((فَأَمَّا اليتِيمَ فَلا تَـقْـهَـرْ)) |
كتب قسم الخطب بدائرة الائمة والخطباء | |
30/03/2008 | |
خطبة الجمعة بتاريخ 27 ربيع الأول 1429هـ بسم الله الرحمن الرحيم ((فَأَمَّا اليتِيمَ فَلا تَـقْـهَـرْ)) الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَوصَى بِالإِحْسانِ إِلى الأَيْتامِ، وأَمَرَ لَهُمْ بِجَمِيلِ الرِّعايَةِ وحُسْنِ القِيامِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَجابَ مَنْ سأَلَ عَنِ اليَتامَى فَقالَ: ((قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ))(1)، وَنَهَى عَنْ قُرْبِ أَمْوالِهِم بِظُلْمٍ أَو ضَيْرٍ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبْدُاللهِ ورَسُولُهُ، وَجَدَهُ يَتِيماً فَآواهُ، وضَالاًّ فَأَرشَدَهُ وهَداهُ، وعَائلاً فَرَزَقَهُ وأَغنَاهُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أُولِي الإِحْسانِ والتَّكْرِيمِ، ورُعاةِ حُقُوقِ المِسكِينِ واليَتِيمِ، وعَلَى مَنْ سَارَ علَى نَهْجِهم المُستَقِيمِ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَوصَى بِالإِحْسانِ إِلى الأَيْتامِ، وأَمَرَ لَهُمْ بِجَمِيلِ الرِّعايَةِ وحُسْنِ القِيامِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَجابَ مَنْ سأَلَ عَنِ اليَتامَى فَقالَ: ((قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ))(1)، وَنَهَى عَنْ قُرْبِ أَمْوالِهِم بِظُلْمٍ أَو ضَيْرٍ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبْدُاللهِ ورَسُولُهُ، وَجَدَهُ يَتِيماً فَآواهُ، وضَالاًّ فَأَرشَدَهُ وهَداهُ، وعَائلاً فَرَزَقَهُ وأَغنَاهُ، -صلى الله عليه وسلم- وَعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أُولِي الإِحْسانِ والتَّكْرِيمِ، ورُعاةِ حُقُوقِ المِسكِينِ واليَتِيمِ، وعَلَى مَنْ سَارَ علَى نَهْجِهم المُستَقِيمِ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. أَمّا بَعْدُ، فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واعلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أَنَّ اللهَ قَدْ شَرَّفَكُم بِدِينٍ فِيهِ سَعادَتُكُمْ، وأَكْرَمَكُمْ بِمَنهَجٍ فِيهِ فَوزُكُمْ ونَجاتُكُم، دِينُ الرَّحْمَةِ والتَّكافُلِ والتَّناصُرِ، دِينُ الأُخُوَّةِ والتَّعاوُنِ والتَّآزُرِ، قَالَ تَعالَى: ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))(2)، دِينٌ سَعِدَتْ بِهِ البَشَرِيَّةُ، واستَراحَتْ بِرَوائِعِ تَشْرِيعاتِهِ الإِنسَانِيَّةُ، غَرَسَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنينَ مَبْدأَ التَّراحُمِ والإِحْساسِ بِبُنْيَةِ الجَسَدِ الواحِدِ، فَعَنْ رَسُولِ الإِسْلاَمِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: ((مَثَلُ المُؤمِنينَ فِي تَوادِّهِمْ وتَراحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ كَمَثلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ؛ إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى))، دِينٌ يُكْسِبُ أَتْباعَهُ تَلاَحُماً تَهُونُ مَعَهُ مَصائِبُ الحَياةِ الكَثِيرَةِ، ويَتَغلَّبُونَ بِهِ علَى تَقلُّبَاتِ الزَّمانِ الخَطِيرَةِ، فَقَدْ يُبتلَى بَعْضُ النَّاسِ بِالأَمْراضِ والمَصائِبِ والنَّكَبَاتِ، ابتِلاءً وامتِحاناً واختِباراً، علَى أَنَّ هَذِهِ الابتِلاءاتِ والامتِحاناتِ فِي المُجتَمَعِ المُسلِمِ يَهُونُ وَقْعُها، وتَخِفُّ وَطْأَةُ أَحزانِها وآلامِها، لأَنَّهُ مُجتَمَعٌ مُتكافِلٌ مُتراحِمٌ، يَقِفُ المُسلِمُ فِيهِ مَعَ أَخِيهِ فِي مُصَابِهِ، ويُعاوِنُهُ فِي حاجَتِهِ، ويُواسِيهِ فِي هَمِّهِ وغَمِّهِ، وهَكَذا عَاشَ المُسلِمونَ لاَ تُؤَثِّرُ فِيهِمُ المَصائِبُ، ولاَ تُزَعْزِعُهُمُ النَّكَباتُ والمَتاعِبُ، لأَنَّ الجَمِيعَ قَدْ تَكافَلُوا وتَناصَروا، وقَامَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِوَاجِبِهِ تِجاهَ غَيْرِهِ، كَمَا أَنَّ الإِسلاَمَ يَحُثُّ علَى مُساعَدَةِ غَيرِ المُسلِمِ لِكَونِهِ إِنْساناً. هَذا وإِنَّ مِمّا عُنِيَ بِهِ الإِسْلاَمُ رِعايَةَ اليَتِيمِ؛ فَلَقَدْ عُنِيَ الإِسلاَمُ بِأَمْرِ اليَتِيمِ عِنايَةً فَائِقَةً، فَأَمَرَ أَوَّلاً بِالعِنايَةِ النَّفْسِيَّةِ التِي تُخَفِّفُ عَنْهُ لَوعَةَ الفِراقِ، وتُزِيلُ عَنْ كَاهِلِهِ وَطْأَةَ الانْقِطاعِ عَنِ الأَبِ الحَانِي، فَجَعلَ خَيْرَ البُيوتِ بَيْتاً فِيهِ يَتِيمٌ قَدِ امتَزَجَ بِمَنْ فِيهِ مِنْ أَطْفالٍ، يَعِيشُ حَياتَهم، ويُشَاطِرُهُم حَنانَ والِدِهم، ويُشارِكُهُم لَعِبَهُم ومَرَحَهُم، فَعَنْ أَبِي هُريْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((خَيْرُ بَيْتٍ فِي المُسلِمينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِليهِ، وشَرُّ بَيْتٍ فِي المُسلِمينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِليهِ))، وَيذْهَبُ هَدْيُ الإِسلاَمِ أَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ؛ لِيُرشِدَ بِتَفصِيلٍ واضِحٍ إِلى كُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ تَوفِيرُ الأَمْنِ النَّفْسِيِّ لِلْيَتِيمِ، وإشْعَارُهُ بِالرِّعايَةِ والحَنانِ والإِحْسانِ والتَّكرِيمِ، قَالَ تَعالَى: ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ))(3)، بَلْ نَجِدُ القُرآنَ الكَرِيمَ يَجْعلُ الاعتِداءَ علَى نَفْسِيَّةِ اليَتِيمِ ضَرباً مِنْ ضُروبِ التَّكذِيبِ بِالدِّينِ، قَالَ سُبْحانَهُ: ((أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ )) (4). أَيُّها المُسلِمونَ: وإِلى جَانِبِ الرِّعايَةِ النَّفْسِيَّةِ لِلْيَتِيمِ حَثَّ الإِسلاَمُ ورَغَّبَ فِي رِعايَتِهِ مادِيّاً، بِتَوفِيرِ مَا يَحتاجُهُ مِنْ مَلْبَسٍ ومَأْكَلٍ ومَشْرَبٍ وسَائِرِ احتِياجَاتِ الحَياةِ، ويَتَعاظَمُ ثَوابُ كَافِلِ اليَتِيمِ إِذا جَعَلَ ذَلِكَ علَى نَفَقَتِهِ الخَاصَّةِ، قَالَ تَعالَى: ((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ))(5)، وقَالَ سُبْحانَهُ: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا))(6)، ولَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- قُدْوَةً فِي ذَلِكَ، فَقَدْ كَانَ يَضُمُّ الأَيتامَ إِليهِ، ويَجْعلُهُم كأَبْنائِهِ ومَنْ يَعولُ مِنْ أُسرتِهِ، وذَلِكَ كَما فَعَلَ بِأَولادِ أَبِي سَلَمةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الذِي مَاتَ عَنْ أَولاَدٍ صِغارٍ، وعَنْ زَوجَتِهِ الكَرِيمَةِ أُمِّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْها-، فَتَزَوَّجَها النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وقَامَ بِكَفالَتِها هِيَ وأَولاَدِها جَمِيعاً كَما يَكفُلُ أَولاَدَهَ وأَهلَ بَيتِهِ، والرِّعايَةُ المَادِّيَّةُ لِليَتِيمِ لاَ تَقْتَصِرُ علَى تَوفِيرِ مُتطلَّباتِ جَسَدِهِ، بلْ تَتَعدَّى ذَلِكَ إِلى رِعايَةِ مَالِهِ بِحِفْظِهِ وصِيانَتِهِ وعَدَمِ الاعتِداءِ علَيهِ، فَقَدْ جَاءَ الوَعِيدُ صَرِيحاً وغَلِيظاً علَى مَنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ استِغلاَلَ ضَعْفِ اليَتِيمِ بِأَكْلِ مَالِهِ والاستِيلاَءِ علَيهِ، قَالَ تَعالَى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً))(7)، فَفِي هَذا الوَعِيدِ مَا يَكفِي زَاجِرًا لِمَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ التَّفرِيطَ فِي أَموالِ اليَتامَى؛ إِذْ لاَ طَاقَةَ لأَحَدٍ بِعذابِ اللهِ تَعالَى الذِي رَتَّبَهُ علَى فِعلِ ذَلِكَ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ)) قَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ ومَا هُنَّ؟ فَذَكَرَ مِنْها: ((أَكْلَ مَالِ اليَتِيمِ))، بلْ إِنَّ الإِسلاَمَ سَدَّ فِي سَبِيلِ ذَلِكَ كُلَّ سَبَبٍ قَدْ يُؤَدِّي إِلى هَضْمِ حَقِّ اليَتِيمِ فِي مَالِهِ، كَضَمِّ مَالِهِ إِلى مَالِ وَلِيِّهِ؛ لِيَتَمكَّنَ بِذلِكَ مِنْ أَكْلِ جُزْءٍ مِنْ مَالِ اليَتِيمِ، قَالَ تَعالَى: ((وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً))(8)، بلْ أَمَرَ سُبْحانَهُ بِالمُحافَظَةِ علَى أَموالِ اليَتامَى وصِيانَتِها إِلى أَنْ يأْنَسَ القَائِمُ علَيها رُشْداً مِنْ أَصْحابِها، فَعِندَئذٍ يَدفَعُها إِلَيْهِم، قَالَ سُبْحانَهُ: ((وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً))(9). أَيُّها المُؤمِنونَ: لَقَدْ تَحَرَّجَ الذِينَ عِنْدَهُم أَيتامٌ مِنْ أَصْحابِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ سَمِعوا هَذِهِ القَوارِعَ والنُّذُرَ، فَعَزَلوا طَعامَ الأَيتامِ وشَرابَهُم، فَصاروا يَأْكُلونَ مُنفَرِدِينَ، ويَعِيشُونَ مُنعَزِلِينَ، وامتَنَعَ آخرونَ مِنْ كَفالَةِ اليَتِيمِ تَعَفُّفاً، وكَانَ هَذا مَوضِعَ حَرَجٍ آخرَ لَهُم، لأَنَّ عَزلَ اليَتِيمِ وفَصلَهُ عَنْ أَترابِهِ مِنَ الأَطْفالِ لَهُ الأَثَرُ السَّيِّءُ فِي تَربِيَتِهِ، فَسأَلوا رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَنَزلَ القُرآنُ مُجِيباً لَهُم، قَالَ تَعالَى: ((وَيَسْـأَلُونَكَ عَنِ ?لْيَتَـ?مَى? قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْو?نُكُمْ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ ?لْمُفْسِدَ مِنَ ?لْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء ?للَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ ?للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))(10)، ولَقَدْ رَفَعَ الحَرَجَ بِتَوجِيهٍ عَمِيقٍ وهَدَفٍ عالٍ عِنْدَما قَالَ: ((قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ)) إِذِ الغَايَةُ هِيَ إِصلاَحُ اليَتِيمِ، بِكُلِّ مَا يَشْمَلُهُ لَفْظُ الإِصْلاَحِ، ومَا تَتَّسِعُ لَهُ مَعانِيهِ مِمّا يَتَعلَّقُ بِشَخْصِ اليَتِيمِ، ثُمَّ قَالَ سُبْحانَهُ: ((وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْو?نُكُمْ)) أَي إِنَّهُم إِخوانُكُم، وشَأْنُ الأُخُوَّةِ المُساواةُ والمُخالَطَةُ فِي الكَسْبِ والمَعاشِ، إِنَّها مُخالَطَةٌ صَادِقَةٌ مَبْنِيَّةٌ علَى المُسامَحَةِ وانتِفاءِ مَظِنَّةِ الطَّمَعِ، أَمّا إِذا فَسَدَتِ النَّوايا واستُغِلَّ ضَعْفُ اليَتِيمِ وقِلَّةُ إِدرَاكِهِ، فَقَدْ جَاءَ الوَعِيدُ: ((وَ?للَّهُ يَعْلَمُ ?لْمُفْسِدَ مِنَ ?لْمُصْلِحِ)). هَذا وإِنَّ تَعالِيمَ الإِسلاَمِ فِي مَالِ اليَتِيمِ لاَ تَقْتَصِرُ علَى المُحافَظَةِ علَيْها مِنَ الاعتِداءِ والنَّقْصِ، بلْ إِنَّهُ يَحُثُّ علَى استِثمارِها وتَنْمِيَتِها؛ حتَّى لاَ تَستَهلِكَها الزَّكاةُ ومُتَطلَّباتُ الحَياةِ، فَقَدْ وَرَدَ في الأَثَرِ عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: ((اتَّجِروا فِي أَموالِ اليَتامَى لاَ تأْكُلها الزَّكاةُ))، وفِي رِوايَةٍ: ((أَلا مَنْ ربَّى يَتِيماً لَهُ مَالٌ فَلْيَتَّجِرْ بِهِ، ولاَ يَتْرُكْهُ حتَّى تَأكُلَهُ الصَّدقَةُ))، علَى أَنَّهُ يَجِبُ علَى وَلِيِّ أَمْرِ اليَتِيمِ أَنْ يَخْتارَ لاستِثمارِ أَموالِهِ مَجالاً مأْموناً ومَشْروعاً، فَإِنَّها أَمانَةٌ فِي يَدِهِ، مَسؤولٌ عَنْها أَمامَ اللهِ تَعالَى، ولاَ يُقْدِمَ علَى شَيءٍ مِنْ ذَلِكَ حتَّى يَستشِيرَ مَنْ لَهُم خِبْرَةٌ ودِرايَةٌ فِي مَجالِ الاستِثْمارِ وتَنْمِيَةِ الأَموالِ. هَذا وإِنَّ مِنْ مَظاهِرِ الخَطَأِ والجَهلِ أَنْ تُحبَسَ تَرِكَةُ المَيِّتِ فَلاَ تُقْسَم؛ بِحُجَّةِ أَنَّ فِي الوَرثَةِ أَيتاماً، فَتَرَى الأَموالَ تَذْهَبُ، والمَزروعاتِ تُهْمَلُ وتَموتُ، والعَقاراتِ تَخرَبُ وتُهْجَرُ، والنُّقودُ تُجَمَّدُ، بِعِلَلٍ واهِيَةٍ، وحُجَجٍ مِنَ الحَقِّ خَالِيَةٍ، يَتَوَهَّمُ أَصْحابُها أَنَّ قِسْمَةَ المِيراثِ مَظْهَرٌ مِنْ مَظاهِرِ الفُرقَةِ، وصُورةٌ مِنْ صُوَرِ التَّقاطُعِ، والحَقُّ أَنَّ الفَرائضَ مَعلُومَةٌ، والأَنصِبَةَ فِي التَّرِكاتِ مَقْسُومَةٌ ومَحْسُومةٌ، ولَيسَ هُناكَ مُبَرِّرٌ شَرعِيٌّ لِتأْخِيرِ قِسْمَةِ التَّرِكَةِ حتَّى يَبلُغَ الصَّغِيرُ، أَو تَخْرُجَ المُعتدَّةُ مِنْ عِدَّتِها أَو تَتزوَّجَ البِنْتُ إِلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآجالِ التِي مَا أَنْزلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ، إِنَّ فِي مِثلِ هَذِهِ التَّصرُّفاتِ مِنَ المَحاذِيرِ مَا لاَ يَخْفَى علَى العُقلاءِ، ولاَ يَغِيبُ عَنِ نَظَرِ النُّبهاءِ، فَرُبَّما أُنكِرتِ الحُقوقُ فِي التَّرِكاتِ بِمُضِيِّ الأَيّامِ، ورُبَّما أُُهْدِرَتْ وخَرِبَتْ بَعْضُ الأَموالِ بِكَرِّ السِّنِينِ والأَعوامِ، فَبأَيِّ حَقٍّ يُحْرَمُ وَارِثٌ مِنْ نَصِيبٍ وَجَبَ لَهُ بِمَوتِ مُوَرِّثِهِ؟ أَمْ بِأَيِّ دَلِيلٍ تُعَطَّلُ الأَموالُ لِيَكْبُرَ الصَّغِيرُ؟ بلْ قَدْ يَصِلُ الأَمْرُ إِلى مَوْتِ بَعْضِ الوَرثَةِ لِيَنْضَمَّ وَرَثَةٌ جُدَدٌ إِلى قَائِمةِ المُنتَظِرينَ؛ فَإِنّا للهِ وإِنَّا إِليهِ راجِعُونَ. فاتَّقوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وأدُّوا مَا أَوجَبَ اللهُ علَيكُم فِي شأْنِ اليَتامَى وأَموالِهم، فإِنَّهم أَبْناؤُكم وأَمانَةٌ فِي أَعناقِكُم. أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ. *** *** *** الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ اليَتِيمَ هوَ طِفْلُ اليَوْمِ، وهُوَ رَجُلُ الغَدِ، وسَتَكونُ سُلُوكِيَّاتُهُ المُستَقبليَّةُ أَسِيرةَ التَّربِيَةِ التِي تلَقّاها فِي صِغَرِهِ، فَإِذا أَخَذَ اليَتِيمُ حَظَّهُ مِنَ التَّربِيَةِ السَّلِيمَةِ فِي صِغَرِهِ أَيْنَعَتْ ثِمارُها وارِفَةً فِي غَدِهِ علَى مُجتَمَعِهِ، لِذَلِكَ لاَ عَجَبَ أَنْ نَجِدَ ذَلِكَ الاهتِمامَ المُبكِّرَ بِرِعايَةِ الأَيتامِ فِي الإِسلاَمِ، ومِنْ مَظاهِرِ إِكرامِ اليَتِيمِ أَنْ يَحْرِصَ مَنْ كَفَلَهُ علَى تأْدِيبِهِ ورِعايَتِهِ كَما يَفْعَلُ مَعَ وَلَدِهِ، فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الإِمامِ علِيٍّ -كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ- أَنَّهُ قَالَ: ((أدِّبِ اليَتِيمَ مِمّا تُؤَدِّبُ بِهِ وَلَدَكَ، واضرِبْهُ مِمّا تَضْرِبُ بِهِ وَلدَكَ))، وهَذا نَبِيُّ اللهِ زَكَريّا -علَيهِ السَّلاَمُ- يُتابِعُ السَّيدةَ مَريمَ ويُراقِبُها، ويَسألُها عَنِ الرِّزقِ الذِي وَجَدَهُ عِنْدَها، قَالَ تَعالَى: ((فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ))(11)، وإِذا كَانَ كَافِلُ اليَتِيمِ فِي مَقامِ والِدِهِ، فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِكُلِّ مَا يُؤْمَرُ بِهِ الوالِدُ مِنْ تَربِيَةٍ حَسَنةٍ وتَنشِئةٍ سَلِيمَةٍ مُتقَنَةٍ، علَى مَكارِمِ الأَخلاَقِ وجَمِيلِ الصِّفاتِ، يُعلِّمُهُ ما يُصلِحُ دِينَهُ ودُنياهُ، وَما يَضْمَنُ لَهُ السَّلاَمَةَ فِي دُنْياهُ وأُخْراهُ، ولَئنْ كَانَ اليَتِيمُ قَدْ فَقَدَ أَباهُ فَإِنَّهُ قَدْ يَكونُ نَاعِماً بِحَياةِ أُمِّهِ، وكَمْ أَثبَتَتْ أُمَّهاتٌ فِي تَربِيَةِ أَولاَدِهِنَّ ما عَجِزَ عَنْهُ كَثِيرٌ مِنَ الرِّجالِ، ولاَ رَيْبَ أَنَّ وَظِيفَةَ الأُمِّ فِي عَملِيَّةِ تَربِيَةِ الوَلَدِ عَمِيقَةُ الأَثَرِ، فَهِيَ التِي تَرعاهُ وتُعلِّمُهُ وتُجِيبُ عَنْ أَسئلَتِهِ مُنْذُ الصِّبا، وفَاعلِيَّةُ الأُمومَةُ وقُوَّتُها مُرتَبِطتانِ بِقُوَّةِ إِيمانِها بِاللهِ عَزَّ وجَلَّ وبِتَحرِيرِ إِرادَتِها وتَمامِ عِلْمِها بِما لَها ومَا علَيْها، يَدفَعُها فِي ذَلِكَ خَوفُها مِنْ رَبِّها إِنْ فَرَّطَتْ فِي واجِبها، وتَرجُو وَجْهَهُ الكَرِيمَ فَتَنْبَرِي لإِتقانِ وَظِيفَتِها، لِتَخريجِ أَجيالٍ ذَاتِ رِسالَةٍ وفَاعِليَّةٍ فِي بِناءِ مُستَقبَلِ الأُمَّةِ. فاتَّقوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، واحرِصُوا علَى رِعايَةِ الأَيتامِ وتَربِيَتِهم علَى مَعالِي الأُمورِ وما يُصلِحُ دِينَهُمْ ودُنياهُم، تَرقَى بِذلِكَ مُجتَمعاتُكم ويَعلُو فِي النَّاسِ شَأنُكُم. هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا )) (12). اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. عِبَادَ اللهِ :(( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ )). (1) سورة البقرة / 220. (2) سورة المائدة / 2. (3) سورة الضحى / 9 . (4) سورة الماعون / 1-2 . (5) سورة البقرة / 215 . (6) سورة الإنسان / 8-9 . (7) سورة النساء / 10 . (8) سورة النساء / 2 . (9) سورة النساء / 6 . (10) سورة البقرة / 220. (11) سورة آل عمران / 37 . (12) سورة الأحزاب / 56 . |