حُـسْنُ المَـنْـطِـقِ |
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء | |
21/11/2007 | |
طبة الجمعة بتاريخ 12 ذي القعدة 1428هـ بسم الله الرحمن الرحيم حُـسْنُ المَـنْـطِـقِ الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ الحَمِيدِ، نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ فِيمَا يَعُودُ عَلَى الدِّينِ والنَّاسِ بِالرَّأْيِ السَّدِيدِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ المُبْدِئُ المُعِيدُ، القَائِلُ سُبْحَانَهُ: ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))(1)، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَنَبِيُّهُ المَحْمُودُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِه وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أمَّا بَعْدُ، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) (2)، ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) (3)، وأَعلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى اختَارَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ وِعَاءً لِكَلاَمِهِ المُبِينِ، الَّذِي أَنزَلَهُ علَى رَسُولِهِ وَخَاتَمِ أَنْبِيائِهِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ((وإنهُ لتنزيلُ رَبِّ العالَمينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ))(4) ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ -وَلاَ يَزَالُونَ- يَتَعَلَّمُونَ العَرَبِيَّةَ يَلْتَمِسُونَ فِيها حُسْنَ المَنْطِقِ، وَحَلاَوَةَ الفَصَاحَةِ، وَجَوْدَةَ القَرِيحَةِ، وَتَوَقِّي اللَّحْنِ، وهِيَ أَبْوابٌ تَفَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ فَضْلُها، فَتَفاضَلُوا بِأَسْبَابِ اتِّصَالِهِمْ بِها، فَصَعَدَ بَعْضُهم إِلَى مَرَاقِي العُلُوِّ، بَينَما اقتَصَدَ غَيْرُهُم فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُ حَظَّهُ الذِي يَطْلُبُ، ((وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا))(5)، وَلَـئِـنْ كَانَ حُسْنُ المَنْطِقِ، وتَخَيُّرُ الَّلفْظِ المُنَاسِبِ مِمَّا تَواضَعَ النَّاسُ عَلَى فِعْلِهِ فِي اللُّغَاتِ كَلِّهَا، وَعَمَدُوا إِلَى تَقْرِيرِهِ فِي آدَابِهِم، إِذْ هُوَ مِنْ بَابِ الاستِحْسَانِ الفِطْرِيِّ لِلفَضِيلَةِ، وَالتَّقَبُّلِ العَقْلِيِّ لِسُمُوِّ المَعنَى، وَطَرْحِ المَمْجُوجِ مِنْهُ، فَإِنَّ انْتِقَاءَ أَطْيَبِ الكَلِمِ وَأَحْسَنِهِ فِي أُمَّتِنَا مِنْ صِفَاتِ الصَّالِحينَ، وَمَناقِبِ الأَوفِياءِ، وَقَدْ ضَرَبَ اللهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ مَثَلاً فَقَالَ: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ))(6)، وَمَا كَبَذَائَةِ اللِّسَانِ مِنْ سُوءٍ، إِذْ هُنَالِكَ تَسقُطُ الهَيْبَةُ، وَتَكْـثُرُ الزَّلَّةُ، وَيَصْغُرُ بَيْنَ النَّاسِ صَاحِبُها، كَمَا قَالَ اللهُ فِي كِـتَابِهِ: ((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ))(7)، وَفِي الحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يُكْـتَبُ لَهُ بِهَا الجَنَّةُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))، وَعَلَى هَذَا المَنْهَجِ كَانَ هَدْيُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي تَغْييرِ الأَسْمَاءِ القَبِيحَةِ إِلَى أَسْمَاءَ حَسَنَةٍ مُعتَـنِـياً بِهَذَا شَدِيدَ الاعتِنَاءِ، فَقَدْ غَيَّرَ اسْمَ (أَصْرم) إِلَى (زَرْعَةَ)، وَاسْمَ (حَزَن) إِلَى (سَهْل)، واسْمَ (حَرْبٍ) إِلَى (سَلِيم)، وَسَمِعَ امْرَأةً تُسَمَّى (عَاصِية) فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ (جَمِيلَةٌ)، وَسَمِعَ بِأَرْضٍ تُسَمَّى (عَقْرَة) فَسَمَّاهَا (خَضِرَة)، وَأَرْضٍ تُسَمَّى (شِعْبَ الضَّلاَلَةِ) فَسَمَّاهَا (شِعْبَ الهُدَى)، وَهَكَذَا فِعْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وهُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الفَأْلِ الحَسَنِ، والاستِبشَارِ بِالخَيْرِ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ الفَأْلَ الحَسَنَ وَيَكْـرَهُ الطّيرَةَ))؛ إِمْعَاناً فِي جَعْلِ الأُمَّةِ ذَاتِ مُقَوِّمَاتٍ صَالِحَةٍ فِي نَظْرَتِها لِلحَيَاةِ، نَظْرَةَ سُمُوٍّ فِي التَّنَاوُلِ، وانْشِرَاحٍ فِي التَّفْسِيرِ، وَمَنْ كَانَتْ رُوحُهُ جَمِيلَةً لَمْ يَرَ الوُجُودَ مِنْ حَوْلِهِ إِلاَّ كَذَلِكَ. أَيُّهَا المُسلِمُوْنَ : تَأْلِيفُ الكَلاَمِ لَيْسَتْ صَنْعَةً هَيِّنَةً، وَإِنَّمَا هِيَ مَلَكَةٌ دَقِيقَةٌ، تَتَطَلَّبُ قُوَّةً فِي إِدْرَاكِ المَعَانِي وَصُوَرِها، وَالمَبانِي ودَلاَلاَتِها، وَقَدْ كَانَ مِنْ مُعْجِزَاتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ أُوتِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ، وَمَجَامِعَ الحِكَمِ، أَمَّا القُرآنُ فَعَلَى الغَايَةِ الكَامِلَةِ فِي الفَصَاحَةِ وَالبَيَانِ، وَإِنَّ حُسْنَ المَنْطِقِ مِنْ عَلاَمَاتِ الذَّوقِ وَالعَقْلِ، وَلاَ يَلْبَثُ المَرْءُ فِي تَخَيُّرِ لَفْظِهِ عَلَى حِرْصٍ حَتَّى يَكُونَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ عَلَى قَدَرٍ، إِذْ هُمْ حَوْلَ نُورِ الكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَمَعَ اللَّفْظِ الحَسَنِ، وَقَدْ كَانَ هَدْيُ الإِسْلاَمِ وَشَرْعُهُ أَنْ تَكُونَ الكَلِمَةُ قَصْداً، وَالأَلْفَاظُ بِقَدْرِ المَعَانِي، وَأَنْ يَخْتَارَ مِنَ الكَلِمَاتِ أَعْلاَهَا حُسْناً، وَأَقْرَبَها إِلَى النَّفْسِ مَأْخَذاً، لاَ غَرِيبَةً تَمُجُّها الآذَانُ، أَو سَمِجَةً لاَ يَقْبَلُها الذَّوْقُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَوْلُهُ: ((إِنَّ أَبْغَضَكَم إِلَيَّ الثَّرثَارُونَ المُتَفَيهِقُونَ المُتَشَدِّدُونَ)). وَلَئِنْ كَانَ اللَّحْنُ فِي العَرَبِيَّةِ مَمْجُوجاً أَمْرُهُ، فَإِنَّ أَفْحَشَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمَا يُخَالِفُ الشَّرِيعَةَ، وَيَجْلِبُ السُّوءَ فِي غَفْلَةٍ وَجَهْلٍ، وَلَو كَانَ صَحِيحاً فِي ذَاتِهِ مِنْ حَيْثُ القَوَاعِدُ العَرَبِيَّةُ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقْرُنُ بَيْنَ مَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى وَحُصُولِ الشَّرِّ، كَأَنْ يَقُولَ: وَالمُصِيبَةُ قَادِمَةٌ إِلَيكُم فِي سَاعَةِ كَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ، وَالأَفْضَلُ مِنْهُ أَلاَّ يَذْكُرَ حُصُولَ المُصِيبَةِ أَصْلاً، وَأَنْ يَتَعوَّذَ بِاللهِ مِنْهَا، وَقَدْ جَاءَ فِي السُّنَنِ عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَادَ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهَ -صلى الله عليه وسلم-: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيءٍ أَو تَسَأَلُهُ إِيَّاه؟ قَالَ: نَعَم، كُنْتُ أَقُولُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبُنِي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : سُبْحَانَ اللهِ، لاَ تُطِيقُهُ، أَفَلاَ قُلْتَ: اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفا)). وَقَدْ قَرَّرَ بَعْضُ أَهلِ العِلْمِ أَنَّ المُصِيبَةَ لاَ يُؤْجَرُ عَلَيْها لِذَاتِها، وَإِنَّمَا الثَّوابُ فِي الصَّبْرِ عَلَى بَلاَئِها، وَالتَّسْلِيمِ للهِ عَلَى وُقُوعِهَا، وَلِذَا امتَدَحَ اللهُ المُؤْمِنينَ بِقَوْلِهِ: ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))(8). فَاتَّقُوا اللهَ بِمَا هُوَ أَهْلُه، وَرَاقِبُوهُ فِي أَقْوَالِكُم وأَفْعَالِكُم. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ. *** *** *** الحَمْدُ للهِ العَمِيمِ فَضْلُهُ، العَظِيمِ نَيْلُهُ، فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى مَا يَسَّرَ لَنَا وَلَكُم، واستَوْزِعُوه شُكْرَ مَا خَوَّلَنا وَخَوَّلَكُم، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الكَرِيمُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رسولُه الأَمِينُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. أَمَّا بَعدُ، فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ: فِي أَوقَاتِ الحَيْرَةِ وَالضَّجَرِ، أَوْ فَتَرَاتِ الاضطِرَابِ والقَلَقِ قَدْ يَقُولُ الإِنْسَانُ مَا لاَ يُستَحْسَنُ، أَو يَدْعُو عَلَى نَفْسِه أَو وَلَدِهِ أَوْ أَهْلِهِ وَأَهلِ بَلَدِهِ بِالشَّرِّ وَحُصُولِ السُّوءِ، وَهُوَ مِنَ العَجلَةِ التِي جُبِلَ عَلَيْهَا الجِنْسُ البَشَرِيُّ، يَقُولُ اللهُ تُعُالُى: ((وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولاً))(9)، وَهَذَا مَسلَكٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ فِي الشَّرْعِ، إِذْ هُوَ مِنَ الشَّطَطِ والاعتِدَاءِ فِي القَولِ والدُّعَاءِ، وَقَدْ نَهَى اللهُ عن ذلك فِي قَولِهِ سُبْحَانَه: ((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))(10)، أَيْ لاَ يُحِبُّ دُعَاءَ المُجَاوِزينَ لِمَا أُمِرُوا بِهِ فِي كُلِّ شَيءٍ، وَمِنْ لُطْفِ اللهِ بِالنَّاسِ أَلاَّ يَستَجِيبَ لَهُم فِيهِ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: ((وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ استِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)) (11) ، أَيْ لَوْ عَجَّلَ لَهُمُ الإِجَابَةَ بِالشَّرِّ كَمَا يُعَجِّلُ لَهُمُ الإِجَابَةَ بِالخَيْرِ لَهَلَكُوا. فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى، واحفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وانْظُروا فِي مَآلِكُمْ وَمَآلِ المُسلِمينَ؛ يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِنْ لَدُنْهُ وَثَواباً كَبِيراً. هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (12). اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ : (( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )). (1) سورة ق / 18 . (2) سورة التوبة / 119 . (3) سورة المائدة / 2 . (4) سورة الشعراء / 192-195 . (5) سورة الاحقاف / 19 . (6) سورة ابراهيم / 24-26 . (7) سورة القلم / 10-13 . (8) سورة البقرة / 155-157 . (9) سورة الإسراء / 11 . (10) سورة الأعراف / 55 . (11) سورة يونس / 11 . (12) سورة الأحزاب / 56 . |