مِنْ وَحيِ الهِجْرة ِ
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء   
09/01/2008
خطبة الجمعة بتاريخ 3 محرم 1428هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ وَحيِ الهِجْرة ِ
    الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ، سَهَّل لِهجْرةِ رَسولِهِ -صلى الله عليه وسلم-المَسالِكَ، وجَعلَها نوراً أَضاءَ الأَمصارَ والمَمالِكَ، أَحمَدُهُ تَعالَى بِما هوَ لهُ أَهلٌ مِنَ الحَمدِ وأُثنِي عَليهِ، وأُومِنُ بِهِ وأَتَوكَّلُ عَليهِ، مَنْ يَهدِهِ اللهُ فَلاَ مُضلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَاديَ لَهُ، ونَشهدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، ونَشهَدُ أَنَّ سيِّدَنا مُحمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، خَيْرُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى رَبِّهِ وامتَثل، ودَعا إِلَى هَجْرِ المَعاصِي والآثامِ مَا ظَهَرَ مِنها ومَا بَطَنَ، -صلى الله عليه وسلم-وعَلَى آلهِ البَررَةِ الأَطهارِ، وعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَديِهِ مِنَ المؤمِنينَ الأَخيارِ.    أَمّا بَعدُ، فَيا عِبادَ اللهِ:
     إِنَّ التّارِيخَ جُزءٌ مِنْ حَياةِ الأُمَمِ، وضَوءٌ يَستَرشِدُ بِهِ الإِنسَانُ فِي مَسيرَةِ حَاضِرِهِ واستِشرافِ مُستقْبلِهِ، فَقِراءةُ أَحداثِ المَاضِي مَا هِيَ إِلاَّ استِكشافٌ لِعَوامِلِ السُّموِّ والارتِقاءِ أَو التَّدهورِ والانحِدارِ، فَاكتِشافُ السُّنَنِ التَّارِيخيَّةِ وقَوانِينِ مُداوَلَةِ الأَيّامِ وأَحوَالِ الأُمَمِ تَجعَلُ الإِنسَانَ علَى وَعيٍ بِالمسَارِ الذِي يَتّجِهُ إِليهِ والغَدِ الذِي يَنتَظِرُهُ، لِذلِكَ حَفِلَ القُرآنُ بِآياتٍ مُطَوّلَةٍ تَتَحدَّثُ عَنْ أَخبَارِ السَّابِقينَ مِنْ أَنبِياءَ وأَقوامٍ، ومَا لَهُم مِنْ مَواقِفَ، ومَا آلتْ إِلَيهِ حَياتُهُم مِنْ رُقِيِّ ونَصْرٍ أَو انحِدارٍ وهَزِيمَةٍ. ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))(1). إِنَّ المَحَطَّاتِ المُهِمَّةِ فِي التّارِيخِ مَنَاراتٌ تُؤَرَّخ بِها الأَحدَاثُ، ويُحسَبُ مِنْ خِلالِها الزَّمانُ، وإِنْ كَانَ لِلمُسلِمينَ مِنْ وَقفَةٍ مَعَ التّارٍيخٍ فَأَوَّلًُ مَا يَنبَغِي أَنْ يَقفِوا عِندَهُ هوَ تَارِيخُ نَبِيِّهم وسَيرتُهُ -صلى الله عليه وسلم-، تِلكَ السِّيرَةُ التِي تُجَسِّدُ وَعيَ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم-بِعَناصِرِ الزَّمَنِ، وَعيَهُ بِالماضِي الذِي حَدّثَهُ القُرآنُ عنهُ، ووعيَهُ بِحَالِ قَومِهِ ومَا هُم علَيهِ، وكَذَلِكَ رؤيتَهُ الثّاقِبَةَ لِلمُستَقبَلِ والتِي تَستَنِدُ إِلى استِحضَارِ سُنَنِ التّارِيخِ ومَا فِيها مِنْ عِبَرٍ. وحَرِيٌّ بِنا أَيُّها المُؤمِنونَ ونَحنُ نَمُرُّ بِذِكرَى الهِجرَةِ النَّبويَّةِ أَنْ نَتَوقّفَ قَلِيلاً لِنقْرأَ دُروساً مِنْ تِلكَ المَرحَلَةِ فِي ضَوءِ واقِعنا المُعاصِر، فَحَدثُ الهِجرَةِ لَمْ يَكُنْ حَدثاً عَاديّاً أَو عَابِراً، بَلْ لَهُ أَثَرُهُ العَمِيقُ فِي مَسارِ التّارِيخِ، بِما حَمَلَهُ مِنْ مَعانٍ جَلِيلَةٍ، ودُروسٍ وعِبَرٍ عَظِيمَةٍ، لاَ تَنقَطِعُ دِلالَتُها، ولاَ يَجِفُّ يَنْبوعُها، فَهوَ حَدَثٌ يَتَجدّدُ ذِكْرُهُ فِي مَطْلَعِ كُلِّ عَامٍ، ليُجَدِّدَ المُسلِمُ مَعَهُ حَياتَهُ، فَيسعَى لِصَلاَحِ حَالِهِ، ويَجعَلَ يَومَهُ خَيراً مِنْ أَمسِهِ، وغَدَهُ خَيراً مِنْ يَومِهِ، وعَامَهُ الجَدِيدَ أَفضَلَ مِنْ عَامِهِ المَاضِي، فَيسعَى إِلى رِضَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ والتَّوبَةِ مِنَ الهَفواتِ والزَّلاَّتِ، وزِيادَةِ الهِمَّةِ والنَّشاطِ لفِعلِ الخَيراتِ، وتَحقِيقِ الأَهدَافِ والارتِقاءِ نَحْوَ حَياةٍ أَفضَلَ وسلوكٍ أَمثَلَ.
    أَيُّها المُسلِمونَ:
    إِنَّ مَا قَبْلَ الهِجرَةِ لَيسَ مَرحلَةً انتَهتْ مِنْ تَفكِيرِ المُسلِمينَ، ولَمْ يَكُنْ سُلوكُ الرَّسولِ فِيها سُلوكاً انتَهَتِ الأُسوَةُ فِيهِ أَو نُسِخَ العَمَلُ بِهِ، إِنَّما هوَ دَرْسٌ مِنَ الدُّروسِ ومَنهَجٌ مِنْ مَناهِجِ البِّناءِ، فَالرَّسولُ أَسوَةٌ وقُدوَةٌ فِي جَمِيعِ مَراحِلِ رِسالَتِهِ، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً))(2). فَالوعْدُ الإِلهيُّ لِنبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم-بِالنَّصرِ لَمْ يَكُنْ مَصدَرَ غُرورٍ لِلمُسلِمينَ، والثِّقَةُ بِما عِندَّهُم مِنَ الحَقِّ لَمْ يَكُنْ مَصدَرَ استِكبارٍ، والضَّعفُ الذِي كَانوا علَيهِ لَمْ يَكُنْ دَافِعَ عُنْفٍ، فَالحِكمَةُ كَانَت سَيِّدَةَ المَوقِفِ، والأَمَلُ والحِرصُ علَى شُيوعِ الخَيرِ هُوَ المُوجِّهُ لِلمؤمِنينَ، كَما أَنَّ مِنْ شَأنِ المُؤمِنِ أَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ اليَأسَ والتَراجُعَ، وأَنّهُ إِنْ حَقّقَ بَعْضَ مُرادِهِ لاَ يَعْرِفُ الغُرورَ، فَهوَ دائماً يَطْمَعُ لِما هوَ أَفضَلُ، ويُوقِنُ أَنَّ بِمقدُورِهِ أَنْ يُقَدِّمَ خَيراً مِمّا قَدَّمَ وأَنْ يُنْجِزَ أَكثَرَ، وهَذا شَأْنُ المُسلِمِ دائماً، فَرِسالتُهُ أُفقٌ لاَ حُدودَ لَهُ، وعَطاءٌ لاَ يَنتَهِي، ولَوْ كَانَ هُناكَ مَا لاَ يَرْضَىِ عَنهُ فَهوَ مُكَلَّفٌ بِالعَمَلِ والإِصلاَحِ، وإِنْ قُمتَ    -أَخِي المُسلِمَ- بِما يُثلِجُ صَدرَكَ ويُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلنّاسِ، فَلتَعلَمْ أَنّكَ قَادِرٌ علَى أَداءِ الأَفضَلِ، فمَا دامَ فِي الإِنسَانِ رَمَقٌ مِنْ حَياةٍ فَلَديهِ أَمَلٌ فِيما هوَ أَفضَلُ، ولَئنْ كَانَ القُرآنُ يَدْعو لِلتي هِيَ أَقوَمُ، فَإِنَّ الأَقومَ لاَ حَدَّ لأَعلاَهُ، أَمّا الواجِبُ فَحَدُّهُ الاستِطاعَةُ والقُدْرَةُ وبَذْلُ الوسْعِ. لَكِن الذِي قَدْ يَنْقُصُ البَعْضَ هوَ الصّبرُ والأَناةُ والحِكمَةُ، يَنقُصُه مَنهَجُ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-قَبْلَ الهِجْرَةِ ومَنهَجُهُ بَعْدَها، وهُما مَنهَجانِ مُتكامِلانِ، عُنوانُهُما الحِكمَةُ والمَوعِظَةُ الحَسَنةُ والجَدَلُ والدَّفعُ بالتِي هِيَ أَحسَنُ. لِيَبحَثَ كُلٌّ مِنّا فِي سُلوكِهِ ويُحاسِبَ نَفسَهُ، عِندَها يُدْرِكُ المُسلِمُ مَاذا تَعنِي الهِجرَةَ؟ وكَيفَ يَتَمسَّكُ بِالحَقِّ ويَصْبِرُ علَيهِ ويُوصِي بِهِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ ((وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) (3).
 فَاتَّقوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واستَلهِموا مِنَ الهِجْرَةِ مَبادِئَ تَستَنيرونَ بِها فِي حَياتِكُم، ومَنهَجاً تَبنونَ بِهِ مُستَقبَلَكُم.
  أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
  *** *** ***
  الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى
الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
  أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
  إِنَّ سَرْدَ أَحْداثِ الهِجْرَةِ أَمرٌ لاَ يَتَّسِعُ لَهُ المَقامُ، ويَنبَغِي علَى كُلِّ مُسلِم فَهْمُ سُنَنَ التَّارِيخِ وأَخْذُ الدُّروسِ والعِبَرِ مِنهُ، والاستِفادَةُ مِنْ جَوهَرِ الأَحداثِ وخَلْفِيّاتِها، وتَوظِيفُها فِي تَقْويِمِ سُلوكِنا وحَوادِثنا واستِثمارُ إِمكانَاتِنا. إِنَّ الهِجْرَةَ مَحَطَّةٌ لِلتَّفَكُّرِ لاَ لِلتَّذَكُّرِ فَحَسبْ، ولِلتّأسٍي لاً للتَّسلِّي، إِنَّها مَحَطَّةٌ لِتَقويمِ السُّلوكِ والأَخلاَقِ، فَإِنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-وعلَى الرَّغمِ مِمّا لاَقاهُ مِنْ أَعدَائهِ لَمْ يُؤثِرْ ذَلِكَ علَى خُلُقِهِ الرَّفِيعِ مَعَهُم وسُلوكِهِ القَويمِ فِي مُعامَلَتِهم، فَكلَّفَ قَبْلَ هِجْرَتِهِ أَقرَبَ النّاسِ إِليهِ ابنَ عَمِّهِ علَيَّ بنَ أَبِي طَالبٍ -كَرَّمَ اللهُ وَجهَهُ- بِأداءِ الأَماناتِ التِي كَانَتْ مَعَهُ -صلى الله عليه وسلم- عَمَلاً بِقولِهِ تَعالَى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)) (4) ، وقَولُهُ سُبحانَهُ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) (5).
  فَاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ-، وخُذوا مِنْ ذِكْرَى الهِجْرَةِ مَا يُزكِّي أَخلاَقكَم، ويُقوِّي أُخوَّتكَم واتِّحادَكُم.
  هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (6).
  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
  اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
  اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
  اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
  اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
  اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
  اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
  اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
  رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
  رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
  رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
  اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
  عِبَادَ اللهِ :
(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )).
(1) سورة يوسف / 111 .
(2) سورة الأحزاب / 21 .
(3) سورة العصر / 1-3 .
(4) سورة النساء / 58 .
(5) سورة المائدة / 8 .
(6) سورة الأحزاب / 56 .