلْ دُرُوعاً تَامَّاتٍ وَاسِعَاتٍ، وقَدِّرِ المَسَامِيرَ فِي حِلَقِ الدُّرُوعِ، فَلاَ تَعْمَلِ الحَلَقَةَ صَغِيرَةً فتَضْعُفَ، فَلاَ تَقْوَى الدُّرُوعُ عَلَى الدِّفَاعِ، ولاَ تَجْعَلْها كَبِيرَةً فَتَثقُلَ عَلَى لابِسِها، واعْمَلْ يَا دَاودُ أَنْتَ وأَهلُكَ بِطَاعَةِ اللهِ، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، لاَ يَخْفَى عَلَيَّ شَيءٌ مِنْها))، وفِي الحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ اللهَ يُحْبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ))، إِنَّ إِتْقَانَ العَمَلِ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ، وضَرُورَةٌ حَضَارِيَّةٌ، وغَايَةٌ فَردِيَّةٌ وجَمَاعِيَّةٌ، عَلَيْها خَلَقَ اللهُ الوُجُودَ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (8) ، فَسَيْراً علَى هَذِهِ السُّنَّةِ الإِلَهِيَّةِ، وَتَنَاغُماً مَعَ هَذِهِ الوَصِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ وَجَبَ علَى كُلِّ عَامِلٍ إِتْقَانَ عَمَلِهِ. أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّ لإِتْقَانِ العَمَلِ قَواعِدَ وأَسَاسِيَّاتٍ، ولإِجَادَةِ المِهنَةِ مَطَالِبَ وَضَرُورِيَّاتٍ، وأَهَمُّهَا العِلْمُ والمَعرِفَةُ، وَهُمَا مَطْلَبٌ في الوَظَائِفِ، وَضَرُورَةٌ في الأَعمَالِ، والمَعرِفَةُ وإِنِ اختَلَفَتْ طُرُقُ تَحصِيلِها، وتَنَوَّعَتْ وَسَائِلُ اكتِسَابِهَا، إِلاَّ أَنَّها تَبقَى أَسَاساً لِلرُّقِيِّ لاَ بُدَّ مِنْهَا، وَضَرُورةً لِتَحسِينِ الإِنتَاجِ لاَ مَحِيصَ عَنْهَا، قَالَ تَعالَى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) (9)، إِنَّ المَعرِفَةَ لَيسَتْ حُلُماً بِالمَنَامِ، وَلاَ تُورَثُ مِنَ الآبَاءِ والأَعمَامِ، بلْ تَحصُلُ بِالجِدِّ والاجتِهَادِ، وتُنَالُ بِالبُحُوثِ والدِّرَاسَاتِ، والقِراءةِ والمُطَالَعاتِ، والعِلْمُ بَحرٌ لاَ سَاحِلَ لَهُ، والعَاقِلُ اللَّبِيبُ مَنْ شَمَّرَ عَنْ سَوَاعِدِ الجِدِّ بِرَغْبَةٍ ذَاتِيَّةٍ، وَمُحَاوَلاَتٍ شَخصِيَّةٍ، فَلاَ يَنتَظِرُ مُبَادَرَةً مِنْ غَيْرِهِ لِلارتِقَاءِ بِمُستَوَى مَعرِفَتِه، وَتَحسِينِ أَدَاءِ وَظِيفَتِه، فَالمُسلِمُ يَنظُرُ إِلَى إِتْقَانِ العَمَلِ علَى أَسَاسِ أَنَّهُ غَايَةٌ يَسعَى إِلَيهَا أَدَاءً لِلأَمَانَةِ، وَمَطْلَبٌ حَضَارِيٌّ يَجِبُ السَّعيُ لَهُ مِنْ غَيرِ تَقْصِيرٍ أَوِ استِهَانَةٍ، وَلِكُلٍّ مِنَ العَامِلِ وَرَبِّ العَمَلِ وَاجِبَاتٌ وحُقُوقٌ، وإِتْقَانُ العَمَلِ لاَ يَحصُلُ إِلاَّ بِتَعَاوُنِ الجَمِيعِ، فَالمُؤَسَّسَاُتُ مَدعُوَّةٌ لِتَنمِيَةِ قُدُرَاتِ عَاملِيها، وَالتَّخْطِيطِ لِلارتِقَاءِ بِمُوَظَّفِيهَا، وَالعِلْمُ المَطْلُوبُ فِي الوَظِيفَةِ لاَ يَقْتَصِرُ علَى المَعرِفَةِ النَّظَرِيَّةِ، بَلْ هُنَاكَ مِنَ الوَظَائِفِ مَا يَتَطَلَّبُ لِلرُّقِيِّ بِهِ أَبْحَاثاً تَجرِيبِيَّةً، كَالوَظَائِفِ الإِنسَانِيَّةِ، وَالمَجَالاَتِ الصِّنَاعِيَّةِ، وَهُنَا يَكُونُ تَكَاتُفُ المُؤَسَّسَاتِ الحُكُومِيَّةِ وَالقِطَاعَاتِ الوَطَنِيَّةِ وَاجِباً وَضَرُورَةً لِلرُّقِيِّ بِالحَضَارَاتِ، وَفَرضاً لِتَنْمِيَةِ أَحوَالِ المُجتَمَعَاتِ، قَالَ تَعَالَى: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) (10). أَيُّهَا المُسلِمُونَ : إِنَّ إِتْقَانَ العَمَلِ وَزِيَادَةَ الخِبْرَةِ فِيهِ علَى أَهَمِّيَّتِهِمَا، وَمَهْمَا بَلَغَا عِنْدَ صَاحِبِهِمَا، إِلاَّ أَنَّ الفَائِدَةَ مِنْهُمَا مُرتَبِطَةٌ بِصِفَةٍ مَطْلُوبَةٍ في كُلِّ عَامِلٍ ولاَ بُدَّ مِنْهَا، إِنَّهَا صِفَةُ الأَمَانَةِ الَّتِي هِيَ أَساسٌ لِرُقِيِّ الحَيَاةِ بِكُلِّ مَجَالاَتِهَا، وَمَطْلَبُ جَمِيعِ النَّاسِ عَلَى اختِلاَفِ دِيَانَاتِهَا، بِها تَـثْـبُتُ أَقْدَامُ السَّائِرِينَ، وَعلَى أَسَاسِهَا يُقَيَّمُ أَدَاءُ العَامِلِينَ، تَحَمَّلَها الإِنْسَانُ رَغْمَ ثِقَلِهَا، بَعْدَ أَنْ أَبَتِ السَّمَواتُ والأَرْضُ والجِبَالُ حَملَهَا، قَالَ تَعالَى:((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))(11)، إِنَّهَا الأَمَانَةُ بِكُلِّ ما تَحمِلُهُ الكَلِمَةُ مِنْ مَعنَى، وَبِكُلِّ ما يَنْدَرِجُ تَحتَها مِنْ حَقِيقَةٍ وَمَبنَى، بِها يَرتَفِعُ شَأْنُ الإِنْسَانِ في المُجتَمعَاتِ، ويُخلِّدُ مِنْ بَعدِهِ جَمِيلَ الذِّكْريَاتِ، فَهِيَ في المُؤْمِنِينَ مِنْ أَجَلِّ الصِّفَاتِ، قَالَ تَعالَى: ((وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ))(12)، هَذَا وإِنَّ مِنَ الأَمَانَةِ في العَمَلِ الالتِزَامَ بِأَوقَاتِهِ وَسَاعَاتِهِ، لأَنَّ وَقْتَ العَمَلِ مِلْكٌ لِصَاحِبِ العَمَلِ فَرداً كَانَ أَوْ مُؤَسَّسَةً، وَلَقَدْ حَكَى لَنَا اللهُ تَعَالَى في كِتَابِهِ أَنَّ الالتِزَامَ بِذَلِكَ مِنْ سِيَرِ عِبَادِهِ المُرسَلِينَ، فَهَذَا رَسُولُ اللهِ مُوسَى -عليهِ السَّلاَمُ- يَتَعَاقَدُ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ عَلَى عَمَلٍ مُحَدَّدٍ بِزَمَنٍ مُحَدَّدٍ، خَلَّدَ اللهُ لِلْعَامِلِ فِيهِ ثَنَاءً عَطِراً لالتِزَامِهِ بِهِ، قَالَ تَعالَى: ((قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ، قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً))(13)، إِنَّ مُوسَى -علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلاَمُ- لَمْ يُقَصِّرْ في مُهَمَّتِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْ وَظِيفَتَهُ، ولَمْ يُغَادِرْ مَوقِعَ عَمَلِهِ حَتَّى قَضَى الأَجَلَ زَمَاناً وَمَكَاناً مَعَ صَاحِبِ العَمَلِ، وَلَمَّا انقَضَى الأَجَلُ غَادَرَ مَحمُودَ السِّيرَةِ، صَافِيَ السَّرِيرَةِ، أَفَلاَ تَكُونُ لَنَا قُدوَةٌ حَسَنَةٌ فِيهِ وَفي سَائِرِ المُرسَلِينَ، التِزاماً بِالعُقُودِ، وَوَفَاءً بِالعُهُودِ؟ قَالَ تَعالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ))(14)، فَأَداءُ العَمَلِ في وَقْتِهِ وَاجِبٌ وإِنْ شَقَّ علَى النَّفْسِ وأَتْعَبَهَا، أَوْ لَمْ يََرُقْ لَهَا وأَرهَقَهَا، مَعَ تَحَمُّلٍ لِلْمُراجِعِينَ، وصَبْرٍ عَلَى عَنَتِ المُستَفِيدِينَ، إِنَّ الإِنْسَانَ يَجِبُ علَيهِ في وَقْتِ عَمَلِهِ، وَقَبلَ انقِضَاءِ مُدَّتِهِ وأَجَلِهِ، أَنْ يَلْتَزِمَ بِالإِخْلاَصِ وَالجِدِّيَّةِ لِمَصلَحَةِ ذلِكَ العَمَلِ، ولاَ يَصِحُّ لَهُ إِهْدَارُ جُهْدٍ أَوْ وَقْتٍ أَوْ مَالٍ إِلاَّ وِفْقَ مَا التَزَمَ بِهِ مَعَ رَبِّ العَمَلِ. فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحرِصُوا عَلَى الأَمَانَةِ في أَعْمَالِكُمْ، تَصلُحْ أَحْوَالُكُمْ، وَيُبَارِكِ اللهُ في أَمْوَالِكُمْ. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ. *** *** *** الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مِنَ الأَمَانَةِ في العَمَلِ مُراقَبَةَ اللهِ تَعالى فِيما تَحتَ يدِ العاملِ مِنْ عُهْدَةِ العَمَلِ، أَو مُوازَنَةِ المشَارِيعِ، أَو مُخصَّصاتٍ مالِيَّةٍ، أَو وَدائِعَ حِسَابِيَّةٍ، ولَقَدْ سَجَّلَ التَّاريخُ بِأَحرُفٍ مِنْ نُورٍ علَى صفَحاتِ اللُّجَينِ، مَواقِفَ مَشْهُودَةً، وَوَقَائِعَ مُعتَبَرَةً مَعدُودَةً مِنْ أَمانَةِ المُسلِمِينَ الذَّاتِيَّةِ، وعِفَّتِهِمُ الشَّخصِيَّةِ، دُونَ الحاجَةِ إِلَى سِجِلاَّتٍ، ولاَ الاضطِرارِ إِلَى التَّوثِيقَاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ المَوقِفُ العَجِيبُ بَعدَما فَتَحَ اللهُ علَى المُؤمنِينَ المَدائِنَ، إِذْ أَرسلَ سَعدُ بنُ أَبِي وقَّاصٍ الغَنَائِمَ لأَمِيرِ المُؤمنِينَ عُمرِ بنِ الخَطَّابِ، علَى يَدِ رَجُلٍ مُسلِمٍ لَمْ يُقَيِّدْ علَيهِ ما استَلَمَهُ، ولَم يكُنْ هُنَاكَ جَرْدٌ لِما سُلِّمَ لَهُ، ولاَ أختامَ مَوجُودَةٌ، ولاَ أَجْهِزَةَ حَاسُوبٍ رَاصدةٌ، لَكِنَّ رَقَابَةَ اللهِ في القلبِ حيّةٌ، وأَمانَةَ القَلْبِ في النَّفْسِ يَقِظَةٌ مُؤثِّرَةٌ، فَمَضَى ذَلِكَ الرَّجُلُ الأَمِينُ يَجُرُّ بَعِيرَهُ وعلَى ظَهْرِهِ ثَروَةٌ يَطِيشُ لأَجلِهَا ولأَجلِ عُشْرِها عُقُولُ كَثِيرٍ مِنْ ضِعَافِ الإِيمَانِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَلتَفِتْ إِلَيها، وَرُبَّما مَا عَلِمَ بِتَفَاصِيلِها! وَعِنْدَما وَصَلَ إِلَى المَدِينَةِ والتَقَى بِالفَارُوقِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وسلَّمَهُ الغَنَائِمَ، طَأطَأ عُمُرُ رَأْسَهُ مُتأَثِّراً قَائِلاً: ((إِنَّ قَوماً أَدُّوا هَذَا لأُمنَاء! إِنَّ قَوماً أَدُّوا هَذَا لأُمنَاء!))، هَذَا وإِنَّ مِمَّا يُعَدُّ بِحَقٍ مِنْ ضُرُوبِ أَمَانَةِ المُوظَّفِ حِرصَهُ علَى سَلاَمَةِ مَرافِقِ العَمَلِ ومَبَانِيه، وحِفْظِ مُقْتَنَياتِ مكْتَبِهِ وَما يَحوِيه، فَإِنَّ العَامِلَ مُؤتَمَنٌ علَى مَصالِحِ عَملِهِ، وَتَتَضاعَفُ هَذِهِ المَسؤُولِيَّةُ عِنْدَما تَكُونُ الوَظِيفَةُ في القِطَاعِ العَامِّ، لأَنَّ المَالَ العَامَّ يَشتَرِكُ الجَمِيعُ في الانتِفَاعِ بِهِ، وَيَجِبُ أَنْ يَتَعَاوَنَ أَفْرادُ المُجتَمَعِ في المُحافَظَةِ علَيهِ، ففيهِ حَقُّ اليَتِيمِ والمِسكِينِ، والأَرمَلَةِ والضُّعفَاءِ والمُعَوّقِينَ. كَما أَنَّ مِنَ الأَمانَةِ عَدَمَ استِغْلاَلِ الوَظِيفَةِ في مَصالِحَ شَخْصِيَّةٍ، أَوِ استِعْمَالِها في تَلْبِيَةِ حَاجَاتٍ نَفْسِيَّةٍ، مِمَّا لَمْ يَدخُلْ في عَقْدِ العَملِ والتِزامَاتِهِ، ولَمْ تَنُصَّ علَيهِ مَواثِيقُهُ ومُعَاهَدَاتُهُ، إِذِ التَّفْرِيطُ بِفِعلِ ذَلِكَ يُعتَبَرُ تَضيِيعاً لِلأَمَانَةِ، وَضَرباً مِنْ ضُرُوبِ الإِخْلاَلِ والخِيَانَةِ، فَعَنْ عَدِيِّ بِنِ عُميرةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- عَنِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ((مَنِ استَعملْنَاهُ مِنكُمْ علَى عَملٍ فَكَتَمَنَا مَخِيطاً فَما فَوقَهُ كَانَ غلُولاً يَأْتِي بِهِ يَومَ القِيَامَةِ))، والمَخِيطُ هُوَ الإِبْرَةُ، فَما بَالُكُمْ بِما فَوقَها؟!، وَعَنْ أَبِي حُمَيدٍ السَّاعِديِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: استَعمَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَخَطَبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى علًَيهِ وقَالَ: ((أَمَّا بَعدُ، فَإِنِّي أَستَعمِلُ رِجالاً مِنكُمْ علَى أُمُورٍ مِمَّا وَلاَّني اللهُ، فَيأْتِي أَحَدُكُمْ فَيقُول: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَهلاَّ جلَسَ في بَيْتِ أَبِيه أَو بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُر أَيُهدَى لَهُ أَمْ لاَ؟! والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيئاً إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَومَ القِيامَةِ يَحمِلُهُ علَى رَقبَتِه)). فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، واحفَظُوا أَمانَاتِكُمْ، وَقُومُوا بِمَسؤُولِيَّاتِكُمْ، واحرِصُوا علَى الرُّقِيِّ بِأَعمَالِكُمْ؛ تَسعَدْ بِذَلِكَ أُمَّتُكُمْ، وَيَشرِقْ مُستَقْبَلُكُمْ. هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (15). اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ : (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)). (1) سورة النساء / 131. (2) سورة التوبة / 105. (3) سورة مريم / 25 . (4) سورة النحل / 68- 69 . (5) سورة النحل / 75-76 . (6) سورة القصص / 26. (7) سورة سبأ / 11 . (8) سورة النمل / 88 . (9) سورة الزمر / 9 . (10) سورة المائد / 2 . (11) سورة الاحزاب / 72 . (12) سورة المؤمنون / 8 . (13) سورة القصص / 27-29 . (14) سورة المائد / 1 . (15) سورة الأحزاب / 56 . |